أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد حمدان - حوار أملاه الحاضر 10 الشريعة وتطبيق الحدود ملك اليمين والمجتمع















المزيد.....


حوار أملاه الحاضر 10 الشريعة وتطبيق الحدود ملك اليمين والمجتمع


عبد المجيد حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 20:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حوار أملاه الحاضر 10
الشريعة وتطبيق الحدود ملك اليمين والمجتمع
قلنا في حوارنا السابق أن الشرع أحل للرجل امتلاك المرأة ، كملك يمين ، بنتا صغيرة كانت ، أم أنثى ناضجة ، أو حتى عجوزا امتص الزمن آخر نسغ في عروقها ، بذات الطريقة التي يتملك بها شاة ، أو نعجة ، أو ناقة أو فرسا ، أو حتى دلو ماء . لا فرق ، من حيث الحقوق ، بين هذه وتلك . والفرق الفعلي قائم في حقه بمعاشرتها معاشرة الزوجة ، لكن دون عقد للزواج ، أو توفر شرط من شروطه . وقبل أن نبدأ حوارنا ، بادرني محاوري بالسؤال : ما سر اهتمامك بمسألة – الإماء وملك اليمين – غدت منذ زمن في بطن التاريخ ؟ وأضاف : أنت تعرف أنه لم يعد لظاهرة الإماء من وجود ، ومنذ قرابة نصف قرن ، أو يزيد ، في مجتمعاتنا . زالت هذه الظاهرة بزوال العبودية . وأعاود السؤال : لماذا النبش في ركام الماضي ؟ لماذا الانشغال بأمر لم يعد قائما ، اختفى ولن يعود ؟ قلت : للأمر صلة عميقة بما نحن فيه . فأنا أحاول أن أفهم طبيعة مجتمع المدينة خصوصا ، والحجاز عموما ، الذي تقرر فيه محتوى المخالفات ، ومن ثم تحديد العقوبات لها والتي تعرف بالحدود . قال : لكن ما للمجتمع ، تركيبته وظروفه وعلاقاته ، وما نحن فيه ؟ قلت : انظر للعالم من حولك . أنت ترى أن المجتمعات ، تركيبتها ، علاقات شرائحها وأعضائها ، نشاطاتها المتنوعة ، هي من قرر وارتضى منظومة القيم والمثل التي تنظم حياتها . المجتمعات ، ودرجات تطورها ، هي من حدد محتويات ، وقرر معاني ، الأشياء . هي من أجرت عمليات الفرز وصنفت هذا مقبول وهذا مرفوض . هذا طيب وذاك سيء . هذا جميل وذاك قبيح . هذا مستحب وذاك مرذول . هذا خير وذاك شر . هذا صواب وذاك خطأ . هذا مقبول وذاك مكروه . وهذه خطيئة وتلك فضيلة . وهذا حلال وذاك حرام . وهذا الحرام يوجب ارتكاب خطيئته فرض عقوبة . عقوبة تتدرج صعودا مع تدرج ذلك الحرام ، وتلك الخطيئة التي ارتكبت . قال : حتى الآن لم أفهم ما علاقة كل ذلك بما نحن فيه . فالحدود وعقوباتها نزلت من السماء ، ولم يخطها البشر . أما نحن فينحصر دورنا في تطبيقها ، ولا دور لنا غير ذلك . قلت : سأتفق معك مؤقتا ، لأسألك : ألم تنزل الحدود على مجتمع كان قائما ، وإن كان قد بدأ يتغير ؟ وألم يكن مطلوبا من ذلك المجتمع تطبيقها ، لأن فيها صلاح أمره ؟ قال : بلى . ذلك صحيح . قلت : وهل كان فيها ما يناقض ، أو يتعارض ، مع ما هو متفق عليه في منظومة قيمه ، وبالتالي لم يستفز الناس لمناهضة ، أو مقاومة ، تطبيق تلك الحدود ؟ أم أن الناس تقبلوها ، وارتضوا تطبيقها ، وهي قد أتت بما لم يعرفوه ولم يألفوه ، أو بما هومتجاوز لما استقرت عليه أعرافهم ؟ قال : نعم هو صحيح أن ما جاءت به الحدود جاء مقاربا لما عرفوه وألفوه ، أو لم استقرت عليه أعرافهم ، ومع ذلك ما زلت لا أفهم علاقة كل ذلك بمسألة الإماء ، التي كما سبق وأشرت غدت في ذمة التاريخ ؟ .
التراث هل فيه ما يخجل ؟ :
قلت : نحن ما زلنا نتحدث في تطبيق حد الزنا . وأظننا اتفقنا على أن زنا الإماء ، إن جاز لنا تسميته هكذا ، لم يحظ بأي اهتمام في التنزيل ، إلا في آية واحدة ـ ولحالة خاصة واحدة ، أشرنا لها في الحلقة السابقة . وقد يفهم ، من تجاهل التنزيل هذا ، أن الإماء لم يكن يمارسن فعل الزنا - الجماع - مع غير مالكيهن . ذلك مع أن الآية المعنية بالحالة الخاصة ، أشارت بوضوح أن ذلك لم يكن يحدث فقط ، ولكنه ظل دائم الحدوث . وأسألك : هل تظن أنت أن زنا الإماء ، وما كن ينشرنه من فاحشة ، قد توقف بعد أن حدث ما حدث من إصلاح للمجتمع الإسلامي ؟ قال : أظن ذلك ، بل وأؤكد أن ذلك ما حدث فعلا . قلت : وإلام استندت ؟ فليس هناك في التراث غير التجاهل لهذه المسألة ؟ قال : استندت إلى منطق الأشياء . أليس هذا ما يفرضه المنطق ؟ قلت : وهذا بالتحديد ما أسعى إلى معرفته . والمنطق الذي يفرضه غياب أحكام زنا الإماء يقول أن حال ما قبل الإسلام استمر بعده . ومع ملاحظة أن عددهن زاد كثيرا ، وأن نسبتهن لمجموع النساء تضاعفت أكثر من مرة . قال : هذا غير صحيح . وأسألك في المقابل : إلام استندت أنت في حكمك هذا ؟ قلت : تعال نعود إلى البداية .
في منهاج التعليم المقرر لجماعة الإخوان المسلمين ، هناك كتاب مقرر في السيرة النبوية اسمه " الرحيق المختوم " لكاتبه الشيخ صفي الرحمن الماركفوري . والكتاب بحث قدمه الشيخ ضمن مسابقة صادرة عن المؤتمر الإسلامي ، وفاز بالجائزة الأولى ، ومقدارها 80 ألف ريال سعودي ، ناوله إياها أمير سعودي ، وصدر هذا البحث في كتاب العام 1976 . في مقرر الإخوان هذا ، يقول الشيخ صفي ، وهو هندي من ولاية آتر براديش ، وأستاذ في الجامعة السلفية – الهند ، في مبحث الحالة المجتمعية لمكة قبل الإسلام ، أن الرذيلة كانت منتشرة في ذلك المجتمع ، و" كانت فاحشة الزنا سائدة في جميع الأوساط .....إلا أفرادا من الرجال والنساء " ، الذين كانت أنفسهم تأبى هذه الرذيلة ، " وكانت الحرائر أحسن حالا من الإماء والطامة الكبرى هي الإماء " ص50 . ثم يقول عن المجتمع الإسلامي الذي بناه النبي بعد ذلك وفي ص212 :" بمثل هذا استطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يبني في المدينة مجتمعا جديدا أروع وأشرف مجتمع عرفه التاريخ ، وأن يضع لمشاكل هذا المجتمع حلا تتنفس له الإنسانية الصعداء بعد أن كانت تعبث في غياهب الزمان ودياجير الظلمات " . وبحثت في ثنايا هذا الكتاب ، وفي غيره من كتب التراث ، عن الكيفية ، أو حتى إشارة لهذه الكيفية ، التي تعامل بها الإسلام مع " الطامة التي شكلتها الإماء " ، وتجاوزت بها – الكيفية أو الوسائل والآليات والأدوات ...الخ - هذه " الطامة " ، وليبني " أروع وأشرف مجتمع " عرفه التاريخ ، فلم أعثر على شيء . وسؤالي : هل تعتقد أن هؤلاء المستباحات ، الذي شكل سلوكهن طامة للمجتمع ، قد زالت عنهن ، وبعد مضاعفة أعدادهن ونسبتهن في المجتمع ، وضعية الاستباحة ، لمجرد أن المستبيحين دخلوا دوحة الإسلام ؟ وهل تحولن هن من العبث إلى العفاف ، بمجرد أن دخل نور الإسلام في القلوب ؟ قال : لا بد أن ذلك قد حصل . لأن مثل هذا الشيخ ، وقدرته على البحث ، وكم المراجع التي استند لها ، لا يضع بين أيدينا إلا الحقيقة . قلت : رغم أنني لم أر في بحث هذا الشيخ شيئا مما تقول ، ولأنني لست بصدد مناقشة كتابه هذا ، المقرر عليكم من دون كتب السيرة الأخرى ، ومن واقع ما لمسته في هذا الكتاب ، أسألك : هل ترون في مسألة الإماء ، أو ملك اليمين ، من بين مسائل أخرى عديدة ، ما تعتبرونه عيبا ، قد يصيب الدين ، أقولها بعبرة مخففة ، بما يخجل المسلم ، أو بما لا ترضونه ؟ قال : أعوذ بالله كيف يخطر بذهنك ، أو بذهن غيرك ، مثل ذلك ؟ أنت تعرف أن ديننا نقي من ، ومنزه عن ، أي عيب . وحاشا لله أن يظن أحد غير ذلك . قلت : إذن كيف تفسر ظاهرة إنبراء عدد ممن يصفون أنفسهم بالمفكرين ، بمحاولة تبرئة الدين مما عرف بمسألة ملك اليمين ، ومنهم صفي الرحمن هذا ؟ قال : في الحقيقة لم أسمع عن ذلك ، ولم أقرأ لأحد ممن تزعم أنهم تناولوا هذا الموضوع مؤخرا .
المهزلة :
قلت : أظنك سمعت بتلك الحادثة التي وقعت في مصر – وكثير من العجائب تقع فيها كل يوم - وهي عقد زواج على طريقة ملك اليمين . قال : في الحقيقة لم أسمع . قلت : الحادثة نقلها التلفزيون ، واستفزت مدافعين عن الدين ، منهم الدكتور المهندس عدنان الرفاعي . وتحت عنوان : " مهزلة أحكام العبيد وملك اليمين " ، كتب مداخلة مطولة فحواها ، كما يشير العنوان ، أن مسألة ملك اليمين ليست غير خطأ تاريخي معيب ، تسبب فيه الفقهاء والمفسرون . قال : مرة أخرى آسف أن أقول أنني لم اسمع ولم أقرأ شيئا مما تقول . قلت : لا تنزعج فذلك لا يعيبك . ولكن لأن المداخلة طويلة ، سأقتبس منها بعض الفقرات الخاصة بملك اليمين ، والتي توضح ما ذهب إليه الكاتب : يقول في مقدمة المداخلة : " جذر المشكلة يكمن في موروثنا الفقهي والتفسيري لهذه المسألة والذي يحمل أحكاما ينقضها كتاب الله تعالى والعقل والمنطق ، مما يعطي أصحاب الشهوات حيثيات التلاعب بالشهوات والقيم النبيلة " . ثم يقول : " المفهوم التاريخي لملك اليمين – كما طرح فقهيا – مفهوم باطل ولا علاقة له بمنهج كتاب الله تعالى لا من قريب ولا من بعيد " . ولماذا هو مفهوم باطل ؟ لأنهم " في فقهنا وتفاسيرنا قالوا : تسبى النساء في الحروب ، ويتحولن إلى ملك يمين ، يتم وطؤهن دون عقد نكاح على الرغم من أنوفهن ، حتى المتزوجات منهن ، ويتم بيعهن وشراؤهن كالحيوانات ، وباستطاعة مالكهن أن يبيع وطأهن لغيره ، مع بقاء خدمتهن للمالك ، وما يلدن من غير المالك هم عبيد للمالك ذكورا كانوا أم إناثا ، ووضعوا تشريعات خاصة بهذه المسألة ، بحيث يستطيع الرجل أن يطأ العدد الذي يريد من النساء تحت مظلة ملك اليمين ، وبحيث يخرج من يزني بملك يمين عن أحكام الزنا التي شرعها الله تعالى في كتابه الكريم ، وبالتالي يستثنى –بذلك – ملك اليمين من الأحكام التي يحملها كتاب الله – القرآن الكريم – " . ويتابع القول :" وذهبوا إلى أن عورة المملوكة تختلف عن عورة الحرة ، فعورة المملوكة ( عندهم ) أشبه بعورة الرجل ( من السرة إلى الركبة ) ، ووضعوا أحكاما في ذلك لا يقبلها عقل ولا تستسيغها فطرة نقية لأي إنسان مهما كان معتقده " . ويقول أيضا :" باختصار شديد العبيد وملك اليمين – من منظار التشريعات الوضعية التي لُبِّست ظلما للإسلام – هم خارج إطار الإنسانية ، وخارج أحكام الله تعالى " . بعد ذلك وبالاستناد للعديد من الآيات ، بعد أن يضربها مشطا في بعضها ، يعمد الكاتب إلى تفنيد وتخطئة من سبقوه من الفقهاء والمفسرين ، على طول التاريخ الإسلامي ، وليصل إلى حكم قطعي يقول " أن امتلاك الأمة – بدفع ثمنها – لا يعطي المالك حق وطئها كما قال الفقهاء والمفسرون . وأن ما استندوا إليه من أقوال عن النبي والصحابة لا يعدو كونه مجرد تلفيق في تلفيق . كما ويؤكد أن امتلاك الإماء لا يكسر قاعدة عدم تجاوز الزوجات الأربعة . ويفسر حقيقة معنى المملوك بأنها " علاقة ولاية مادية خيرة " وتتعلق بالرزق . يقول : " المملوك ملك يمين ، مملوك بمعنى واقع تحت إشراف المالك ورعاية وتربية وإنفاق ، ولسبب مادي يتعلق بالرزق ، ولا شيء غير ذلك ".
قلت لمحاوري : ما رأيك فيما سمعت ؟ قال : في الحقيقة هذا جديد على سمعي ، وهو ما يمكن وصفه بأكثر من خطير . قلت : خجلان أن تقول جاء يكحلها عماها ؟ قال : نعم هي كذلك . فلو اتفقنا معه أن كل الفقهاء والمفسرين الذين سبقونا ، وكثيرون منهم ما زالوا معنا ، قد أخطأوا في هذه المسألة الخطيرة ، وتكرر خطأهم هذا جيلا بعد جيل ، فإن سؤالا يفرض نفسه : ترى ألم يخطئوا في سائر المسائل الأخرى ؟ كيف نطمئن إلى أن الأحكام الأخرى صحيحة ؟ يا رجل هذا شخص جاء يدافع عن الدين فإذا به ينسفه نسفا ومن أساساته . قلت : أوافقك فيما قلت . وتعال ننتقل إلى من هو أعلم من هذا الرفاعي ، إلى الأستاذ الشيخ جمال البنا .
مع البنا :
قلت لمحاوري : لا بد أنك سمعت بِ ، وقرأت للشيخ جمال البنا ، ابن أخ مؤسس حركة الإخوان ، الشيخ حسن البنا . قال : في الواقع سمعت به ، ولكن لم أقرأ له شيئا . قلت : آسف ، لقد نسيت أنكم لا تقرأون لمن هو من خارج الجماعة . ورغم اعتراضه واصلت : هو يا سيدي محسوب على ، أو يوصف بأنه من ، أصحاب الفكر المتنور ، ومجدد ، يحاول أن يصنع مواءمة بين الفكر الإسلامي ومتطلبات العصر ، ومن ثم يحاول تنظيف الإسلام مما علق به من عوالق . اعترض محاوري مجددا ، نافيا ، في مداخلة مطولة ، وجود أي شكل من أشكال العوار في دعوات أي من الإخوان المسلمين ، أو السلفيين ....الخ . قلت : ليس هذا موضوع حوارنا الآن . ما يهم أن الشيخ جمال البنا كتب مسلسلا من ثلاث حلقات ، تحت عنوان ملك اليمين ، في جريدة المصري اليوم ، في شهر سبتمبر ، أيلول الماضي . المقالات أو الحلقات ، خصصها للدفاع عن فكرة تملك الرجل للمرأة ، والتسري بها ، إضافة لموضوع العبيد وحقوقهم في الإسلام . وأضفت : لأنك لم تقرأ المقالات ، سألخص لك ما جاء فيها بشأن ملك اليمين ، ثم نناقشها فقرة فقرة . أشار بالموافقة ، كمن يقول : لنرى آخرتها لوين – إلى أين - .
قلت : في المقال الأول ، المنشور في عدد 5 / 9 / 2012 كتب يقول : " الفكرة الأساسية في الموضوع أن الإسلام أقام قناة موازية للزواج تضم " ما ملكت أيمانكم " وتنشئ علاقة جنسية مشروعة بمعنى أنها لا تكون زنا ويطلق الفقهاء على من يتزوج بهذه الطريقة " تسرى بِ " وليس " تزوج بِ " ، وبهذا أحل المجتمع من مشكلة كبرى من مشاكله " . ثم ينتقل الشيخ البنا للحديث عن الرق ، ووضعه في الإسلام ، وليختم بأشكال الزواج التي كانت قائمة في الحجاز قبل الدعوة الإسلامية . وسألت محاوري : ما رأيك في قول البنا عن ما وصفه بالفكرة الأساسية والقناة الموازية للزواج وحل مشكلة مشاكل المجتمع . قال : ليس عندي ما أقوله سوى الموافقة على ما قال . قلت : ولكن هل كان الإسلام صاحب هذه الفكرة ؟ ألم يكن هذا النظام قائما في الحجاز قبله ؟ وأليس أن كل ما فعله الإسلام أن وافق على ما كان قائما ومعمولا به ، قبله وشرعنه ؟ قال : حتى لو كان الأمر كما تقول فإن قبول الإسلام له ، وتنظيمه في تشريعات ، ينقله إلى طور جديد ، أي يجعله إسلاميا ، بغض النظر عما كان عليه قبل ذلك . قلت : مع أن نقل ، وتبني فكرة ، عن مفكر ما ، لا يجعل الناقل صاحبا لها ، ومع أن القانون الآن يحمي ملكية الإبداع ، أسألك : هل معنى ما تقول ، وما قال البنا ، أن مجتمع ما قبل الإسلام ، الذي نصفه بالجاهلية ، فكر ووجد حلا لمشكلة ، بهذه الضخامة ، من مشاكل المجتمع ، متمثلا بقناة موازية للزواج ؟ والسؤال الأهم : ألا يقدم مثل هذا القول تبريرا لِ ، وألا يضفي مشروعية قانونية ، إلهية على ، الرق والاسترقاق ؟ ثار محاوري صائحا : ما هذا الذي تقول ؟طبعا هو لا يفعل ذلك . ومن جديد انهال علي بمحاضرة مطولة عن معالجة الإسلام لموضوع الرق ، والخطوات التي لو اتبعت لأفضت إلى خلاص البشرية منه وفي وقت مبكر ، أي من مئات السنين . قلت : سأتجاوز سيل المتناقضات في كلامك ، لأننا سنفرد لموضوع الرق حلقة حوار قادمة ، وربما أكثر من حلقة ، ولنعد إلى البنا .
قلت : بدأ البنا مقاله الثاني عدد 12 / 9 بالحديث عن مصاعب الزواج في مصر اليوم ، منتهيا إلى القول :" لهذا كان على الإسلام أن يضع نظاما جديدا شاملا لوسائل التواصل الجنسي ، والعلاقة بين الرجال والنساء بحيث يغطي كل الاحتياجات متضمنا الصور المختلفة لمن يطلق عليهم الجواري ، ويوضح الطرق المختلفة لوسائل التواصل الجنسي وهذا النظام يقوم على ثلاثة أسس ..... 1 – المساواة التي هي سمة الإسلام وطبيعته 2- القضاء على فكرة أن العبد لا شخصية له ولا عقل ولا قلب .... 3- أن تكون العلاقة بين السيد والعبد علاقة عمل .... ومن هنا جاءت " ما ملكت أيمانكم " فالأيمان " الأيدي " لا تملك إلا العمل وعلى هذا تتغير الصورة كلية " . وسألت محاوري : ما رأيك في هذا القول ؟ قال : كما سبق وقلت ليس عندي غير أن أوافقه . قلت : وهل كان هذا النظام لوسائل التواصل الجنسي ، كما قال ، نظاما جديدا وشاملا ؟ سكت محدثي فأضفت : ألا يدخل مثل هذا القول في باب الكذب البواح ؟ أليس هذا دجلا وتدجيلا على الناس ؟ قال صارخا : لا أسمح لك . قلت : وعن تغطية الاحتياجات ، عن أي احتياجات يتحدث ؟ هل احتياجات الرجل ، الذي لا يشبعه شيء هي احتياجات المجتمع ؟ وماذا عن احتياجات المرأة ، الجارية هنا ، التي قد لا تحظى بأكثر من بضع علاقات في السنة ، هذا وهي في زهرة شبابها ؟ قال : لا أوافقك في شيء مما تقول . وأنت تناسيت الأسس التي أشار إليها ، وتفسيره لمعنى ملكت أيمانكم ، وما تقتصر عليه من علاقات العمل . قلت : بذمتك يا رجل أليس هذا استخفاف بعقل القارئ ، بل احتقار سمج لهذا العقل ؟ وأضفت : يستخدم المصريون تعبيرا لا نعرفه في فلسطين هو : الهرتلة . بذمتك مرة أخرى أليس كلام البنا هذا هرتلة في هرتلة ؟ قال : سأحاول الاحتفاظ بهدوئي لأكتفي بالقول : لا أوافقك في شيء مما تقول . قلت : إذن دعنا نمضي مع درر البنا . فبعد أن يعرض البنا لبحثٍ لكاتب إسلامي ، هو الشيخ علي يوسف ، والذي يشبه العلاقة فيه بين المالك وملك اليمين بالعلاقة بين لاعب الكرة والنادي الذي يلعب له ، وبيع النادي هذا اللاعب لنادي آخر ، وعلاقة المنتج بالفنانين ، وعلاقة الشركات الكبرى بالنابغين ، وأن هذه العلاقات هي ذات العلاقة بين المالك وما ملكت أيمانكم ، يقول البنا ، لا فض فوه ، " ويرى الأستاذ علي يوسف أن نظام ملك اليمين يؤدي إلى تصفية آثار الرق " ، ويتبع ذلك بهرتلة لا طعم ولا رائحة لها . وأسألك : بذمتك ، هل هناك استخفاف بالعقل أكثر من هذا ؟ غضب محاوري وأمطرني بمداخلة فيها كالعادة آيات بينات ، وأحاديث شريفة متلاحقة . قلت : دعنا نواصل مع البنا ، فبعد حديث مطول عن المماليك وحكم مصر ، ومغالطات تاريخية عدة يقول : " النقطة التي لم تحسم حتى الآن هي وجود آيات عديدة عن جواز استمتاع السيد بجاريته ، والإجماع على أن المسلمين جميعا ، بل والنبي نفسه ، أن ذلك يؤدي لأن يكون ذلك حلالا إلى يوم القيامة " ، يعقب ذلك بعرض آراء لا تجيز هذا الاستمرار إلى يوم القيامة ، مستندا إلى الشيخ رشيد رضا . وقلت : قبل أن أسالك عن رأيك ، لا أظنك إلا وتعرف أن رشيد رضا بدأ تلميذا ومواصلا لفكر أستاذه الشيخ محمد عبده ، لكنه ، وفي وقت لاحق ، ارتد على فكر شيخه ، ودشن وأسس لتيار التشدد الديني ، وليصبح إمام متشددي هذا العصر . قال ؟ أعرف ذلك ، ثُمِّ ؟ قلت : ما رأيك في هرتلة شيخنا البنا ؟ وفي رأيك أن هذا النظام الجديد ، لحل مشاكل المجتمع الجنسية ، وهي اليوم أكبر بكثير مما كانت عليه في بداية الدعوة ، هل هو صالح إلى يوم القيامة ، وإذا كان الجواب بنعم ، هل يتوجب على دولة الإخوان الناشئة أن تعيده ؟ قال محدثي كلاما كثيرا عرض فيه حيرته أكثر مما قدم من إجابة على سؤالي .
قلت : إذن نعال ننتقل إلى المقالة الثالثة عدد 19 /9 . بدأ البنا مقالته بالقول :" وقد كان نظام الجواري في وقته نظاما مقبولا لأن البديل كان البغاء ، ولم يكن عبثا أننا لم نجد في تاريخنا القديم أي إشارة لوجود بغاء معلن " . قلت لمحدثي قبل أن أسألك عن رأيك في هذه الهرتلة ، أشير إلى أن الكاتب اعترف بوجود بغاء في عالمنا الإسلامي ، وعلى مر التاريخ ، لكنه كان بغاء غير معلن . والآن ما معنى أن هذا النظام الذي ظل قائما ومعمولا به حتى ما بعد منتصف القرن الماضي ، ما معنى الإيحاء ، الإيماء ، بأنه كان البديل للبغاء ؟ هل يعني أن لا سبيل لعدم عودته ، ولا بد من هذه العودة ، نظرا لتعقد مشاكل المجتمع وما يواجهه مجتمع الرجال ، من الشباب خصوصا ، من متاعب ؟ قال : لا ، لا يعني ذلك وإنما أنت تحور الكلام ، وتحمله أكثر مما يحتمل . لأنك تعرف أن الدعوة لعودة نظام الجواري وملك اليمين ، ما هو إلا جنون مطبق . قلت : إذن نعود إلى البنا ونتابع . ينتقل البنا للحديث عن البغاء في أوروبا وانحلال العلاقات الزوجية في عصر النهضة ، وفي المقابل ينقل عن الشيخ رشيد رضا قوله : " تلك الطريقة الشرعية لوجود السبايا في بلاد المسلمين ، وهل يرتاب عاقل عادل في أن الخير لهن إن وَجدن أن يتسرى بهن المؤمنون فيكن في الغالب أمهات أولاد شرعيين كسائر الأمهات الحرائر ...." . ولا يكتفي بهذا المقتبس عن الشيخ رضا بل يضيف " والحكمة العامة المقصودة من التسري في الإسلام هي حكمة الزوجية نفسها وحق النساء فيها أن يكون لكل امرأة كافل من الرجال لإحصانها من الفحش وجعلها أُماً تنتج وتربي نسلا للإنسانية " . ثم يضيف مفاخرا :" فليتأمل النساء والرجال من جميع الأمم والملل هذا الإصلاح الإسلامي والهدى المحمدي في تكريم المرأة وحفظ شرفها حتى التي ابتليت بالرق ، هل يجدون مثل هذا في دين من الأديان أو في قانون من القوانين ؟ وهل يمكن أن يوجد في بلد تقام فيه شريعة الإسلام مواخير للفجور واتجار بأعراض الجنس اللطيف الضعيف ؟ أرأيت أيها المحيط خبرا بتاريخ الأمويين في الأندلس والعباسيين في الشرق لو وجد الآن بلد في الدنيا تعيش فيه السراري كما كن يعشن في بغداد وقرطبة وغرناطة ألا تهاجر إليه ألوف الأيامى والبنات من أوروبا ليكن سراري عند أمثال أولئك المسلمين إن صح عندهم استرقاقهن ؟ فكيف لا يتمنين أن يكن لهم أزواجا مع التعدد ؟ ألا يفضلن هذه العيشة على ما تعلمنه من عيش مواخير البغاء الجهرية والسرية ومن عيشة الأخدان المؤقتة السيئة العاقبة على الجسم بعد ذهاب الشرف وجميع مزايا البشر ؟ دع الاتجار بهن وسوقهن من قطر إلى آخر كقطعان الخنازير والغنم " . ويضيف البنا قائلا :" وأخيرا فإن نظام الجواري قدم خدمة كبيرة للمجتمع الإسلامي لم تخطر ببال أحد أن يتحدث عنها تلك هي أن الجواري قدمن الغناء ودفعن به في المجتمع الإسلامي وتلك لعمري هدية يستحققن عليها الثناء " . وينهي مقالته بالحديث عن المجتمعات الأوروبية وليقول :" العشق لا يمارس إلا في الدول التي لا تسمح إلا بزوجة واحدة " .
قلت لمحدثي : قبل أن أصرخ يا مثبت العقل والدين ، يحضرني مثل فلسطيني ، أراه ينطبق على ما أتحفنا به الشيخ البنا . يقول المثل فيمن يتلاعب بالوقائع " فلان يسوق الهبل على الشيطنة " . وأنا لا أظن أن بالبنا شيء من الهبل . وأسألك ألا ترى أن الأستاذ البنا لا يرى في المرأة ، ونحن في القرن الحادي والعشرين ، إلا ما رآه فيها أستاذه الشيخ رشيد رضا ، مجرد فرج ، لا تأكل إن لم تمنحه لرجل يتمتع به ؟ قال : بالطبع لا ، وليس الأمر كذلك . قلت : وإلا كيف تفهم كلام البنا ، أو هو في الحقيقة كلام الشيخ رشيد رضا أن الخيارات أمام آلاف النساء لكسب عيشهن ، إما ارتياد دور البغاء ، وإما اللجوء لجنة التسري التي يصفها البنا ، أو رضا ؟ قال : يا سيدي أنت تحور الكلام ، فليس قصد البنا ما تقول . قلت : الرجل يقول بوضوح أن إحدى حكم ملك اليمين أن عواصم الإسلام ، كبغداد وغرناطة وقرطبة ، لم تعرف البغاء المعلن . وأسلك : ما حاجة هذه العواصم لدور بغاء ، وكل بيت من بيوت الأغنياء كان دار بغاء ؟ صرخ محتجا ، فأوضحت . كل غني اقتنى عددا من الإماء ،. ماله وحدود ثرائه وحدها هو من قرر هذا العدد . وهو قد ملك ، وأولاده وصحبه المقربون ، حق معاشرة أولئك المملوكات . ألا تكون داره في هذه الحالة ، ومن الناحية الفعلية ، دار بغاء ، ولكن للخاصة وليس للعامة ؟ صرخ محاوري محتجا من جديد . ونفحني بمحاضرة مطولة ، تابعت بعدها تساؤلاتي . قلت : إذا كان التسري يقدم حلا لمشكلة البغاء الذي تعيشها أوروبا ، وأؤكد لك أن العرب والمسلمين أشهر وأكبر رواد دورها ، فما العيب في أن يعيد الإخوان المسلمون ، وقد تسلموا دفة الحكم في القاهرة ، أحكام التسري ، لتكون القاهرة والإسكندرية وأسيوط والإسماعيلية وبورسعيد ، وربما تتبع تونس هذه الخطوة المباركة ، وبعدها طرابلس ، وقبلهم جميعا الخرطوم ، ولتجذب هذه المدن الآلاف والآلاف من الأوروبيات ، كهاربات من جحيم البغاء ، إلى جنة التسري مع هؤلاء الشيوخ الطيبين ، كما تدل على ذلك الزبيبة على الجبين ، والذقن الرزين ؟ قال : لا أسمح لك . هذا تهجم غير مقبول . قلت : معاذ الله . اقرأ مقال البنا من جديد لترى أنني ما تخطيت الحدود ، وكل ما الأمر أنني حاولت أن أنهل من نبع البنا ، أو رشيد رضا الصافي هذا . وأضفت : أنتم تطالبون بتطبيق الشريعة ، أليس كذلك ؟ افعلوها إذن وأعيدوا حكمة التسري . وقف محاوري محتجا . غادرني فانقطع الحوار إلى حين .



#عبد_المجيد_حمدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار أملاه الحاضر 9 الشريعة وتطبيق الحدود ....زنا الإماء
- حوار أملاه الحاضر 8 النبي وتطبيق حد الزنا
- حوارأملاه الحاضر 7 الشريع وتطبيق الحدود حد الزنا 2
- حوار أملاه الحاضر 6 الشريعة وتطبيق الحدود ....الزنا (1)
- حوار أملاه الحاضر 5 الشريعة وتطبيق الحدود ....الخمر
- حوار أملاه الحاضر 4 العورات بين المجتمعي الإنساني والرباني
- حوار أملاه الحاضر 3
- حوار أملاه الحاضر 2
- حوار أملاه الحاضر
- عفوك يا سماحة المفتي 3
- خطوة للأمام ... عشر للوراء
- عفوك يا سماحة المفتي 2
- تسونامي إسلامي يضرب جامعة بيرزيت
- يافخامة الرئيس لم تقدم شعوبنا كل هذه التضحيات لتحصل على ديمو ...
- قراءة تأملية في ثورة الشباب المصري 17 اختطاف الثورة قبل الأخ ...
- عفوك يا سماحة المفتي هذه ليست مساواة
- تغيير يوجب تغييرات
- قراءة تأملية في ثورة الشباب المصري 16 تغيير ام إصلاح
- قراءة تأملية في ثورة الشباب المصري 15 المثقفون وأدوارهم 4 سو ...
- آفاق المرأة والحركة النسوية بعد ثورات الربيع العربي


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد حمدان - حوار أملاه الحاضر 10 الشريعة وتطبيق الحدود ملك اليمين والمجتمع