أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير مبارك - جدليات متناثرة (لحظة العبور)














المزيد.....

جدليات متناثرة (لحظة العبور)


زهير مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 3409 - 2011 / 6 / 27 - 03:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



1
رغم انني عبارة عن ماكنة تتلقى الضربات الموجهة لتنفيذها الا أن ذلك لم يمنعني للحظة من محاولة الولوج للخروج من الكهف، بل يمكن أن يكون العكس هو السائد، بمعنى المحفز لخط الاطروحة في هذه العجالة، وهي التي ترى أن حالة الانهيار لم تتوقف بعد رغم ما يقال، وما يتبلور على الشاشات بقدر اكبر بكثير مما هو على أرض الواقع على أية حال ليس هذا مجال الحديث هنا في هذا الجدل الذي لم تتكشف بعد اتجاهاته في ظل الاختطاف من القوى المهيمنة، وفي ظل غياب اطار فكري متفجر عما هو قائم حالياً، ولهذا اذا تم التوصيف بدون رتوش لا يوجد جديد بشكل جذري على الارض .
2
لكي نخرج من الكهف ونتلمس الخيوط الاولى لشمس العبور لابد من توفر المنهج والفكر المؤسس (انطلاق العقل) لأن الفكر بوصفه وجوداً متمثلاً فارضاً حالة واقعية بعيدة عن كل ما هو ميتافيزقي وهو ما يفرض حالة من رفض المسلمات وولادة الجدل المحفز للعقل والمنتج منه لا المسير له هنا ينولد فكر قادر على الابداع، ومبرر ذلك كما يرى البعض يعود الى الجدل بحد ذاته هو دراسة للفكر من زاوية الذات التي تشارك في الوجود فليس هناك ذات وموضوع أو أنا ووجوده وإنما هناك ذات في قلب موضوع وأنا في داخل العالم وجميع المشكلات الميتافيزيقية قد نتجت من هذا الفرض الكاذب وهو أن المعرفة إنما تقع خارج الوجود ثم تنطبق عليه بدلاً من أن تكون في داخل الوجود أو وجهاً له.
نحن بحاجة الى تعلم تقديم الاسئلة وطرحها تساؤلات تتعلق بالبنية التفصيلية للوعي وهو ما يؤسس لميلاد الفكر قبل ميلاد النص مع علمنا أن هذا الامر غائباً مغيباً والسائد غالباً أسئلة ساذجة لا ترقى للحد الادنى للنهوض، ولهذا هناك في الافق مسلمات لا تتجاوز الكهف ولن تتجاوزه ما دام العقل مغيباً مع استنفار قدراته في التساؤلات التي تفرض ذاتها وتنطلق بنا لتجاوز التكلس والاجترار بعلاته لا بايجابياته التي يحبذها نيتشه.
لا يمكن للتصور البسيط السابق أن ينوجد فعليا ويستعد للانطلاق بدون توفر المنهج ولنقل الابداع المنهجي ان من ينطلق بفكر حر جديد هو بالضرورة بحاجة الى منهج حر جديد تتوفر فيه الادوات المتشكلة ضمن ضرورات هذا الفكر وحراك العقل، ولكن ضمن الاطار العام له لا بد أن تتوفر فيه قدرته على الاستنباط والجدل الذي يقدم الطروحات على علاتها ليقدمها ويصوغها بما يؤدي لميلاد صحي غير مشوه أو مركب بصورة عمياء كما هو الحال عربياً اليوم وأنا لا اقصد هنا نقد المنهج التركيبي تحديداً لأننا عندها نقع فريسة المفاضلة بينه وبين غيره ولو كان الأمر بهذه السذاجة لتم الأخذ باتجاه دون اخر وتوفر لدينا فكر حر، ولكن فعليا لم يتم ذلك ولن يتم ضمن هذا التصور الذي أقل ما يوصف بالركاكة . وعليه يمكن الأخذ بملامح من المناهج المتعددة وأبرز ما لدى بعضها الاهتمام بفك اشكاليات التناقضات لمحاولة الوصول الى حالة من الفصل ما بين التناقض والتضاد بمعنى امكانية التعايش ما بين الاختلاف ضمن دوائر تتقاطع ولا تتنافر بالضرورة لأنه لا يمكن أن يسود اتجاه على حساب الاخر الا في حالة واحدة هي الاقصاء وهو داء هذه الامة لا دوائها.
3
نوجز فنقول الفكر الغائب لأمة هو غياب لوجودها حتى لو توهم البعض بأنها تتحرك فلم يحن الوقت بعد لنرى حداً فاصلاً بين القديم والجديد ولا جديد في الافق ما لم تتوفر الارادة لانطلاق العقل في سماء لا يعرف سقوفاً ولا سياجاً، وهو ما يمهد لميلاد (الفكر المؤسس) هذا الأمر يتطلب طرح التساؤلات المؤلمة حسب وجهة نظر البعض لأن الغالب يميل للمسلمات وغيرها محرمات ولا بد من قمعه واقصاءة ما لم يكن من التابعين. ان امة ما دامت تفكر ضمن هذا الطرح لا يمكن ان تنتج ولا يمكن أن تنطلق لأن المتطلب الاساس غير متوفر وهو حدية التساؤلات وعمقها وعدم وقوفها امام جدران صماء بل طرح يولد طروحات وجدل يخلق فكره.
4
قد تكون الحالة العربية اليوم أفضل خلاصة لما سبق فعندما نجد انطلاقة فيها لمسة ابداعية لأول وهلة ثم نشعر بانتكاسة يجب ان نسأل انفسنا لماذا؟ عندما نرى كيف هضم الغرب العرب وتم احتوائهم لابد من القول كيف تم ويتم هذا؟ هل الغرب لهذه الدرجة معني باقتلاع الاستبداد وأين كان قبل ذلك الوقت؟ أين كان عندما قدم فلسطين هدية على حساب اهلها ومن ساعده في ذلك اوليس المستبدين انفسهم الذين يدعونهم الان للرحيل .
ان حالة الاحتواء الغربي للتحركات العربية وتوظيفها بما يتناسب ومصالحهم المتجذرة هو أكبر دليل على القصور العقلي لنا نحن العرب وهو أكبر دليل على حالة التكلس واذا بقي الاتجاه كما هو عليه الان فإننا سنبدأ بعد حين من حيث تم البدء هذا اذا تمت ازالة المستبدين جميعهم فعلاً، وهو امر يحتاج الى كثير من النقاش (الجدل) في ظل الواقع الحالي فهم (المستبدين) كالفيروسات يتأقلمون وقد استوعبوا الصدمة. وهذا يدل على ان الادوات كانت منذ البداية محدودة والافق ضيق لما بعد محاولة النهوض ولا أقول النهوض لأنه لم يأت بعد.
5
قد يبدو غير مترابط بين ما يحدث وبين ما يقدم من طرح للخروج من (موت العقل العربي السريري) ولا اعني مطلقاً الحل للواقع السائد بل المهاد الاولي للعبور ويتمثل ذلك في وجوب أن يتم ادخال الفلسفة الى المدارس والجامعات وخصوصاً المدارس لأنها الاساس للتعلم منذ الصغر العصف الذهني وانبثاق الاسئلة وعدم التسليم بكل شيء الا بعد التمحيص والتدقيق والجدل في كل شيء وهو ما لا نراه حتى الان، فمنذ الصغر دائما يجب توفر الطاعة والولاء والتبعية والخوف من كل شيء هذا ما نتعلمه في مدارسنا نقمعهم في صغرهم ويقمعون عندما يكبرون من لم يخضع بارادته فانه يجب أن يروض والا فإنه سوف يقمع بصورة مقيته اقرب الى النبذ الافلاطوني في محكمته.



#زهير_مبارك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة (ال)فكر (ال)عربي مفكرون بلا فكر _فكر بلا مفكرين
- فلسفة التاريخ _ تاريخ الفلسفة
- المحرقة
- شذرات من ذاك التاريخ لهذا العصر
- قراءة نقدية لسلطة الاستبداد والمجتمع المقهور (الاستبداد المب ...
- المثقف العربي و-المستبد العادل-
- بين الثابت والمتحجر: اتحاد المغرب نموذجاً
- الخطاب السياسي العربي وثقافة الاستبداد
- مثقف السلطة ... الولاء المطلق
- النفط العراقي بين الحقيقة والوهم الأمريكي


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير مبارك - جدليات متناثرة (لحظة العبور)