أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعد سامي نادر - نادي الثلاثاء وعفيفة اسكندر!














المزيد.....

نادي الثلاثاء وعفيفة اسكندر!


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3895 - 2012 / 10 / 29 - 19:37
المحور: سيرة ذاتية
    


تحدثت في مقالي السابق "وداعا عفيفة اسكندر"عن تسيس عيشتنا ومجمل حياتنا وصولاً للأغنية، وعن دور بابولوجيا الجسد في ممارسة سحره الخفي في ترطيب ذاتنا الكسيرة، ومقاومة كآبتنا ونكدنا السياسي المزمن.
كنا بحماية جين ساحر من بايو - سياسي له القدرة على تحويل سخطنا وهلعنا وآلامنا الى تنبو داخلي ، دندنة بذات إيقاع الأغنية التي نحب، لكن بتأويلات سياسية لاذعة، ترجمة لزفرة يأسنا المرّ. دندنة نـُؤنس بها روحنا المنكودة، نـُقنع بها آمالنا وأمانينا الواسعة المحبطة، تماماً كما تفعل مع احباطاتي، تقمصي محمد عبد الوهاب، واستسلامي للغناء، فأنسى. لعلها ملهاة، تزيل عني النرفزة والتوتر. وحدها بايلوجيا الدم من يصنع ملهاة وجعنا الدائم. ولا سواها كانت وستبقى تـُفسر لنا مناعة العراقيين ضد الجنون. !! يا لسحر "بايو" دارون العظيم !

غزو الكويت كان رعونة بلا مثيل، وكارثة بكل المقاييس وعلى كل الأصعدة، وانكسار شامل: نفسي ووطني وقومي ويساري وديني.
حينها كانت أغنية " أريد الله يبين حوبتي بيهم" للفنانة الراحلة عفيفة، واحدة من منعشات الوجع العراقي، ودعوة الرب للانتقام لعبده المنهوب. فتاويلات الوتر الذي يعزف على شغاف القلب، هي من تحوِّل عِتاب غدر المحبين، الى تـُهم سياسية بخيانة العهد.! لهذا كانت هذه الأغنية مهمشة كمغنيتها عفيفة ، منع إعلامي غير رسمي، مجرد حيطة كي لا نسرح نحن المؤولون بدلالات سياسية جاحدة ! أو ربما شعور ميتافيزيقي بالرهبة من "حوبة" المظلومين. فهل الله حقاً يستجيب لدعاء العفيفات الصابرات والفقراء.؟ ماتت العفيفة ولم يشيّعْها غير سبعة أشخاص فقط! بؤس "حوبة" الشرفاء !

بعد انتصارنا في "أم المهالك"، كان لنا في مساء كل ثلاثاء أمسية تلم شمل المحبطين "سياسيا"، وترمم انكسار نفوسهم، وتريح الموظفين وأساتذة الجامعة من لهاث أسبوع من الركض وراء " إكرامية " فتات السلطة: راتب لا يكفي لشراء طبقة بيض.!

بعد تواصل وتكرار أماسي الثلاثاء لسنين، استحق تجمعنا اسم: نادي الثلاثاء. لكنه بشكل ما، كان تجمع زمالة جامعية قديم، أعيد إحياءها بعد عقدين من زمن صعب منهك. عُدّ تجمعنا حينها وما برح، عمل غير مسبوق، وتوجه ريادي خارج مألوفات وآليات زمن القائد الرمز، ولا مكان له الآن في زمن ديمقراطية كواتم الصوت التي تنتقي الأكاديميين الكفرة.!
يضم نادينا لفيف من أساتذة وطلبة كليتي التجارة والإدارة الاقتصاد. توسع بعدها ليشمل بعض أصدقاءنا المقربين. كانت زمالة عابرة للطائف و الأثنيات والأديولوجيا. زملاء مستقلون " حلوين من يومهم.. وقلوبهم كويِّسه" كما تقول أغانينا.
كان نادينا يضم من كل الأديان وشاربي الخمر الكفار أيضاً! يجمعنا الإحباط والوجع العراقي الوطني المشترك . وتوحدنا أخلاقيات الطبقة الوسطى المتعلمة، ناهيكم عن حب الفرفشة وإمتاع الروح الحالمة بغد أفضل وسعيد. فالإحباط يحتاج لتفريغ سأم النفوس، وإراحة تعب ولهاث أسبوع من عمل مضن بلا جدوى،فالتضخم ولعبة العملة، كانتا تسرقا كل جهود الناس.
في سفراتنا وخلواتنا التي بلا حيطان تتحسس، ودون آذان تسجل ما يدو، كانت لبعض منّا، فرصة لتفريغ همّه السياسي. فطفطة سياسية بين وصلات الغناء، لرمي زفرتنا المرة . وكانت لا تخلو من نكات على نكد الحياة وصانعيه الأشاوس. وكعادة العراقيين، فمعظم أحاديثنا تنتهي بالسياسة، كذلك هي أغاني الحب !!
لأماسينا طقوس"محفلية" غير مشروطة، أهمها أن تبدأ بغناء "سلام الثلاثاء"، أغنية على وزن " آه يا جميل يم سليني " لسيد درويش :
))نادي الثلاثاء يم سليني ...... لمة أحباب.. ولا في الأحلامٍْ.. مسيحيين ، صُبّه ، ؤ إسلامْ ))
هل هناك صحبة أحلى من شدة الورد هذه.؟ إنهم الآن موزعون في شتات العالم ! ايها الرب، اين "حوبة" الشرفاء!؟
في كل أماسينا الغنائية، كان زميلنا العزيز إبراهيم ، يصر على غنائنا المشترك لأغنية عفيفة " أريد الله يبين حوبتي بيهم". لكنه من دوننا، كان كمن يمتلك بوصلة جيو- سياسية في روحه، فأينما كنا نـُمسي، وحين نصل لمقطع "اريد الله يبين حوبتي بيهم.. عليهم ..عليهم" يقوم ويرفع سبابتيه ويشير نحو موقع القصر الجمهوري!! الغريب أنه بدون (GPS) وأينما تحل أمسيتنا، حتى لو في بعقوبة، فبوصلة حبيبنا إبراهيم مع صيحاتنا "عليهم.. عليهم" كانت لا تخطي العنوان، تدل" حوبة الله" على موقع القصر الجمهوري.!
عجبا بعد التغيير الديمقراطي! وحوبة الإله الأمريكي، هل ما زالت بوصلة الحبيب أبو حسن تؤشر نحو المنطقة الخضراء وقلعتها، السفارة الأمريكية! ؟
" آه ، كم كنتِ جميلة يا ليالي العذاب !!"



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -اريد الله يبين حوبتي بيهم- وداعا عفيفة اسكندر !
- -عروس الانبار وقدس كردستان- قنابل دستورية موقوتة !
- الطفلة روان و- ديوجين- مصباح الفكر- (*)
- في -المفاخذة - فقط، تلتقي أفخاذ أولاد العمومة !
- التمرير واللعب في الوقت الضائع!!
- قانون العفو العام و-دولة القانون-، سلة واجدة !
- نداء مثقف: تبني يوم ل- شارع المتنبي- !؟
- إعادة إنتاج أفلام ومساخر - مطايا -التطرف !
- -الكردنة و الكردشة- ظواهر سياسية!
- أحقية الخلافة !
- 2 - طائفيو المهجر.. لمحات ومشاهدات
- 1- مشاهدات:. طائفيو المهجر، والدكتور جعفر المظفر !
- الأبيض والأسود وراء لقاء المالكي بقيادة الحزب الشيوعي!!
- -اختطاف- البرلمان، والخوف من فيروساته!!
- د. عادل عبد المهدي و..-الانتخابات المبكرة ، قرار مدروس ( ؟ ) ...
- في الجحيم ، لا غرابة حين توزَّع صكوك الجنة ؟!
- مهزلة استنساخ ..الإمام على والسيد المالكي !
- حذاري من تحسين السمعة بالاصطفاف القومي !
- قراءة في أغنية و- نشيد الكشافة -
- في الخواء السياسي! تمنح الثقة لقائد الضرورة القصوى !


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعد سامي نادر - نادي الثلاثاء وعفيفة اسكندر!