أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الموسوي - كائنات مسلوبة التفكير والارادة














المزيد.....

كائنات مسلوبة التفكير والارادة


حميد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3948 - 2012 / 12 / 21 - 20:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حاولت السلطات السابقة المتخلفة تدمير الطبقة المثقفة والمتعلمة ترسيخا لبقاء الحاكم المستبد أطول فترة. وهذا المطلب لا يتم إلا بافقار المجتمع وتجهيل أفراده واسقاطهم خلقيا. وهكذا اندفع النظام المقبور بكل همجية ليسوق الموظفين والخريجين الى الخدمة العسكرية أو الجيش الشعبي ثم زجهم في حروب طاحنة أكلت خيرة شباب العراق بدأت عام 1980 ولم تنته إلا بعد سقوط الصنم، ولم يسلم طلبة الكليات والاعداديات من تلك المطحنة التي لا تبقي ولا تذر بل تجاوز الأمر فوصل الى تلاميذ المدارس الابتدائية فسيقوا الى معسكرات صيفية "كأشبال وطلائع" ناهيك عن "جيش القدس، وجيش النخوة، ونواطير الشعب" وفي الوقت الذي أغدق النظام المقبور فيه على الطبقات المقربة بالأموال والهبات والمناصب وتركها تسرف في الملذات والتجاوزات، وتنفرد بالسلطة والمناصب حرم الطبقة المتوسطة من أبسط معوقات العيش الكريم بعد أن دمر مستقبل أبنائها في حروبه العبثية وتركها يتامى وأرامل لا حول لها ولا قوة ليجبرها على الانحراف والسقوط في الرذيلة.
وإزاء هذا التمايز الطبقي الفاحش من البديهي أن يتولد شعور بالغبن والضياع لدى أفراد الطبقة التي سحقت عمدا، وطبيعي أن تتفشى الرشوة في دوائر الدولة وحتى أجهزة الجيش والشرطة أمام ارتفاع الأسعار وقلة الرواتب، لينتشر بعد ذلك الفساد بشكل علني حين أمرت السلطة المقبورة كافة الوزارات والدوائر الرسمية بنهب وسلب كل ما تقع عليه اليد في الكويت بعدما دخلها الجيش العراقي!، حيث اختل توازن أفراد المجتمع وهم يرون الدولة تسرق. فيرتفع المستوى المعاشي بشكل مهول لطبقات معينة، وتدفع طبقات أخرى أرواح أبنائها ثمنا لهذه السرقات، ثم لتقع نفس هذه الطبقة تحت طائلة الحصار وتزداد الأولى نعيما ورفاها. ويوما بعد يوم، وتحت هذه الضغوط وهذا التمايز، صارت الوطنية ترفا، وصار الفساد والإفساد أمرا مألوفا، بعدما قامت السلطة الدكتاتورية بشكل مقصود بتخريب الأخلاق، وتفتيت النسيج الاجتماعي، وهدم الإنسان وقتل روح المواطنة في داخله، وتحويله الى كائن مسلوب الإرادة، مشلول التفكير يجري بنهم لتوفير لقمة العيش لأسرته، وهو ينظر بنقمة وحسد لمن حققوا الإثراء السريع سواء عن طريق النهب والسلب والرشى أو عن طريق احتضان السلطة.وبالتالي فهو لم يعد عابها بوطن لا يملك فيه شبرا وتمتهن كرامته فيه ولا يحصل على رغيفه إلا بشق الأنفس، فكان لابد أن يتجه ولاءه لرجل الدين أو لشيخ العشيرة في عملية تعويضية وضمانا للحرية. وأن يسعى ليل نهار لتحقيق الثراء وتغيير مستواه المعاشي بغض النظر عن الوسيلة والطريقة مدفوعا بالحاح الحاجة واهمال الحكومة واختصارها على المقربين وتأكيدها على أن الذي يريد استلام السلطة بدلا عن البعثيين سيستلمها ترابا وخرابا بلا بشر!.
وفق هذا النهج.. وتأسيسا على هذا البناء دأبت سلطة البعث على تخريب نفوس هذا المجتمع طيلة السنين الأربعين السود من حكمها، وحرصت على تجذير طباع الفساد والشر والرذيلة حتى احالتها ثوابت استمرت حتى بعد سقوط تلك السلطة لتشيع حالة النهب والسلب وتخريب دوائر الدولة مستغلة ضعف الدولة وغياب القانون. بدلا من استثمار الحرية وفسحة الديمقراطية في إعادة تأهيل النفوس، والاستفادة من الثروات الوطنية في بناء العراق الجديد. اللوم الاكبر يقع على بعض المسوؤلين الذين اسرفوا فسادا وافسادا واصبحوا مثلا وذريعة لضعاف النفوس .



#حميد_الموسوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عروض مغرية للزعماء العرب
- الفقراء ادوات رغبة الاسياد
- يا قادة العراق تبرشلوا برشا
- السيدة الاسترالية تتحداكم
- رديف النفط المهدور
- تسويف رسمي
- اقصر الطرق للشهرة
- ونزرع فياكلون
- المتعلمون ادهى
- ابداعنا في الخارج وخلافنا في الداخل
- اعيدوا لاهوار الجنوب خضرتها وطيورها
- هجرة الخائبين
- المزيد من اللجان
- معضلة السكن
- اشكالية المتخم ..والمحروم
- اين منتوجنا الوطني
- روادك منسيون ياوطني


المزيد.....




- الأمير هاري: أود المصالحة مع عائلتي ولا جدوى من الاستمرار في ...
- -مستر بيست- سيشارك بحفل افتتاح -موسم الرياض- السادس
- الإفراج عن راسل براند بكفالة في أولى جلسات محاكمته بتهم الاع ...
- أوكرانيا: زيلينسكي يشيد باتفاق -منصف- مع الولايات المتحدة وإ ...
- إعلام مصري: الرياض عرضت إقامة قواعد أمريكية بتيران وصنافير، ...
- ترامب يفاجئ نتنياهو بالمباحثات مع إيران: هل تصل المفاوضات ال ...
- -إصابة عدة أشخاص- إثر اصطدام سيارة بحشد في شتوتغارت الألماني ...
- بيان من جامعة الدول العربية تعليقا على قصف محيط القصر الرئاس ...
- روبيو يعتبر تصنيف حزب -البديل من أجل ألمانيا- كيانا متطرفا - ...
- مصر تحذر مواطنيها من رحلات -حج غير رسمية- بعد أزمة العام الم ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الموسوي - كائنات مسلوبة التفكير والارادة