أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مجتبى حسن - حقوق بائعات الهوى














المزيد.....

حقوق بائعات الهوى


مجتبى حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1071 - 2005 / 1 / 7 - 08:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا أفتئ أتذكر ما رواه لي صديق عمره أضعاف عمري مراراً وتكراراً ،عندما كان يقص لي حكاية أيام دراسته الجامعية التي قضاها في دمشق .
ما أجملها من أيام ..أيام لهو ولعب .. وبعض الجدية في الدراسة
كان يسترسل في حديثه حتى تظن بأنه يعيشك الحدث كما عاشه هو ، حتى فطنت له مرةً وعلمت انه يتكلم بهذه التفاصيل محاولة منه أن يعيشها بذاكرته مرة تلو مرة
كان جلّ اهتمامه وتركيز حديثه يدور بين تلك الجدران في عدّة بيوت أجازتها سلطات الحكم آنذاك فهي مرخصة وتدفع الضرائب مثلها مثل أي عمل تجاري ...وهو لم يتعرض لهذا الجانب إلا قليلاً مع ما يخدم حكايته من سرد ..كان يسترسل ويقول : يا رجل كنت تعلم بأنك في مأمن من هذه الأمراض التي تنتشر اليوم .. فهن ويقصد" القائمات بالأعمال"كان يتوجب عليهن مراجعة العيادات الطبية الخاصة كل ثلاثة اشهر يعطين بعدها شهادة خلوهن من الأمراض السارية والغير... والتي تثبت إصابتها بإحدى الإمراض من هن تعفى من العمل تحت طائلة المسائلة الجزائية والمدنية أو توقف عن العمل إلى حين شفائها في حالة الأمراض غير السارية ... وذلك كله للمحافظة على صحة من تقدم له الخدمة "من شباب وكهول"
أم تلك الجلسات الرومانسية فمرتبتها عظيمة في ذكرياته فحديثه يصف لك شكل ولون التفاح ومن أي منطقة وكيف كان يقدم ومع أي مشروب و مازا ..
غصت ذاكرتي بكل تلك التفاصيل الموشحة بمشاعر من فاته الزمن .. كلما شاهدت صبية تبيع جسدها للعامة ... وتذكرت زمن صديقي البائد ..لتأخذني المفارقة أن أعجب في تجميله لأعمال المواخير في زمنه... بثباتها وتنظيمها عند مقارنتها بالمواخير المتنقلة في أيامنا هذه ..ففي مقاربةٍ بسيطة..تجد لدى هذه الدور شيء من كرامة ..هي مرخصة ..تدفع ضريبة دخل للدولة .. تدفع رسوم ترخيص .. تقدم للعاملات ضمان صحي وضمان شيخوخة .. واغلب حقوق العمال من إجازات وراتب مقطوع إن لم يكنَّ يعملن بالنسبة المئوية التي تحقق لهن دخل اكبر إضافة إلى البقشيش ..
وهن لسنا كما اليوم على هيئة الشحاذات يتجولن على المحال والمتاجر ... بل إن طالب الخدمة يذهب إلى مكان عملهن أو يتصل هاتفياً إن كان يعرف مقدمة الخدمة سابقاً " طلب خارجي" يدفع نتيجته بدل الانتقال مع إكرامية اكبر لمقدمة الخدمة وللدار التي تتبع لها ..
أما المواخير المتنقلة اليوم فهي عبارة عن صبية أو اثنتين وعلى الأكثر ثلاثة لا تحميهم أي نقابة... يعملن بالخفاء في احد البيوت .. وعلى الغالب يتجولن ..لم يحدد سعر الخدمة مسبقاً ...بل هو مساومة مع الزبون .. وفي العرف التجاري إذا عرضت الخدمة ينخفض ثمنها ... وقد تكون هذه الخدمة لأكثر من شخص في نفس الوقت ... ولا تستطيع تجاهل نظرة الزبون عندما يأتي وقت الدفع نظير خدماتها "نظرة التصغير والتحقير" تلك ...ناهيك عن البعض الذي يحصل على الخدمة ولا يدفع .. مما اضطرهن أن يطالبن بالأجر قبل تقديم الخدمة حتى أضحت عبارة تتردد في أوساطهم ومع الزبون "الدفع قبل الرفع"
لذلك أناشد المسؤولين ممن لديه الحل والربط أن يعيدوا إلى أقدم مهنة في التاريخ شيء من كرامتها الضائعة ، بأن يسمحوا لهذه المواخير المتنقلة بالاستقرار وتفتح دورها الخاصة وذلك أولاً .. حفاظاً على الصحة العامة ...ثانياً.. لزيادة الدخل القومي .. ثالثا.. ورابعاً وأخيراً لنحافظ على تاريخ المنطقة من الضياع ونضع الأمور في نصابها الصحيح ... فبائعة الهوى في بيت الهوى مكانها .. ومكانتها في النسيج الاجتماعي ....عميق وله جذور



#مجتبى_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب هل هو تربية ام رد فعل منعكس


المزيد.....




- لكمتها وطرحتها أرضًا.. امرأة تهاجم موظفة بعنف داخل متجر بسبب ...
- اليونان: مقتل امرأة بانفجار عبوة ناسفة يُعتقد أنها كانت تحمل ...
- بنغلاديش.. مظاهرة حاشدة رفضا لتقرير حكومي يمنح المرأة حقوقا ...
- يسرى صيداني: القوّة تُؤخذ لا تُعطى
- جوزفين زغيب: الإعلام شريك في إبعاد النساء عن مراكز صنع القرا ...
- بين الغارات الإسرائيلية والاقتتال الداخلي: مشهد معقد في الجن ...
- انفجرت بيدها.. مقتل امرأة كانت تحاول تفجير بنك على ما يبدو ف ...
- مسلسل -لام شمسية- يثير جدلا كبيرا في مصر حول قضية العنف الجن ...
- اليونان.. مقتل امرأة بانفجار عبوة ناسفة (صور)
- خرم سلطان: من هي -أقوى- امرأة في التاريخ العثماني؟


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مجتبى حسن - حقوق بائعات الهوى