أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأسدي - احتواء الصين .... في الاستراتيجية الأمريكية....؛؛















المزيد.....

احتواء الصين .... في الاستراتيجية الأمريكية....؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 14:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من يتابع العلاقات الاقتصادية الأمريكية مع الصين لا يسعه الا أن يتفاءل ، فقد توسعت وتطورت كثيرا خلال العقود الثلاثة الماضية. فقيمة التجارة معها ارتفعت من 5 بليون دولار عام 1981 الى 503 بليون دولار في عام 2011 ، وتعتبر الصين الشريك التجاري الثاني للولايات المتحدة في العالم ، وهي أكبر مصدر للسلع للسوق الداخلي الأمريكي. وبسبب عدد سكان الصين الكبير فقد جعلها سوقا واسعة ومتنامية للصادرات والاستثمارات الأمريكية ، وبحسب آخر التقديرات فأن قيمة الاستثمارات الأمريكية في الصين وصلت الى حوالي 200 بليون دولار. الواردات الأمريكية من السلع المنخفضة الاسعار ينتفع منها المستهلكون الأمريكيون وكذلك شركاتها التي تستخدم الصين كآخر موقع لتجميع منتجاتها ، اواستخدام موادا صينية وسيطة للانتاج الأمريكي مما يجعلها اقل تكلفة فتنخفض اسعار بيعها مما يساعد الانتاج الأمريكي على المنافسة في السوق العالمية. ان تنامي العلاقات التجارية دليل على رغبة البلدين في التعاون وتبادل المنافع المشتركة.هذا اضافة الى أن الصين تعتبر أكبر داعم مالي للولايات المتحدة ، فهي تحتفظ بسندات خزينة أمريكية تبلغ قيمتها الاسمية أكثر من ترليون دولار.(1)
لكن في مقابل المنافع الايجابية المتحققة من العلاقات الاقتصادية بين البلدين هناك ايضا جوانب سلبية ناتجة عن انعدام التوازن في المكاسب الاقتصادية لكلا البلدين ، فالعجز في الميزان التجاري مع الصين تصاعد من 10 بليون دولار عام 1990 الى مبلغ 296 بليون دولار عام 2011 ، ويلقى بالمسئولية عن ذلك العجزعلى الصين. ففي رأي عدد من المحللين الاقتصاديين على صلة بالكونغرس الامريكي أن تنامي التجارة بين البلدين يتم على حساب قوى العمل والصناعات الأمريكية كنتيجة مباشرة لمنافسة السلع الصينية المنخفضة السعر للمنتجات الأمريكية ، أدت بدورها الىى انخفاض مستوى الأجور والاستثمارات في الاقتصاد الأمريكي. لكن السبب الرئيسي في رأي أولئك المحللين يعود الى عدم انتقال الصين كليا الى اقتصاد السوق ، والى اتباعها سياسة تمييز تجاه الصناعات الأمريكية بسبب الدعم المالي الذي تقدمه للكثير من الصناعات التي تملكها الدولة خلافا لمبادئ التجارة الحرة. بينما يرى محللون اقتصاديون آخرون أن تحميل الصين المسئولية عن جميع ما يواجه الولايات المتحدة من مشاكل اقتصادية هو عين الخطأ ويجب أن نتوقف عن ذلك.
وبرغم الجوانب السلبية في العلاقات الاقتصادية فان ظاهر العلاقات السياسية بين البلدين يبدو طيبا بوجه عام ، وما يتخلله من اختلافات حول قضايا سياسية اقليمية وعالمية يعتبر من الأمور الاعتيادية في السياسة الدولية. فالمواقف المتباينة حول الملف الفلسطيني والسوري والليبي والايراني وغيرها لا تشكل على ما يبدو أزمة ويتم التعامل معها وفق مساومات هنا وهناك لتحقيق منافع في مناطق أخرى في العالم. فقد كانت على هذا الحال خلال فترة وجود الاتحاد السوفييتي ، وتبدو كذلك حاليا مع الصين.
لكن ما كشفته صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية الأسبوع الأخير من شهر أوكتوبر الماضي(2) بأن رئيس الوزراء الصيني المنصرف Wen Jiabao قد استخدم منصبه السياسي لجمع ثروة حددت الصحيفة مبلغها بـ 2،7 بليون دولار يضع علامة استفهام حول توقيت نشر الخبر من قبل الصحيفة. نشر الخبر جاء قبيل انعقاد المؤتمر العام للحزب الشيوعي الصيني الذي يعقد مرة كل أربع سنوات ، ويتم فيه اختيار قادة الدولة والحزب وقيادات المقاطعات والحكومات المحلية ، ودراسة وصياغة سياسة الدولة والعلاقات السياسية مع الخارج وغيرها من الشئون التي يرتبط يها مصير الصين وتطورها اللاحق.
الصحيفة اذن تعرف مقدما الآثار المحتملة لخبر يخص أحد المسئولين الكبار في تسلسل القيادة السياسية العليا ، خبرا كهذا لا يمكن أن يمر دون أن يثير اهتمام الرأي العام الصيني ، وخاصة اذا كانت وراءه وسائل الاعلام الأمريكية من مستوى صحيفة نيويورك تايمز. الصحيفة الأمريكية المذكورة تعبر كما يشاع عن موقف الاستخبارات الأمريكية ، صحيفة لها من من الخبرة الصحفية امتدت لحوالي قرنا ونصف القرن ، وتعد مصدرا ذي مصداقية للخبر يندر أن يكون موضع شك. ولهذا السبب فان خبرا كالذي نشرته وأصرت على صحته ، وأبدت استعدادها الكامل لتحدي رئيس الوزراء وين جياباو ومحاميه في المحاكم لابد ويكون صحيحا.
تعرف الصحيفة بالتاكيد ردود فعله داخل القيادة السياسية حزبية أو حكومية ، وما يمكن أن يثيره من انعدام الثقة والشك داخل نظامها المعروف بالصرامة الحديدية. واذا ما أخذنا بالاعتبار عدد أعضاء الحزب الشيوعي الصيني الذي يعد بالملايين ، وحرية التواصل عبر الانترنيت الذي يمارسه مئات الملايين من الصينيين داخل وخارج الصين ، يتناقلون ويتبادلون الأخبار الصحيحة والمبالغ فيها والملفقة يمكن تصور الضرر الذي يمكن أن يحدثه الخبر من بلبلة وعدم استقرار سياسي في الصين. ويمكن أن يضر بالعلاقة القائمة بين الحزب الشيوعي والشعب الصيني الذي حافظ على الحد الأدنى من الاحترام والانسجام بينه وبين الحزب منذ وفاة الرئيس ماوتسي تونغ نهاية السبعينيات.
وعند النظر للأمر من زاوية المصالح الاستراتيجية الأمريكية التي تتمحور حول موقع أمريكا السياسي والاقتصادي المهيمن في العالم ، وقوة وانتشار وجودها العسكري الحالي وفي المستقبل ، فان عملية نشر الخبر في هذا الوقت بالذات هي واحدة من أدوات استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية لاحتواء الصين.
فصعود الصين الاقتصادي عالميا ودورها السياسي المتوازن الذي يتمثل باعادتها بناء جسور التحالف السياسي مع روسيا وريث الاتحاد السوفييتي السابق ، واعادة تشكيل العلاقات السياسية مع الهند العدو السابق ، واقامتها علاقات صداقة وتعاون مع دولا في المنطقة مثل أستراليا وكندا ونيوزيلندا وماليزيا وتايلاند واندونيسيا ومجموعة دول أمريكا والوسطى والجنوبية ، اضافة الى تعزيز علاقاتها مع الاتحاد الأوربي قد صعد من وتيرة المخاوف الأمريكية من هذا التطور الذي قد يضعه في موقع مماثل الذي أحتله الاتحاد السوفييتي السابق.
الحفاظ على الوجود الأمريكي بالقوة والموقع الذي هو عليه الآن هو مصلحة أمريكية عليا لها أولوية على اية مصالح أخرى قصيرة أو بعيدة المدى ، بل هي المهمة التي تجند لها كافة المصالح الأخرى سياسية واقتصادية. هكذا كانت ستراتيجية الولايات المتحدة أثناء الحرب الساخنة وأيضا خلال فترة الحرب الباردة وحتى اليوم ، وهي فعالة الآن كما كانت طوال عقود ما بعد الحرب العالمية الثانية. انهاء الاتحاد السوفييتي ومنظومته الاشتراكية كان الهدف الأكثر أهمية في استراتيجية الولايات المتحدة. وهي تعمل حاليا سرا وعلنا منذ أكثر من عقد من الزمن على خطة لاحتواء الصين وكبح تزايد نفوذها في جنوب وشرقي أسيا ، تماما كتلك التي نفذها الرئيس هاري ترومان إبان الحرب الباردة التي عرفت بنظرية أو قانون الاحتواء Truman Doctrine. وكان كلا من الرئيس الأمريكي أيزينهاور والبريطاني جيرجيل قد سعيا أسوة بالرئيس ترومان الى تحجيم الاتحاد السوفييتي وتقييد انتشارالاشتراكية في العالم ليس بالتنافس الاقتصادي السلمي بل بالقوة المسلحة ودعم الأنظمة العميلة لها بالمال والسلاح وبالمؤامرات الانقلابية المضادة للدول الوطنية المستقلة التي ترفض أو رفضت الانصياع للهيمنة الأمريكية وحليفاتها.
ففي كلمته أمام الكونغرس في 13-3-1947تعهد ترومان بأن الولايات المتحدة ستدعم الناس والأفراد الذين يعارضون محاولات القهر والاستعباد من قبل أقلية مسلحة داخلية أو من الخارج. وطلب من الكونغرس تقديم المساعدة العسكرية والمالية الى اليونان في محاربتها للشيوعية. واقترح تقديم 400 مليون دولار لهذا البرنامج ، وأعلم الكونغرس أنه سيرسل قوى عسكرية ومستشارين الى البلدان التي تواجه تهديدا من الشيوعية.
علي الأسدي -يتبع



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آراء حول مقال - الهولوكوست .. والحقائق الغامضة -
- ماذا بعد الهولوكوست .. ردا على ابراهامي ...؟
- الهولوكوست .... والحقائق الغامضة ....(الأخير)..
- الهولوكوست .... والحقائق الغامضة.... (4)..
- الهولوكوست .... والحقائق الغامضة....(3)..
- الهولوكوست .... والحقائق الغامضة.....(2)..
- الهولوكوست .. والحقائق الغامضة.. ..(1)
- الاقتصاد الحر .... الذي لم يعد حرا ... (1)..
- التقشف الاقتصادي .... وأمريكا الأخرى ...(.الأخير)
- التقشف الاقتصادي....وأمريكا الأخرى.....(1)
- الشعب الفلسطيني .... وعنصرية اسرائيل ...(الأخير)
- الشعب الفلسطيني ..... وعنصرية اسرائيل ...(2)
- الشعب الفلسطيني.. والعنصرية في اسرائيل ...(1)
- عندما يتحدث غير الصهاينة ... عن اسرائيل.....(الأخير)
- يوميات عامل لغسل الصحون ... في كوبنهاغن...(الأخير) ؛؛؛..
- عندما يتحدث غير الصهاينة ... عن اسرائيل.؛؛؛.
- يوميات عامل لغسل الصحون في كوبنهاغن... (1)..
- الحرب العالمية الثانية ... درس لا ينبغي أن ينسى....(الأخير) ...
- الحرب العالمية الثانية ... درس لا ينبغي أن ينسى ...(3)...؛؛
- الحرب العالمية الثانية ... درس لا ينبغي أن ينسى ...(2)...؛؛


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأسدي - احتواء الصين .... في الاستراتيجية الأمريكية....؛؛