أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - الملوك ونظرية المؤامرة في مسرحيات شكسبير التاريخية














المزيد.....

الملوك ونظرية المؤامرة في مسرحيات شكسبير التاريخية


عصمان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2533 - 2009 / 1 / 21 - 09:39
المحور: الادب والفن
    


في أي دراسة متأنية لمسرحيات وليم شكسبير نجد ان مسرحياته التاريخية تستمد عناوينها من اسماء الملوك مثل يوليوس قيصر، الملك جون، الملك لير، ريتشارد الثاني، هنري الرابع، هنري الخامس، هنري السادس، وهنري الثامن، كأن تاريخيات شكسبير تدور حول الصراع علي التاج الانكليزي والذي استمر من القرن الرابع عشر وحتي نهاية القرن الخامس عشر. وكل هذه المسرحيات مبنية علي المآسي التاريخية الكبيرة بصراع علي العرش او علي توطيده وكل واحدة تنتهي بموت الملك وتتويج ملك جديد، وفي كل هذه المسرحيات المليئة بسلسلة طويلة من المؤامرات والجرائم بدءا بقتل أقرب الناس اليه وقتل اعداءه وقتل جميع الحلفاء السابقين من أجل العرش والسلطة محاولا اعدام الجميع، والملك عندما يلبس التاج يكون قد اصبح مكروها ويقتل الجميع باسم العدالة، وعلي المسرح ان يعي حاجات ومتطلبات العصر لنأخذ مثلا مسرحية هاملت المبنية علي نظرية المؤامرة والجريمة والمجزرة البربرية من خلال حلقة دموية حيث يقتل الأب ومحاولة هاملت قتل العم أي روح الانتقام .
وفي مسرحية ماكبث من أجل السلطة والتاج يقتل الملك الشرعي ويقتل جميع شهود الجريمة وعليه يقتل ابناء واصدقاء الذين قتلهم وقتل كل من يقف ضده وفي النهاية سيقتل هو بالذات، انه الصراع من أجل السلطة والتاج والصراع بين أناس يتمتعون بالاسم واللقب والقوة .
ان السلطة في رؤية شكسبير لها عينان وفم ويدان والصراع بدون رحمة بين اناس يجلسون معاً الي المائدة. فأن شكسبير عبر حياته اليومية والعملية هو رجل يعيش في عالمه، وحريص علي ان يدرك مؤامرات البلاط ودسائسه ومشكلة وراثة العرش والصراعات السياسية. وفي مسرحية الملك جون والتي تضم صورة حساسة ومثيرة للتعاطف والشفقة للأمير ارثر الذي ذهب ضحية لعمه وهي صورة لطفل يهز المشاعر في معرض شخصيات شكسبير . اما في مسرحية تاجر البندقية نجد شخصية شايلوك الحاقد وميله الدموي الي الانتقام ، واما في مسرحيات يوليوس قيصر، كريولانس وانطونيو وكليوباترا واستخدام مادة التاريخ الروماني. ومسرحية يوليوس قيصر والتي تمثل الدراما المألوفة عن قتل الطاغية والحرب الأهلية وانها من اكثر المسرحيات السياسية حيوية، والمسرحية تعرض محاكمة الغوغاء وشنقهم للشاعر سيتا الشخص البريء وغير المنحاز سياسيا . وفي فترة حكم اليزابيث اصبحت في النهاية اكثر ميلا الي الطغيان والاستبداد وكان بلاط الملكة مليئا بالدسائس وتجسد ذلك في شخصية فرانسيس بيكون والذي سلم صديقه أسكس لفأس الجلاد . ان هذا الجو المشحون قد أثرَّ بشدة في كتابات شكسبير لنقل صورة عصره، وربما كان شكسبير احد اصدقاء (اسكس) لذلك كتب الكثير من المسرحيات والتي تعكس الحالة السياسية والاجتماعية لعصره وخاصة في مسرحية ترويلوس وكريسلا وكيف ان الملكة حكمت علي حبيبها بالموت .
وفي مسرحية عطيل وخلق شخصية ياجو الشريرة وكل مسرحياته الكوميدية فيها ظلال معتمة وبأعتبارها فضحا للنفاق والفساد. ان شكسبير في كل مسرحياته التراجيدية يتعامل مع العالم مثلما فعل كتاب التراجيديا اليونانية القديمة. فالامم تتهاوي ويطفح روح الغدر والخيانة والجشع ونكران الجميل ، الدماء تجري ويتضاءل الضمير والاشمئزاز من الذات. ان مصير الشخصيات في مسرحيات وليم شكسبير تأتي نتيجة لحب البطل للكرسي والتاج والسطوة.
وكل هذا الطموح غير المشروع للسلطة تبني الاستعداد للنفس البشرية للوقوع في الخطأ والذي يؤدي بشخصية البطل للوقوع في الخطأ، ولا يجد البطل امامه سوي سبيل واحد هو المصير المأساوي. نجد ان فكرة الطموح متأصلة في نفس ماكبث وهو يطمح ان يصبح ملكا حتي ولو كان علي رؤوس الجماجم. وفي مسرحية الملك لير وفي نشوة الجنون يكون اكثر ادراكا للشر الذي يسيطر علي العالم وظلم البشر وزيفهم.
ان الشر وفق ما يستخدم اليوم علي نطاق واسع ولا يمكن فهم الثأر والطموح والغيرة والعصيان والتمرد. ولا يمكن ان نقول ان المأساة هي استنتاج للشر، ان معظم المأساة العظيمة في العالم تنتهي لا بالشر المطلق وانما بالشر الذي يتسم باختياره.
ان شخصيات الملوك الحقيقيين والزائفين وصورة السلطات القانونية وممثلها الظالم اشكال مسرحية ومسرحية كريوليتوس والتي توصف بأنها مسرحية من مسرحيات شكسبير السياسية وموضوعها الديمقراطية وكذلك مسرحية يوليوس قيصر والملك لير، هاملت، وماكبث وتعتبر مسرحية كريوليتسوس تحليلا مهما للسياسة البريطانية في عهد الملكة اليزابيث وما بعدها . اما مسرحية يوليوس قيصر موضوعها يعالج الطبائع البشرية وتقلب الدهماء وتلونهم وثورة الحكماء علي السلطة المستبدة، والدعوة الي الحرية وشحذ علي المقاومة لروح الشر والطغيان التي تتمثل في شخصية قيصر.



#عصمان_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية الام الشجاعة ولعنة الحرب
- دماء الحرية تلطخ يدي ماكبث
- قراءة في قصائد الغربة لدى الشاعر خالد الخفاجي
- جسد الممثل علامة بصرية
- طقوس ايقاعية علي الخشبة تتشكل عبر الاجسام
- نساء مشحونات بالعاطفة في بيت برنارد ألبا
- مسرحية أوديب... التجريب علي نص كلاسيكي
- الانسان جزء من العصر الذي يعيش فيه


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - الملوك ونظرية المؤامرة في مسرحيات شكسبير التاريخية