أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل ميرشم - آلية الانظمة الدكتاتورية-الحلقة2- دراسة مقارنة مابين دكتاتورية بارك جونغ هيه وصدام حسين















المزيد.....

آلية الانظمة الدكتاتورية-الحلقة2- دراسة مقارنة مابين دكتاتورية بارك جونغ هيه وصدام حسين


اسماعيل ميرشم

الحوار المتمدن-العدد: 3443 - 2011 / 7 / 31 - 11:57
المحور: المجتمع المدني
    


. آلية الديكتاتورية:
بكل ما تحتويه معنى الآلية، يمكن فهم الدكتاتورية كأداء كلي والأساليب التي استخدمها الطغاة على أساس يومي، لتمكين ودعم أنظمتهم لحكم الشعب على المدى الطويل في الدولة المعنية. يمكن التعرف على مؤشرات هذا النوع من ادامة النظام وتفسيرها، ومن خلال دراسة سلوك هذه الانظمة في العديد من المجالات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية. وهذا يعني كيف يمكن لهذه الأنظمة العمل على الحفاظ و ابقاءالسلطة وكذلك لإضفاء الشرعية على وجودها من خلال الأداء الاقتصادي والإستقرار الاجتماعي.
إستخدم كل النظم الدكتاتورية نوعاً من الآلية النفسية لكسب تأييد الرأي العام وهو أمر ضروري للنظام للحفاظ على السلطة ولاضفاء الشرعية والبقاء في السلطة لفترة طويلة. وينبغي على النظام ادارة الجميع وهذا الأسلوب يعمل بشكل فعال. وقد نوقشت هذه الآلية من قبل بعض العلماء بانها " الأنظمة الدكتاتورية تستخدم آلية كاملة وهي التفاعل المستمر بين الإجبار والموافقة التي تبدو وكأنها نقيض، ولكن ينبغي أن تفهم على أنها تكامل لإجزاء آلية متكاملة للدكتاتورية. وتستخدم على المستويين الشخصي والجماعي للمجتمع"1.

اعتمادا على الشواهد والتجارب على أرض الواقع.
يمكن القول أن الأنظمة الديكتاتورية تفرض نفسها على الناس من خلال تنفيذ عدة آليات منها:

أ. الضحايا الجماعية : الضغط على شعور الناس والتلاعب بالحقائق، لكي يعتقدوا أنهم ضحايا قوى من خارج البلاد، والبلدان المجاورة على وجه التحديد.

ب. العقاب والثواب: خلق جو خاص، حيث بعض الناس وهم جزءاً من الأغلبية، يمكنهم الحصول على مزايا خاصة من النظام. خلاف ذلك، معارضي الأغلبية تعني العزلة أو العقاب. كما وصف بعض العلماء بأنه "أهم دافع، على اية حال هو الخوف، الذي لا يدفع المسؤولين إلى عدم الثقة في بعضهم البعض ولكن، ويا للمفارقة، تشجعهم أيضا على الدخول في علاقات عمل غير رسمية لحمايات متعددة"2. وكما يقول عندنا في العراق "شيلني واشيلك"

ج. الشعور بفخر(الوهم): تشجيع زرع ثقة عالية "مزيفة" بالنفس بالاضافة الى الخوف من فقدان امتيازاتهم الخاصة، وكلاهما يهدف إلى خلق نوع من الشعور القومي الشوفيني أو المناطقي. يتم غسيل دماغ الشعب إلى الاعتقاد بهذه الأنواع من المشاعر. ومن من الشعب لم يتبع هذا النظام فسوف تكون النتيجة فقدان الهوية"المزيفة"، والامتيازات والكرامة وما شابه.
د. تشجيع أنماط من السلوك والعادات: غرس أداة نفسية في الناس تدفعهم للاعتقاد والتصرف على أنها أفضل من غيرها، وهذه ستساعد الدكتاتور على السيطرة عليهم وتوجيههم وفقا لاستراتيجيات النظام كما هو الحال في الديكتاتوريات السوفياتية حيث كان واضحا كما قرأنا حيث "يهدف النظام الى فك ارتباط الفرد باكبر قدر ممكن من الارتباطات التقليدية وإجباره على البحث عن الرفاق من مجموعات الحزب لقيادة حلقات المجتمع"3.
هـ. التعليم ووسائل الإعلام: إنشاء منظومة الثقافه الاجتماعية لتوافق الآراء في الديكتاتورية الشاملة. على سبيل المثال، التلاعب بالتعليم الموجه للشعب والسيطرة على وسائل الإعلام. كذلك يعرف الدكتاتور قوة وسائل الإعلام. حيث " تعتبر الصحافة سلاحا قويا لتنظيمات الحزب في النضال من أجل تحسين العمل الأيديولوجي.4"

ف. السلوك العقلي: بروز ظاهرة العقليات المتجانسة مما يجعل الناس يعتقدون أن ما تقوله الحكومة هو الصواب والخيار الوحيد وكل الحقيقة. ويتم ذلك باستخدام طرق متعددة لجعله معتادا بين الناس أن يكون الإيمان الأعمى في الحكومة، كما هي الحال " احتكار وسائل الإعلام للإقناع الشامل. تسمح هذه الهيمنة قيادات الأحزاب لنشر وجهات نظرهم وتوليد الدعم الشعبي لأنفسهم وآرائهم مع مخاطر صغيرة من التحديات الفعالة، والوصول إلى عقول الرجال والتأثير على آرائهم، هو بطبيعة الحال من بين أهم العناصر الاستراتيجية في أي نظام قيادي"5". "
(ز) معضلة البقاء: ربط حياة الناس العاديين، بما في ذلك أمنها الاجتماعي والاقتصادي مع الحزب المهيمن وببقاء النظام، إذ أن "الحزب هو في ألأخير، صلة حيوية بين الديكتاتور والجماهير، والأداة الرئيسية لالهام وتنظيم المشاركة الجماعية ولهندسة الموافقة الجماعية" 6

هـ. المعضلة الأمنية: استخدام معضلة الأمن كذريعة لإقناع الناس بأن الأمة تحت تهديدات من "أعداء الخارج" وعلى كل فرد أن يثبت ولائه للنظام وذلك لتأمين مستقبل عائلاتهم وكذلك الأمة. ومثلما حصلت عندما صرح الرئيس بارك تشونغ هيه ذات مرة : "على كل مواطن أن يشعر بأنه جندي. وعلى كل السياسيين والصحفيين ورجال الدين والطلاب والأساتذة والعمال وربات البيوت أن يكونوا مستعدين باعتبارهم محاربون للدفاع عن الأمة"7".

ح- التقسيم والقيادة: يتم توظيف هذه الاسلوب باستخدام الدين، والقومية والمناطقية والطائفية لنشر التفرقة ولمنع الوئام في صفوف الشعب لجعل المجتمع أضعف وفيها أفضل قوة للدكتاتور.
ياء- اللعب على الكلمات لتحريف معانيها: استخدام الأحداث من التاريخ القديم والدين والثقافة والتلويح بها بصورة منهجية والتلاعب بها واستخدامها وفقا لاغراض، وبحيث تكون مصدرا للرؤى ولإلهام سياسات النظام.
استخدمت الأنظمة الاستبدادية مختلف الآليات والأساليب المذكورة أعلاه للحفاظ على النظام ودعم وإضفاء الشرعية على قيادتها. على سبيل المثال وكما كان في الماضي، فقد بررت المجالس السياسية للجيش حكمهم لتحقيق استقرار سياسي وزعموا أن من المهم بالنسبة للأمة انقاذها من المخاطر "ايديولوجيات خطيرة". وغالبا ما تستخدم التهديدات الشيوعية كمبرر في بلدان مثل كوريا الجنوبية، كما ذ كرها مايكل برين، "إن التهديد الأمني من كوريا الشمالية وأيضا الإيديولوجية المعادية للشيوعية أعاقت التنمية الديمقراطية. أن الكثير من المراقبين الاجانب، ولا سيما أولئك الذين يعارضون الشيوعية، فانهم يبررون الحكم الإستبدادي في كوريا الجنوبية"(8). وبالمقابل ادعت الأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط أنها تحمي وحدة الأمة والدفاع عن قضية فلسطين أو لوقف تهديد الجماعات الأصولية الإسلامية كتبربر لاستبدادهم.

معظم الدكتاتوريات تكن القليل من الاحترام للمجتمع المدني مع سجلات سيئة في ما يخص حقوق الإنسان واستخدام تكتيكات حسب رغبة الأنظمة لإسكات المعارضين السياسيين، والذين يعتبرون في كثير من الأحيان على أنهم أعداء لمعارضة الأنظمة في السلطة. أن معظم النظم الديكتاتورية في الغالب تكون غير مستعدة لنقل السلطة الى حكومة مدنية ديمقراطية إلا إذا ارتقت حركة اجتماعية قوية من القاعدة الجماهيرية الى القمة من قبل الشعب لتحقيق التغيير نحو الافضل. كما ناقش جورج نوفاك بأن، "من الواضح جدا أن الثورة هي منبع الديمقراطية، وديمقراطية أياً من الدول- المدن اليونانية لم تتحقق بالوسائل السلمية والأساليب التدريجية. فكيف يمكن أن يكون حكم الشعب في حيزالوجود بينما تكون المؤسسات والقانون للنظام الديمقراطي لم يتم بعد إنشائها؟ لا في اليونان ولا في أي مكان آخر سلمت الديمقراطية إلى المواطنين كهدية من حكام نفعيين أو الطبقات العليا المستنيرة.9"
المصادر

Sergent, Lyman Tower,Contemporary Political Ideologies,2006Thomson Wedsworth,Canada,p178
2 http://hsozkult.geschichte.hu-berlin.de/tagungsberichte/id=729: For a conference report see Jie-Hyun Lim and Martin Sabrow, ‘Coercion and Consent: A Comparative Study on Mass Dictatorship, in Potsdamer Bulletin fuer Zeithistorische Studien, nos.30-31 (Dec.2003-Jan.2004): 71-74; also Jie-Hyun Lim, ‘Coercion and Consent: A Comparative Study of Mass dictatorship’, Contemporary European History 13, 2 (2004): 249-52
3 McClosky.Herbert, and E.Turner, John. The Soviet Dictatorship. New York,Toronto,London: Mcgraw.Hill book company,inc,1960.p397
4 Ibid.p.545 Ibid.p236
5 Ibid.p206Author(s): C. I. Eugene Kim Source: Asian Survey, Vol. 18, No. 4 (Apr., 1978), pp. 363-378 Published by: University of California Press, p.
7: http://www.jstor.org/stable/2643400
8Breen, Michael. The Koreans, Who They Are, What They Want, Where Their Future Lies. New York: Martin’s press, 1989,p.198
9 Novack, George. Democracy And Revolution. New York: Pathfinder Press, 1971. p25



#اسماعيل_ميرشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيهما صح وليس أيهما حلال او حرام!
- تعريف وأنواع الدكتاتوريات: مجتمع مدني
- كوريا الشمالية وتوتر علاقاتها مع الجنوبية من جديد
- الكلمات نوافذ أم جدران
- سيئول
- محاولات
- قصيدة مترجمة للشاعر الكوري مانهي
- خاطرة


المزيد.....




- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل ميرشم - آلية الانظمة الدكتاتورية-الحلقة2- دراسة مقارنة مابين دكتاتورية بارك جونغ هيه وصدام حسين