أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - القانون وحماية العيساوي















المزيد.....

القانون وحماية العيساوي


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3949 - 2012 / 12 / 22 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تطبيق القانون والالتجاء للقضاء في الانظمة الديمقراطية عند حدوث النزاعات السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية، والامتثال والالتزام بالاحكام القضائية الصادرة مع الاحتفاظ بحق تميزها والطعن بصحتها، دون ان يكون هذا الطعن موجها ضد نزاهة القاضي او عدالة القضاء، هو الاسلوب الوحيد المتبع في الدول التي تعيش حياة حزبية وديمقراطية واجتماعية سليمة، لايجاد الحلول للمشاكل التي، ورغم كل المفاوضات، لم يُفلح بالوصول لحلول لها او الوصول الى اتفاق على مساومة تضمن للجميع بعض من حقوقهم وتحتوي على جزء من تصوراتهم.

القاضي هو الوحيد الذي يتمتع بحصانة لا يمكن لاي سلطة سحبها منه، وهو الوحيد الذي لا يمكن محاسبته على احكامه وقرارته حتى وان اخطأ. يمكن تعديل الحكم القضائي باخر قد يكون اكثر انصافا لطرف ما، لكن لا يمكن محاسبة القاضي على نوعية الحكم. من الممكن الادعاء بان القاضي تغافل او لم ينظر بجدية او قدر كاف من التمعن بالادلة، لكن لا يجو اتهامه بتسيس القضية ولا بالتحيز لطرف ما.
ولان القاضي يتمتع بهذه الحصانة الكبيرة، ولان القانون ملزم ومفروض على الكل بنفس درجة القوة، ولأن الجميع له مصلحة بان تكون قرارات القضاة بعيدة عن التأثيرات السياسية والطائفية والدينية والكتلوية، تراهم يحرصون على ان لا يتدخلون في شؤون القضاء ولا ان يتعرض القضاة الى تهديد ولا الى ضغوط ولا الى تشهير، نرى القضاء عندهم نزيها وشفافا. الجميع يعرف ان السلطة غير دائمة، فمن كان اليوم داخلها قد يكون غدا خارجها وقد يجد نفسه وجه لوجه امام القاضي.
في الانظمة الديمقراطية، عندما تحوم شبهات الفساد او اساءة استخدام السلطة حول عضو او كادر متقدم لحزب حاكم او كتلة متنفذة، لن يسارع الكبار لنجدته ويبررون له غلطته، بل يتركون ذلك الى القضاء، فان اسائت اجهزة التحقيق استخدام السلطة او تجاوزت على القانون، او لم تراع قواعد السلوك الصحيح في اجراءاتها، آكان قبل او في اثناء التحقيق، عندها ستشكل لجان مختصة للتاكد من صحة الادعات، لكنها، اي الاطراف المتضررة، لن تلجأ مطلقا الى الشارع ولا الى المرجعيات الدينية ولا الى امراء الطوائف، ولا تتبع اسلوب التهييج الاعلامي لفرض ارادة او الغاء قرار او الطعن بحكم. في الانظمة الديمقراطية لن تقف الاحزاب مع اعضائها المتهمين طويلا، لانها تعرف ان ذلك سيضر بسمعتها وسيظهرها بمظهر المدافع عن الباطل، كما انها لن تقف حائلا دون استكمال كافة مجريات واجراءات التحقيق، ولا يحق لها المطالبة باطلاق سراح المتهمين دون قيد او شرط، فذلك يخلق تمايزا اجتماعيا وطبقيا ويضع البعض في منزلة هي فوق القانون.

في الديمقراطيات السطحية او الطارئة، والعراق من ضمنها، نرى ان الاجراءات القانونية واوامر القاء القبض، لا تشمل الاشخاص المحسوبين على الحزب الحاكم او الجهات المتنفذة، مع ان الفساد شامل وكامل.
فمن غير المعقول، والفساد ينخر في عظام الدولة ويفتك باوصالها، ان يكون وزراء ومدراء وسفراء واعضاء كتلة الحزب الحاكم بشكل خاص والآتلاف الوطني بشكل عام، بمعزل عن هذا الفساد العام، فلماذا لا تطالهم يد القانون ولا تحاسبهم اجهزته، مع ان اعراضه تبدو عليهم بشكل انتفاخات مالية واورام استثمارية وحمى شرائية؟
فهم مثل جميع الفاسدين لهم الحسابات البنكية المتخمة والفضائيات المتعددة يملكون القصور والعمارات والشركات ويتقاضون الرشاوى والعمولات، ويحتلون مناصيا تدرعليهم حليبا وعسلا، ويزاوجون بين السلطة ورأس المال، ويغسلون الاموال كانهم يغسلون ايديهم عند الوضوء، لهم ميليشيات فاتكة هاتكة على اهبة الاستعداد ليلا ونهارا، واخرى نائمة متى ما شائوا ايقضوها، ابنائهم وبناتهم يتمتعون بما يتمتع به اولاد الامراء والملوك من امتيازات وحمايات وتبذير.
من سيق من اعضائهم الى ساحات القضاء، وتحت ضغط اللغط وتصاعد دخان الفضيحة، وهو مثقلا باتهامات الفساد، خرج منها خفيفا كخروج الخيط من العجين، مهرعا مسرعا لمغادرة العراق الى حيث اودع ملايينه التي نهبها من اموال الناس، وستصله رواتبه التقاعدية بالاف الدولارات وهو في بلده الاجنبي الثاني، عبد الفلاح السوداني واخوانه مثالا صارخا للانتهاك و التهتك القانوني.

اننا لا نطعن بنزاهة القضاء العراقي، لكننا نطعن باجراءات التحقيق وكفائتها، بتقصيرها المتعمد في تقديم القضية مجتزأة غير كاملة، وبالتقاعس عن تقديم كل ما يثبت الادانة، وبذل الجهود لاثبات البراءة بتستر المسؤليين على الفاسدين المقربين.

في قضية القاء القبض على حماية المجاهد الاسلامي السابق في زمن الارهاب وربيع القاعدة، وزير المالية الحالي رافع العيساوي، بتهمة 4 ارهاب، يمكن انتقاد التعامل الفظ في عملية القاء القبض على المتهمين، اذ ان هذه الاجراءت التعسفية الموروثة من الثقافة البعثية السابقة، والتي ينتسب اليها قادة متميزون من القائمة العراقية، هي ميزة الاجهزة الامنية الحالية، التي رأينا سماجتها وهمجيتها وعنفها في التعامل مع المتظاهرين في ساحة التحرير، الذين كانوا يطالبون بالقضاء على الفساد ووضع حد لانتشاره، راينا كيف ان عددا من نواب كتلة القانون وابناء القادة كانوا يتفرجون من اعالي البنايات بالمناظير المكبرة، وكيف كانوا يتبادلون الضحكات والنكات وكانهم في مهرجان احتفالي وليس في معركة يضرب فيها الناس ويهانون .

لكن لا يمكن تقبل استخدام القائمة العراقية للتلميحات الطائفية، ولا تبرير الاساليب الغوغائية وتحريض الناس على المشاركة بمظاهرات عدائية طائفية، طاعنة بالقضاء والقضاة مطالبة بكل غباء وحماقة باطلاق سرح المتهمين بالارهاب.
ان ذلك ليس تجاوزا على القضاء والقانون فقط، بل هو استخفافا بالشعب واسترخاصا لدماء الضحايا ايضا.
ان مطالبة قادة القائمة العراقية باطلاق سراح حماية المجاهد الاسلامي وقائد مليشيات حماس العراق الارهابية السابق، وزير المالية الحالي رافع العيساوي، دون ان تخالج قلوبهم ولو ذرة شك واحدة بامكانية صدق التهمة، ودون ان يعتريهم ولو شيء من الخوف ومن التوجس، بان الغدر شيمة الارهابيين الغالبة، لذا من مصلحتهم معرفة الحقيقة للضمان سلامتهم على الاقل، يرجح لدينا الاعتقاد، بان رافع العيساوي وغيره من قادة العراقية ليس على جهل وغفلة من نشاط مجموعة الحماية الارهابي بل قد يكونون على معرفة واطلاع.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مام جلال قيمة وطنية لا يمكن تعويضها
- ضعف الشخصية العراقية كاظم الساهر نموذجا
- النقد بين الكاتب والقاريء والحوار المتمدن: في الذكرى الحادية ...
- الدولة العربية وفدرالية كوردستان
- قصيدة كلنا ثورة تونس وعورة قطر
- الرمز الحسيني وتناقضات الفكر الديني الشيعي
- اللغة والنعاج العرب والاخوان المسلمون.
- عراق الحكومة وعراق الشعب
- الأيمان والمؤمنون
- الدين والغريزة الجنسية
- الدين والطوائف والشعب
- فلم مثير وثلاث ملاحظات
- تزاوج ثقافة الحقد الإسلامي مع ثقافة العنف الامريكي
- تفضيل إنجاب الذكور وحقوق المرأة
- هل لك أن تنتظم في طابور الموت رجاء!
- الصهيونية وموقف البعض منها
- الشيعة ومقبرة النجف
- كوردستان من الفدرالية الى الكونفدرالية
- رجال الدين والفضائح
- المساواة في القانون والشريعة الاسلامية


المزيد.....




- حلفاء ترامب الخليجيون يسابقون الزمن لتجنب الحرب الشاملة في إ ...
- ماذا سيحدث لو قصفت أمريكا مواقع نووية في إيران؟ مسؤول إيراني ...
- غروسي: أضرار كبيرة في منشآت نطنز وأصفهان.. وتحذير من استهداف ...
- أزمة مزدوجة في غزة: العطش يوازي الجوع والموت يحاصر الباحثين ...
- سياسة برلين شرق الأوسطية على نار الصراع بين إيران وإسرائيل
- -الموت أحلى من العسل-.. متظاهرة إيرانية في طهران توجه رسالة ...
- ماذا حدث بين سفيري إسرائيل وإيران بمجلس الأمن؟
- مقتل 70 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، واشتباكات في ...
- بين الغضب واللامبالاة: كيف تنظر الشعوب العربية إلى إيران في ...
- قصف صاروخي إيراني يشعل حرائق ويتسبب بأضرار في بئر السبع


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - القانون وحماية العيساوي