أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - الدكتور العيساوي،، وتطييف السياسة














المزيد.....

الدكتور العيساوي،، وتطييف السياسة


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3950 - 2012 / 12 / 23 - 19:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدكتور العيساوي،، وتطييف السياسة

لا شك ان صناعة سلسلة الأزمات و إدارة توقيتاتها أمر محير، وتعد قمة ما قدمته لنا نخبنا السياسية من انجاز ومهارة لديمومة وبقاء نظامنا الفاشل حياً، وهي واحدة من آليات تكليف شرعي لموت سريري يرعاه الله.. فإدارة الأزمات حزمة واحدة، يحتاج لمنظومة "ربانية" معقدة تحافظ بأمانه على ركام الفشل والخراب وتقاسم المنهوبات والغنائم وتوزيع الفقر والموت على الناس بالعدل. إنهم يذكروننا بعربة خربة تسير كتب على مؤخرتها : سيري وعين الله ترعاكِ !!
أزمتنا الأخيرة، ظاهرها، ملابسات طريقة اعتقال حماية وزير المالية صابر العيساوي, وباطنها أثارة اللغط والانقسام في الشارع لتعتيم ملفات أخرى. وكأن العراق كان بحاجة لأزمة.
في ظرف متأزم وحرج بلا منظور، حققت هذه الأزمة هدفها الخفي و غرضها السياسي و الطائفي والانتخابي على أكمل وجه. فخلال مؤتمر صحفي ذو نكهته سنية مفضوحة، حقق نواب العراقية (جماعة جبهة التوافق) ما عجز عن تحقيقه لسنوات، التحالف الوطني ودولة القانون والحكومة معا. أقصد اتهامهم العراقية بوصفها "قائمة سنية"، وكذلك تبرئة التحالف الشيعي من تهمة الطائفية. فهل حقاً العراقية سنية.؟
جاء الجواب من العراقية نفسها ومن مؤتمرها الصحفي، فهناك من تطوع ليمنح التحالف الشيعي نوط الوطنية والنصر, جائزة تحسين سمعة نهجه الطائفي المعلن والمبطن، ولوصم منافسه العتيد"العراقية " كـ"قائمة سنية"!! فهل تم تطييف جميع الفرقاء حتى العلمانيين منهم ؟
بخطاب متشنج غير محسوب العواقب، لا يليق بشخص الدكتور العيساوي تم التنازل عن المشروع الوطني للقائمة، راجعا بها للأصول، للجذر ، للرمز السيادي ! السني المتمثل بوزارة المالية ! محركا بذلك الحس و النزعة السنية الطائفية و"الفتنة النائمة" في شارعه. بخطاب طائفي أفرغ العراقية والسيد علاوي من اهم ما يميزهما ، شعار : الوطنية العابرة للطوائف!. فهل كانت دعوة مقصودة للتحشيد الانتحابي الطائفي قدمت مجانا لخدمة المتحاصصين معا؟ يا لخيبة العلمانيين !

خلاف الساسة، يعرف الجميع ان السنة بلا مرجعية وتقليد اصلا . فمظاهرات التأييد و التهديد والمؤتمرات الصحفية "السنية " النكهة، لم تصل بمستوى عقلانية ووعي ومسئولية ما صرح به الشيخ مهدي الصميدعي (رئيس هيئة افتاء السنة). لقد حذر الصميدعي الجميع من خطورة تحريك الشارع السني المهمش (الأخيرة لم يقلها)، محذرا من فتنة طافية دموية يديرها الساسة. انه يذكرنا بهول الأحداث الدامية ، ويرى المشهد السياسي بوضوح أكثر من ساستنا المنتفعين..لقد حذر من حرب طائفية يقودها ساسة الطرفين، طالبا من كل الاطراف التهدئة. فهل صناع الازمات يهتمون بالتهدئة فعلا!؟
لا شك ان اسلوب الاعتقال وتزامنه مع وضعنا الحرج يثير الريبة والخوف، وهو لا يبرر التعسف بتطبيق القانون ولا يبرئ الحكومة ولا القضاء العراقي من نفس طائفي وتسييس مبيّت .
فقضاءنا "المستقل" ما زال يواجه تهم عديدة من كل الأطراف، فازدواجية معايير تعامله مع ملفات الإرهاب والفساد أصبحت مفضوحة ومخجلة، و تجاوزات الحكومة المستمرة للدستور صارت كيفية وحسب ومتى ما تشتهي دون رقيب، وأزمات هروب الإرهابيين من السجون تتم وتغطى بلا حياء..
ان انتقائية تنفيذ القانون هو مفتاح تحريك حس المظلومية الطائفي والعرقي والطبقي . فهل وعت الحكومة دورها العادل؟ أم ننتظر من دولة القانون حكم الشريعة وقانون العشائر ؟
عدم استقلالية القضاء وازدواجية التعامل بملف الإرهاب والأمن(ملفات قيس الخزعلى وحاكم الزاملي كمثال ) وحده كافيا للشعور بالغبن والمظلومية، و في ذات الوقت يؤكد وجود نهج طائفي تمارسة السلطة التنفيذية. ولعل خروق دستورية وازدواجية معايير مفضوحة كهذه، ستنسي الناس عدالة ! دولة القانون وصولات فرسانها الشجعان.! فالانتخابات قادمة، وعلى أي أزمة سيكون الرهان إذن ؟ أظنها إدارة الحرب الأهلية !!
هل حقا ان حكومة دولة القانون لم تجد غير هذا الأسلوب المنافي للقانون لتنفيذ القانون ضد حماية وزير؟ أمر مخجل ان تطالب شريكك السياسي التعقل والصبر والتهدئة والعودة الى القضاء والقانون، وانت تمارس التعسف والانتقائية باستخدامه، والأمَر ! ان تنسي في الوقت ذاته، ان شريكك هذا يشبهك تماما بالنهج والسيرة والسلوك وحب المنافع، ويشاركك الذنوب ايضا !
يا سادة لا تذهبوا بعيدا، فالفاسدون هم شيوخ وقادة الإرهاب وقتلة الفقراء، لماذا هم طلقاء ؟ لماذا لم يعتقل واحد منهم بهذه الطريقة الحضارية لدولة القانون..؟؟
كان على من يمتلك حسا وطنيا ، اتخاذ موقف سياسي موحد للتهدئة ، وفي نفس الوقت، شجب الأسلوب اللا ديمقراطي والا مسئول واللا أخلاقي لكيفية اعتقال فوج حماية العيساوي ، دون غلو وتصعيد باستعراض القوة.
يقينا سيبقى نظامنا السياسي بلا متغيرات حاسمة، يصنع أزماتنا ويديرها بعون الله. فقوى الفساد المهيمنة، هي وحدها من تمتلك القوة والثروة والإعلام والميليشيات وسياسات التعمية وتجهيل الناس، وهي كفيلة لإقامة حلمها: يوتوبيات الإسلام الفاضلة في كربلاء والانبار وحمرين !!



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدل كتم أفواه المفسدين، كُتم صوت -البغدادية- !!
- - شرف الله - بين النزاهة والتكليف الشرعي!
- تسقيطات سياسية، أم تحسين سمعة!؟
- على مَن وماذا ! تراهن حماس !؟
- للفضائح أجنحة وسلة واحدة !!
- مع إلغاء -فساد- البطاقة التموينية، لكن بلا مجاعة!!
- نادي الثلاثاء وعفيفة اسكندر!
- -اريد الله يبين حوبتي بيهم- وداعا عفيفة اسكندر !
- -عروس الانبار وقدس كردستان- قنابل دستورية موقوتة !
- الطفلة روان و- ديوجين- مصباح الفكر- (*)
- في -المفاخذة - فقط، تلتقي أفخاذ أولاد العمومة !
- التمرير واللعب في الوقت الضائع!!
- قانون العفو العام و-دولة القانون-، سلة واجدة !
- نداء مثقف: تبني يوم ل- شارع المتنبي- !؟
- إعادة إنتاج أفلام ومساخر - مطايا -التطرف !
- -الكردنة و الكردشة- ظواهر سياسية!
- أحقية الخلافة !
- 2 - طائفيو المهجر.. لمحات ومشاهدات
- 1- مشاهدات:. طائفيو المهجر، والدكتور جعفر المظفر !
- الأبيض والأسود وراء لقاء المالكي بقيادة الحزب الشيوعي!!


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - الدكتور العيساوي،، وتطييف السياسة