أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجتبى حسن - ديمقراطية الدجاج














المزيد.....

ديمقراطية الدجاج


مجتبى حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1119 - 2005 / 2 / 24 - 10:13
المحور: الادب والفن
    


يحكى أن.. في إحدى القرى كان هناك رجل لديه (بايته) أي مدجنة للدجاج ليست كبيرة ..وكان الرجل يعتمد لرزقه على إنتاجها ..أولاها كل عناية واهتمام ..
ويحكى أن .. السلطة المحلية في الإقليم التي تتبع لها قريته عليها حظر اقتصادي من باقي الأقاليم ..وكان لهذه السلطة اليد العليا في جميع القرى التابعة ..وكانت لفرض هذه الهيمنة تمشّي إلى القرى يوميا دوريات تمثل النيابة العامة عن المجتمع في كافة جوانبه.... وكان لهذه الدوريات السلطة المطلقة ...لا يخفى على احد المثل القائل أطعم الفم تستحي العين .. ولم يكن شخوص الدوريات ممن يجهلون الأمثال وقيمتها الاجتماعية وقوتها في الحياة المعاشة..
ويحكى أن .. في إحدى زياراتهم التفتيشية على قرية الرجل صاحب المدجنة.. زاروا مدجنته طبعاً فهو احد الفعاليات الاقتصادية .. ولما لم يستطيعوا أن يضعوا أية ملاحظة لا من حيث الشروط الصحية وخلافه ..ولم ينتبه صاحب المدجنة إلى حيثيات المثل الدّارج بالمقابل .. كان إن سأله احدهم .. ماذا تطعم هذه الدجاجات ..فأتى الجواب سريعاً وكله ثقةً ..أطعمهم الحنطة .. انهار اثر رد الدورية على جوابه ..أتطعمهم الحنطة أيها العاق لمجتمعك والإقليم في حالة حصار اقتصادي ..إخوانك في القرية والقرى المجاورة لا يشبعون الشعير وأنت تطعم دجاجاتك الحنطة ...وأمروا بحبسه شهراً كاملاً .. قضى صاحب المدجنة مدة محكوميته .. وما إن خرج ببضع ليالٍ حتى كررت الدورية زيارتها التفتيشية ..فأصابه من الإحباط ما جعله متلبك في أمره ..وهو الذي لم يستطع إدراك الأمثال بعد.. وعند سؤالهم ماذا يطعم الدجاجات ..أتى جوابه سريعاً وكله ثقةً .. إنني أطعمها من الزبالة ومن بقايا الطعام المتعفن ..وانهار أيضاً لردهم على جوابه وهو الذي توقع أن ينجيه هذا الجواب ..أتطعم الدجاجات الزبالة تريد أن تسمم المواطنين أيها العاق لإنسانيتك ومجتمعك .. وأمروا بحبسه شهرين على فعلته الشنعاء هذه ... وما إن خرج من جديد ببضع ليالٍ حتى كررت الدورية تفتيشها على مدجنته ..وعند سؤاله السؤال الفخ الذي أضحى يشكل رعباً لصاحب المدجنة .. تأمل قليلاً هذه المّرة وأعاد الأحداث بذاكرته.. ويل لو قال هذا.. وويل لو قال ذاك .. وبعد برهة من صمت أتى جوابه رصيناً في أنّةٍ ...((لقد سمعت عن الديمقراطية من الإذاعة المحلية وأعجبتني فكرتها كثيراً فأحببت تطبيقها في حقل عملي )) وها أنا اليوم أعطي الدجاجات مصروفها وهي تأكل على حريتها ..!!!



#مجتبى_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو الخاسر
- من رحم امها تصرخ لا
- جدلية بين الحاضر والماضي
- اشياء لا تصدق
- ارباب الفكر الميت
- بلسان مواطن
- حكايتان -اه يا ام - ليست امنا
- عقلية التكفير
- من الرجل
- الديمقراطية وامكانية تطبيقها
- يعلم لكنه يخاف
- زمن الحكمة في قص اللسان
- حقوق بائعات الهوى
- الارهاب هل هو تربية ام رد فعل منعكس


المزيد.....




- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجتبى حسن - ديمقراطية الدجاج