أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الغفار غيضان - عودةُ الضَّخَّاخ (على هامش: ما أشبه العتبة بالسيدة)














المزيد.....

عودةُ الضَّخَّاخ (على هامش: ما أشبه العتبة بالسيدة)


محمود عبد الغفار غيضان

الحوار المتمدن-العدد: 3930 - 2012 / 12 / 3 - 20:57
المحور: الادب والفن
    


عودةُ الضَّخَّاخ
(على هامش: ما أشبه العتبة بالسيدة- مِن حكايات غيضان الحكيم)

علم الضخاخ بحضور غيضان الحكيم إلى القرية كل سبت، فقرر أن يحذو حذوه وأنْ ينافسه في القدرة على الحشد. كان رجلاً ظريفًا بإمكانه إضحاك القوم في أي وقت ومهما كانت الظروف. لا يعرف محظورًا لغويًّا ولم يعلمه أحد أنْ يمتنع عن بعض الإيماءات الجسدية التي قد تودي بحياة من يقوم بها من أهل القرية. الجو كان باردًا، وظلام المساء يزيد حزن القرية سوادًا وتوتر أهلها حُرقةً، وذلك على خلفية انشقاقات مرعبة قد تضعها في خبر كان.
أعد الضخاخ خطته وارتدى نظارة سمكية وبدلة تفصيل لم يتخيل أحد قط أنه قد يلبسها. وقف أمام الجامع العتيق بعد أن فرغ الناس من صلاة الجمعة. دون مقدمات قال: أنا الأستاذ إسماعيل مدرس اللغة العربية. على طلاب الصف الثالث الثانوي أن يتبعوني إلى المدرسة الابتدائية. الدرس مجانًا. ذهب الجميع خلفه مذهولين من رؤيته راغبين في سؤاله عن كيفية مجيئه من حيث أتى. بسرعة شديدة فتح "عم" مهدي" الفصل ووضع علبتين من الطباشير على مسند السبورة.. ثم بدأ الدرس.
قال الضخاخ: اليوم أدرس لكم تعبير "ما أشبه الـــ..... بـــ الـــ......." وبعد أن ضرب أمثلة عديدة أمر الطلاب أن يكونوا جُملاً مشابهة. كان الضخاخ جادًّا، وكان إتقانه لصرامة الأستاذ إسماعيل وسلامة لغته مبهرًا، بينما الكل كان يريد أنْ يداعبه ويسخر منه كما كان دأب أهل القرية معه طيلة حياته، فلربما لم يتكلم أحد معه جملة واحدة دون مداعبة قط. قال ابن الناظر الذي سافر إلى المحروسة عدة مرات مع أبيه: "ما أشبه الــــعتبة بــــالسيدة"!! فضحك الجميع حتى نهرهم الضخاخ بسؤاله: لو ما قلتش سبب التشبيه ده هتشوف حالاً التلاته الإخوة- هامش تفسيري: هي الضرب على ظهر الأيدي والمؤخرة والقدمين بالعصا أو الجلدة المنقوعة في الزيت- فقال ابن الناظر: الاتنين زحمة يا أستاذنا.. فضجت الجدران بالضحك من جديد. وقف ابن عبد الناصر على الدكة كي يراه الضخاخ وقال: أقول يا أستاذ جملتي؟ قول يا ابن الفيلسوف! فقال: "ما أشبه الــــمنصَّة بــــالنهضة!!" انزعج الضخاخ جدًّا، لا بسبب ضحك الحاضرين، وإنما لأنه لم يفهم. فهمس عم مهدي في أذنه قائلاً: ده بيتكلم في السياسة يا عم الحاج وهيودينا في داهية. بتوع المنصة اللي بيمسكوه بيروح وما بيرجعش غير بعد عشرة خمستاشر سنة، بتوع النهضة اللي بيروح عندهم ما بيرجعش. فمد الضخاخ يده وأمسك بتلابيب ابن عبد الناصر قليل الجسم جدًّا وجرَّب عليه التلاته الأخوة بينما دمعت أعين الجميع من شدة الضحك الذي كان يؤججه صراخ ابن عبد الناصر كما يؤجج الحطب الجاف النيران تحت بلاطة الفرن. ثم قام ابن لملوم الذي يعيش في العاصمة ويقرأ الجريدة كل صباح ويستخدم تعبيرات خاصة تبرزها سنّه المعدن التي تجعل وجهه مميزًا كلما تحدث أو ابتسم والذي كان رغم تواضعه وفقره يحرص على ارتداء النظارة الشمسية التي لم يعرف لها أهل القرية مثيلاً. ودون استئذان قال: "ما أشبه الــــبرادعي بـــهتلر"!! فلما لم يضحك أحد، نظر ابن لملوم إلى مَن في الفصل محاولاً تفسير عبارته بقوله: "الاتنين هولوكوست".. بينما اتجه الضخاخ إليه بسرعة قائلا: "الاتنين هولوكوست أم...........(..) " فوقع على الأرض من وقع وركل الحائط من ركل من شدة الضحك قائلين: الضخاخ رجع يا أهل البلد.. الضخاخ رجع.. ومع ترديد الصدى كان الطريق المؤدي للمقابر قد ابتلعه بينما ظلت النظارة السميكة وبدلة الأستاذ إسماعيل تحت الأجساد المرتطمة ببعضها البعض غير قادرة على التوقف عن الضحك.

كوريا الجنوبية
4 ديسمبر 2012م



#محمود_عبد_الغفار_غيضان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم -أبو الشِّهيبْ-
- طاقية أبي
- شَالُ جَدِّي
- عالمٌ ثالث
- عالمٌ ثالثٌ مختلف
- عم عليّ رضوان والفرَّاز


المزيد.....




- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الغفار غيضان - عودةُ الضَّخَّاخ (على هامش: ما أشبه العتبة بالسيدة)