أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الغفار غيضان - مشاهد غير متقطعة لطفولة غيضانية














المزيد.....

مشاهد غير متقطعة لطفولة غيضانية


محمود عبد الغفار غيضان

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 15:08
المحور: الادب والفن
    


مشاهد غير متقطعة لطفولة غيضانية

المشهد الأول: ولد وخمس بنات

كنتُ الولد الوحيد بين خمس بنات، ترتيبي الثالث بينهن. مما منحني تدليلاً خاصًّا عند أبي، دون أي جور يُذكر على أخواتي. هذا الوضع لم يمنحني قط ميزة عند أمي، بل على العكس. لم آفهم آنذاك لكنني فهمت متأخرًا وسأبوح لكم بما فهمته بالطبع. قالت لي أمي إنني تأخرتُ في المشي، وكانت عيني تؤلمني، فنذرت نذرًا للحسين، وذهبت بي بصحبة أبي وأختي الكبرى إلى أحد أصدقاء أبي "حسن أبو سريرة". لا أتذكر شيئًا من هذا بالطبع.

لكني أتذكر كيف كان أبي يحرص على شراء ملابس مميزة لي من بورسيعد، وراديو تزانزيستور على أحدث طراز، بينما يكون اللبان والشوكولاتة والمشبك من نصيب أخواتي البنات. كنتُ أشاركهن تلك الحلوى وأعاندهن في استعارة الراديو أحيانًا لسماع برنامج خاص ربما لم أكن لأفهمه بحكم سني. أذكر جيدًا ألوان تلك الراديوهات وماركاتها وكأني أراها الآن. كان أبي يشتري لي كذلك "كرة" كل مرة يسافر فيها، وقد كانت "الكرات" عادة قليلة أو نادرة الوجود بين أقراني. يقنعني أولاد عمي الكبار بلعب كرة القدم معهم في أقرب "جرن" ( هامش تفسيري: أرض فضاء)، ولصغر سني وجسمي كنت ألعب "زيادة" في أحد الفريقين. أجري بينهم محاولاً لمس الكرة، أناديهم كي يمرروها لي. أتيقن من أنني بالفعل "زيادة"، تأبى كرامتي أن أستمر على هذا النحو. أرابط عند أقرب نقطة من الجرن باتجاه الشارع حتى تصلني الكرة. ألتقطها بيدي وأجري بسرعة عائدًا إلى البيت. نجوت في بعض المرات وبلغتُ المنزل سالمًا مع كُرتي الحبيبة، وفي مرات أخرى يدركني أحدهم، فأعود إلى البيت وحدي، حريصًا على ألا تجف دموعي حتى يزيد غضب أبي منهم. كانت خطتي تنجح، لكن طريقة أبي في نصحهم- ونصحي بعدم اللعب مع من هم أكبر مني- لم تغير من الأمر شيئًا على الإطلاق. استمر هذا الكر والفر إلى أنْ بلغوا مرحلة من العمر جعلتهم يتوقفون عن لكمي إن أغضبتهم بخطف كرتي. وحين زاد جسمي قليلاً، وتحسنت مهاراتي ولم يعد وجودي "زيادة" انتهت تلك الحكاية إلى غير رجعة. ثم عرفت قريتنا "مركز الشباب" الذي منحنا "كرة" حكومية جديدة، كانت رغم رداءتها ملكًا للجميع.


محمود عبد الغفار غيضان
17 ديسمبر 2012م
[email protected]



#محمود_عبد_الغفار_غيضان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهد من طفولة غيضانية: مشهد داخلي
- دهاليز عالم ثالث
- أم فرحات (من حكايات غيضان الحكيم)
- مِن نسْلِ غيضان الحكيم
- إنهم يلعبون -السيجه- في بلد غيضان الحكيم.
- سيجه
- عندما غضب غيضان الحكيم (من حكايات غيضان الحكيم)
- جنازير النهضة (من حكايات غيضان الحكيم)
- عودةُ الضَّخَّاخ ( على هامش: ما أشبه العتبة بالسيدة)
- عودةُ الضَّخَّاخ (على هامش: ما أشبه العتبة بالسيدة)
- حلم -أبو الشِّهيبْ-
- طاقية أبي
- شَالُ جَدِّي
- عالمٌ ثالث
- عالمٌ ثالثٌ مختلف
- عم عليّ رضوان والفرَّاز


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الغفار غيضان - مشاهد غير متقطعة لطفولة غيضانية