أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - حلم














المزيد.....

حلم


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 3947 - 2012 / 12 / 20 - 22:03
المحور: الادب والفن
    


أمشي خلف " أبو طالب" كأعمى، في الحارات الواصلة بين مخيم فلسطين ومخيّم اليرموك، في كلّ مرّة، أغلق عامداً حاسة البصر وأشوّش بقيّة حواسي حتى نصل إلى البيت المنشود، أفعل ذلك زيادة في السرّيّة والحذر كي لا أستدلّ على البيت في حالة كشف الأمن مشروعنا الثوريّ الجديد، كنّا نلتقي مع مندوبي المجموعات الأخرى: محمود، محمد، (أسماء حركيّة) من فلسطينيّ المخيّم، ودليلي المُبصر وأنا، وأحياناً "أبو الفدا" القادم من لبنان، نلتقي على حلم عسير بعد أن فشلت تجاربنا السابقة، كان الحلم البعيد يجمعنا، سوريين وفلسطينيين من أجل الثورة ولا شيء غير ذلك! في ذلك الوقت، لم نكن نفكّر كم سيكون الأمر صعباً وكم الثمن سيكون باهظاً؛ يكاد أن يكون مستحيلاً مع هذا النظام الجاثم كجبل ثقيل على أعمارنا! كنّا نحلم بالقليل القليل ممّا يفعله شعبنا الآن! وكنّا على يقين أن حلمنا المشوب بمسحة طوباويّة سيأتي وقته ذات يوم! وإن بشكل مختلف.
هل هو الحلم ذاته الذي صعد إلى رؤؤس شبابنا سريعاً؟ كما يتصاعد بخار محبوس من مرجل عملاق يغلي بأقصى طاقته زمناً طويلاً، ولم يعد الدكتاتور وعصابته قادرين على فعل شيء لهذا البركان، لم يفكّر شعبنا كما فكّرنا، ولم يبحث عن مرجعيّة فكرية محددة، ثار كما تثور جميع الشعوب التي ذاقت الأمرّين من هكذا أنظمة اسبتداديّة، حين حانت الفرصة، كانت الحرية صوت روحه ومرجعيّته الوحيدة!

**
ليس جديداً أن يتّحد الدم الفلسطينيّ والسوريّ،
واهم من كان يتصوّر أن المخيمات الفلسطينيّة ستبقى بعيداً عن الحراك الثوري إلى ما لا نهاية، وهي بالأصل لم تكن كذلك وقد نالها شيء من الموت والدمار، ومتواطئ مع القاتل، من يحاول الآن تبرير جرائم النظام بحق شعبنا الفلسطيني في مخيم اليرموك، ويتناسى قصف الطائرات وكل أنواع الأسلحة التي لابدّ أن ينجم عنها، هذه الموجات البشريّة من التهجير، ناهيك عن القتل والدمار، وكل ذلك يأتي انتقاماً من كلّ من يقف ضدّ النظام ويتعاطف مع الثورة، مهما كانت هويّته، وانشقاق بعض الشرفاء عن عصابات أحمد جبريل التي مارست دور الشرطيّ الأكثر بشاعة، في أكثر من موقف ومكان، خير دليل على تبعيّة هذه العصابة للنظام المجرم، وحين طفح الكيل، لم يستطع الشرفاء الاستمرار والمشاركة بقتل أهاليهم.

سلاماً على دمكِ فلسطين، سلاماً على دمنا الذي يتوحّد تحت قصف الطائرات، سلاماً على البيوت التي تتشابه والوجع الذي يقطر من شريان واحد، سلاماً على حلم الحريّة الذي يجمعنا.

بلّلني مطر فجري ذات حلم
بلّلت أعشاب قلبي العصافير
والنوارس التي اعتمرت فرحاً مطريّاً
بشّرتني ذات حلم
أن الموانئ ستفتح أهدابها
للقادمين من الغربة الواسعة.



#فواز_قادري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاصيل
- أمّهاتي الكثيرات
- جثّة من التي تفسّخت؟
- أسوارنا من لحم ودم
- الكثير من قصص الحب في الثورة السورية، لا نعرف عنها شيئاً.
- يجري الدم السوري ويسبق الجميع.
- تتفتّح زهور سورية في الخريف
- -هدنة العيد-
- الميادين
- صباحات تُشبه خريفاً سوريّاً
- -أنا أخو الوزير-
- صباح الخير أيّتها المرأة الحامل
- إشراقات
- آآآخ يا عمّو آآخ!
- يوم في حياة شهيد
- سورية قصيدة حرّة
- صمتكم يقتل المزيد من السوريين.. كاتبة عربية وكاتب صهيوني نمو ...
- صباح عليكِ
- انشغالات يوميّة
- مطر رحيم في الصيف، على مدينة محاصرة. *


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - حلم