أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادين البدير - نجاة.. لا تموتي














المزيد.....

نجاة.. لا تموتي


نادين البدير

الحوار المتمدن-العدد: 3958 - 2012 / 12 / 31 - 02:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نجاة.. لا تموتى. ففى أيامى حكايا لم ترو بعد.

ورواية قصصتها عليكِ ولم أكملها، فأنا لم أعرف النهاية بعد.

ونزوات حب ستضحكك كثيراً. استيقظى، أين تذهبين؟

لا أذكر المرة الأولى التى رأيتك فيها. لكن يمكننى تذكر صور غير مفهومة الألوان. كنت مثل أمى، لا أذكر متى عرفتها. جميل هذا الشعور حين لا نتذكر متى قابلنا إنساناً، فلا نملك أن نحكم عليه فى لقائنا الأول، بل نراه مثالياً وكاملاً. وبسذاجة نظن أنه سيبقى خالداً فى حياتنا، طالما أنه جاء إليها قبلنا واستقبلنا فيها وحضننا وحمانا وربت علينا، لكنه فجأة يتركنا ويذهب. يتركنا وحيدين. وانتهى.

أى عدل هذا؟

كنت أعشق شعرك وكلما رأيتك تسلقت على كرسى من وراء ظهرك لأسرحه، تمنيت أن أحظى بخصلات كخصلاتك. ناعمة وطويلة وتنسدل على فساتين سوداء ارتديتها كثيراً بعدما قرر القدر أن تعيشى أرملة.

هل أفتش بين ملابسى عن فستان أسود اليوم؟ ما أبشع هذا النهار!

أحاول تقليدك، أحاول أن أكون امرأة مثلك، لا تقطب حاجبيها، تبتسم كأنها على موعد يومى مع السعادة، كطفلة مخدوعة بالحياة. حتى فى أحلك أيامها سخرت من أيامها ومن مصائبها وفيما بعد من.. مرضها. من القلة التى نجت من فتنة حلت على رؤوسنا. أصحاب خالتى مسيحيون ومسلمون ولم تحكم على شخص وفق دينه أبداً.

لماذا تذهبين الآن؟ قهوتنا لم تنته. منك تعلمت أن أشربها كل صباح، منك تعلمت أن أمضى بدايات النهار وأنا أبتسم وأرفض أى منغصات.

لماذا أروى تفاصيلك؟ أريد أن أعود من الماضى. لو أن أحداً يعود من الموت فيخبرنا ما رأى! وهل اشتاق إلينا أم أن حياته الجديدة أنسته ماضينا؟ قولى لى: هل ستنشغلين بنا أم ستجذبك حياة أكثر تشويقاً؟

أجيبينى: لم لا تقاومين؟ مررت بانتكاسات عديدة ولم تنكسرى، فلم لا تقاومين؟

اشتقت لك. واشتقت لتنورتك المستقيمة الضيقة وكعبك المتوسط وشعرك المتموج الألوان. كل أشيائك باقية: مرايتك، دولاب ملابسك، ماكينة الخياطة. مصحفك، كل شىء لا يموت.. عدا الإنسان صانع كل شىء، ثمنه زهيد. وفاتورته رخيصة.

وتبقى منحوتاته ولوحاته وكتبه، تبقى خالدة آلاف السنين. وسلحفاة يصل عمرها لأكثر من مائتى عام. وعمر صاحبنا لا يتجاوز عشرات السنين. ربما ثمن الوعى تكلفته العمر. هكذا تكون العدالة.

نجاة. مرحت فى كل شارع، لعبت مع كل أطفال الحى والأحياء المجاورة، منهم من هو حى ومنهم من مات قبلها بكثير. يسأل عن شقاوتك كل شارع. يسأل عنك الأصحاب والأقرباء وكل الأطفال. يسألون أين أنت؟

ليس مثلك من عشقت الحياة وعشقت السفر. وحين صرت فى الخمسين اخترت نيويورك، لا أعلم لم يحب الناس هذه المدينة الصاخبة؟ المهم أنك ابتعدت. ابتعدت مسافة قارات ومحيطات. قالوا إنك أغمضت عينيك هناك.

وغداً يبدأ العام 2013. ولست معنا. حزين هذا العام. الآن آمنت بأرقام الحظ وأرقام الشؤم.

أحاول أن أبتسم لكنى تعبت من البكاء. عموماً إن كنت عنيدة وتصرين على الموت، فأريد أن أهمس إليك قبل أن يدفنوك، وأقول إنى أحببتك جداً وسأشتاق إليك جداً جداً. وأينما تكونى: كل عام وأنت بخير.



#نادين_البدير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرفاء كلهم خونة
- رسالة إلى حماس.. انتبهوا
- عيون المباحث
- انسوه واغفروا
- فى نادى الكذب الثورى
- الإسرائيلى أحسن من الشيعى!
- أبى.. أريد وقتاً إضافياً
- القابض على دينه
- ترافقينى؟ طبعاً أرافقك (٢)
- ترافقينى فى السفر؟ طبعاً أرافقك
- ثقافة السيقان العارية
- شىء سماه العرب ربيعاً
- حرام يا أخضر حرام
- اسرقوا حسابات الإسرائيليين
- نهاية الأوطان
- احلم.. احلم.. احلم
- منافق.. خائف.. خائن.. محايد
- من مصر ٢
- رسائل أول السنة
- فى إيطاليا: معبد لمئذنة وصليب


المزيد.....




- “سجلي بسرعة الآن” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- “800 دينار بعد الزيادة” التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- ممرضة هندية تواجه عقوبة الإعدام في اليمن
- فضيحة جنسية تهز تايلاند: اعتقال امرأة بتهمة -الإغواء- وممارس ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 بالشروط الم ...
- “المرأة الجديدة” تنظم ورشة تبادل خبرات حول سياسات الحماية من ...
- محى الدين: ندوات تثقيفية حول حقوق المرأة في قانون العمل الجد ...
- المندائيون في العراق.. الزواج مرهون بمنسوب مياه الأنهار!
- لوموند تتحدث عن الصمت المريب إزاء جرائم الاغتصاب بتيغراي
- في اليمن تنتظر تنفيذ حكم الإعدام.. عائلة امرأة هندية تكشف تف ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادين البدير - نجاة.. لا تموتي