أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - مسرحية العطش وليلة رحيل الكاتبة سارة كين














المزيد.....

مسرحية العطش وليلة رحيل الكاتبة سارة كين


عصمان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 12:36
المحور: الادب والفن
    


مسرحية العطش وليلة رحيل الكاتبة سارة كين
أصوات محشورة في نفق الموت

سارة كين الكاتبة البريطانية كتبت خمس مسرحيات قبل ان تنهي حياتها عن عمر يناهز28 سنة شنقت نفسها بواسطة قيطان جزمتها وكانت خاتمتها مع مسرحية بسيكوز 48 ــ 4 سارة كين "انا اكتب الحقيقة هذا ماقتلني،علي انفاس حبيبي سأشنق نفسي" في الساعة الرابعة وثمانية واربعين دقيقة لكوني "اكره نفسي واكره وجهي". ومنذ سنة 1999 اصبحت سارة كين حديث كل الكتاب وحكاية لكل الناس ومسرحية 48 ــ 4 هو سبب وسر عذاب نفسها وسر انتهائها وانتحارها، واسلوبها فيه نوع من الاستفزاز والهوس. مسرحية العطش والحديث عن الماضي من خلال اربعة اشخاص في مسرح الغرفة الكل يجلس علي مقعده وحوارهم السريع مع شريط مسجل يوحي للبداية والنهاية. سبق ان شاهدت للكاتبة سارة كين علي خشبة مسرح الفيركيت مسرحية القنبلة والانفجار والمحرر. هذه الكاتبة المثيرة للجدل ومسرحية العطش الحالية وهي تعرض عل مسرح عرين الاسد (دراماتن) اخراج نادية فايس وتمثيل تانيا لورنتزون،ماتياس سيلفيل، ليل ترسليس والممثل يان والدكرانز. مسرحية العطش يدير اللعبة فيها أربعة أشخاص برموز واسماء حركية (الف وياء وجيم وميم ) يعيشون في سراب مع اربعة مقاعد ويمارسون لعبة التساؤل علي صالة مسرح عرين الاسد دراماتن المسرح الملكي في استوكهولم اربعة اصوات محشورين في نفق الموت وانحشرنا نحن معهم دون المستطاع باتخاد اي قرار ،حوارهم عبارة عن كورال يتناول محاور حياتية مهمة الابوة والامومة وحالة الشعور بالوحدة والخوف والشيخوخة وا لعنف والحب ونقيضه الخيانة، ذكريات وشوق والم , اصوات تسأل دون الحصول علي اجابة فقط صدي الحيطان وجدران المكان، منولوجسات متوازية كل شخص يبحث عن ذاته،هل هم في حنين الي المجتمع لكونهم يعيشون في سجن المكان؟. شخصيات لاتعرف معني النوم وجوه صفراء وعيون مفتوحة تحملق في المكان تحث اضاءة النيونات البيضاء
والصفراء الذي يوحي لنا كانهم موتي ربما عادوا سوف يرحلون ,حكايات وحوارات عبارة عن هذيان شخصيات تعيش العزلة مع اربعة كراسي مع جهاز تسجيل يكرر الاصوات كانهم في حالة سفر مسرحية اجوائها تشبه وقريبة من مسرحية نهاية اللعبة للكاتب صموئيل بيكيت. حوارات واصوات الشخصيات تعيش الماضي وحالة الهذيان والاسقاطات علي الحاضر والشعور بالعزلة وحالة الفواصل والموانع مابين حركة الاشخاص من خلال الحوارات" قبلني،احبك"،الموت والخوف من عدم القدرة علي الاقتراب من الاخر ومحاولة الهروب حوارات تطلق من الذاكرة ممثل يجرب الحركة ان ينتقل من الكرسي الي كرسي اخر وحركة الجميع في النهاية الي الخلف وهم علي شكل اشباح توحي لبداية وموسم الرحيل اي الموت مع اضاءة شاحبة ترمز لوجوه شاحبة تنتظر الموت و ربما فارقت الحياة. مسرحية العطش كانت خاتمة حياة الكاتبة سارة كين وطريقة انتحارها سنة 1999 عن عمر يناهز 28 سنة وكانت في قمة عطائها الادبي خلال حياتها القصيرة كتبت خمس مسرحيات ذات ثيمة مهمة مبنية علي اهمية الانسان ونسيجها العنف والحنين والكواث والصراع السياسي والضياع وفقدان العلاقات الانسانية ومسرحية العطش نص مبني علي عدم التواصل مابين المتفرج ورموز الاشخاص ومنولوجاتها اشخاص كل واحد منهم يعيش في وادي الموت لاصلة له بالاخر حوارهم مشحون ومليئ بالتناقضات والخلافات والتنافر من خلال العلاقات الوحشية وعبثية التصرفات مابين الرجل والمرأة وعمليات الاعتداء الجنسي والعنف والخوف والسلوك الغير الانساني وفقدان الامل. والمسرحية عبارة عن دراسة نفسية لحالة التفكك , شخصيات واصوات فيها حشرجة الالم لكونها فقدت الحب والشوق وفقدت الرغبة في اللقاء مع الاخر ،هذيان واصوات ترمز للحب ولكن كيف وفقدان العلاقات الروحية وسلوك الانسان وتصرفه الوحشي والجو المشحون بالشكوك وحالة الخصام مابين الشخصيات والكل يتوق للخلاص من الحياة , يشعر المتفرج بجرس الانذار وانتحار الكاتبة واسدال الستار علي حياتها ومسيرتها الادبية. المسرحية تكشف عن حالة التفكك والحالة النفسية المزرية التي عاشتها الكاتبة سارة كين..تعاملت الكاتب مع واقع وجسدته في كل مسرحياتها مثل موضوع عن حالة التفكك والحالة النفسية المزرية التي عاشتها الكاتبة سارة كين. تعاملت الكاتبة مع واقع وجسدته في كل مسرحياتها مثل موضوع الحب المزيف والمفقود وحالات الرغبة الجنسية والالم وحالات العذاب والتعذيب ،الماسوشية والتعذيب الجسدي والنفسي والموت, يمتاز اسلوبها انها تمتلك خزين من اللغة الشاعرية في كل مسرحياتها وقد سلطت الضوء علي صفة العنف والتطرف ،سنة 1990 كتبت مسرحية الانفجار ونقلت الفضائح الي خشبة المسرح واظهرت حالة اللواط وممارسة العنف ضد جسد المرأة وقد شاهدت العرض في ستوكهولم علي خشبة مسرح الفيركيت وفي مسرحية فيدرا تحمل الحس الكلاسيكي مع لحظات رائعة من جمالية اللغة وخصوصية القسوة، اسلوبها يختلف عن كتاب عصرها وجيلها وهي قريبة من بيكيت، بنتر وباركر، ولغة الكتابة عند سارة كين عبارة عن شظية تنسف بها كل لاشكال القديمة ومسرحها عبارة عن منبر للمناقشة الجادة مع المتلقي وفي مسرحيتها 48ـ4 بسيكوز مسرحية العطش جذبت المزيد من الاهتمام في ثيمة المسرحية وفيها العديد من العلامات والاشارات الي الانتحار وحالة الاكتئاب, مسرحية رائعة اسدلت الستارة علي مسيرتها الرائعة ككاتبة واعدة في المسرح ورحيلها المبكر أكثر مأساوية واسباب القلق عندها يصل ذروته في مسرحية الانفجار وحالة وبشاعة سلوك الجندي وهو يغتصب الفتاة وياكل لحم الطفل المقتول وقتل النفس والانتحار هذا هو عصر وزمن الجريمة الكبري الحروب وفضائح ترتكب في وضح النهار. وهذا لايعني ان مسرحيات سارة كين مليئة باليأس والتشاؤم ولكن فيها تجد فسحة الامل، وفي مسرحية العطش رغم الالم والحزن والضيق النفسي والتي لاتصلح معها كل الادوية والمخدرات والعقاقير العلاجية ولكن فيها صور شعرية تجمع مابين الشكل والمضمون وهذه المسرحية ممكن ان نسميها قصيدة المحادثة



#عصمان_فارس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمسة كلاسيكية بثياب معاصرة في. مسرحية من يخاف فرجينيا وولف؟
- مسرحية سوناتا الخريف من السينما الي خشبة المسرح
- بونتيلا وتابعه ماتي... بريخت من جديد
- مسرح الباليه والرقص الحديث في ستوكهولم: معجزة الجسد وسحر الر ...
- مسرحية أنتيغون للكاتب الفرنسي جان أنوي: فتاة في مواجهة البطش
- كربلاء عاشوراء ومسرح الفرجة والتحريض الحسيني
- المسرح النسوي السويدي...حين يحتج الصوت الناعم
- وداعآ جلال جميل عاشق الضوء
- رؤية في ثلاث تجارب مسرحية للمخرجة ايفا برجمان
- فوبيا الانتظار في مسرحية غودو
- روميو وجوليت يلتقيان علي سيرك الحب
- مسرحية الزمن المظلم تخترق ستر الرياء وتبكي القلوب الجريحة
- مخرج عراقي يمسرح المشاعر المفقودة
- مسرحية الهروب للكاتب الروسي بولغاكوف تعاد في ستوكهولم برؤية ...
- مسرح داريو فو تهكم مرير ورقص ساخر
- السويدي اوجست سترندبري يستعيد الارث الكونيالي ويتحرر من الوا ...
- المسرح والنقد ثنائية لألمع الثمرات الأدبية
- مسرح ستوكهولم يحتضن موت راشيل كوري
- المخرج يوقظ الكلمة بأوكسجين الحياة في المسرح التجريبي
- فتاة البجع مابين تضاريس الحب وجغرافية الوطن


المزيد.....




- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...
- جو بايدن يقتحم موقع تصوير مسلسل شهير أثناء مطاردة الشرطة (صو ...
- باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني ...
- انهيار منزل الفنان نور الشريف في السيدة زينب.. وابنة تعلق! ( ...
- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - مسرحية العطش وليلة رحيل الكاتبة سارة كين