إلى المنتخب الرياضي

يوسف غنيم
(Abo Ghneim)

الحوار المتمدن-العدد: 3955 - 2012 / 12 / 28 - 00:01
المحور: عالم الرياضة
    

عندما يتحول الوطن إلى مكان يمكن إستبداله إرتباطا بلحظية التواجد التي يعيش بها المرء فيه ، يصبح من الممكن التغاضي عن السلوكيات التي يقوم بها من يعيش بهذا المكان.
لذا ما قامت به مجموعة من الساكنين على التراب الوطني الفلسطيني من تطبيع رياضي مع فريق يحتل جيشه إرض هذا التراب لا يثير الكثير من الحنق نظرا لغياب الوطن في وعي هؤلاء الذين إنخرطوا في بوتقة التطبيع مع المحتل في حالة من الإغتراب والتماهي مع القوي الذي يمثل رمزا لمن إفتقد الإرتباط بالوطن كوعي وإرتباط تاريخي.
لم تلتفت عضوات الفريق الرياضي إلى العلم الذي رفعنه ، لقد ضحى في سبيل رفعه مئات الآلاف من الأسرى الذين كان مجرد رفع العلم عنوان من عناوين الصراع مع المحتل، فهل يمكن تحويل رموز الصراع إلى رموز للتطبيع مع الإحتلال، وهل يمكن قبول الآخر لمجرد تمويل يقدم من هذه الدولة أو تلك.
الإنتماء إختيار، فالإنسان كما أنشأ غسان كنفاني قضية، لا يمكننا فرض الإنتماء على أحد فهو مكون أساسي بالوعي، ولكننا نستطيع منع إستخدام رموز هويتنا الوطنية في التطبيع مع عدونا الذي يصادر حقنا الطبيعي في الحياة على ثرى ترابنا، هل شعرت أي من حاملات العمل بثقل العمل الممزوج بدماء الشهداء الذين سقطوا وهم يرفعون ساريته؟ هل لدى أي منهن الإستعدادية لرفع هذا العلم في مسيرة لمقاومة بناء الجدار في المعصرة أو بلعين؟ هل تعي أي من المشاركات في الإحتفال ؟أن الرياضيات الصهاينة شاركن في حرس الحدود وإحتجزن حركة آلاف الفلسطينين وهم يتوجهون إلى أماكن دراستهم وعملهم؟ ...
تتحمل كل مشاركة مسؤولية أخلاقية و وطنية لمشاركتها الصهاينة نشاطات رياضية، ولكن المسؤولية الأكبر يتحملها الإتحاد العام الذي ييسر تلك الأنشطة ويباركها لأسباب لا يعلمها إلا الله والمتنفذين بالإتحاد

#يوسف_غنيم (هاشتاغ)       Abo_Ghneim#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل