بغداد السبعينات المسرح والكتاب والموسيقى والسينما حياتنا

عصمان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 3924 - 2012 / 11 / 27 - 17:31
المحور: الادب والفن
    

بغداد السبعينات والماضي الجميل كنا نحلم وكنا ننتظر زخات المطر وبنات الجلبي كنا نذوب في الحب والجمال وطيبة الناس ماكنا نعرف العتمة والسواد الحالك وكنا نعيش بصيص الاضواء كان لنا أمس وغد
وكنا نعيش الحاضر والمستقبل بغداد المسارح والسينمات والمكتبات بغداد العلم للجميع والبعيدة عن الخرافات والاوهام والخزعبلات وكامل الدباغ وبغداد الرياضة في اسبوع ومؤيد البدري والسينما والناس وإعتقال الطائي وعدسة الفن وخيرية حبيب وبغداد الفرح وحجي راضي وعبوسي وبغداد الطرب بغداد كنت أذوب فيها حبآ وشوقآ وكنت أعشقها بجنون بغداد علمتني الهدوء والجدية والمواجهة والخصام الودي وكنت اتنفس على ضفاف الحرية نسيم الربيع وهواء الحرية ماكانت رحلتنا مع الالم والدموع وكنا نحلم بحدائق الوزيرية الجميلة ومصاطبها وعشاقها وعصافيرها ماكان يفزعها صوت الرصاص في الافراح; في السبعينات نادرآ ماكنت تجد شاب أوشابة عراقية بدون كتاب تأبط كتابآ وكانت الموسيقى غداء الروح وكنا نغوص في أعماق الكتاب إلى أن يأتي سلطان النوم ،بغداد كانت لذيذة بنهر دجلة ومطاعمها ومقاهيها وشوارعها وناسها وسحر الحياة فيها وكنا نبحر في قارب السعادة وكانت بغداد تفوح برائحة الادب والفن والثقافة والسياسة وكنا نحلم أحلام خضراء وأمنيات بلون الورد والنوم فوق السطوح والحوار مع القمر والنجوم في ليالي السهر وكنا نسمع الهلهولة والزغاريد تجعل العصافير والطيور تزغرد وتهلهل في سماء بغداد واعراسها والزواج والغرق في نهر العذوبة ماكنا نعرف الحزن والاحباط والكسل والرتابة والخمول والفيروسات الطائفية والعنصرية كنا إخوة متحابين تحت خيمة الوطن ومسرحنا;;
بغداد وسمفونية الحب النوارس ودجلة وذوبان السكر في الشاي والاستكان البغدادي وشريط الذكريات وبريقه لاينتهي ،كنا ننتظر صباحآ اعلان صغير في الجريدة لشاعر اوأمسية ثقافية في إتحاد الادباء وإذا ليلآ حدائق إتحاد الادباء لاتستوعب الالاف من المثقفين والمثقفات وكنا نتبارى ونتباهى بنوع الكتاب وكم كتاب قرأت خلال اسبوع والمقاهي الثقافية البعيدة عن لعب الدومنة الكل يناقش وفي جلسة تأمل وسرية مع الكتاب


عصمان فارس السويد

#عصمان_فارس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل