من تحرير فلسطين إلى الدعوة إلى المشاركة بالإنتخابات الإسرائيلية

يوسف غنيم
(Abo Ghneim)

الحوار المتمدن-العدد: 3949 - 2012 / 12 / 22 - 01:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من تحرير فلسطين إلى الدعوة للمشاركة بالإنتخابات الإسرائيلية

أعرب السيد نايف حواتمة عن رفضه لقرار لجنة الإنتخابات الإسرائيلية حرمان القائمة الموحدة والتجمع من الترشح لإنتخابات الكنيست.
هذا الموقف من أغرب المواقف التي يمكن مناقشتها سياسيا نظرا لعدم إستقامتها مع فكرة تحرير فلسطين، السيد حواتمة أمين عام لتنظيم سياسي كفاحي إنطلق لتحرير فلسطين التاريخية من الإحتلال الصهيوني، مارس الكفاح المسلح وقدم المئات من الشهداء والمعتقلين والأسرى، على قاعدة الإيمان بحتمية الإنتصار على العدو الصهيوني، آمن بأن الإنتصار على العدو الصهيوني ضرورة تاريخية تتحقق من خلال العمل على تحقيقها بإشتقاق أدوات وأساليب نضالية تتوافق مع هذه الضرورة، فهل يمكن إعتبار الكنيست الإسرائيلية إحدى هذه الوسائل؟ وهل يسهم دخول ممثلين عن فلسطيني الأراضي المحتلة عام 1948 في تحقيق هذه الضرورة؟
لقد كان لمشاركة فلسطيني الداخل في الإنتخابات الإسرائيلية العديد من الآثار التدميرية على الجماهير الفلسطينية يمكن إجمالها بالتالي :-
• إخراج قطاعات واسعة من جماهير شعبنا في المحتل عام 1948 من دائرة الصراع التحرري، وحصر نضالهم في الجانب المطلبي ( الحقوق المدنية والإجتماعية ).
• دفع قطاعات من جماهير شعبنا إلى التأسرل من خلال إنضمامها إلى أحزاب صهيونية وصولا إلى خدمة جزء منها في وحدات الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية.
• إعطاء شرعية للإحتلال أمام المجتمع الدولي من خلال إظهار بعد ديمقراطي بسلوك الإحتلال إتجاه الشعب الفلسطيني.
• ترسيخ تقسيم الشعب الفلسطيني الخاضع للإحتلال من خلال التقسيم السياسي للشعب الفلسطيني (مواطني دولة إسرائيل، سكان شرقي القدس، سكان المناطق المدارة) .
لقد شكلت الإنتخابات للكنيست الإسرائيلي حجر الزاوية في المشروع الصهيوني لإحتواء وصهر وعي الجماهير الفلسطينية بعد فشل سياسات القمع والإذلال التي رافقت الحكم العسكري الذي إستمر للعام 1966، لقد فشلت سياسة العصا الإسرائيلية بتحقيق أهدافها بإعادة هندسة التجمعات الفلسطينية في الداخل الفلسطيني، ونجحت الأحزاب العربية( المشاركة في الكنيست ) في إعادة تشكيل وعي الجماهير الفلسطينية بما يتماشى مع توجهات السياسة الرسمية الإسرائيلية بإعتماد الوسائل والطرق "القانونية " في التصدي للسياسات الإحتلالية، فتم ترخيص المظاهرات "يوم الأرض و " مسيرة العودة، ذكرى النكبة " وتحويلها من محطات نضالية للإشتباك مع الإحتلال، إلى تظاهرات خطابية تعمل على تفريغ ما تراكم من تفاعلات وإنفعالات لدى جماهير شعبنا. من المؤشرات على هذا السلوك رفض العديد من القوى المشاركة في الكنيست رفع العلم الفلسطيني في المسيرات والتظاهرات قبل إتفاقيات أوسلو، ورفعه بعد إتفاقية أوسلو.
إن الدعوة إلى المشاركة في الإنتخابات البرلمانية الإسرائيلية لا تتفق مع فكرة التحرير الوطني، لأنها تعمل على ترسيخ الوجود الإحتلالي للأراضي المحتلة عام 1948 وتضفي شرعية للإحتلال من خلال إعتراف الشعب الخاضع للإحتلال بشرعية المحتل من خلال المشاركة بشرعنة قوانينه العنصرية بممارسة دورالمعارض لسن هذه القوانين ضمن اللعبة الديمقراطية التي تمثل بها الإحزاب العربية دور الكومبرس.
على القوى المؤمنة بإمكانية تحرير فلسطين الدعوة إلى مقاطعة الإنتخابات الإسرائيلية، والتأسيس لمرحلة جديدة من إدارة الصراع مع الإحتلال الصهيوني تستند إلى طبيعة الصراع التناحري بين المشروع التحرري ومشروع التعايش وقبول الإحتلال لأي جزء من فلسطين التاريخية، بذلك فقط نوحد الرؤية إتجاه المشروع الصهيوني، فلا يعقل أن يكون الإحتلال للأراضي عام 48 طبيعي يتطلب من جماهيرنا التعايش والإندماج مع المؤسسات المنبثقة عنه وبذات الوقت نطالب جماهير شعبنا في الشتات والمحتل من الوطن عام 67 بالنضال ضد الإحتلال .

#يوسف_غنيم (هاشتاغ)       Abo_Ghneim#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل