أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل ميرشم - أطفال العراق مابين عهدين















المزيد.....

أطفال العراق مابين عهدين


اسماعيل ميرشم

الحوار المتمدن-العدد: 3912 - 2012 / 11 / 15 - 08:26
المحور: المجتمع المدني
    


قبل سقوط نظام الطاغية في العهد السابق والتي جثمت على صدور العراقيين لعقود من الزمن والتي تضررت نتيجة سياساتها العدوانية على حساب مصالح كافة اطياف وفئات الشعب العراقي"ولو الظلم كانت بدرجات من قومية لاخرى ومن طائفة عن اخرى" وعلى وجه الخصوص ودون تمييز خاصة الاطفال والنساء اثناء فترة فرض الحصار الاقتصادي على الشعب العراقي من قبل القوى"العظمى" لغرض فرض اجندتهم السياسية في المنطقة وفي سبيل تحقيق مصالحهم الاقتصادية الانانية في العراق.
كانت اطفال العراق اكبر شريحة، عانت وتضررت مأساة حقيقية في قوتهم اليومي وصحتهم وفي طفولتهم، عندما حرموا من الحليب والدواء والغذاء وكانت المعاناة والمأساة مضاعفة عندما كانت اجهزة النظام القمعية والاعلامية الدعائية تاتي بالقنوات التلفزيونية العالمية وتنتقل بهم بين ردهات المستشفيات العراقية وخاصة مستشفى "الطفل العربي" في بغداد ليصورا اطفال العراقيين ومأساتهم وعلامات فقدان الدم والهزال الشديد وغيرها من الامراض التي نتجت عن الحصار الاقتصادي لتغذي بهم ماكنته الاعلامية"البروبوكندا" والتلفيقية في سبيل كسب الرأي العام العالمي الى جانب نظامه ولو على حساب اطفال العراقيين وماساتهم وبذلك يعطي فرصة للبقاء في الحكم ويطيل ما امكن فترة حكمه التي استمرها لعقود من الزمن من خلال الاستثمار القصوى في الازمات السياسية داخل الفئة الحاكمة والصراعات المحلية والحروب الاقليمية والدولية وهي سياسات ماسميت ب"حافة الهاوية".
بعد سقوط النظام في ايار 2003 وكنتيجة للغزو والاحتلال الامريكي والتي كانت الاستفادة الوحيدة و"اليتيمة"للشعب العراقي منها هي التخلص من اعتى نظام دكتاتوري عرفتها البشرية وولوج امل لغد افضل حرموا منها لعقود من الزمن وبدلا من ان تستغلها العراقييون كفرصة سنحت لهم في سبيل تعويض ما فاتتهم طيلة العقود الماضية من التركيز على توفير الرفاهية للمواطن واعمار المدني واعادة البنى التحتية من مراكز للبحوث العلمية الى تشييد المدارس الحديثة ومستشفيات تتوفر فيها اجهزة طبية متطورة لمعالجة مرضاهم وخاصة شريحة الاطفال. بدلا من كل هذا وغيرها من االافكار والامور والافعال الايجابية والنافعة والتي كانت من الممكن ان تفيد المواطن والوطن وخاصة نحن نعيش على بقعة ارض غنية بالموارد والثروة الطبيعية والامكانات البشرية لو تمت استغلالهما على افضل صورة وبامكاننا ان نحقق في سنوات معدودة مالاتستطيعة شعوب وبلدان اخرى تفتقد للجميع هذه الموارد الثمينة والطاقات البشرية الهائلة تحققها في ميئات السنيين.
لكن بعد السقوط ومع الاسف كانت ثقافة الثأر للماضي والانتقام للحاضر حاضرة وفاعلة كمزرعة انتجت ثمارها لما حرثت وما بذرت في ارضها لعقود من الزمن من مفاهيم "ثقافات" الاستبداد في التهميش لل"المشكوك في اخلاصه" والتخوين المعارض والتكفير المختلف وغيرها كثير... كثير ، وهكذا استمرت حلقة العنف لعقد من الزمن بعد السقوط وكانت الاطفال والنساء هذه المرة ايضا اكبر الشرائح المتضررة وكأن قدرهم كتب عليهم الحرمان من الصحة والامان ودفْ العائلة وحياة الطفولة البريئة. كل تلك المقدمة الطويلة وربما"المملة" كانت بسبب التهيئة لموضوع حديث وجديد وخطير!! وهي انه اطفال العراقيين لحد كتابة هذه الكلمات يعرضون امام عدسات الكامرات العالمية ولكن هذه المرة بعيد خارج حدود بلدهم وفي مستشفيات بلدان اخرى، بعيدة ميئات الاف الكيلومترات هكم7238.76 عن العراق في سبيل تقديم"مكرمة" لاطفال العراق في سبيل معالجت مشكورة حيث قامت جمعيات شبه حكومية وبالتعاون مع مستشفى اهلي بجلب ستة اطفال عراققين في سبيل اجراء عمليات قلب لهم في كوريا الجنوبية بلد الخير والانسانية رغم ندرة الموارد والثروات الطبيعية، عدا لاطاقات البشرية الخلاقة والبحار الزرقاء.
السوال الملح التي تطرح نفسها هنا هل العراق بلد فقير لتقوم البلدان الاخرى بمعالجة اطفالها؟ واين تذهب اموال النفط؟ ولماذا لا تبنى بها مستشفيات وتجهز باحدث الاجهزة وتوفر فيها ارقى الكوادر الطبية ليتلقى الطفل العراق علاجه في بلده وعند اهله وبين احبابه بدلا ان تجبر العائلة لارسال فلذات اكبادهم كل هذه المسافة لتلقي العلاج في بلد مثل كوريا بعكس العراق حيث تنعدم فيه اية مصدر من مصادر الثروة الطبيعة لكن توجد فيه قلوب صافية-مخلصة وعقول نيرة وارادة طيبة تخطط وتعمل في سبيل مصلحة وخير شعبهم جميعا ووطنهم كلها دون تفرقة او تهميش او تجييش!!.
فبدلا من هدر ثروات واموال الشعب لشراء الاسلحة الحديثة ومضيعة طاقات شعبهم في عسكرة المجتمع وتغذية سياساتهم القديمة- الجديدة في تعميق "ايديولوجية الكراهية" مابين القوميات والطوائف العراقية وهي تكرار مقيت ل"سياسات حافة الهاوية" وما بين اطياف وشرائحه وسوء استخدام السلطة والفساد المستشري ومحاولات تمديد اعمار كراسيهم على حساب العناية الصحية للشعب وخاصة شريحة الاطفال وتعليم وسلامة المواطن فضلا عن الخدمات الاساسية الاخرى.
بدلا من كل هذه السياسات الجهنمية والبالية فمن الافضل تغير الاولويات والتركيز على اعادة الكرامة للمواطن، فلا وجود لوطن معتبر بدون مواطنين اعزاء محققين ومحافظين على كرامتهم الانسانية ولا ظلم اهول من ظلم سلطة لاتوفر العناية الصحية لاطفال بلدهم والتعليم الراقي لهم التي تناسب القرن الحادي والعشرين وبدلا منها تتسبب في تعرضهم كمادة دسمة للماكنات الاعلامية العالمية في سبيل الكسب السياسي الرخيص.
ومن هنا تاتي السوال الملح والمصيري، ماالفارق مابين العهدين بالنسبة للمواطن العراقي العادي وخاصة شريحة الاطفال؟
سيئول تشرين الثاني 15



#اسماعيل_ميرشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتائج الفرق الرياضية العراقية وعبارة-انشاء الله-
- المنتخب العراقي لكرة القدم ومباريات اليابان
- السفارة العراقية في سيئول تقيم مأدبة افطار لابناء الجالية
- هل حقق الفريق الكوري غايته في اولمبياد لندن؟
- الحكام الكورييين واستعدادهم للاعتذار للشعب عن اخطائهم
- توقيع الرئيس بين عهدين
- هل انكار وجود الاختلاف، حل للمشكلة ام تعميق لها؟
- آلية الانظمة الدكتاتورية-الحلقة2- دراسة مقارنة مابين دكتاتور ...
- أيهما صح وليس أيهما حلال او حرام!
- تعريف وأنواع الدكتاتوريات: مجتمع مدني
- كوريا الشمالية وتوتر علاقاتها مع الجنوبية من جديد
- الكلمات نوافذ أم جدران
- سيئول
- محاولات
- قصيدة مترجمة للشاعر الكوري مانهي
- خاطرة


المزيد.....




- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل ميرشم - أطفال العراق مابين عهدين