أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - الفرقُ بين المالكي وسعيد قّزاز














المزيد.....

الفرقُ بين المالكي وسعيد قّزاز


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 11:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما أرادتْ السماء من خلال هطول أمطارٍ غزيرة ، أن تفضح الحكومة وأمانة العاصمة بغداد ، وحكومات وبلديات المُدن الاخرى .. فأن إلقاء القبض على بعض حمايات " رافع العيساوي " بالطريقة الفّجة التي جرتْ بها .. قد كشفَ ما تبقى من اللثام ، عن الوجه القبيح للطائفية ، من جانب ، والإستغلال البشع للدين والشعارات الفضفاضة ، من أجل سَوق الجماهير ، لتحقيق الغايات المصلحية للطبقة السياسية العفنة .
قَد تكون أمانة العاصمة ، مُحِقة في إدعاءها ، بأن كمية المطر التي هطلتْ في 24 ساعة في بغداد ، بلغتْ 67 ملم ، وهي توازي ما يهطل عادةً في سنةٍ كاملة ، وان شبكة الصرف ، ليستْ مُصممة ، للتعاطي مع هذه الكميات الضخمة . وقد يكون المُحافِظ او رئيس الحكومة مُحقان في توجيه اللوم الى أمانة العاصمة ، بأمينها القديم والجديد .. ولكن .. و [ لكن ] كبيرة جداً ، بحجم المأساة : ألا توجد حقاً ( خلية أزمة ) للتعامل الفوري ، في حالة حدوث كارثة طبيعية او حالة طوارئ فجائية ؟ مثل جميع البلدان في العالم ؟ ..
حدثَ الأمر .. وغرقتْ الشوارع وتعطلت السيارات .. ودخلتْ المياه الى البيوت .. وعُزِلتْ محلات بأكملها ، وإنقطعتْ الكهرباء . أليستْ هذه حالة طوارئ حقيقية ؟ أكثر من مليونَين من سكان بغداد ، تأثروا بشدة من فيضان المياه ، والكثير منهم فقدوا ممتلكاتهم . فأين الدفاع المدني وإطفاء الحرائق والشرطة والامن والجيش ؟ كُلنا شاهدنا في نشرات الأخبار ، كيف ان الجنود والضباط ، في اليابان والصين ، كانوا يتمددون على بطونهم ، جنباً الى جنب وسط الأوحال ، لكي يمر عليهم الاطفال والنساء والشيوخ ، الذين حاصرتْهم مياه الفيضان ! . ذاك هو الجيش الذي يحظى بالتقدير والإحترام .. تلك هي قوات الأمن التي ينحني لها المواطن .
أكثر من ستين ألف من حمايات الرؤساء والزعماء والمسؤولين الحكوميين والحزبيين ورجال الدين ، متواجدون في بغداد فقط ، وكلهم يمتلكون سيارات الدفع الرباعي .. [[ لو ]] ان كل واحد من هؤلاء ، ساهمَ في إفراغ سطلٍ من الماء ، او مُساعدة الاهالي بأي طريقة .. لقَلتْ الأضرار .. عشرات الآلاف من الشرطة والجيش ، منتشرون في بغداد ومحيطها ، بسياراتهم وآلياتهم ، فماذا قدموا لأهل العاصمة في هذه الكارثة التي وقعتْ ؟ أين كان رئيس الحكومة والوزراء والنواب وامانة العاصمة ؟ .. هل تعلمون ان [ سعيد قزاز ] وزير الداخلية العراقي أبان الحكم الملكي ، كيف تَصّرفَ في 1954 أثناء فيضان نهر دجلة ؟ ان هذا الوزير " الرجعي العميل " ، ايها السادة ، كان يقود ميدانيا ، فُرق الإنقاذ وتقوية السدود الترابية ، ومساعدة المواطنين في كل صغيرة وكبيرة .. هل تعلمون انه لن ينم لأيام متواصلة ، غير بضع سويعات ، حرصاً على أرواح وممتلكات أهل بغداد ؟ ورئيس وزراءنا الذي هو نفسه وزير الدفاع والداخلية والقائد العام للقوات المسلحة ، منشغلٌ بعقد مؤتمرات عشائرية ، لشراء الولاءات والتأييد ، وإلقاء الخُطب الدعائية .. ووزير المالية يقود مُظاهرات مناوئة للحكومة في الفلوجة ، بشعارت طائفية واضحة .. وليذهب المواطن العراقي الى الجحيم ! .
الفرق بين " سعيد قزاز " وبين " نوري المالكي " .. ان القزاز كانَ يُحارب اليساريين والتقدميين بقوة ، لكنه كانَ بالمُقابل وزيراً في منتهى الكفاءة والإخلاص والنزاهة في عمله .. في حين ان المالكي ، لا يُحارب اليساريين والتقدميين فقط ، بل يحارب جميع مَنْ لا يتفق معه في الرأي ، إضافةً الى انه وطاقمه ، منغمسون في الفساد وفاشلون في تقديم الخدمات ! .
قد تمطر السماء ، وبغزارةٍ أكبر من هذه المرة .. او قد تحدث كوارث طبيعية اُخرى .. وقد نعجز بِبُنانا التحتية المتخلفة الحالية ، عن مقاومة تأثيراتها السلبية .. ولكن ، كيف يجوز ان نتقاعس عن تحمُل مسؤولياتنا ، وبذل الجهود في التخفيف عن ضحايا هذه الحوادث ؟ بئس هذا النظام ، الذي ينشغل تماماً ، بالترهات والتنافسات على السلطة والمال والنفوذ .. ويتجاهل مصائر المواطنين وأرواحهم وممتلكاتهم .



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الديوك في مجلس محافظة نينوى
- مجالس المحافظات / نينوى / قائمة نينوى المُوحدة
- نحنُ في ورطةٍ حقيقية
- إذا غابَ الطالباني عن الساحة
- المركز والأقليم .. بينَ مَشروعَين
- إنتخابات مجالس المحافظات ، وجيل الشباب
- إختِطاف أبو جعفر المنصور
- الحَرب التي لا نُريدها
- مُجّرَد دعايات مُغرِضة
- البلد الأول في النمو الإقتصادي
- أكيد .. معمولٌ لنا [ عَمَل ]
- وضع المسؤولين .. على - الصامتْ -
- بغداد الطاردة .. وبغداد الجاذبة
- الوجه الآخر من صراع بغداد وأربيل
- لهذا .. لسنا مُتفائلين
- العودة الى البيت حافياً
- - تسويق - حربٍ قومية في العراق
- لماذا يُقتَل طبيبُ أسنان ؟!
- الحاجَة .. وبيع الأعضاء البشرية
- الأسدُ والحِمار


المزيد.....




- -البعض يحبها-.. ترامب يكشف دراسة إدارته لقرار بشأن الماريغوا ...
- خلّف سحابة سوداء ضخمة.. فيديو يُظهر انفجارًا بمصنع للصلب في ...
- قصف روسي على زابوريجيا يصيب 20 شخصا على الأقل
- خطة نتنياهو الكارثية للسيطرة على غزة - افتتاحية فايننشال تاي ...
- استنفار أوروبي قبل قمة ألاسكا.. ميرتس يجتمع بترامب وزيلينسكي ...
- السودان: 40 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على مخيم نازحين ...
- -مراسلون بلا حدود- تطالب بجلسة طارئة لمجلس الأمن لحماية صحفي ...
- منظمات دولية للجزيرة نت: اغتيال طاقم غزة لإسكات آخر شهود الح ...
- موقع وهمي وشعارات مزيفة.. سقوط -مكتب مكافحة الجريمة- في الهن ...
- 7 أيام في ألماتي الكازاخية جوهرة آسيا الوسطى


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - الفرقُ بين المالكي وسعيد قّزاز