المُغازَلة بين المالكي والنُجيفي

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3902 - 2012 / 11 / 5 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أقل من ستة أشهُر تفصلنا ، عن إنتخابات مجالس المحافظات ، التي من المُفترض ان تجري في العشرين من نيسان 2013 .. ومنذ الآن بدأتْ تحرُكات الأحزاب السياسية ، من أجل ترتيب بيوتها الداخلية من جهة ، وعقد تحالفات وجبهات ، من جهةٍ اُخرى .. أدناه بعض المُلاحظات العامة :
- من المتوقع ان تُسفِر الساحة السياسية العراقية ، عن إصطفافات جديدة مُختلِفة عن سابقاتها . وذلك عن طريق التخّلي الصريح والعلني ، لبعض مكونات " القائمة العراقية " عن كتلتها السابقة ، وإلتحاقها ب " دولة القانون " .. وبالمُقابل ، إنسلاخ بعض مكونات " قائمة التحالف الوطني " عن الكتلة ، وتشكيلها لجبهة اُخرى . وإذا كانت " العراقية البيضاء " ومجموعة من " المستقلين " الذين إبتعدوا عملياً عن العراقية ، في السابق .. سيكون إنشقاقها تحصيل حاصل .. فأن الجديد هو : " المُغازلة " التي شهدَتْها كواليس بغداد ، مؤخراً .. بين المالكي والنُجيفي .. والتي رُبما ستؤدي الى إبرام صفقة بين الطرفَين .. ستمتد تأثيراتها الى الموصل وكركوك وديالى وغيرها أيضاً . [ إذا حصلَ التوافُق والتحالف بين المالكي والنُجيفي ] ، فماذا سيجني المالكي من ذلك ؟ أرى بأن المالكي ، إستطاع خلال السنتَين الأخيرتَين ، من إحداث شروخٍ مهمة في القائمة العراقية .. والدليل على ذلك هو إستمالة " الكربولي " ، والتفاهُم الضمني مع " صالح المُطلك " ، وإقناع وزراء العراقية " المالية والزراعة والصناعة والتربية " ، البقاء في مناصبهم وعدم الإستماع الى دعوات المُقاطعة ، وكذلك كسب " عبدالله حميدي الياور " ومجموعته في الموصل ، و " عمر الجبوري " في كركوك . إلا ان المالكي يدرك ، ان نجاحه في كسب وِد " النجيفي " سيقصم ظهر القائمة العراقية ، ولن تقوم لها قائمة بعد ذلك ! . إذا أدَتْ المُقدمات الحالية ، فعلاً .. الى تحالف المالكي والنُجيفي .. فأن ذلك يُعدُ إنتصاراً باهراً للمالكي .. ولا أحد يستطيع بعد ذلك ، إتهامهُ بأن تحالفه يَضم " الشيعة " فقط .. وبذلك يكون قطعَ شوطاً مُهماً على طريق ، تشكيل ( حكومة أغلبية " بعد إنتخابات 2014 . أما ماذا سيستفيد النُجيفي ؟ فأعتقد بأنه يدرك بأنه خسرَ الكثير من مصداقيته المُفترضة وشعبيته في الشارع السُني العربي ، بإصطفافه المُتأخر مع التحالف الكردستاني .. ولكي يعود الى الواجهة .. بل وحتى ان يقفز الى موقع المُمثل الأهم للسُنة العرب في العراق .. فأنه وبدعمٍ وتشجيع من تركيا .. يُريد ان يلعب دَور " الوسيط " المُتعدِد المهام : فمن ناحية سيحاول حَل الإشكالات بين المالكي والحكومة التركية .. وإيجاد نوع من التفاهمات حول الملف السوري .. ومن ناحية اُخرى ، سيعمل من أجل التقريب بين المالكي والتحالف الكردستاني ولا سيما مسعود البارزاني .. والتوصُل الى حلول وسط للملفات العالقة .. " وحتى إذا تَعّذَر ذلك " فربما سيحاول شَق الصف الكردي ، وإستمالة الطالباني وضمه الى التحالف مع المالكي ! . على أية حال .. أرى ان " النجيفي " إذا صّحتْ هذه التوقعات حول لعبه دور " الوسيط " بدعمٍ تركي ، فانه سيكون مثل المنشار ، يأكُل من الطرفَين ، أو مثل السمسار الذي يأخذ عمولة من الجانبَين ! .
- من التداعيات المُحتملة ، لتحالُف المالكي مع أطراف " سنية " مُهمة ولا سيما النُجيفي .. هو تهميش " العدالة والإصلاح " في الموصل وإجبار شيوخ شَمر ، على التنسيق مرةً ثانية مع النجيفي في أي إنتخابات قادمة .. وإلا فأن هنالك إحتمال خسارتهم للعديد من المقاعد في إنتخابات مجالس المحافظات القادمة . وأعتقد ان موقف " التحالف الكردستاني " [ حتى لو بقى مُتماسكاً في المرحلة القادمة ] .. فانه سيضعف ، في حالة تحالف المالكي مع النجيفي ، ورُبما سيضطر ، اي التحالف الكردستاني ، الى التنازُل عن بعض مكاسبه وإمتيازاته ، ولا سيما في المناطق المتنازع عليها ، وكذلك النزول قليلاً عن السقوف العالية لمطالبهِ في بغداد " إذا أرادَ تفادي المخاطر الكبيرة ، لأي صِدامٍ عسكري مُحتَمل مع الحكومة الإتحادية " .
- ان السيناريو أعلاه .. هو مُجرد " إحتمال " .. ومن البديهي ، ان دربه ليسَ مفروشاً بالورود . فهنالك الكثير من المعوقات التي تقف بطريقه وتمنع تشكيل التحالف بين المالكي والنجيفي . إضافة الى العديد من المؤثرات الجانبية ، مثل : دَور أيران في حالة حدوث مثل هذا التحالف .. تداعيات ما سيحدث في سوريا في الأشهر القادمة .. التيار الصدري والمجلس الاعلى وبقية الأطراف الشيعية ... المعارضة الكردستانية .. إمكانية ظهور وبروز تيارات جديدة وطنية عابرة للمذهبية ، قد تُحدِث مفاجآت في الإنتخابات القادمة .. الخ .

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل