أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - وداعآ جلال جميل عاشق الضوء














المزيد.....

وداعآ جلال جميل عاشق الضوء


عصمان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 01:41
المحور: الادب والفن
    




اعتذر ياصديقي جلال لعدم حضوري ومشاركة مراسيم وداعك, رحيلك اكبر فجيعة وخسارة للمسرح العراقي. كنت ياجلال جميل الخصال وكنت فنانآ صادقآ هدفك سعادة الناس وتنوير الثقافة المسرحية وتقنياتها من خلال تسليطك وتركيزك على اهمية فلسفة الضوء في تكوين الصورة والمكان على خشبة المسرح . سماع كلمة الرحيل يشكل عندي وجع والم وايقاع حزين ،ياصديقي والذي أعتز بصداقته ... "لماذا استعجلت الرحيل في غير أوانه" ؟؟؟ جلال جميل وجد اصبعه في النار لكنه كان يدافع عن وطن يسرق، وكان يشعر بالخطر لكنه لن يرحل عاش وسط الخراب والكارثة وهو يصيب الجميع،رغم احزانه لكنه اختار الابتسامة وظل حبيس الوطن، نشف الدم في عروقنا بسبب الحصار ومات الصبر فينا وتفرقعت قلوبنا، والظلام يلف عراقنا جدران واسلاك حديدية تمنعه من زيارة الحبيبة بغداد التي احبها بجنون وجنون عشقه للمسرح ولرائحة الجلاتين والانارة المسرحية وسط الديم الظلام, ففيروس وتنين الطائفية والحرب الاهلية جعلته ان يترك حبيبنه بغداد ويرجع الى الموصل خوفآ من أن يصبح فريسة سهلة بيد حثالات العصر ومليشيات التخلف وقوى الظلام. وفي لوحة الاتصالات في ذاكرتي كنت صاحبت ذلك الموصلي الجميل سنة 1974 شاب متفوق وطموح مغرم بحب المسرح وكنا نتبادل قراءة الكتب المسرحية والثقافية. اي ليل ثقيل لايمضي ودقائقه وساعاته دهور، هواجس سوداء تعذبني وكان يناديني اين انت ياصديقي لك الحق ان تهاجر بعيدآ؟ قلت له لااستطيع ولااطيق وارفض العيش مع الجزارين والقتلة , الفنان يبحث عن الحرية ويدافع عن قضية اساسية في مساندة حرية الانسان لذلك رحلت ياصديقي وصاحبي الجميل, حضنتك ارض نينوى التي انجبتك كنت مخلصآ ووفيآ وصادقآ في حبك للفن المسرحي الملتزم والمحترم، وكل من يلتقيك من الوهلة الاولى يكتشف فيك كل الخصال الحميدة صادق مع الاخرين وتحب الجميع ،اقول وداعآ ياصديقي الحميم وانا ابكيك دمآ واتألم لفراقك، نم ياجلال قرير العين ايها الناسك الذي سر من رأه . تعال اشكو لك عذابي .. سنين ونحن نعيش في دوامة لاتنتهي ، قتل ، وتشرد، وجنون،وذل وهوان، ولانفعل شيئآ سوى أننا نمثل المهزلة المأساة ... أيدينا مكبلة، والسنتنا منطلقة وبهذا وحده نريد كسب ضمير العالم ...هراء... ياصديقي نحن نعيش في كوكب كافر وعاهر لايدعن الا لمنطق القوة والقتل والاغتيالات. ممنوع التجوال في الشوارع بين كل لحظة .وجدت رسالة في بريدي الالكتروني من الصديق مروان ياسين الدليمي حول وفاة الفنان جلال جميل صرخت وانا ابكي واستعيد ذكريات اجمل صداقة تربطني بأخ عزيز ووفي ودمث الاخلاق ابو امنة،سكون مفجع خيم على الغرفة جلست كتمثال , واسدلت ستائر الغرفة ،قبل اسبوعين كنا نتحاور عن الحال والاحوال و الالم في مدينة الموصل وكان يحمد الله على كل شيئ،بأي حزن اودعك ايها المبدع الجميل وداعآ وانا اتنهد . اين انت ياصديقي جلال؟ لما سافرت بعيدآ عني ؟ كانت الامنية ان نلتقي في نينوى او في مهرجان المسرح التجريبي في القاهرة. كنا لانعرف مايخفي لنا هذا الزمن اللعين من اوجاع ونوبات القلب حقآ انك كنت تعاني المأساة وماحل بالعراق من خراب وفوضى قلبك الرقيق لن يتحمل الدمار،وكنت تمن بوجود الملائكة على ارض العراق لكرم اخلاقك وطيبة قلبك، وانت الانسان البشوش وصاحب الابتسامة والترحاب وصوتك الجهوري الجميل وانت تستقبل الاصدقاء في حي الثورة في مدينة الحذباء بفراقك ايها الصديق اصبح الخنجر يغرز في القلوب ونحن نتلقى الصدمة بفراق الاحبة قبلك الجميل عبدالخالق المختار وكريم جثير ناجي كاشي وقديس المسرح عوني كرومي وهاني هاني وعادل كوركيس وقاسم محمد وانا اتلقى كل هذه الصدمات صامتآ،لاشيئ يغير هذاالعذاب العميق بفراق الاحبة والمبدعين . اعرف كم كنت تعاني من ليل العراق والوحش يفترسه كل مساء، انت الذي كان لاينام الا مع الكتاب تحث سماء واضواء بغداد وتضيئ مسارحها بسينوغرافك المبهر والجميل، واذا بك تلقى المصائب وتخشى الخروج حتى في النهار بعد ان حل الظلام وعصابات القتل . وفي صدرك تتأجج النيران بسبب لعنة الحروب والخوف يتسلل الى القلوب وتسمع دوي الانفجارات ولعلعة الرصاص او ازيزالرشاش: وكنت تردد معي ماقيمة الانسان وهو يحمل عار الاحتلال على منكبيه ؟ عار الاحتلال والطائفية لن يمحيه ويزيله سوى ابناء العراق ؟؟

ستوكهولم



#عصمان_فارس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية في ثلاث تجارب مسرحية للمخرجة ايفا برجمان
- فوبيا الانتظار في مسرحية غودو
- روميو وجوليت يلتقيان علي سيرك الحب
- مسرحية الزمن المظلم تخترق ستر الرياء وتبكي القلوب الجريحة
- مخرج عراقي يمسرح المشاعر المفقودة
- مسرحية الهروب للكاتب الروسي بولغاكوف تعاد في ستوكهولم برؤية ...
- مسرح داريو فو تهكم مرير ورقص ساخر
- السويدي اوجست سترندبري يستعيد الارث الكونيالي ويتحرر من الوا ...
- المسرح والنقد ثنائية لألمع الثمرات الأدبية
- مسرح ستوكهولم يحتضن موت راشيل كوري
- المخرج يوقظ الكلمة بأوكسجين الحياة في المسرح التجريبي
- فتاة البجع مابين تضاريس الحب وجغرافية الوطن
- شخصيات تشيخوف تعاني العزلة ومحاصرة بالذكريات
- المسرح الامريكي يفجر الصورة السائدة بعد الحرب العالمية الاول ...
- مسرح العبث يطلق مشاعر القلق نحو الوجود
- مسرحية مشهد من الجسر للكاتب آرثر ميللر: التصادم ما بين القان ...
- شاعرية تشيخوف وضحايا شكسبير وحياة مبنية على الكذب عند ابسن ت ...
- رقصة الموت. معالجة بريطانية علي مسرح سويدي
- إغتيال مارا في استوكهولم . مسرح حزين مفعم بالتفاؤل
- رواية الحرب والسلام على خشبة المسرح


المزيد.....




- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - وداعآ جلال جميل عاشق الضوء