أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل ميرشم - هل انكار وجود الاختلاف، حل للمشكلة ام تعميق لها؟














المزيد.....

هل انكار وجود الاختلاف، حل للمشكلة ام تعميق لها؟


اسماعيل ميرشم

الحوار المتمدن-العدد: 3723 - 2012 / 5 / 10 - 12:31
المحور: المجتمع المدني
    


هل انكار وجود الاختلاف، حل للمشكلة ام تعميق لها؟
كثيرا ما نسمع كلام مثل لا فرق بين سني او شيعي. كردي او عربي. مسيحي او مسلم، وغيرها من الاحكام السطحية والمتسرعة والهدامة.
ولو نعيد صياغة السوال لتكن كالاتي: هل يمكننا ان نحكم ونقول لافرق بين شجرة التفاح و شجرة البرتقال؟ او لا فرق بين النهر والبحر اومابين الطبيعة الصحراوية والجبلية؟ وغيرها كثير كثير من الامثلة. وساكتفي بهذا القدر منها.
ففي عراق صدام وفي ظل اغلب الانظمة الدكتاتورية في منطقتة الشرق الاوسط وخلال العقود الخمسة الماضية واثناء ممارسة(صدام) و اجهزته القمعية المختلفة الانواع والاحجام لسياسات التطهير العرقي والديني والمذهبي وبطرق مبرمجة على ارض الواقع من حيث التهجير والابعاد ونقل سجلات النفوس وتوزيع استمارات ماكانت تسمى ب"تصحيح القومية" وعلى سبيل المثال حرمان المواطن الكوردي من تسجيل قطعة ارض اشتراها في مسقط راسه باسمه وغيرها من الاساليب الاجرامية للسيطرة على الشعب ومقدرات البلد وتركيزها بيد فئة مختارة وقريبة من راس النظام وفي سبيل فرض حكمه الدموي على الشعب العراقي واطالة عمر نظامه، اضافة الى كل هذه السياسات القمعية التدميرية كانت اجهزته الدعائية ومن بعدهم الرفاق الحزبيين وحتى الناس البسطاء يبثون وينشرون مابين العراقيين الطيبين المساكين "قوانة" مقادها "ماكوفرق بيناتنه كلن عراقيين."
هنا سوال يطرح نفسه:هل فعلا كان القصد المساواة في القمع والحرمان والتهميش ومسخ الهوية القومية والدينية والمذهبية للعراقي وصبها في قالب مجازي جديد سماها"اذا قال صدام قال العراق" ام فعلا كانت القصد المساواة في الحقوق والمواطنة؟ وهي اولى واجبات الحكومة توفيرها للمواطن في سبيل كسب الشرعية والتي لم تكن لها وجود في القاموس الصدامي في الثمانينات والتسعينات ولاخر يوم من حكمه. .واما بخصوص المواطنيين الكورد في كركوك وخانقين وغيرها من المدن والقصبات والاف القرى هدمت وفرغت قسرا من ساكنيها الاصليين، قسم هجر الى ايران باعذار شتى وقسم الى الجنوب وقسم أخر الى الشمال واجهزته الحزبية والدعائية كانت تدعي وتنشر مابين الشعب دعايته المفضلة بعدم وجود فرق مابين العراقيين والغرض في الاساس كانت لترهيبهم ولاسكاتهم ونشر الرعب بينهم وفرض الهيمنة الصدامية عليهم.
السوال مرة اخرى تطرح نفسه :هل فعلا عندما ننكر هوية وخصوصية شخص او مجموعة، اكانوا قومية ام دين ام طائفة سنحل مشكلتهم ام نعمقها؟ وكاننا نحشرمواد مختلفة داخل الصندوق لتندلق في المكان في اول فرصة سانحة عند فتح الصندوق اختيارا او اجبارا وهذه ما حصلت في العراق عام 2003 عندما هزمت النظام واجهزته القمعية وحصلت ما حصلت بعدما انهارت معها جدار الخوف وتنفست جروح الماضي قسم وهم القلة تساموا وتسامحوا على"سياسات اجهزة النظام الماضي والامه" رغم مرارتها وقساوتها وعملوا للمستقبل ولكن القسم الاخر انهمكوا بالانتقام للماضي وانكار هوية ووجود الاخر وكانهم في سباق لتكرار ذات اللعبة السابقة وهم داخل حلقة رسمت لهم مسبقا وحددت ابعادها وسبكت المسالك العنفية والطقوس البدائية فيها وكانهم لاارادة لهم عيها ولا يعون ماساتها للاجيال القادمة ولا فكاك لهم للتحرر منها.
المشكلة الاكبر، هناك كثير من الناس في عراقنا اليوم يكررون نفس القوانة المشروخة ولا اعرف هل "خشمة" ونية طيبة ام قفزا على الحقائق ومحاولة خبيثة ويائسة لاعادة سياسات الماضي الجهنمية وخلط الاوراق وتعميق الخلافات والتي ستكون نتائجها كارثية لا تختلف عن ما حصلت في الماضي وكاننا شعب لا نتعلم ولم نتعض من ماسي والام الماضي البعيد والقريب. و بدلا من الاقرار بالاختلافات الطبيعية سواء كان قومية اوايديولوجية اوعقائدية واو طائفية ونعتبرها صحية على قاعدة (الاختلاف سنة الحياة) و(ان خليت قلبت) وغيرها من الامثلة والحكم وخاصة نحن نعيش في القرن الحادي والعشرين وعالمنا تحولت بفضل الوسائل الحديثة الى ما تشبه القرية الصغيرة والقيام بنشر ثقافة تقبل الاخر المختلف بل احترام هويته ووجهة نظره لنعيش معا "انسانييين" وبكرامة انسانية وفي عدالة اجتماعية وفي سلام عادل ودائم وللجميع محتفضين بخصوصياتنا الايجابية ومحتفلين باختلافاتنا بعضنا مع الاخر المختلف بدلا من (حروب)انكار هوية الاخر المختلف واستخدام كل الوسائل التسلطية والهمجية لسحقها، لاكنها جذوة تحت رماد المجاملات السطحية لتتحول الى ادوات للصراع و للعنف واستغلالها من قبل النخبة لمصالحهم الذاتية وبالضد من مصالح الجماهير الحقيقية.



#اسماعيل_ميرشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلية الانظمة الدكتاتورية-الحلقة2- دراسة مقارنة مابين دكتاتور ...
- أيهما صح وليس أيهما حلال او حرام!
- تعريف وأنواع الدكتاتوريات: مجتمع مدني
- كوريا الشمالية وتوتر علاقاتها مع الجنوبية من جديد
- الكلمات نوافذ أم جدران
- سيئول
- محاولات
- قصيدة مترجمة للشاعر الكوري مانهي
- خاطرة


المزيد.....




- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل ميرشم - هل انكار وجود الاختلاف، حل للمشكلة ام تعميق لها؟