أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجتبى حسن - اشياء لا تصدق














المزيد.....

اشياء لا تصدق


مجتبى حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1111 - 2005 / 2 / 16 - 10:30
المحور: الادب والفن
    


كان إن خرجت إلى ذهني هذه الحكاية القديمة بعد تفاجئي بأشياء لا تصدق تنقلها لنا فضائيات تدعي المصداقية ..فأحببت أن تشاركوني الابتسام :
يحكى أن : نجاراً في حارة فقيرة لديه خبرة في الترميم والترقيع لجميع أنواع الأساس الخشبي
ويحكى أن في الحارة المجاورة سكنت سيدة ذات جمال ومحاسن مع زوجها في شقة قريبة من محطة القطار .. ولما كان انتقالهم إلى الشقة حديثاً.. هذه الشقة الغير مبلطة .. و التنقل يترك أثره على الأساس الخشبي .. و مما زاد تنقلهم عثرة ميلان الأرضية فلم تثبت قطعة من الأساس إلا بعد تحشيةٍ تحتها .. أما الخزانة فلم تركز .. فقرر الزوجان أن يأتيا بخبير كيما يخلصهم من صوت اهتزازها وخاصة عندما يأتي القطار ...
ولما كان الزوج يخرج من الصباح إلى المساء لعمله وقع على عاتق الزوجة الإتيان بالخبير ... فسألت فيمن سألت جيرانها .. فدلوها على النجار ذو الصيت الحسن بالترقيع لكافة أنواع المفروشات .. وبعد الاستدلال والتمحيص وصلت إلى مكان الورشة وأخبرت النجار بمشكلتها الكبيرة في صوت القرقعة التي تصدر عن الخزانة والناجمة بنظرها عن ميلان الأرضية ...اخذ النجار عدته وبعض القطع الخشبية الصغيرة وهب لأصلح الخزانة ..وما هي إلا هنيهات لينفض يديه ويقول لصحابتها انه أتم عمله وأنها لن تسمع بعد الآن قرقعة أو تحزيق من الخزانة .. جربتها الزوجة مراراً فلم تسمع أي من تلك الأصوات المزعجة شكرت النجار وبالغت في شكره وأعطته زيادة عما طلب من اجر ..
ويحكى أن عند مرور القطار بعد سويعات قليلة عادت الضجة والقرقعة تصدر من الخزانة من جديد.. وكان الوقت قد أمسى فقررت أن تؤجل إحضار النجار إلى اليوم التالي.. ولم تخبر زوجها في ذاك اليوم أنها أحضرت نجار ودفعت له أجره دون إفادة .. وذلك كي لا يغضب عليها زوجها خاصة وان المال شحيح..
ويحكى أنها في اليوم التالي استفاقت من الصباح الباكر وحضرت لزوجها الفطور وبعد أن ذهب إلى عمله لبست ثيابها وأحسنت هندامها وخرجت لإحضار النجار ..وبعد شيء من العتاب أحضرته ليصلح ما لم يصلحه في الأمس ..اخذ كثير من عدته ومن الخشب والمواد اللاصقة والمسامير .. وبقي يرمم بالخزانة أكثر من ساعة هنا يضع اللاصق وهناك يدق مسمار إلى أن فرغ من عمله وكله طمأنينة أن هذه الخزانة أصلحت على أفضل ما يكون ..وبعد أن هز الخزانة بيده مراراً أمام نظر صاحبتها دون أن تصدر أصوات طالبها بثمن المواد الموضوع ..فلم تبخل عليه وأكرمته مثل البارحة مع كثير من الشكر ...وما إن آن مسير القطار وتدحرجت دواليبه عل السكة حتى راحت الخزانة بالقرقعة والضجيج كسالف عهدها ...حنقت الزوجة ولم تستطع إخبار زوجها فهي دفعت للنجار مرتين .. فقررت الصبر إلى اليوم التالي ..وفي الصباح وبعد ذهاب زوجها إلى العمل ...أخذت معطفها ولبسته فوق ثياب البيت والشرر يتطاير من عينيها .. وكان كلامها مع النجار يملئه الحنق والقسوة .. ولما كان النجار من أصحاب السمعة الحسنة ..أشار عليها أن يصلح الخزانة على حسابه إذا لم يصلحها هذه المرة غير انه ليعرف سبب قرقعة الخزنة عليه أن يدخل في الخزانة أثناء مرور القطار.. واتفق هو والزوجة على ذلك بعد أن علم بوقت مرور القطار في الخامسة والنصف...عادت الزوجة إلى البيت وأكمل النجار عمله إلى أن قاربت الساعة الخامسة حضر النجار عدته وشد رحاله ليصل قبل مرور القطار ..وصل إلى البيت بتمام الساعة الخامسة والربع .. وقرر أن يدخل الخزنة مباشرة لكي لا يذهب تعبه هدراً إن سار القطار مبكراً هذا اليوم .. فدخل الخزانة وأغلق على نفسه ..في هذا الوقت كانت الزوجة تصنع له القهوة في المطبخ ...
ويحكى أن الزوج عاد إلى البيت على غير وقته .. وكعادته دخل إلى غرفة النوم كي يخرج البيجامة من الخزنة .. ففوجئ بوجود النجار ..فسأله في لهجة صاخته ..ماذا تفعل هنا ؟ فأجابه النجار لن تصدق إن قلت لك إنني انتظر القطار !



#مجتبى_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارباب الفكر الميت
- بلسان مواطن
- حكايتان -اه يا ام - ليست امنا
- عقلية التكفير
- من الرجل
- الديمقراطية وامكانية تطبيقها
- يعلم لكنه يخاف
- زمن الحكمة في قص اللسان
- حقوق بائعات الهوى
- الارهاب هل هو تربية ام رد فعل منعكس


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجتبى حسن - اشياء لا تصدق