أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مجتبى حسن - عندما يبكي الأب














المزيد.....

عندما يبكي الأب


مجتبى حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1133 - 2005 / 3 / 10 - 10:17
المحور: حقوق الانسان
    


خبأ جلائه المدرسي عن والده عندما سأله مستفسر ،أن زملائه في الحي أُعطوا جلائاتهم.. وتعذّر بان مدّرسته مريضة ولم تأتي اليوم ..الأب ولشدة وثوقه بابنه ، خاصة وانه الأول دوماً على صفه ، لم يكرر السؤال .. بل راح يشرح له عن الهدية التي تنتظره إن أتى بالامتياز كعهده به ... وما هي إلا برهة حتى نزلت دمعة على خد الصبي تلتها شهقة وغصة ليعلو صوته بالبكاء المرير ، يتأبطه والده بحضنه ويطبطب عليه متسائلاً ما بك يا بني وما أصابك ما هو كربك ! لا تخف من شيء أنا معك .. بشهقةٍ ، وصوتٍ يمنعه البكاء من التصريح : لق ... لقد .... أخذنا ... الجلاء المدرسي ... غير أن مدرّسة الرياضة وضعت لي علامة اقل من ابن المدير .. كي تحرمني من الامتياز وتعطيه له .. لقد ظلمتني يا أبي .. ابن المدير لا يستطيع الركض مثلي فانا اسبقه دائما في الجرّي .. وأنا أساسي في فريق الكرة وهو الاحتياطي .. فلماذا أعطته علامة أعلى مني ألانه ابن المدير .. الأب وفي محاولة يائسة منه أن يضبط الدمعة قبل أن تفر من عينيه .. ليس المهم يا حبيبي مادة الرياضة المهّم المواد الأساسية .. وأنت كعادتك ابني الشاطر الذكي ، فلا تبكي أنت مازلت في نظري الأول، رغم ظلم المدرّسة .. فلا تبكي ، خذ هذه مئة ليرة واذهب إلى الدكان، اشتري ما ترغب ، بعد أن وعده بالهديةانها سوف تأتيه غداً.. اخذ الطفل المال وانتهت مظلمته التي كادت أن تبكي أباه معه .. رغم أنها لن تبرح ذاكرة الطفل كما لن تبرح ذاكرة الأب... فهي من الأول جزء من تكوينه النفسي والعقلي .. ومن الثاني غصة ليس لها حل .. لأنها أتت موجّهة إلى كيان طفله ...
حاور نفسه في محاولةً للخروج من هذا المأزق :
هل يسكت على تعسّف المدرّسة بحق ابنه.. وان سكت هل ينسى ولده انه أتى إلى أبيه متظلماً ولم يحرك والده ساكن .. ما هذه التربية التي تقوم على ذّل .
هل يذهب إلى إدارة المدرسة أو إلى مدير التربية ويشتكي على المتعسّفون بحق ابنه ... وان فعل ما نتيجة هذه الشكوى .. ليس بالكثير ..غير أن طفله قد يضايق بعدها سواء من المدرّسة أو من الإدارة ...
هل ينقله إلى صفٍ لا يكون ابن المدير به ..ولكن قد يكون ابن احد المدرّسين فيه أو ابن احد وجهاء المنطقة .. وسيعاد معاملة ابنه على هذا النحو الظالم فماذا يفعل .. الحيرة دائرته ..
رجع بذاكرته إلى أيامهُ المدرسية عساه يلقى الحل ، دون جدوى ، فلم يكون المدير يومها من المنطقة، ليأخذ ابنه مكانه في الدرجة ... هل يقدم رشوة للمدرّسة على شكل هدية قيمة .. أَنس لهذه الجملة الاخيرة ، ورأى فيها مخرجه .. ولكن إن علم ابنه بهذه الهدية وهو حتما سوف يعلم كيف سيفسر له ذلك .. كيف يقدّم أباه هديةً لمن ظلمه ، وجعله يبكي ..كيف له أن يفّهم ابنه انه قدّم هذه الهدية لمصلحته .. وان فهم الابن ذلك .. كيف له أن يجعل إكرام المشين على فعله الشأن من تربية ابنه ... ضجّت نفسه بكل هذه التساؤلات و ضاقت بها ، فلا حل يلوح بالأفق .. وضّع يده على جبينه في اتكائةٍِ، ليسمح لعبرة ٍ تسيل على خده عساها تغسل ما بقلبه من أسى ...
ّ



#مجتبى_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفوا
- الفاقة
- ديمقراطية الدجاج
- من هو الخاسر
- من رحم امها تصرخ لا
- جدلية بين الحاضر والماضي
- اشياء لا تصدق
- ارباب الفكر الميت
- بلسان مواطن
- حكايتان -اه يا ام - ليست امنا
- عقلية التكفير
- من الرجل
- الديمقراطية وامكانية تطبيقها
- يعلم لكنه يخاف
- زمن الحكمة في قص اللسان
- حقوق بائعات الهوى
- الارهاب هل هو تربية ام رد فعل منعكس


المزيد.....




- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مجتبى حسن - عندما يبكي الأب