أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير مبارك - الاستبداد الديني _ مصر نموذجاً














المزيد.....

الاستبداد الديني _ مصر نموذجاً


زهير مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 3930 - 2012 / 12 / 3 - 13:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمركز الحديث في العقود الاخيرة حول تفسير التيارات الاسلامية، وتعداد مشاربها، ومواقفها من كثير من الامور السياسية والحياتية، وقد عرف عن هذه التحليلات تقسيمها الى متشددة ومعتدلة ولينة. اليوم وبعد خروج الحالة من التنظير الفكري الى حيز الوجود العملاني نستطيع القول: أن كل هذه التحليلات سقطت بسقوط القناع وظهور "الوجه القبيح" عن ما يمكن تسميتهم _ بدون استثناء احد _ (الاسلام السياسي المكلس)، وهنا نود التوضيح أن الاسلام السياسي بتعدد تفرعاته ( الافتراضية ) كانت إما مع الديمقراطية أو ضدها أو معها، ولكن بشروط، والتي غالباً ما تركز على محاولة المقاربة بين الشورى والديمقراطية. يأتي ذلك بصرف النظر عن المواقف لتحيقيق المهمة الاساس، والمتمثلة بالانقضاض على السلطة _ وليس الوصول اليها _ من خلال صندوق الاقتراع، وانهاء مهمته بعد سيطرتهم على الحكم، وتبرير ذلك (اقامة الدولة الاسلامية ) _ هذا المفهوم الهلامي الميتافيزيقي_ ، ولهذا كل شيء مباح متاح، ما دام الهدف "مقدس"، فالغاية تبرر الوسيلة حسب الهوى الميكافيلي.
طوال العقود الماضية، وبعد التحرر "المفتعل" المفترض "للدول" العربية تعزز "موروث " الاستبداد السياسي بما حمل من مفاهيم غلفت بوجوب التنمية مروراً بتحرير فلسطين ، فلا تمت الاولى ولا فك قيود الثانية ، فظهر عجز الانظمة الاستبدادية المدعومة غربياً _ وما تزال _ واخذت تواري عجزها وفراغها بالقمع والترهيب وزرع الخوف في النفس العربية حتى اصبحت سمة العربي الخوف والشعور بالعجز . هذا حال كل الانظمة العربية الاستبدادية والنظام السوري بما يحمل من طغيان قبيح ولا جمال مع الطغيان أكبر مثال على ذلك ، والحالة المصرية لا تبعد كثيراً من حيث بذرة الفكرة الاستبدادية مع اختلاف الدرجة القمعية رصدناها في النظام العتيق، وما يزال حاضراً في كل تمفصلات الدولة المصرية.
نجمل فنقول الاسلام السياسي كمجموعات منظمة على اختلاف الرؤى السطحية وتلاقحها العميق هي التي تقف على ابواب بديل الاستبداد العربي السياسي. فهل برنامجها العميق الخفي يحمل الحرية التي هي ضد الاستبداد أم انها تحمل مكونات تعزز الاستبداد لدرجة يصعب اقتلاعها لاحقاً.
الاسلام السياسي المصري ( تفعيل الاستبداد الديني )
من حيث المبدأ الديمقراطية لا تعني الحرية في الاختيار فقط . الديمقراطية = الحرية وتعزز مفهوم المواطنة الحقة بما تحمل من حقوق وواجبات، خلاف ذلك لا تعني الديمقراطية الا شرعنة الاستبداد أيا كان المسمى . ولهذا لا يساوي صندوق الاقتراع اكثر من حالة تزييف للحقيقة ولا تعدو هنا الديمقراطية شهادة ميلاد لاستبداد جديد متجدد، والدليل الحي على ذلك ما يحدث في مصر بصورة متسارعة لحسم الصراع بين الحرية والاستبداد . فبعد صعود الاسلام السياسي للحكم لم يستطع اصحابه تمالك أنفسهم حتى لتلميع استبدادهم الديني فلهفة تطبيق ايديولوجيتهم القائمة على الاقصاء تحت شعار تطبيق الشريعة ( أي شريعة ) الشريعة التي تفسر حسب فقههم السياسي. من هنا، بدأت رحلة التكفير والتخوين لكل التيارات العلمانية والليبرالية في مصر، وبدأت رائحة الفكر القطبي تعبق اجواء مصر بسمومها خرج العفريت الفكري القطبي من جحره تلاقح مع افكار حسن البنا القائم على وأد التجربة المصرية بعد الوصول للحكم . كيف يتم ذلك وما الهدف الرئيس من ذلك ؟
الفكرة في الاسلام السياسي وخصوصاً الاخواني، ومن خلال مراجعة أديباتهم يجد بشكل جلي وواضح القبول بالديمقراطية كمطية للوصول للحكم، وبعدها يتم ركنها ( الديمقراطية ) ولفظها، والسعي بكل الطرق لفرض مشروع اوحد هو مشروع الاسلام السياسي، وهذا يتطلب حل كل الاحزاب السياسية في مصر، وتقييد الحرية، وفرض مفهوم الحاكمية القطبي الذي ينبع من الحكم الالهي، وبما انهم ارادة الله على الارض فهو حكم مقدس لا يجوز معارضته والا سوف يجرم ويكفر .
إن ما يحدث في مصر ليس غريباً لأنه ليس المهم التغيير من خلال صندوق الاقتراع ما لم يتم تغيير ما في جمجمة الرأس، وليس المطلوب من قبل الاسلام السياسي تغيير ما بداخلها . قبح السياسة الاخوانية أنها كما هو حال كل الاسلام السياسي انها تخلط الدين بالسياسة . الدين بما هو مطلق من عند الله والسياسة بما تحمل من نسبية. كيف يتم خلط النسبي بالمطلق وتقديم ما هو نسبي مصلحي على مطلق ودمج مقاصد الشريعة بمبررات السياسة وممكناتها.
بقي أن نقول في هذه العجالة أن كثير من الباحثين كانوا في حالة ترقب لوصول الاسلام السياسي بعد التجارب المريرة للاشتراكية والركوب عليها، والقومية واعدامها ، ما تبقى هو وجود الاستبداد السياسي كمنافس قادر هو الاستبداد الديني، ولكن سرعان ما سوف يتم كشف زيف المشروع وكذبه في تحقيق العدالة والمساواة والحرية بين الناس لأنهم مواطنين لن يقبل احداً بان يكون رقماً من الرعايا . ولكن كيف ومتى هذا يتوقف على عدم التسليم بأنهم ارادة الله على الارض وأنهم بشر يغلفون أفكارهم بالدين لتمرير أفكارهم المسمومة .



#زهير_مبارك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة فكرية في الاستبداد الاجتماعي
- جدليات متناثرة (لحظة العبور)
- ازمة (ال)فكر (ال)عربي مفكرون بلا فكر _فكر بلا مفكرين
- فلسفة التاريخ _ تاريخ الفلسفة
- المحرقة
- شذرات من ذاك التاريخ لهذا العصر
- قراءة نقدية لسلطة الاستبداد والمجتمع المقهور (الاستبداد المب ...
- المثقف العربي و-المستبد العادل-
- بين الثابت والمتحجر: اتحاد المغرب نموذجاً
- الخطاب السياسي العربي وثقافة الاستبداد
- مثقف السلطة ... الولاء المطلق
- النفط العراقي بين الحقيقة والوهم الأمريكي


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير مبارك - الاستبداد الديني _ مصر نموذجاً