أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليندا كبرييل - المسيحية ليست ( باراشوت ) نهبط بها فوق كنيسة















المزيد.....

المسيحية ليست ( باراشوت ) نهبط بها فوق كنيسة


ليندا كبرييل

الحوار المتمدن-العدد: 3354 - 2011 / 5 / 3 - 19:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشر الأستاذ نبيل العدوان المحترم مقالاً في الحوار بعنوان ( مسلمات يبحثن عن الخلاص ) .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=257407#236303
أرغب في إدلاء رأيي حوله .
ومقالي هذا ليس المعنيّ به منْ ترك الأديان إلى غير رجعة ، أناقش هنا من انتقل من دين إلى آخر فحسب .
كما أن هناك منْ تنصّل من أقدام السيد المسيح وارتمى عند أقدام السيد محمد هناك العكس أيضاً . وقد سمعنا بهذه التنقلات في سفريات الإنسان عبر الحقيقة على طول التاريخ ، ترى لماذا لا نسمع بهذه التنقلات في الأديان الأخرى ؟ وحتى إن حصلتْ لا يشيلها أحد من أرضها . لماذا نرى التنافس بشكل خاص بين هذين الدينيْن بالذات وتحصل زوابع من الإعلانات والتصريحات فتأخذ حيزاً من النقاش والإعلام في الوقت الذي تموج الدنيا بمشاكل خطيرة ؟
أي دين لن يُكتَب له النجاح ما لم يستعْلِ على غيره من الأديان ويقدم الجديد . من هنا لم تأتِ المسيحية لتنقض وإنما لتكمل ، وجاء الإسلام ليستوعب المسيحية التي سبقته بست مئة سنة ، بأن اعترف ببعض جزئياتها من جهة ولطشها من جهة ثانية باتهامها بالتحريف والتزوير ، ولو اعترف دين بدقائق عقيدة الآخر لما بقي له تابع واحد .
كل الأديان بما فيها الوضعية وكل مذهب بل كل طائفة وجماعة أيضاً ، تبالغ في تصوير نفسها أنها الصراط المستقيم ، وأن الله ملكها وبجيبتها وفي عروة زرّها !
إن انقلابك 180 درجة أيها المتأسلم أو المتمسيح ، يعني اعترافاً منك أنك حرّ التفكير حتى أتيح لك وضع يدك على مواطن الضعف في إيمانك السابق ، لكنك تستبطن عبودية جديدة . فالأديان تشترط العبودية وإلا لا معنى لها . والعبودية لدين معيّن يعني أن الإنسان يغلّب علاقته بربه ونبيه على حساب علاقته بأخيه الإنسان المختلف معه عقائدياً ، فنفاخر أننا أفضل من غيرنا بما نملك من مقومات هذا الدين .
والأديان السماوية بدعوتها إلى الالتزام بأوامرها فإن هدفها الأول مغالبة أهواء النفس البشرية . لكني أعتقد أن الدين ليس الضامن لصرْع نزعات النفس ، والدليل أنه مع كل رقيّ تعاليم المسيح فإن هناك منْ شذّ عنها والأمر نفسه ينطبق على كل العقائد . فترى الإنسان يصلّي من هنا ويكذب من هناك ، يصوم ويزكّي من جانب ثم يقوم بأعمال تجارية ظاهرها خدمة المؤمن كما في رحلات الحج المتميّزة أو في الصلاة بالصفوف الأولى في الحرم المكي لكنها تحمل شبهة الطمع والإثراء ويحمل المؤمن في عقله الباطن شعور التميّز والتفوق .
لكم الحق أن تتنقّلوا من دين لآخر ولنا الحق أن نرى ونعجب !
العقول لا تتغير بخطة جاهزة أو بقرار من الأعلى ، إنها تحتاج إلى الظروف الثقافية والفكرية التي تؤهلها لوضع تجاربها على المحك لتتبلور وتنتج قيماً جديدة . فالانتقال من قناعة عقائدية إلى أخرى يعبّر عن نفسه بالعطاء .لكن المتحوّل هنا يشارك ويلتزم بفريق دون آخر ، وهكذا فإن الأديان تدعو إلى الإخاء لكنها بالواقع تقصي الآخر .
كل الأديان تأتينا بالأتباع الذين عليهم الالتزام بالأوامر والنواهي حكماً ، وهذا يؤدي إلى وقف الحراك الذهني وجموده . أما الأكفاء فإنهم لا يأتون من خارج أبناء الدين مهما جادوا في تنظيراتهم وتفسيراتهم .
لماذا ؟؟
لأن الدين طريقة حياة ، ونسق فكري بما يتضمنه من مبادئ سلوكية توضع على محكّ التجارب العملية ، فتولّد خبرات تنتج خصوصيات ثقافية في المجالات الحياتية المختلفة .
وإذا كان مشروعاً في المسيحية أن تفسّر وتفلسف وتعطي معنى فنياً للمحسوس فإن هذا منتفٍ في الإسلام .
رؤية المسيحية قابضة على الرؤيا ، في حين أن
رؤيا الإسلام قابضة على الرؤية . والفارق كبير .
ليست المسيحية كنيسة وكهنة وطقوس وتقاليد فحسب ، وإنما هي إضافة لذلك منهج ثقافي شكّل مخزوناً نفسياً عبر الأجيال يفتقر إليه المتنصّر تماماً .
نحن المسيحيين ، حتى ولو لم نلتزم بالعادات نعيش ونتغذّى من ( وسط ) هذا المخزون الثقافي النفسي الذي ورثناه جيلاً بعد جيل ، إنه فعل بحد ذاته .
لكن المنقلب على دينه سيعيش حالة من رد الفعل واستسلاماً لقناعات جديدة تماماً عليه ولدتْ بالأمس القريب وليس من المرحلة الجنينية ، حالته أشبه بمنْ استند حتى الآن إلى الجهة اليمنى وجاء اليوم لنقل الثقل إلى الجهة اليسرى ، ولا غرابة أن يغير ثالثة لأنه ما من معتقد يخلو من ميتافيزيقيات غير معقولة . وكما يقول الأستاذ سامي لبيب " حماسنا لدين أو فكرة ليستْ عن قناعة وإخلاص بقدر ما هو خلق وجود لا نحسّ فيه بعبثية الحياة ، إنه ممارسة فعل وجودي يخرجنا من هامشيتنا " . صدقتَ يا أستاذ .
إن الانتقال من دين لآخر ليس أكثر من مدخل لإنتاج معادل نظري آخر يضفي مشروعية على لا معقولية يعيشها الإنسان على مستوى ذاته .
أيها الأخ المتنصر ( أو الأخت المتنصرة )
ليس المهم أن تكون مسيحياً ، المهم أن تتصرف كمسيحي ، روحاً وثقافة .
أخلاق المسيحي : ثقافة ، تراث ، ظله على الأرض .
ليس هناك دين واحد تلتقي عنده كل الضمائر والمعايير الأخلاقية !!
بل هناك ..
بلى بلى !
هو شرعة حقوق الإنسان التي من الطبيعي أن تلتقي في محتواها مع كل الأديان ، دين رحب يضمّ كل فئات البشر تحت لواء الحرية والمساواة والكرامة ، إنها الإنجاز الإنساني العظيم الذي يمنحنا قناعة تؤمن لنا اتزاناً نفسياً يساعدنا على تكييف أمورنا مع تمردات الحياة دون تدخل الآلهة .
ثم ، تعالوا نتفاهم :
على بنا متنصّرون ؟ طيب أين ذهبتم بقول المسيح ( متى صنعت حسنة فلا تصوّت قدامك بالبوق ، بل لا تعرف شمالك ما تفعله يمينك ) وأيضاً : ( متى صلّيتَ فلا تصلّ قائماً في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي تظهر للناس ، بل صلّ لأبيك في الخفاء ) .
لم تترك نجلاء الإمام أو ابن الحمساوي الفلسطيني وغيرهما محفلاً أو إذاعة أو جريدة أو زاوية وحتى اليوتيوب إلا وصوّتوا عما فعلوه . فكيف أصدقهم ؟
صوت كل متنصّر ومتأسلم ، أسمعه بحرارة مستعارة للأسف .
لهذه الأسباب من وجهة نظري ، لا أميل إلى تصديق المتنصر ولا المتأسلم ولا المتهود ، لأن الله ليس خبزة وجبنة أراه في هذا السوق ولا أراه في آخر . لا ضرورة لأن يشارك الإنسان في عضويته لدين معين حتى يثبت أنه مخلص , بإمكانه المشاركة في الثورة على نفسه بالجهاد لتخليصها من العفن المتراكم ، وتطهيرها لتقبل كل إيجابية في الحياة ومن أي دين كان ، فهذا أعظم دين .




#ليندا_كبرييل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من الجحيم : إنْ لمْ تهُبّوا فهِبُوا
- هل أتضرّع لطبيعة غبيّة لتنصرني على إلهٍ جبار ؟؟
- رسالة إلى الجحيم : كل فمتو ثانية والبشرية بخير
- رسالة إلى الدكتور جابر عصفور المحترم
- رسالة إلى السيد جمال مبارك المحترم
- عند عتبة الباب
- حول مقال : في نقد علمانية الدكتورة وفاء سلطان
- رثاء - وافي - قبل الرحيل
- رأي في مقال السيدة مكارم ابراهيم
- من أندونيسيا عليكم سلام أحمد
- الأستاذ سيمون خوري : كنْ قوياً , لا تهادنْ !
- وداعاً قارئة الحوار المتمدن
- في بيتنا قرد


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليندا كبرييل - المسيحية ليست ( باراشوت ) نهبط بها فوق كنيسة