اسماعيل ميرشم
الحوار المتمدن-العدد: 3425 - 2011 / 7 / 13 - 10:41
المحور:
المجتمع المدني
. تعريف وأنواع الدكتاتوريات:
بحكم التعريف، الدكتاتورية هي شكل من أشكال الحكومة/النظام الذي هو تحت سيطرة شخص واحد والذي يتصرف كحاكم وصانع قرار الأوحد ووفقا للمعنى في القاموس فان الدكتاتورية هي "شكل من أشكال الحكومة التي يكون فيها الحاكم ديكتاتور مطلق(لا يخضع للدستور أو القوانين أو المعارضة وما إلى ذلك)"1. وفي تعريف آخر فان الدكتاتورية "هو شكل من أشكال الحكومة حيث السلطة السياسية للطبقة الحاكمة تعتمد اعتمادا كبيرا على السيطرة المباشرة للجيش، وهي تتشابه ولكنها غير متطابقة مع الارستقراطية، أي تحكم الدولة مباشرة من قبل الجيش. مثل كل الأنظمة الدكتاتورية، فربما تتكون ديكتاتورية عسكرية رسمية أو غير رسمية، ونتيجة لذلك قد لا يتأهل فعليا كأرستقراطي مثل (بعض الدكتاتوريين العسكريين، مثل مانويل نورييغا، الذي خضع اسميا للحكومة المدنية.) "2 وهناك تعاريف أخرى توصف الدكتاتورية بأنها "حكومة فيها قائد أو حزب واحد يمارس سيطرة مطلقة على جميع المواطنين وعلى كل جانب من جوانب حياتهم."3وفقاً للقواميس السياسية، يمكن تعريف الدكتاتور، بأنه "الشخص الذي يتولى القيام بسلطة وضع القوانين في أزمة وطنية واضحة، بحيث تضفي عليه شرعية سلطته ومساندة أعماله وفق "القانون الذي يسنه، والذي يغتصب السلطة ليس بسبب أي اسهام في عملية صياغة الدستور ولكن عن طريق القوة"4. في العديد من الحالات ألأخرى فان الحكم بين أفراد الأسرة ينتقل من الجيل إلى جيل القادم.
ظهرت الدكتاتوريات بأنواع مختلفة، مما أدى إلى البقاء طويلاً في السلطة من قبل بعض الحكام المستبدين، وعلى سبيل المثال في كوريا الشمالية وكوبا والعراق وكوريا الجنوبية. وقد شهدت بعض هذه الديكتاتوريات استقراراً ظاهريا نسبياً خلال فترة بقائهم في السلطة. ومع ذلك، كانت هناك أنظمة أخرى في أميركا اللاتينية أو في أفريقيا حيث كانت الديكتاتوريات غير مستقرة وقصيرة الأجل. علاوة على ذلك فقد كانت هناك أيضا بعض الأنظمة الدكتاتورية القمعيه للغاية وارتكبت انتهاكات جسيمة بحقوق الإنسان مثل ألمانيا تحت حكم هتلر، وشيلي بينوشيه والعراق في عهد صدام حسين. وبالمقارنة بين هذه الديكتاتوريات مع بضع دول أخرى، مثل كوريا الجنوبية تحت قيادة بارك جونغ هيه فقد كان أقل قمعية وأكثر إنسانية نسبيا.
ندرج أدناه الأنظمة الدكتاتورية ذات المدى الطويل. "كيم ايل سونغ كوريا الشمالية 46 عاما وما يزال يحكم فيدل كاسترو، كوبا 44 عاما، في حين أن صدام حسين وحزبه، حكم العراق 35 عاما، وأخيرا بارك تشونغ هيه، كوريا الجنوبية 18 عاما"5. برزت الدكتاتورية في أجزاء مختلفة من العالم نتيجة لظروف مختلفة. ومن الأنواع الديكتاتوريات فهي الشمولية، الإستبدادية والعسكرية والدكتاتورية التنموية، والدكتاتورية الوحشية، ودكتاتورية ألمانيا النازية، الديكتاتورية الدستورية ودكتاتورية الأغلبية والدكتاتورية النفعية... الخ. هذه الدكتاتوريات يمكن تعريفها تبعا لطبيعة النظام والأساليب التي استخدموها لإدامة السلطة، فضلاً عن نتائجها. وأخيراً فإن بعض الأنظمة الدكتاتورية والتي تتركب من عدة أنواع من الدكتاتورية لنظام حكم واحد والتي تغير تركيبتها من وقت لآخر.
الدكتاتورية الإستبدادية : يعرف عادة هذا النوع من الديكتاتورية بأنها السلطة المطلقة المملوكة في يد واحدة، وهذه السلطة تمارس ظلما وقسوة. النموذج الآخر هو "الدكتاتورية العسكرية التي تستخدم القوة العسكرية كوسيلة للوصول إلى السلطة، بل هو شكل الحكومة التي تقع فيها السلطة السياسية على عاتق الجيش، وهو مماثل ولكن الدولة لا تحكم مباشرة من قبل الجيش "6. من المألوف قيادة الجنرالات العسكرية أو المسؤولين البلدان على مدى عقود كحكام مستبدين. واستخدم معظم الحكام المستبدين القوة العسكرية لتمكين ودعم أنظمتهم.
تم خلط في كثير من حالات الديكتاتوريات العسكرية مع عناصر مدنية، حيث ان الجيش يمارس نفوذاً قوياً جداً دون الهيمنة الكلية. منذ عام 1990 أصبحت الديكتاتوريات العسكرية أقل شيوعا ولم تعد مقبولة في العالم، فضلاً عن حقيقة هي أن الحكم العسكري في كثير من البلدان اثبت أنه فاسد وغير ناجح، وهذه الحقيقة أجبرت المجالس العسكرية على عدم التورط في النزاعات السياسية. وعلاوة على ذلك، أدى تفكك الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة إلى أن يكون من الصعب على الأنظمة العسكرية استخدام التهديد الشيوعي لتبرير أفعالهم، أو لكسب التأييد من مصادر أجنبية كما كان الحال في كوريا الجنوبية خلال نظام بارك تشونغ هيه.
وهناك أشكال أخرى من الأنظمة وتصنف بدرجات تبعا لقمعيتها، مثل "دكتاتورية وحشية". يتميز هذا الشكل من أشكال الدكتاتورية في كثير من الأحيان بالمعاملة العنيفة والقاسية مع الشعب وحكم البلاد تقريبا من قبل شخص واحد باستخدام السلطة المطلقة. مثل "الدكتاتورية النازية في ألمانيا وفيها تمكن هتلر كشخص وحزبه في السيطرة الكاملة على أمة كاملة بجو من الخوف مع إنعدام الحرية الفردية.7 شكل آخر من أشكال الدكتاتورية هي الديكتاتورية النفعية، وتبدو وكأن " القائد يمتلك السلطة فقط لأن الشعب قاموا باختيارهم وسمحوا لهم بالبقاء. هذا يتطلب الاستخدام الحكيم للسلطة، ويمنع التجاوزات عموماً كما أن الدكتاتور في هذه الحالة يفقد السلطة إذا كان اعماله غير نافعة "8.
في حين أن الدكتاتورية الثيوقراطية(اسلام سياسي) هي حكومة "التي تدعي أنها توجه مباشرة من قبل الله، وهي مباركة إلهية. حيث النظام يميل إلى أن يكون متعصب سلبياً أو غير متسامح مع الأديان الأخرى غير المعترف بها من قبل الدولة. وهكذا تعرف البلاد نفسها وقوانينها على اساس الدين والمذهب الديني. لا يوجد فصل قانوني بين الكنائس أو المساجد او غيرها والدولة، وغالباً ما يتم استبعاد المواطنين من أتباع الديانات الأخرى أو يتم اعاقتهم عن المشاركة أو يطردون. لأن الثيوقراطية هي الاستثناء، ولا يمكن أبدا أن تكون ديمقراطية المشترطة مشاركة الجميع دون استثناء و على قدم المساواة. ولا يمكن أن تكون جمهورية لأن متطلبات الجمهورية هي الفصل بين الكنيسة او المسجد والدولة والحقوق المتساوية للجميع "9.
الديكتاتورية الدستورية : هذا شكل من أشكال الديكتاتورية "التي تعرف عادة بأنها جمهورية الأمر الواقع الذي أوجد استعداداً احتياطياً في الدستور من أجل إنشاء نظام دكتاتوري في أوقات الطوارئ الوطنية، ونجد مثيلاً أصيلاً لها في الفترة التاريخية المشؤومة بين الاعوام 1919-1933 للجمهورية الألمانية الحديثة"10. وهناك أيضا أشكال عديدة أخرى من الدكتاتوريات التي تختلف بشكل واضح من وجهة النظر حول الدكتاتورية ولكنها مماثلة ديناميكيا إلى الديكتاتوريات الرائجة مثل الديكتاتوريات الحديثة ودكتاتورية الأغلبية. ديكتاتورية التنمية التي "ظهرت في الفترة بعد" عام أفريقيا "(1960) كنظام للحكومة، والتي يمكن أن تساعد البلدان على طرد الحكم الإستعماري في البداية، ثم إلى الوحدة الوطنية وبناء الأمة. في حين أن هذه النظرية لأمريكا الجنوبية والولايات الأفريقية الحديثة ظهرت في افريقيا وهي أقل تبريراً واقناعاً، ولكن مازال التقييم يتصف بالايجابية لكل من كوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة "11. وأخيراً في مذهب الإشتراكية هناك شكل آخر من أشكال الديكتاتورية، التي هي مختلفة تماما من جميع أشكال الديكتاتورية أعلاه، وهي"ديكتاتورية البروليتاريا" الذي يعني تحقيق الاحتياجات الإجتماعية والإقتصادية ويخدم المصالح العليا للجماهير بما في ذلك العمال. وفقاً لماركس،فهي "فترة وجيزة انتقالية بعد الثورة، والمعروفة باسم ديكتاتورية البروليتاريا" 12.
المصادر
1“
Dictatorship”Reference.com.2009.Dictionary.com,LLC.10Jan2009
2“Wikipedia” Webster’s on-line dictionary.com2000,Philip.M.Parker.13Jan2000
3Dictatorship”Answers.com. 2008 Answers Corporation.9 Jan2009
4“Legal Dictionary” DUHAIME ORG.1980.free press of Glencoe,13Jan 2009 http://www.duhaime.org/legalDictionary/D/Dictionary.aspx
5“Who ruled longe ”The dictatorship.com.
6“Babylon”Babylon.com.LTD,1997,Jan12 2009, <http://www.babylon.com/definition/military_dictatorship/English>
7azi-Germany Dictatorship”ASC.com, 2000-2008history learningsite.co.uk , Jan102009
< http://www.historylearningsite.co.uk/Nazi_Germany_dictatorship.htm>
8“http://en.wiktionary.org/wiki/benevelent_dictatorshi
9“http://www.couplescompany.com/FEATURES/politics/Structure4.htm”
10 Rossiter.Clinton.L, “Constitutional Dictatorship-Crisis government in Modern Democracies”,p31 11<http://books.google.co.kr/books?id=yNGLUeKG_AcC&pg=PA31&lpg=PA31&dq=ill-fated+German+Republic+of+1919-121933&source=bl&ots=AtBRvP6fxq&sig=jBRrNlsOn1bAxz9txU6L5CeJCzQ&hl=ko&sa=X&oi=book_result&resnum=2&ct=result#PPA31,M1>
Economy-point.org, copy right 2006, published 23june2006, find 2,feb 2009.
#اسماعيل_ميرشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
