أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - مسرح ستوكهولم يحتضن موت راشيل كوري















المزيد.....

مسرح ستوكهولم يحتضن موت راشيل كوري


عصمان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2632 - 2009 / 4 / 30 - 10:30
المحور: الادب والفن
    



مسرح ستوكهولم يحتضن موت راشيل كوري
زهرة تسحقها دبابة

المسرحية من نوع المونودراما, النص مبني علي مدونات ومذكرات كانت عبارة عن رسائل تبعتها راشيل كوري الي والدتها والعائلة حول حياتها الجديدة, كيف تعيش الان وانها تفترش الارض مع ناس يعيشون الحصار اليومي والقتل المجاني المبرمج ومع كل هذه المأساة لكنهم سعداء ويتمتعون بطيبة وكرم اخلاقهم وصمودهم وتحديهم لكل القتل من قبل جنود الاحتلال الاسرائيلي !! وهذه المرة الثانية اشاهد ضمن خطة وبرنامج فرقة مدينة ستوكهولم:Stadsteater مسرحية مسيسة من المسرح السياسي بعد مسرحية غوانتاناموا وبرعاية واشراف مدير الفرقة بيني فردريكسون وهذه خطوة مهمة في سجل وثأريخ هذه الفرقة المسرحية علي تواصلها ومواكبتها لكل القضايا الانسانية والتي تعصف بكوكبنا الجميل بسبب الحروب والاحتلال والقمع, كالذي يحصل وبشكل يومي ومكرر في فلسطين والعراق قتل يومي بالمجان وتدمير وحرق الاخضر واليابس .
مايدهشني من الذي دفع هذه الفتاة الجامعية وهي في ربيع عمرها وتعيش في بحبحوحة الي تبني قضية الشعب الفلسطيني؟ وغرفتها الحمراء الجميلة يغطي جدرانها صور المشاهير بدآ من صورة غاندي ,سلفادور دالي وجون كندي وامها وفقراء الارض من اطفال فسطين انها تحب الجميع ،لأنها تعنيها قضيتهم ومهتمة بسعادة الاطفال، وتقول راشيل: انا هنا في رفح وغزة لان يوميآ يموت الناس هنا بسبب الجوع نحن هنا لنوقف مجزرة الحصار وغلق المعابر وتجريف الارض وقلع الاشجار وتهديم بيوت الفقراء بواسطة البلدوزرات، نحن هنا نعمل سوية من اجل الحرية وسعادة البشر وخاصة الاطفال وشعارنا عبارة عن لافتة وسط خشبة المسرح ايها الجندي الاسرائيلي توقف عن قتل الاطفال ؛؛ هنا كل شيئ تحول الي رماد والمشهد السريالي الكالح والمرعب هو الذي يسود ربما كان هذا هو السبب في حبها لسلفادور دالي ، حبها واختيارها السفر الي فلسطين لكي تختار شهادة الموت السريالي ، وحبها لغاندي لأنه رمز المقاومة وحب الوطن والتحرر! غرفتها الحمراء تحوي الكتب المتناثرة علي الارض في كل زاوية، وحقيبة سفر وكذلك صور معلقة علي الجدران ودفتر المذكرات اليومية وجهاز مكبرة الصوت. ويكون الحوار داخل هذه الغرفة من خلال استعراض الصور وكذلك دفتر المذكرات الشخصية وتقديم نبذة مختصرة عن حياتها الشخصية وطريقة تفكيرها واتخادها للقرار, وطموحها في ان تصبح كاتبة اوفنانة وعلاقتها الوطيدة مع امها وكذلك الوالد يتضح ذلك من خلال قراءة الرسائل التي كانت تبعتها الي امها، وعند تسلمها رسالة من صديق لها يصف حال الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الاسرائيلي وقسوته وهمجية التعامل مع اطفال الانتفاضة، علي ضوء هذه الرسالة تقرر السفرالي فلسطين وتلتحق وتعيش مع اسرة فلسطينية وتكون في قلب الاحداث ووسط النار،وقد حاولت المخرجة نينا تنفيد عملية الانتقال عبر الاماكن في الاعتماد علي الديكور المتحرك وكذلك عن طريق تغيير فلترات وشرائح الوان الاظاءة واستعمال الدخان مع اصوات طائرات الاباتشي وكذلك الاصوات والاغاني العربية واستعمال اللافتات والكتابات علي الجدران. ولكن لي ملاحظة علي طريقة اخراجها ابتعدت عن استعمال اي فلم اوسلايد يوثق جرائم الاحتلال الاسرائيلي ربما لكونها تخشي التفسير وتأثيرات الاعلام اليهودي النشط في السويد وخاصة علي مستوي الوسط المسرحي والنقاد ، ومع ذلك لمست التعتيم الاعلامي علي هذه المسرحية والبعض يتناول الموضوع ربما بخجل ؛؛ ففي مشهد تحدي البلدوزرات الاسرائيلية هناك فلم يوثق ماحصل كان علي المخرجة ان تظهر هذه الطريقة الوحشية مع هذه الفتاة الشقراء الامريكية ،وكيف يكون تعامل الجندي الاسرائيلي مع اطفال ونساء فلسطين من العرب اكثر همجية وبربرية؛ وكلنا نعرف ان هذه المسرحية اسمي راشيل كوري تعرضت في لندن وفي امريكا الي حملة اعلامية شرسة من قبل اعلام اللوبي اليهودي لمنع العرض المسرحي ! وذلك لغرض اخفاء الجريمة ،جريمة قتل هذه الفراشة الجميلة في عمرها الربيعي اختارت الموت الربيعي مع فراشات واطفال فلسطين في شهر اذار موسم ربيع الخير والمحبة،ودخلت ودونت راشيل الفتاة الجميلة في سجلات القاتل مجهول كالذي يحصل في عراقنا اليوم جثث مجهولة والقتلة مجهولين المسرح السياسي وقضية راشيل: هذه المسرحية عبارة عن وثيقة ادانة سياسية لكل جرائم القتل في ظل وحشية وهمجية الاحتلال الاسرائيلي، فالمسرح السياسي يحتاج الي ارضية ثقافية لغرض تفعيله واستيعابه، عندما ينتفض شعب ضد الاحتلال والغزو ماهو دورالفنان؛؛ هل يقف موقف المتفرج السلبي مما يحصل من جرائم ؟ ان الخطاب المسرحي يختلف عن الخطاب السياسي، فالخطاب المسرحي يصل ويتلقفه المتلقي كسرعة البرق ويتقبله الجمهور، وقد شاهدت تجارب لفرق مسرحية وجولات المسرح الفلسطيني في السويد تصل رسالة الفنان ومعاناة شعبه في ظل الاحتلال بشكل اوضح واكثر صدقآ يتقبله ويفهمه المواطن الاوروبي، يظهر الفنان معاناة شعبه الحقيقية ومأساة الشارع الفلسطيني في ظل الاحتلال والحصار ومنع التجوال واغلاق المعابر وموت المرضي بسبب الاغلاق . اما مسرحية اسمي راشيل كوري عرضت في مدينة غوتنبرغ السويدية قبل سنة والان تعرض في مدينة ستوكهولم وتمثيل الفنانة فريدة هلكرين فنانة مشهورة علي مستوي السينما والمسرح والتلفزيون اختيرت سنة 2004 افضل ممثلة في السويد خاصة عن ادائها الرائع والجميل في فلم مثله في السماء اما المخرجة السويدية نينا فيستر تقول: انها لم تواجه اي صعوبة وعراقيل في تقديم هذه المسرحية لكون موضوع راشيل كوري موجود وبكثرة عبر الانترنيت، فمسرحيتنا لاتركز علي الصراع الاسرئيلي الفلسطيني بقدر التركيز علي الحياة الشخصية لشابة امريكية اختارت طريق الحرية للدفاع عن حياة الناس واختارت السفر والولوج في قلب الصراع .اما الممثلة فريدة هلكرين خريجة كلية المسرح في جامعة مالمو جنوب السويد تقول هيلكرين : يجب ان نقدم شيئ يبقي في ذاكرة المتفرج والذي سوف يتعاطف مع راشيل كوري ، وكيف نوقف جبروت العسكر وقد سافرت في حملة سابقة الي دولة النيجر وتفقدت حالة الجياع والفقراء ، ولي مساهمات انسانية كبيرة في هذا المجال تقول فريدة هيلكرين؛؛ اماالمخرجة نينا تقول: في مسرحيتي لااريد ان اجعل من راشيل شهيدة ربما كانت طريقة المعالجة الاخراجية لمشهد استشهاد راشيل كوري غير مقنعة للمتلقي وضعت المخرجة الممثلة في عمق المسرح وظهرها الي الجمهور وفي الظلام مع سلايد وعبارة توحي انها اي راشيل كوري ماتت في 16 اذار سنة 2004 في رفح دون الاشارة لامن بعيد اومن قريب الي جريمة القتل علي الطريقة الاسرائيلية البربرية والدفن البلدوزري اليومي لشعبنا الجريح في فلسطين ... وفي حي السلام بمخيم رفح وقفتي ايتها الشجاعة راشيل صاحبة الجسم النحيل ,ايتها الفراشة الجميلة اخترت الموت لتوقفي همجيبة القتل اليومي وسياسة التخريب والعدوان علي الارض والانسان, لكي توقفي البلدوزر عن فعل الدمار والخراب ووحشية من يقود البلدوزر ، صدقيني راشيل زحفهم نحو الخراب بات يوميآ ؛؛ اي ضمير تحملين ياراشيل العزيزة، منزلك الامن في بلدك وتركت دراستك الجامعية، تركت كل الاحلام الوردية واخترت طريق الموت والسفر الي ارض سوريالية, الموت فيها مجاني، ثمة نساء مثلك وقفوا يتحدون الة الموت في فلسطين والعراق؛ وانا اشاهد المسرحية راودتني كومة من الاسئلة وانا مصاب بالحزن والاحباط .. اين المسرح العربي من محيطها الي خليجها من هذه المسرحية ؟ لماذا لا تعرض هذه المسرحية علي مسرحنا العربي وفي مهرجانات المسرح ؟ متي تنتهي مهرجانات الرقص الشرقي ومسرح الهز ؟ تساوءلات مهمة: لماذا لانستطيع تقديم عمل مسرحي مثل ما يقدمون ؟ لماذا لانفكر مثل ما يفكرون ؟ لماذا لانفعل مثل ما يفعلون ؟



#عصمان_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخرج يوقظ الكلمة بأوكسجين الحياة في المسرح التجريبي
- فتاة البجع مابين تضاريس الحب وجغرافية الوطن
- شخصيات تشيخوف تعاني العزلة ومحاصرة بالذكريات
- المسرح الامريكي يفجر الصورة السائدة بعد الحرب العالمية الاول ...
- مسرح العبث يطلق مشاعر القلق نحو الوجود
- مسرحية مشهد من الجسر للكاتب آرثر ميللر: التصادم ما بين القان ...
- شاعرية تشيخوف وضحايا شكسبير وحياة مبنية على الكذب عند ابسن ت ...
- رقصة الموت. معالجة بريطانية علي مسرح سويدي
- إغتيال مارا في استوكهولم . مسرح حزين مفعم بالتفاؤل
- رواية الحرب والسلام على خشبة المسرح
- شكسبير يتجول في استوكهولم بأزياء معاصرة
- حسين الأنصاري: لا وجود لنهضة مسرحية عربية دون خطاب نقدي متطو ...
- المسرح التجاري يسخر من الشعب ويشوه قيمة الانسان ومثله العليا
- مسرحية الحرب في منتصف الشتاء
- الرواية والمخرج.. شحنة النص والرؤية علي الخشبة
- الملوك ونظرية المؤامرة في مسرحيات شكسبير التاريخية
- مسرحية الام الشجاعة ولعنة الحرب
- دماء الحرية تلطخ يدي ماكبث
- قراءة في قصائد الغربة لدى الشاعر خالد الخفاجي
- جسد الممثل علامة بصرية


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - مسرح ستوكهولم يحتضن موت راشيل كوري