علي الأسدي
الحوار المتمدن-العدد: 3819 - 2012 / 8 / 14 - 09:36
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
عندما يتحدث غير الصهاينة ... عن اسرائيل.؛؛؛.
علي ألأسدي
تمارس اسرائيل سياسة تمييز عنصرية ضد غير اليهود ، عربا وغيرعرب ، مسلمين ومسيحيين ، ويهودا ملونين داخل حدود الدولة العبرية ، وهي نفس السياسة التي استعملها النازيون الألمان ضد اليهود قبل واثناء الحرب العالمية الثانية. وتحاول اسرائيل منذ سنوات فرض ذلك كواقع قائم ودفع العالم للاعتراف بها كدولة يهودية ، اليهود فيها هم السادة وأبناء المكونات الأخرى هم العبيد ، محرومون من حق التملك والسكن خارج المناطق المحددة لهم بالسكن فيها.وقد كتب عن هذا الموضوع المواطن الاسرائيلي الجريئ استاذ التاريخ في جامعة يال ، ألان باب كتابا قيما بعنوان (1)
"The forgoten Palestine : A History of the Palestinians in Israel "
لقد اورد الاستاذ الاسرائيلي في كتابه حقائق عن التمييز العنصري في دولة اسرائيل ، صدرت بشكل قوانين واجراءات تجاوزت 30 قانونا يميز اليهود على الفلسطينيين ، مباشرة أو غير مباشرة ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة. وأدناه بعضا منها :
• بحسب تلك القوانين العنصرية أن 93% من الأراضي في اسرائيل مملوكة من قبل الدولة ، أو من قبل وكالات حكومية مثل الصندوق اليهودي الوطني الذي يفرق بين المواطنين من غير اليهود ، ولا يسمح للفلسطينيين من استغلال أي جزء من تلك الأراضي للسكن أو للزراعة أو البناء التجاري.
• هناك الكثير من المناطق الفلسطينية المسكونة من قبل الفلسطينيين قبل قيام اسرائيل ، لا تعترف بها السلطات الاسرائيلية كممتلكات فلسطينية ، وبناء على ذلك تحرمها من أي خدمات حكومية ، وتتعمد السلطات الحكومية عدم الاشارة اليها في الخرائط الرسمية. وهناك مدنا بأكثرية فلسطينية تحرم من من أهم الخدمات ، ولا تحظى بالرعاية أو التمويل الحكومي الاسرائيلي.
• لقد شرع الكنيست الاسرائيلي قانونا يسمح بموجبه للسكان اليهود في المدن والبلدات الاسرائيلية برفض غير اليهود ممن لا يناسبون المواصفات للمجتمع اليهودي من حيث الدين والجنس والنشاط الاقتصادي والاجتماعي. وقد وجه النقد للقانون من قبل منظمات دولية بأنه قد اعطى الحق لليهود بابعاد العرب وغير اليهود من السكن والعيش في تلك المدن.
• منذ قيام اسرائيل عام 1948 تم بناء 600 بلدية ومدينة يهودية ، وبنفس الفترة لم يعترف ببلدية واحدة أو مدينة فلسطينية من قبل الدولة الاسرائيلية.
• القوانين الاسرائيلية تحصر التمويل الحكومي للنشاطات الاقتصادية بأكثريته لليهود وليس للعرب ، ويعتبر هذا عاملا أساسيا في انتشار المعاناة بين الفلسطينيين وتردي مستويات معيشتهم مقارنة بمستوى حياة اليهود وفق كل المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية. وبالنسبة للتعليم فان الانفاق الحكومي على المدارس اليهودية يعادل ثلاثة أضعاف مستوى تمويل المدارس الفلسطينية.
• ووفق تقرير أصدره القسم الدولي لحرية الأديان في الولايات المتحدة الأمريكية أن السياسات الاسرائيلية في المدن الاسرائيلية والقدس خططت بشكل يجعل من غير اليهود أقلية بين سكانها والعيش فيها.
• كما أصدرت الحكومة الاسرائيلية قرارا عرف " بمرسوم النكبة " يحرم تمويل أي منظمة في اسرائيل تحتفل بذكرى " النكبة " لعام 1948 وهي المأساة الفلسطينية التي تم خلالها تهجير وقتل ومصادرة أموال وبيوت ومزارع 7250000 مواطنا فلسطينيا مسلمين ومسيحيين. لقد تم في ذلك اليوم أيضا غلق وتدمير المؤسسات الوطنية للفلسطينيين من مدارس ومستشفيات ومتاحف من أجل احلال اليهود القادمين من خارج اسرائيل محلهم ، وذلك لجعل اليهود أكثرية سكانية في فلسطين ، والعرب الفلسطينيين المتبقين أقلية يسهل السيطرة عليهم وقمعهم.
• التمييز العنصري ضد العرب يتم بقوة القانون ، ويتضح هذا في منح الحق بالتملك في اسرائيل بأولئك الذين يؤدون الخدمة العسكرية ، أما الفلسطينيون فليس لهم حق التملك لعدم شمولهم أصلا بالخدمة العسكرية. لكن الشوفينية العنصرية بصورتها الصهيونية تجاوزت النازية الألمانية في قوانينها التي تتعامل مع الفلسطينيين. فليس الفلسطينيين وحدهم لا يؤدوا الخدمة العسكرية ، فالمتدينون اليهود المتعصبون أعضاء الكهنوت اليهودي لا يؤدونها أيضا لكنهم مستثنون من القانون المذكور. ويشمل حرمان الحق بالتملك الحرمان من نظام اقتصاد الرفاه ( معونة البطالة ، التأمين الصحي ، التأمين بصورة عامة ، السكن في بيوت الطلبة وغيره ).
• واذا تزوج فلسطيني من عرب اسرائيل بنتا من الضفة الغربية يمنع عليه البقاء في اسرائيل ويطرد منها بالقوة.
والى جانب ذلك تنتشر في اسرائيل اتجاهات عنصرية فاشية ضد المهاجرين اليهود الملونين من أصول يمنية وأفريقية من أثيوبيا وأريتيريا والصومال ، وضد يهود أوربا الشرقية بولندا وأوكرانيا وروسيا وغيرها. وتشن الصحافة ووسائل الاعلام الاسرائيلية الأخرى هجوما عنيفا منذ فترة ضد اليهود الملونين القادمين الى اسرائيل عبر صحراء سيناء. وقد اضطر رئيس الوزراء نتنياهو في الأسابيع الأخيرة الى تبرير الحملة الاعلامية كما نقلتها وعلقت عليها صحيفة الغارديان البريطانية.(2)
حيث نشرت الصحيفة مقالا انتقدت فيه الحملة الاعلامية الاسرائيلية ضد استقبال اليهود المهاجرين اليها ، فقد كتب محررها كريس ماكرال حول الموضوع جاء فيه: " منذ سنين توقفت اسرائيل عن استقبال المهاجرين ، وباشرت باستخدام الاساليب نفسها التي استخدمها الألمان النازيون ضد اليهود في أوربا. فقد قامت السلطات الأمنية والجيش بالقاء القبض على القادمين الى اسرائيل من الملونين واحتجازهم في مراكز اعتقال في الصحراء. بنفس الوقت نبه نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الصحفيين الى ضرورة تحذير المهاجرين من القدوم الى اسرائيل عن طريق الصحراء لاحتمال تعرضهم للاغتصاب والقتل من قبل بدو الصحراء. ويذكر الصحفي : لكن ليس كل المهاجرين جاءوا عبر الصحراء ، فقد جاء بعضهم عبر الحدود والمنافذ الرسمية ، وقد بلغ عدد المحتجزين في مراكز الاعتقال الجماعية60000معتقل. وقد اعترف أحد الموظفين الرسميين لكاتب المقال ، بأن الاعلام المعادي للمهاجرين جاء من المركز الوطني للاعلام الحكومي الذي من مهماته تحسين صورة اسرائيل في العالم"
كان هذا على صعيد السياسة الرسمية لاسرائيل ، أما على النطاق الشعبي الداخلي فقد بدأت بالظهور شعارات تمجد النازية في اسرائيل. حيث يروي الصحفي من صحيفة الاندديبندنت البريطانية أريك سلفير (3)، " ان انريفكا زاكرونا مواطنة اسرائيلية عمرها 75 عاما من الناجين من الهولوكوست قد خرجت من بيتها في حيفا في احد ايام أيلول صباحا تتمشى على شاطئ البحر. وبينما كانت تحمل خطواتها بعناء نتيجة ما مرت به وما بلغته من العمر فاذا بشابين قام أحدهما بركلها بينما لعنها الاخر وهو يردد Hail Hitler وعندما تمكنت من الابتعاد عنهما قالت مع نفسها ، لم يرد ببالي أن يحدث هذا لي هنا وأسمع " هيل هتلر" . وتقول منظمة " تقدم " لمساعدة ضحايا التمييز العنصري في اسرائيل : " ان هناك في كل مدينة في اسرائيل مجموعة تنشط في هذا المجال ، وان حركة النازيين الجدد تتسع في اسرائيل ، ويقدر عددهم بسبعين الف عنصر."
لقد حدث هذا الاعتداء بعد اسبوع على اعتقال ثمانية من النازيين الجدد في تل ابيب. لقد هز الحادث والخبر اسرائيل الدولة التي تصور أهلها أنها في مأمن من فايروس النازية. لكن الوباء الجديد ينتشر في وقت تنغلق اسرائيل أكثر فأكثر حول يهودية عنصرية وشوفينية معادية لديانات وثقافات وبيئات عريقة عميقة في تاريخ المنطقة. لقد فشلت اسرائيل في الظهور أمام العالم كمجتمع قادر وراغب في القبول بالآخر والتعايش معه ، وهذا هو الطريق نفسه الذي قاد النازية الهتلرية والفاشية الى حتفها."
علي ألأسدي
لزيادة الاطلاع راجع :
1-llan Pape The Forgoton Palesinian : A History of the Palestinians in Israel , Yale University 2011
- , The Gurdian, 6/2/2006 Chris Mc Ggral 2-
- The Independent , 13/7/2012 Erick Silver,Israels 3-
#علي_الأسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟