أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليندا كبرييل - النقد فعل مقاوَمة ، ويجب أن تكون ردة الفعل مقاوِمة أيضاً















المزيد.....

النقد فعل مقاوَمة ، ويجب أن تكون ردة الفعل مقاوِمة أيضاً


ليندا كبرييل

الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 18:07
المحور: الادب والفن
    


الأستاذة سها السباعي المحترمة
تشرفت بحضورك الكريم في مقالي أول أمس .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=331552
أودّ مع تقديري لرأيك المحترم أن أطرح فكرتي من وجهة نظري .
أشير في البداية إلى أن الجملة التالية الواردة في مقالي مأخوذة من تعليق الأستاذ أفنان القاسم المحترم ، وليست عبارتي :
نحن متسولون على باب الكلمة .
اسمحي لي أن أنقل لك رأيي في النقد السلبي علقت به عند كاتبة فاضلة ، قلت لها :

لعلي لا أبالغ لو قلت إننا إذ نتحسس من النقد السلبي فإننا نضيّع على أنفسنا القوة الكامنة في هذه السلبية ذاتها
وثقي أن الموالاة والثناء اللذين تهتزّ جوانحنا لهما مع كل ما يقدمانه من دعم معنوي إلا أنهما يظلان قاصرين عن تجاوز المنجز الأدبي والانتقال بالكاتب من مستويات الحاضر المحدودة إلى آفاق الغد الرحبة
غربلي كلام الأساتذة الناقد اللاذع والمؤيد الموالي ، ولا تخرجي من هذه المحاكمة العقلية دون أن تفوزي بصور عديدة للحياة في وجهيها ،
شخصيا أتبنّى من أي نقد أكثره ، وأطرح من أي موالاة أكثرها
فأخرج من المعمعة لا منكفئة على نفسي ولا متمددة فوق ذاتي ،
النقد هو موقف حواري عماده تقديم رؤية مختلفة عن المطروح
هو إلقاء ضوء على العمل الأدبي من زاوية أخرى
وكما تكمن القوة في الفكر المؤيد كذلك لا يجوز لنا أن نتغاضى عنها في الفكر المخالف
النقد فعل مقاوَمة، وعليه يجب أن تكون ردة الفعل مقاوِمة أيضا، والإنسان الذي يستسلم للشعور السلبي يقع في الارتباك الحياتي، ولا تُصَدّ السلبية مهما كان جنسها إلا بأسلحة العلم والثقافة والمواقف والحوار.. وبالإرادة .
القوة الكامنة في السلبية تقلب الفعل إلى نقيضه ،
إننا إذ نتحسس من النقد السلبي فإننا نضيع على أنفسنا القوة الكامنة في هذه السلبية ذاتها .

أعتقد أستاذة سها بعد أن بينت لك رأيي السابق ، ستتلمسين أني لا أنزعج من النقد بل أعتبره دافعاً ، لكني أستسخف محاولات تصغير الآخرين . هذه هي النقطة الأساسية في مقالي أول أمس .
كما أريد أن أنقل لك رأياً عظيماً للعملاق نزار قباني ، قال :

الكتابة عمل انقلابي ، يستهدف تغيير هندسة الكون وهندسة الإنسان ، وعندما يغيب الشرط الانقلابي في الكتابة ينتهي مبرر وجودها ، الكتابة ليست مقهى نشرب فيه الشاي، إنها اشتباك يومي بالسلاح الأبيض ضد القبح والتخلف .

ونزار يقول هذه الكلمات نصح الأدباء الشبان بخوض غمار الشعر بكل تجاربه ، ولم ينصحهم بعنجهية - وهو منْ هو – أن يتوقفوا عن الكتابة ، بل قال للناشيء تابعْ ، ولكن عليك أن تعلم أن الكاتب المحايد كاتب ميت والكاتب الحقيقي هو الواقف على الخطوط الأمامية دوماً .
لم يرمِ بهم إلى الجحيم .
وأسأل حضرتك : من أعطى الأستاذ أفنان القاسم الحق بإلقاء الناشئين في الجحيم وتحت أية صفة ؟
ألا يعني لك هذا التعالي أن للأعلى منه الحق في التعالي عليه هو نفسه ؟

سؤال مهم في نظري :
أين يبدأ الأدب عند الأستاذ أفنان ؟
ما الذي يجعل الأدب أدباً في نظره ؟
وإن علمنا أين تبدأ النرجسية والتعالي على المحاولات الأولى فأين تنتهي ؟

أجيبيني من فضلك ، لنعلم متى يحق للناشيء أن يخطو خطواته الأولى فينجو من الجحيم .
وقد سألتُ في المقال :
ما الفرق بين قوله هذا وبين منطق الجماعات الإسلامية التي تكفّر الآخر وكل من ليس أهلاً لرؤيتها فترمي به إلى الجهنم ؟
دعوته إلى إلقاء القصائد والشعراء الذين لا يتقنون الحرق والاحتراق في الجحيم ، دعوة استئصالية نافية ، توقف الحراك وتشبه الدعوات العنصرية إلى غربلة العنصر الإنساني ، ورمي ( الحثالات) في الجهنم ، ليخلو الجو للأشد نقاء .
وماذا لو قام من يظن في نفسه الأكثر علواً ونقاء ليرمي الأستاذ القاسم نفسه في الجحيم تحت نفس النظرية ؟
فليس هناك كالواقع العربي من يمارس التشاوف والاستعلاء والتذويب والاستئصال .
في كل محاولة تجريبية هناك بعد جديد يضيفه الناشيء إلى ما سبق ، فهو بوعي من خبراته التي مرّ بها يقوم بتفكيكها وتحويلها إلى لغة جمالية ، يعرف أين يبدأ بها إلا أنه لا يعرف أين ينتهي ؟ فتجربته لا تؤهله لمثل هذه الأحكام ، لكنه يدرك أنه لا تستقيم جمالية العمل إلا إذا انطلقت خارجه وبإرشاد المتخصصين كالأستاذ القاسم ، لا بد أن يتمثل ما أنتجه بمعونة المحترفين ليستطيع الالتحام بالحركة الفكرية والأدبية ، فقد نحظى مع الرعاية والتغذية من بين عشرات ، مئات التجارب الأولى بثمرة طيبة ، وإلا .. لماذا يكتب ؟ وما دور الأديب المتخصص في المجتمع ؟ لا بد للمشهد الثقافي أن يمور بمختلف التجارب وبالحراك الفكري ، وما محاولات الناشئ إلا تجارب أولية وطرح فرضيات يوظف من خلالها الرمز ، مواصلاً حركة داخل عقله الواحد بين التجسد والخيال .
نماء الأدب يعتمد على المحاولات الأولى وتشجيعها لا على إلقائها في النار ، ولكي يتحقق الهدف من تطور الأدب واستمراريته على أيدي الأجيال القادمة ليتمخض المشهد عن تجربة مدهشة ، يلزم أن ينمو في بيئة طبيعية صحية تتوفر فيها الحرية في التعبير ، يترافق معها الأعمال الإبداعية للكبار التي تساهم في رفع الوعي .
ومع قمع الحريات في مناخ متسلط ، لا يعرف إلا الرمي بالجمرات والحجارة أو الإلقاء في أقبية التعذيب أو الجحيم ، فإن حركة نمو الأدب ستصاب بالتشوه والقبح ، وظهور تجارب همجية تستحق فعلاً الإلقاء في النار ، ولكن .. ليس فقط صاحبها المسؤول عنها بل المناخ كله ، حتى الأديب نفسه له ضلع في تردي الوعي العربي ، حيث لم يساهم إيجابياً في إيجاد الحلول لمشاكلنا ، المجتمع الذي قام بأوده وتعب على تعليمه أولاً ، عليه أن يرد جميله ليكون مواطناً صالحاً في المجتمع .
أسألكِ : الرمي في الجحيم يعني لي النفي المطلق ، أليس في هذا النفي نفي لوجود الأستاذ نفسه ؟
نحن عندما نسأل الأستاذ فلأننا نريد أن نتلمس بدايات الطريق الصحيح ، أين دوره إذن ؟ ولمنْ عقد جلسة الحوار هذه ؟
يريد أن يرمي بالقصاصين والشعراء إلى الجحيم ثم يسألنا : أين هم المتواجدون في هذا الحوار المفتوح لكل المثقفين ؟
تفضلْ مثلاً وقلْ للكاتب أن يتوقف ليراجع ما أنتجه ، هذه خطوة صحية ومطلوبة ليس فقط في الأدب وإنما في كل مجالات الحياة ، وحتى نصل إلى البطولات على الأساتذة أن يهتموا بمختلف التجارب ، لا أن يرموا بها إلى الجحيم ، لا بد من مصارحة الكاتب بمستواه ليعلم على أية أرضية سيقف .
وما أدراك أن إنتاج الأستاذ أفنان القاسم نفسه معرّض للتسفيه من الأكبر منه ؟ وهكذا ستبدأ دورة جديدة من صراع كريه مقرف ، الأعلى فيه يستصغر الأدنى !
ليس هذا الأسلوب الأمثل يا سيدة سها ، ليس بالعصا ، ولا بالنار ، ولا ضرب الحجارة ، يستقيم أمر ناشئينا ..
تمهلي ، خذي نفساً ، راجعي افرزي ، قارني تجربتك بتجارب الآخرين ، اقرئي مختلف الآداب ، لكن خلال هذه الفترة عليك ألا تتوقفي ، فمن أين لك بالعلم أن ما تكتبينه على الطريق السليم ، ولأفكارك أن تنتعش إن لم تطرق عقل السامع أو القارئ ؟
تفضلي لو شئت وامتثلي لنصيحته ، وتوقفي .. ولا تعودي لنا حتى يكتمل بناؤك بالحجارة التي رماك بها ، ولكن .. لماذا تحرميني - لو توقفتِ - من المشاعر الجميلة التي أحسست بها وأنا أقرأ مقالك الأخير مثلاً فوجدت فيه فكرة رائعة وطريفة ؟ وإذا ما تحركتِ اليوم فمتى ستتحركين ؟ ألا يمكن أن ينتج عقلك الجميل هذا فكرة أجمل وأروع مع الأيام تتمخض عن عمل أدبي مثمر؟
حتى الأستاذ أفنان نفسه والمعذرة أني لم أتعرف عليه إلا في موقع الحوار ، الأستاذ أيضاً بدأ بخطوات متواضعة ، ولم يصل إلى موقع الأستذة الرفيع إلا بعد محاولات مضنية ، فهل نسي نفسه ؟ وهل رمى أحد به وبأدبه إلى النار ؟
لا تعني لي دعوة الأستاذ إلا أن يتوقف المشهد الأدبي على نخبة محدودة جداً قد لا يكون الأستاذ من بينها !! لأن دعوته هذه جاءت من تعالٍ مرفوض ، سيقوم الأعلى منه برميه هو أيضاً إلى النار ، فهل هذا المطلوب ؟
بالنهاية لا يثبت إلا الجيد هذه نتيجة معروفة ومنطقية ، وأوافقك على أن دعوته في وجه منها فيها النصيحة للشباب ، لكنه كما قدمها ليست من الإنسانية في شيء وهو يستخدم ألفاظاً كالانتقام ، وغرس النصل ، والرمي في الجحيم .
أرجو أن تتقبلي رأيي ، وكلنا في النهاية في خدمة لغتنا الجميلة وشكراً .



#ليندا_كبرييل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهو تعالٍ من حضرتك يا أستاذ أفنان القاسم أم أننا دون مقام ال ...
- تعليق على مقال : التكامل بين لاهوت التحرير والشيوعية
- في رحم الرزايا تتخلّق المزايا
- معراج طريق الصعب يلزمه حذاء الشعب
- رادونا ولّا ما رادونا فقد أصبحنا مارادونا
- أنا ومنْ يعلموني السحر : جويْنَر ونادال وميسي .
- وإن ذُكِرت الرياضة قلْ : ربّي يخلليها ويزيدنا فرفشة
- كل هالدبكة والدعكة .. على هالكعكة !
- كنتُ بطلة أوليمبية ذات يوم !!
- صلواتهم ليست لوجه الله ، إنهم يلعبون
- المسيحية ليست ( باراشوت ) نهبط بها فوق كنيسة
- رسالة من الجحيم : إنْ لمْ تهُبّوا فهِبُوا
- هل أتضرّع لطبيعة غبيّة لتنصرني على إلهٍ جبار ؟؟
- رسالة إلى الجحيم : كل فمتو ثانية والبشرية بخير
- رسالة إلى الدكتور جابر عصفور المحترم
- رسالة إلى السيد جمال مبارك المحترم
- عند عتبة الباب
- حول مقال : في نقد علمانية الدكتورة وفاء سلطان
- رثاء - وافي - قبل الرحيل
- رأي في مقال السيدة مكارم ابراهيم


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليندا كبرييل - النقد فعل مقاوَمة ، ويجب أن تكون ردة الفعل مقاوِمة أيضاً