أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مجتبى حسن - الارهاب هل هو تربية ام رد فعل منعكس














المزيد.....

الارهاب هل هو تربية ام رد فعل منعكس


مجتبى حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1067 - 2005 / 1 / 3 - 09:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أحببت أن ابدأ أولى مقالاتي بهذا العنوان الذي يندرج تحته مضامين هي بنت واقع اظلم ليلنا ، يقال في الصحف المحلية عن نظرةِ أولي الأمر منا عن النقد والنقد البناء والنقد الذاتي ويستفيضوا بشرح يطول به مقالهم عن الإفادة الجمة من هذا النقد الذي يتمحور حوله بناء الإنسان وكيف يساعد للوصول إلى مبتغاها في مجتمع ودولة حضارية بما للكلمة من رحابة أفق ،وعلى هذا الأساس من منطق أقول أن هناك بعض الملاحظات التي رأيتها بعين الواقع ، هي نظرة نقدية بناءة
التربية هي المنظار والأساس لاتجاهات الحياة الاجتماعي والاقتصادي والسياسي أو غير ذلك من مسميات لحياة واحدة لها أشكال كثيرة.
سأتكلم عن شغل الدنيا وشاغلها ألا وهو الإرهاب ،ليس بالوصف السياسي للكلمة بل بالمنظور الاجتماعي والتربوي وان أتت مقالتي عناوين عريضة
لنطرح بعض التساؤلات في البداية. هل الإرهاب هو خوف أم تخويف ؟
هل هو فعل ذاتي ينشئ عن التربية أم رد فعل منعكس على الواقع كما يحدث في الجملة العصبية مثلا إن احترق احدهم ينفض يده ؟
هل الإرهاب فكر أم تقاليد راسخة في عقلية البعض ؟
سأحاول أن أعطي نظرتي بما تخللها من ملاحظات عينية على واقع يعاني من هذه المعضلة مثل ضحايا 11/سبتمبر/ أيلول / إن لم يكن أكثر ،وإن جاءت بألوان وأشكال أخرى.
يخرج الطفل إلى الحياة بمدارك تتفتح على واقع فيه مسميات للأشياء المحيطة ،هذه سيارة ،هذا باب، هذا تلفاز، وهذا وهذه ،أسماء ومسميات يأخذها الطفل مع (المعنى ) الموجود في عقلية الأهل والحي الذي يسكن ، وتترسخ لديه هذه المعاني مع إصرار العقلية العامة عليها ،وخاصة في البيئة المحافظة التي تتوحد أفكارها تقريبا ،وتتطور المفردات اللفظية مع نموه العقلي ويصبح مدركا لمعنى كلمات ثقيلة الوزن على غرار القانون والقضاء والشرطي والمخابرات ،وتترسخ عقلية الأهل به من جديد وإصرارها على المرادف من معنى .
كل هذا التطور يصحبه قاموس الأهل وميزانها للخطأ والصواب ،هذا الميزان الذي سوف يقيس عليه أعماله وأعمال أبيه وأمه وكل كبير في محيطه ، حتى يخرج بقناعات هي له وحده ، قناعات نتجت عن قول أبيه (ولي الأمر) هذا خطأ أو صواب ، ومدى التزام أبيه بقوله ، فإن قرن أباه القول بالفعل فهذا حسن ،أما أن يكون قول والده يستند إلى أخلاقيات عليا وفعله يعاكسها ، فهنا المشكلة ، التي لن تعكس إلا تربية وضعت الصح في موضع مقدس في الكلام والتوجيه ،والخطأ في التطبيق هو الواقع ،
في خضّم هذه الأفكار وتشابكها في عقلية الطفل ننظر لنرى ((الخوف ))هذه الكلمة التي تنبني عليها التربية المحافظة ( بنيان شيد على هشيم)
الأم تخاطب طفلها إن تكذب تحرق في النار الأب يصادق قول الأم ، وكذلك السرقة وكذلك إن لم تصدق وهكذا عن كل الأمور الدائرة بين الصح والخطأ في عقليته ، دائما هناك تهديد ووعيد ، حتى عندما يقوم بالصواب الخوف هو الدافع وليس جمال الصواب وحسنه ، المجتمع يصّر أيضاً بكل فئاته المستغلِّة على هذا النوع من التربية ، و"الأفكار العليا ترفضه"..
الأفكار بمنطلقاتها تقول المتهم بريء حتى تثبت إدانته والواقع يقول المتهم مسجون حتى تثبت براءته أو يظهر له صاحب !
منطق الأفكار يقول عنصر المخابرات والشرطي والقاضي والقانون هو لخدمة امن واطمئنان الناس والواقع يقول الناس تخشى الشرطي والقاضي والقانون ويرعبها عنصر المخابرات فهو بنظرها يد البطش وأيُ يد،
سمو الأفكار يقول المرض مدعاة للإنسان أن يستشعر الضعف في نفسه فيستطيع أن يشعر بضعف الآخرين فتكون صلة تقربه من إنسانيته ، والواقع يقول الطبيب يستغل المرض كي يملئ جيوبه الممزقة بالمال ،والمريض يلعن مرضه ،إن لم يحقد على كل الأصحاء وعلى من خلق جسده يمرض، وهناك الأمراض السرطانية التي يخشى حتى تسميتها ويقول عنها ذاك المرض أو المرض الذي لا يسمى.
العليا من الأفكار تقول الفقر والغنى حالتان يمر بهما الإنسان كي تظهر قيمة الأشياء بأثمانها من عمل وتضاريس الواقع تقول الفقر مذلة للفقير والغني هو السيد يشتري بماله ما لا يشرى،الفرد يرعبه الذّل بما يتلبسه من فقر ويرغب بالسيادة التي يتصف بها الغني فيسلك في متاهات وأساليب الغنى السريع عساه يخفف وطئت الفقر في عيشه ولكن....
ضوء الأفكار يسلّط على الموت قيمة ما أنتجت يده من عمل طيب ،وظلمة الواقع تصف الموت هو الفناء الذي ينتظر الإنسان في نهايته ،وهو الهاجس المقلق في كل لحظات حياته ،فميزانه لم يثقل بما ينجيه من هذا الخوف ،فلا غداً له إلا أوهام عن نهاية كلها عذابات قبر وما ينحو نحوها من أخيلةٍ لا تصلح إلا لأفلام الرعب.
الأفكار وسموها ومنطقها وألوان طيفها تقول والواقع يعارض بما فيه من واقع كل ما تنادي له الأفكار من سلام وطمأنينة.
ويتخرج الطفل من دنيا الطفولة البريئة مهزوزاً خائفاً مسلوب البراءة ،ملئهُ الخوف من السماء ومن المرض ومن الموت ومن الخطأ ومن الصواب .
وهذا ما أراه الإرهاب بأبشع صوره والأكثر فتكاً ، فهو عقلية تأصلت بكل جزيئيات حياته،رجلاً مهزوماً طفلاً وأفكاراً وتربيةً ،والخوف بنيان حياته هشيم يخشى أية شرارة .
وللنقد عيون ورؤى تنظرها قلوب ثكلا



#مجتبى_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مجتبى حسن - الارهاب هل هو تربية ام رد فعل منعكس