أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي الأسدي - انهيار اليورو.... أم إفلاس اليونان ...أم كليهما...؟....(1)















المزيد.....

انهيار اليورو.... أم إفلاس اليونان ...أم كليهما...؟....(1)


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3735 - 2012 / 5 / 22 - 03:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لم يعد غامضا ما يواجه اليونان واسبانيا والبرتغال وايطاليا وايرلندا من مصاعب مالية وتوترات اجتماعية متصاعدة لم تبلغ بعد أسوء مظاهرها ، ولا علم لأي أحد كان بما ستأتي به الأيام والشهور القادمة من حلول لتلك المصاعب غير التوقعات المتشائمة. أما موضوع اليورو فيطرح اليوم وسط تكهنات بانهياره عاجلا وليس آجلا ، وهي تكهنات نظر اليها من قبل اليوروويين بحذر بعد ان اعتبروها خمس سنوات مضت مجرد أوهام. اليوم تدور المناقشات داخل القاعات المغلقة وخارجها حول انسحاب دول عضو في الاتحاد الأوربي من منطقة اليورو وهو أمر ما كان يخطر ببال أحد قبل انتشار تبعات الانهيار المالي في الولايات المتحدة عبر العالم كانتشار النار في الهشيم. دول الاتحاد الأوربي اكتوت هي الأخرى فأصابها ما أصاب الآخرين، ولكن بفارق وحيد ، هو جسامة الضرر الذي لحق باقتصاد بعض دول اليورو الأقل نموا. أما اليورو فالاعاقة التي اصابته من جراء ذلك ستبقيه كسيحا لفترة طويلة من الزمن ، ما لم تتخذ أهم دوله ( ألمانيا وفرنسا ) قرارها بالغائه نهائيا ليأخذ بعده كل طرف سبيله ، تاركين المجال واسعا للدولار الأمريكي ليعود من جديد سيد الملعب واللعبة. فليس في صالح الولايات المتحدة وجود عملة قوية تنافسها سياسيا تحت غطاء اليورو أو الاسترليني او الين ، فهي كما هي دائما تخلق الأزمات في أوربا والشرق الأوسط والأقصى لتجديد الثقة بها زعيما للاقتصاد الحر وللرأسمالية. وما يؤكد رأينا هذا هو ما صرح به الخبير الاقتصادي الأمريكي القريب من صناع القرار في الولايات نمرود رفائيلي لمراسل قناة روسيا اليوم في واشنطن ، حيث قال : ان مشكلة اليورو هي من بين المشاكل الرئيسية التي تخص الاتحاد الأوربي موضحا : " ان أزمة اليورو لها علاقة بالنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت أكثر من مرة بانها لن تشارك في اي مساعدة مالية تخص منطقة اليورو".
خبير آخر في الشئون الاقتصادية والمالية هو الرئيس التنفيذي لمركز البحوث الاقتصادية في لندن السيد دوغلاس وليامز يقدر تكلفة انهيار اليورو بمائتي بليون باوند استرليني على الأقل ، وقد يقترب من ستمائة بليون في حالة عدم التخطيط لما قد يصيب الدول الأعضاء من تبعات. وبحسب استنتاجاته أن مصدر الخطر الذي واجه دول اليورو سابقا وفي الظروف الحالية هو التوتر الناشئ بين مستويات الرخاء لدى الأوربيين الذين يشعرون أنهم جديرون به في حين أن المتاح والممكن هو دون ذلك. نهاية اليورو في شكله الحالي أمر أكيد وواقع ، والعملة التي تسمى يورو ربما تنجو ، لكن يجب اعادة تشكيلها. أما النتائج فتعتمد على التوقيت والسبل التي يتوارى اليورو بناء عليها. ويقول الخبير : " أن الانهيار سيكون مكلفا جدا، فبعض دوله ستفقد 10% ناتجها القومي الاجمالي. وبصرف النظر عن التكلفة فان النمو الاقتصادي سيكون أسرع مما لو جرت محاولات للابقاء عليه كعملة ضعيفة بنفس الوقت الذي تستمر فيه سياسات خفض النفقات الحكومية." آراء الخبير دوغلاس تبدو واقعية ومتوقعة ، لأن الوسط الذي ولد فيه اليورو كان متخما بالاختلافات في مستويات تطور وسائل الانتاج وفي التشكيلات الاجتماعية المعبرة عنها ، اضافة الى خلافات جوهرية بين مكونات الاتحاد النقدي حول السبل التي ينبغي أو لا ينبغي اتباعها للاسراع في اعادة عجلة النمو الى الحركة من جديد في دول الاتحاد الأوربي عامة ومنطقة اليورو بوجه خاص. لقد كان للاستاذ في جامعة نيويورك نوريل روبيني رأيا مشابها لما أبداه الخبير دوغلاس ، فهو " يتوقع افلاس اليونان وخروجها من اليورو والعودة الى عملتها الدراهما خلال هذا العام أو العام المقبل ، وان المأساة اليونانية تقترب من نهايتها ، فالأموال التي تقدم لها لن تسعفها ، لأن الاقتصاد اليوناني مثقل بالديون وليست له القدرة على المنافسة. الخروج من اليورو في رأيه هو أفضل السبل بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوربي والبنك المركزي الأوربي. العودة للدراهما سيؤدي الى تراجع حاد في الأسعار بسبب ضعف قيمتها ، ما يعني عودة اليونان الى التنافسية والنمو".
لكن هناك في أروقة السياسة والدبلوماسي حسابات أخرى. ففي اللقاء الذي جرى بين الرئيس الفرنسي الجديد فرانسو هولاند مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، تعهد الأثنان على دعم الخطة التي رسمت لليونان نهاية العام الماضي ، والتي تلزم اليونان بتنفيذ سياسة خفض النفقات الحكومية ، وسداد جزء من أصل دينها العام ، وأن تبقى عضوا في اليورو. وبحسب ما اتفق عليه في اجتماع وزراء المالية لدول الاتحاد الأوربي في وقت سابق من هذا العام فسيتم التساهل معها في حالة تخلفها عن دفع أقساط الديون. المشكلة التي تواجه نظام اليورو لا يمكن اختزالها بالحالة اليونانية ، فهي أكبر وأكثر تعقيدا منها بكثير. ولا يعقل ألا يدرك الفرنسيون والألمان أن البناء الذي أشادوه في السبعينيات يتعرض اليوم للاهتزاز. وليس هذا فحسب ، بل أن بلدانا أخرى تقف حاليا على حافة منطقة اليورو ، لها نفس المشاكل التي تعاني منها اليونان ، ولا ترى مخرجا غير القفز من النافذة قبل انهيار المبنى وتختفي تحت أنقاضه.
اليونان لحد كتابة هذه السطور لم تصرح بشيئ مثل هذا الذي يصرح به المحللون الاقتصاديون ، فهل حقا تنوي البقاء والوفاء بكل التزاماتها المالية تجاه الدائنين والمتبرعين إن وجدوا، وتستمر بتنفيذ سياسة التقشف التي اسقطت لحد اليوم أربع حكومات ، والخامسة في الطريق بعد اجراء الانتخابات العامة قريبا. واذا ما خرجت اليونان من اليورو فمالذي يبقي اسبانيا والبرتغال وأيرلندا وايطاليا وقبرص فيه؟ مهندس نظام اليورو جاك تولوز قال مرة : " ان الاتحاد الأوربي كالدراجة الهوائية اذا لم تندفع متحركة للأمام فانها ستهوي على أحد الجانبين." التحرك للأمام اذا يعبر عن الحياة والفاعلية والتقدم ، فليس من خيار امام اليونان ورفيقاتها الأوربيات غير الحركة ، القفز من النافذة قبل فوات الأوان. لكن المشكلة اليونانية ليست بهذه البساطة.
فالدول الأوربية قلقة ليس بسبب ما يواجه اليونان من مصاعب اقتصادية واجتماعية ، وانما لخشيتهم من انتقال ما يحدث هناك الى بلدانهم. وهذا ماعبر عنه بصراحة تامة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ، ويشاطره الرأي نفسه مارفن كينغ محافظ البنك المركزي البريطاني عشية توجههما الى الولايات المتحدة للمشاركة في مؤتمر قمة دول الثمانية بمبادرة ومشاركة الرئيس أوباما. مختصر ما قاله السيد كاميرون موجها كلامه لقادة دول منطقة اليورو : " انهم ليس فقط لم يفعلوا مافيه الكفاية ، بل عندما يحاولون حل المشاكل فانهم يرتكبون الأخطاء. الخطر المحدق لن يتوقف عند اليونان ، انه سيشمل بلدانا مثل البرتغال واسبانيا وايطاليا وهي بلدانا أكبر بكثير من اليونان ويعني هذا كارثة على أوربا. أما الأخطر من ذلك كله فهو تضرر النمو الاقتصادي في بريطانيا وما ينتج عنه من بطالة واطالة لأمد الركود الاقتصادي فيها ".
لكن لماذا كل هذا العناء لترميم بناء آيل الى الانهيار؟
علي ألأسدي / يب



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصين والغرب .... في القرن الحادي والعشرين ...( الجزء الأخير ...
- الصين والغرب .... في القرن الحادي والعشرين ...( الجزء الثاني ...
- الصين والغرب ... في القرن الحادي والعشرين .....الجزء الأول
- دروس من ثورتي أكتوبر 1917 وكومونة باريس عام 1871
- اليسار الشيوعي ... ورأسمالية الدولة والاشتراكية ....( الجزء ...
- اليسار الشيوعي .... ورأسمالية الدولة والاشتراكية ..(. الخامس ...
- اليسار الشيوعي ..... ورأسمالية الدولة والاشتراكية ..... (4)
- اليسار الشيوعي ... ورأسمالية الدولة والاشتراكية .....(3)
- اليسار الشيوعي .... ورأسمالية الدولة والاشتراكية .....(2)
- اليسار الشيوعي .. ورأسمالية الدولة والاشتراكية .. (1)..
- مهمة الرئيس جلال الطلباني .. و بيضة القبان .. ؛؛
- أين يكمن الفشل في النظام الرأسمالي .. (2) ..؟؟
- أين يكمن الفشل في النظام الرأسمالي ...؟؟
- السيد بايدن ... وأزمة العراق السياسية ..؟
- أضواء على الإبادة الجماعية للأرمن في عام 1915 ...
- الحرب غير المعلنة ... بين اليورو والدولار الأمريكي ....(الأخ ...
- الحرب غير المعلنة ... بين اليورو والدولار الأمريكي.... (2)
- الحرب غير المعلنة ... بين اليورو والدولار الأمريكي ...(1)
- ملاحظات حول مقال : - ليست الأخطاء هي التي أفشلت الاشتراكية
- كم من الحقيقة يشكله التهديد الايراني ... على الولايات المتحد ...


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي الأسدي - انهيار اليورو.... أم إفلاس اليونان ...أم كليهما...؟....(1)