أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي الأسدي - الصين والغرب ... في القرن الحادي والعشرين .....الجزء الأول















المزيد.....

الصين والغرب ... في القرن الحادي والعشرين .....الجزء الأول


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 10:48
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



"The Writing on The Wall : China and the West in The 21st Century"
By: Will Hutton, published by: Little Browns,2007
تعيش الصين الشعبية حاليا تحولات اقتصادية واجتماعية متسارعة قوة الدفع الرئيسة فيها هو انفتاحها على الاستثمارات الأجنبية الوافدة من الدول الرأسمالية ، ومن العجيب أن هذه السياسة قد تبناها الحزب الشيوعي الصيني الذي يقود الصين منذ عام 1949. يقودنا هذا الى توجيه عددا من الأسئلة حول طبيعة الدولة الصينية والاقتصاد والى أي مدى ستستمر الصين على هذا الطريق والى أي مصير ستنتهي اليه. الكاتب بيتر تاف من صحيفة الاشتراكية اليوم البريطانية قرأ الكتاب وأعطانا لمحات عن اهم ما جاء فيه ، أنقلها للعربية لاطلاع القراء الأعزاء على فحوى تلك القراءة عن بلد ثاني اقتصاد في العالم ، لم يحسم أمره بعد ، فلا هو بالدولة الرأسمالية ، ولا هو بدولة اشتراكية.
لكن قبل ذلك أود التحدث عن مغزى توجه رؤوس الأموال الأجنبية من الدول الراسمالية المتقدمة مثل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربي واليابان الى دول مثل الصين والهند وبنغلادشت واندونيسيا وغيرها من الدول الفقيرة في شرقي وجنوبي شرقي اسيا. الدول الرأسمالية تلك لم ترسل رؤوس أموالها الى افريقيا خلال القرن السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر و التاسع عشر لاستثمار قوة العمل هناك سعيا للربح ، بل جاءت بالافارقة السود مشحونين كسمك السردين في علب من شواطئ افريقيا حتى شوطئ القارة الأمريكية الى مواقع العمل هناك. لقد استغلتهم حتى الموت بدون أجور ، بدون حقوق في يوم عمل يصل الى ثمانية عشر ساعة يوميا. لم يراعى في استغلالهم أي ظرف ، لقد عملوا في أسوء الظروف المناخية وتحملوا الجوع والبرد والمرض ، وتعرضوا للعقوبات لأتفه الأسباب بما فيها الضرب وحتى القتل ، حيث اعتبر حينها حقا حصريا للمالك ، أما النساء فقد كن ضحية الاغتصاب والتعنيف. لقد تمكنت الدول الرأسمالية بتلك التجارة القذرة من بناء دولها محققة أعلى مستوى معيشي لمواطنيها بين دول العالم جميعها ، وشيدت حضارة كانت مادتها الأولية الرئيسة دماء العبيد السود نساء ورجالا وأطفالا ممن نزفوا حتى الموت في مزارع ومناجم وموانئ وشركات البناء والنقل ، وفي كافة الصناعات التي شيدت اعتمادا على قوة عمل العبيد بدون أي مقابل ، بدون شفقة أورحمة ، أو اعتراف بفضل ولو ضئيل. لقد استغرقت تجارة العبيد عدة قرون قبل أن تضمحل بنتيجة تصاعد النضال الجماهيري من قبل العبيد أنفسهم ومنظمات حقوق الانسان في العالم. لقد تكللت جهودهم بداية القرن العشرين ، وأجبرت الحكومات المعنية بوقف تلك الممارسات ومنح الحقوق الانسانية لهم اسوة بمواطنينهم البيض والاعتذارعما اقترفوه بحقهم من ظلم وتعسف واحتقار. لكن ذلك لم يعد الحياة للآلاف من السود والبيض الذين قضوا بعيدا عن اهاليهم واوطانهم التي انتزعوا منها انتزاعا. كما لم يوقف الجشع الرأسمالي عند حدود معقولة ، فللجشع صوره غير المتوقعة وغيرالمرأية أو المتصورة، وممارسوه يزدادون جشعا وتعدادا وتنوعا ، وتتغير سبل استغلالهم بما يتناسب والوضع السياسي السائد في العالم.
فالرأسماليون الغربيين وهم الذين خبروا مهنة الربح والخسارة توقفوا عن مزاولة مهنة استيراد العبيد الأفارقة السود واستغلالهم في مزارعهم ومناجمهم وبيوتهم لقرون خلت ، لا تعبيرا عن توبة وتكفيرا عن الذنوب التي اقترفوها بحق أولئك العبيد ، وانما لأنهم غيروا أسلوب استغلالهم ، فهم اليوم يذهبون بأنفسهم الى مواطن العبيد الى محال سكناهم حاملين معهم رؤوس أموالهم ، و باشروا من هناك مهنة الاستغلال من جديد دون تمييز، سواء كان عبيد اليوم من ذوي البشرة الصفراء أوالسمراء أوالسوداء أوالبيضاء فالمهم هو الربح ، وهذه المرة لا يتم الاستغلال باساليب اللصوص ، بل بموافقة دولهم ووفق شروط الراسماليين !!.
والآن عودة الى موضوع الكتاب عن الصين التي يعتبرها الكثير من المحللين الاقتصاديين بكونها معجزة القرن الواحد والعشرين. فهل هي حقا كذلك ، أم هي فقاعة اقتصادية أفرزها القرن العشرين صدفة قبل ان ينفث انفاسه الأخيرة.
ييدأ هوتين كتابه بالقول : " الموضوع الرئيس لهذا الكتاب هو اذا كان القرن القادم هو قرن الصين فان ذلك سيكون فقط لأن الصين تبنت القيم الاقتصادية واالسياسية للغرب وطوعتها لتتناسب والظروف الصينية. التوجه الاقتصادي بموديله الصيني الحالي غير جدي وغير منتظم ، وسيكون لذلك تبعاته على الحزب الشيوعي بكونه الحزب المهيمن على السلطة .وفضلا عن ذلك فان الادعاء بان النمو الاقتصادي في الصين سيستمر الى 40 أو 50 عاما هي ادعاءات مضللة ، ويخشى أن تتحول الصين بدلا من ناقل للدم في الجسم الرأسمالي على مستوى العالم الى العكس تماما". لهذا السبب ينشغل هوتين منذ عامين عل منهج يراقب من خلاله عن قرب ويحلل عملية التطور الاقتصادي والاجتماعي في الصين ، وقد توصل الى نتيجة مفادها بأن السمات الاقتصادية للدولة الصينية متناقضة ، معتمدا بذلك على الكثير من الحقائق والأرقام التي استقاها من مصادر كثيرة. فمثلا هو لا يتفق مع وجهة النظر التي خرجت بها منظمة العمل الدوليةCWI في فترة ماضية وجاء فيها ، " ان الصين تتجه تماما وكليا نحو الاقتصاد الراسمالي", في حين يري هوتين أن الصين لم تبلغ بعد هذا الوضع ، منطلقا من حقيقة أن النخبة الحاكمة في الصين ومنذ عهد دنغ اوسيان بنغ قبل أكثر من ثلاثين عاما والصين تدعي تبنيها أسس الرأسمالية ، لكن الحزب الحاكم والدولة مازالا مرتبطان بالنظام الماوي – الستاليني السابق. وقد بذلوا جهودا كبيرة من أجل تجنب الوقوع بالفوضى التي كانوا شهودا عليها في روسيا عام 1990وما حل في الصناعات الروسية والوضع الاجتماعي وتبعاته الناتجة عنه. لقد حاولوا تجنب الاضطراب الذي لازم التحولات الى الرأسمالية في روسيا ، وقد نجحوا الى حد ما ، لكن الوضع في الصين المتخم بالتناقضات والأزمات ليس أقل سوء من الوضع الذي واجهته الأقلية الحاكمة في روسيا.
الاقتصاد الصيني في رأي هوتين لا يمكن اعتباره اقتصادا اشتراكيا ، بنفس الوقت الذي لا يعتبره رأسماليا ، دون ان ينفي بأن التخطيط الاقتصادي المتبع ابان الحكم الماوي – الستاليني قد حقق منجزات كبرى. وبذلك يكون قد اختلف مع كتاب من أمثال جانغ جنغ وجون هاليداي اللذين تجاهلا في كتابهما Mao : The Unknown Story " " المنجزات التي تمت عبر التخطيط الاقتصادي خلال فترة حكم ماو. لقد أصاب هوتين بقوله " تعتبر الثورة الصينية بالنسبة للصينين كواحدة من الثورات العظيمة في التاريخ " ( ص86) .وفضلا عن ذلك لم يكن الاقتصاد الصيني نسخة مطابقة لتلك التي تطور فيها الاقتصاد السوفييتي. البلاد الصينية تضم نفوسا يبلغ تعدادها 1/5 سكان العالم ، وان أكثريتهم مزارعون وهذا ما طبع بصمته على النظام السياسي في الصين الذي يتميز بكونه لامركزيا أو يتراوح ما بين المركزية واللامركزية في حين كان النظام في الاتحاد السوفييتي السابق شديد المركزية. ويظهر ذلك واضحا في نظام التخطيط الاقتصادي الذي انتهجته الدولتان. ففي الوقت الذي كان يسعر في الصين مركزيا 1200 سعر بضاعة كان يسعر مركزيا في الاتحاد السوفييتي 25 مليون سعربضاعة. اضافة الى ذلك كانت الرقابة الشعبية على السياسات الانتاجية في الصين تمارس من قبل المجالس المحلية ومجالس المناطق اثناء فترة حكم ماو تسي تونغ بينما يجري مراقبة الانتاج من قبل لجان حزبية تعينها بيروقراطيا قيادة الحزب. اما في الصين فكانت الادارات المحلية تدير أكثر المشاريع الحكومية ، وفقط 8% منها تدار مركزيا.أما في عام 1975 فكانت السلطات المحلية والمقاطعات الصينية مسئولة عن 60% من الاستثمارات الحكومية بما فيها انتاج الفحم والخشب والسمنت.
وبحسب هوتين كانت الصناعات المملوكة للدولة في الصين متضمنة في الخطة الاقتصادية القومية بدءا من المواد الداخلة في الانتاج وانتهاء بالناتج النهائي وتسعيره. لكن تقريرا للبنك الدولي ذكر: ان 30000 ألف مشروعا صناعيا متوسط الحجم و150000ألف مشروعا صغيرا لم تكن متضمنة في الخطة الاقتصادية.( ص83) مثل هذه السمات المميزة لنظام التخطيط الاقتصادي في الصين لا تنفي كون اقتصاد الصين في عهدي ماو ودينغ كان اقتصادا مخططا حيث الكثير من المشاريع الاقتصادية المحلية والمناطقية تحت الرقاية المحلية.
علي ألأسدي /يتبع



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس من ثورتي أكتوبر 1917 وكومونة باريس عام 1871
- اليسار الشيوعي ... ورأسمالية الدولة والاشتراكية ....( الجزء ...
- اليسار الشيوعي .... ورأسمالية الدولة والاشتراكية ..(. الخامس ...
- اليسار الشيوعي ..... ورأسمالية الدولة والاشتراكية ..... (4)
- اليسار الشيوعي ... ورأسمالية الدولة والاشتراكية .....(3)
- اليسار الشيوعي .... ورأسمالية الدولة والاشتراكية .....(2)
- اليسار الشيوعي .. ورأسمالية الدولة والاشتراكية .. (1)..
- مهمة الرئيس جلال الطلباني .. و بيضة القبان .. ؛؛
- أين يكمن الفشل في النظام الرأسمالي .. (2) ..؟؟
- أين يكمن الفشل في النظام الرأسمالي ...؟؟
- السيد بايدن ... وأزمة العراق السياسية ..؟
- أضواء على الإبادة الجماعية للأرمن في عام 1915 ...
- الحرب غير المعلنة ... بين اليورو والدولار الأمريكي ....(الأخ ...
- الحرب غير المعلنة ... بين اليورو والدولار الأمريكي.... (2)
- الحرب غير المعلنة ... بين اليورو والدولار الأمريكي ...(1)
- ملاحظات حول مقال : - ليست الأخطاء هي التي أفشلت الاشتراكية
- كم من الحقيقة يشكله التهديد الايراني ... على الولايات المتحد ...
- كم من الحقيقة يشكله التهديد الايراني ... على أمريكا ... (1) ...
- ما الأخطاء التي أفشلت اشتراكية شرقي أوربا ... ؟ ..... (2)
- ما الأخطاء التي افشلت اشتراكية شرقي أوربا ... ؟.....(1)


المزيد.....




- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي الأسدي - الصين والغرب ... في القرن الحادي والعشرين .....الجزء الأول