أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي الأسدي - ما الأخطاء التي افشلت اشتراكية شرقي أوربا ... ؟.....(1)















المزيد.....

ما الأخطاء التي افشلت اشتراكية شرقي أوربا ... ؟.....(1)


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3540 - 2011 / 11 / 8 - 13:43
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



What Went Wrong in the “ Socialist East “
By: Andre Gunder Frank
Faculty of Economic , University of Amsterdam
تعريب : علي ألأسدي

قد تكون الصيغة العربية لترجمة عنوان المقال مختلفة بعض الشيء عن نصه بالانكليزية ، وبرغم شعوري بالفارق، لكني وجدته مناسبا ويعبر تماما عما سعى اليه كاتبه. موضوع المقال وهو الأهم يستجيب لرغبة الباحثين والمهتمين بموضوع الاشتراكية والأسباب التي قادت إلى انهيارها وأنا أحدهم. فهو يلقي الضوء على بعض أراء المحللين الاقتصاديين في تلك الأسباب التي لم تتفق ووجهات نظر كاتب المقال ، بنفس الوقت الذي يعبر فيه عن أسباب يعتقد هو أنها كانت وراء انهيار الاشتراكية. وجهات النظر المختلفة المعبر عنها في المقال أدناه ، هي جزءا من الجدل القائم حول ملابسات تداعي نظام شيد تلبية لضرورة تاريخية كما قيل ، لكن انهياره اثبت غير ذلك. كثيرا من المهتمين بموضوع الاشتراكية يلقون باللائمة على قيادة فلاديمير لينين مؤسس أول دولة اشتراكية في القرن العشرين ، بينما يرى آخرون أن المسئولية تتحملها القيادات الشيوعية التي خلفته ، فيما ترى فئة ثالثة أن الاشتراكية غير قابلة للحياة ، ولذلك ذوت وتلاشت من التاريخ المعاصر. آراء البروفيسور أندريه غوندر فرانك الخاصة تناقش موضوع انهيار الاشتراكية من زوايا أخرى مختلفة ، وهذا ما دعاني لتقديمه للقراء سعيا للفائدة واظهارا للحقيقة.
يبدأ البروفيسور فرانك مقاله ، فيقول:
الاجابة الاعتيادية على هذا السؤال تتباين ، فمعارضي الستالينية يجيبون : " كل شيئ " ، ويقصدون الفترة منذ الحكومة الاشتراكية الأولى بعد ثورة أكتوبر 1917 ، وربما فترة ما قبل ولادة الماركسية عام 1848. وعن حكومة كورباتشوف الاصلاحية عام 1985 ، قال معارضو الستالينية : " لا شيئ قابلا للاصلاح ، لا شيئ في الاشتراكية صالحا للعمل. " أما اجابة أنصار الاشتراكية فكانت : " لا شيئ ". وهناك الأشخاص الذين يقفون في الوسط ، مثل كورباتشوف ، فيعتقدون أن هناك اخفاقات تدعو الحاجة إلى اصلاحها كما سعت " البروسترويكا " ، لكن ليس تغيير النظام كله. بينما نظر بعض النقاد إلى اصلاحات كورباتشوف على أنها متناقضة ومضللة ، ولولا الأخطاء التي ارتكبها كورباتشوف لكان الاتحاد السوفييتي قد تمكن من الاستمرار لبعض الوقت ، وربما إلى مالانهاية. ومن بين أصحاب هذا الرأي الأساتذة ( إلمان ، وكونتروفيج ، وميتشيكوف – مشيرا إلى رقم الصفحات في الكتب التي استقى منها آراء الاساتذة الثلاثة – المترجم). الآراء الواردة أعلاه وما على شاكلتها ، لا تعبر عن الحقيقة ، وفي أفضل الأحوال نصفها ، وهي أسوء كثيرا مما لو لم يعبر عنها بالشكل الذي ظهرت به ، وذلك للأسباب التالية :

1- كانت الاراء استجابة لمواقف أيديولوجية ذات الصلة بالاشتراكية.
2- ركزت الآراء بصورة رئيسية على القضايا التنظيمية والسياسية داخل الاتحاد السوفييتي ودول شرقي أوربا.
3- لقد تجاهلت تلك الآراء تماما دور الاقتصاد العالمي فيما حدث .
أنا أرى أن الاجابة على السؤال : ما الأخطاء التي أفشلت اشتراكية شرقي أوربا..؟ يجب أن تعزى إلى الواقع المادي لعالمنا الاقتصادي ، وليس إلى التفسيرات الأيديولوجية ( الخطاب الأيديولوجي عن الاشتراكية ، أو حتى عن السياسة في الاتحاد السوفييتي ودول شرقي أوربا). قيام الاتحاد السوفييتي ودول شرقي أوربا في تلك الفترة التي ظهروا فيها ، يكونوا قد دخلوا في سباق تنموي تنافسي تحت راية الاشتراكية في مواجهة معوقات تاريخية هائلة ، ربما لم يكونوا على دراية كافية بما ستشكله من تهديد لوجودها. الدول الاشتراكية انطلقت من واقع اقتصادي حقيقي باذلة جهودها لبناء الاشتراكية ، وبدا أنها قد نجحت في ذلك قبل أن تكتشف أنها قد أخفقت. وعلى أية حال ليست الأيديولوجيا ولا التخطيط السياسي ، بل الاختلافات التاريخية والاقتصادية بينها وبين أوربا الغربية هي المسئولة عن تراجع الاشتراكية فيها. أوربا كانت منقسمة جغرافيا واجتماعيا واقتصاديا بنيويا إلى دول أكثر تطورا وأخرى أقل تطورا منذ القرن الخامس عشر ، وربما منذ القرن التاسع. فهناك خطا فاصلا بين الشطرين ، يفصل شرقي أوربا عن غربها يعود إلى عهد شارلمان ، وقد جرى تثبيته في الذكرى 1130 لوفاته بموافقة قادة العالم بعد الحرب العالمية الثانية ، ستالين و روزفيلت وتشيرشل أطلق عليه الستار الحديدي بامتداد ومحاذاة نهر الألب. وهذه الاختلافات بين الشطرين ما تزال مستمرة في الاقتصاد ، كما في الثقافة والسياسة ، ويتوقع لها أن تستمر لفترة طويلة قادمة ، وان بعض دول شرقي أوربا المتحمسة للاندماج بأوربا الغربية الأكثر تطورا ستجد نفسها وهي من العالم الثاني ، أنها في العالم الثالث أو الجنوب. لذلك ومن الناحية التاريخية لم تكن لشعوب شرقي أوربا إلا القليل من التاريخ ليعتبروا أنفسهم أوربيون غربيون الآن.فقط جزء من شرقي ألمانيا الديمقراطية،ومنطقة بوهيميا ومورافيا في جيكوسلوفاكيا ، وجزء من هنغاريا وسلوفينيا ، وربما جزء من كرواتيا في وسط أوربا ، يضاف اليهم جمهوريات البلطيق الثلاثة التي لها شيئا شبيها بأوربا الغربية.
لقد سعت خطة مارشال بعد الحرب العالمية الثانية لمساعدة أوربا الغربية ، على الضد من أوربا الشرقية ، رغم ذلك حققت دول شرق أوربا النجاح. فقد تمكنت من تحقيق زيادة كبيرة في انتاج الطاقة الكهربائية والفحم والحديد والنفط. وفي عام 1957 نجح الاتحاد السوفييتي في ارسال أول قمر صناعي للدوران حول الأرض متقدما على الولايات المتحدة. كذلك تفوقت الدول الاشتراكية على الولايات المتحدة وأوربا الغربية في عدد المهندسين المتخرجين من الجامعات مما سبب الخوف في الولايات المتحدة من هذا التفوق. قليلا من الناس قد أخذ مأخذ الجد قول خروتشوف في حينه بعد التقدم الذي أحرز في مجال الفضاء عندما هدد الغرب قائلا : " اننا سندفنكم " ، وكان يعني قدرة الاتحاد السوفييتي على التفوق على الولايات المتحدة في المجالات الاقتصادية. وفي تلك الفترة أيضا احتلت ألمانيا الديمقراطية المرتبة التاسعة كقوة صناعية كبرى في العالم ، كما نجحت الدول الاشتراكية الشرقية في تجاوز الغرب في مجال رأس المال البشري في الصحة والتعليم ، وتمكنت من تضييق الفجوة الفاصلة بينها وبين الدول الغربية ، وأحيانا تجاوزت دول أوربا الغربية وجنوبها. لكن ذلك النمو الاقتصادي للحاق بالاقتصاد الأوربي الغربي قد تم بفضل ارتفاع دينها العام للدول الغربية ، وقد انعكس سلبا على أدائها الاقتصادي فيما بعد ، عندما حلت حالة الركود الاقتصادي في الغرب في بداية الثمانينيات التي كانت سببا في شحة القروض المالية الممنوحة لها من الدول الغربية.
ومنذ عام 1980 بدأت الدول الاشتراكية في التراجع اقتصاديا وخاصة بعد أن خسرت السباق في مجال التكنولوجيا. وبعد سبعين عاما على وجود الاتحاد السوفييتي وأربعين عاما على قيام الاشتراكية في شرقي أوربا لم تكن حصيلة تطورها الاقتصادي قد غيرت الكثير من واقعها الاقتصادي ، سواء بالنسبة الى بعضها البعض ، أو نسبة إلى دول غرب أوربا. فبعد كل فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية فان الفجوة بين الشرق والغرب لم تتغير إلا قليلا ، وهناك أسئلة فيما اذا كانت فترة الأربعين عاما قد غيرت من التركيبة الطبقية داخل المجموعة ، واذا كان هناك أي تغيير في مواقع الطبقات أو تركيبتها فهي أقل مما كان في غرب وجنوب أوربا (اسبانيا وايطاليا واليونان). منطقة وسط أوربا من البلدان الاشتراكية مثل بوهيميا ومورافيا وهنغاريا وسلوفينيا ، وربما دول البلطيق تتقدم في مجال التصنيع ، وهي الآن تشكل تحديا لدول جنوبي أوربا ، وهذه الأخيرة تشعر بخطر هذا التهديد.
الاتحاد السوفييتي من هذا الجانب وجد نفسه أكثر عزلة عن محيطه الدولي، مقارنة بدول شرقي أوربا التي تمكنت في حدود معينة أن تقيم جسورا مع غرب أوربا ، فيما أخفق هو في تطوير علاقاته مع الاقتصاد العالمي. هناك بين الاقتصاديين من يرفض دور الاقتصاد العالمي كسبب لانهيارالاتحاد السوفييتي. فالاقتصادي فريد هاليداي يقدم اجابة واحدة على سؤالنا ، ما الأخطاء التي أفشلت اشتراكية شرقي أوربا ؟
فهو يقول : " ليس الاشتراكية ولا حتى الرأسمالية كانت السبب الوحيد للانهيار" ، وهو بذلك على حق ، حيث لا يوجد سببا واحدا وراء ذلك الانهيار، لكنه يرى بنفس الوقت أن العوامل الداخلية قد لعبت دورا رئيسيا مقارنة بالعوامل الخارجية. ومن العوامل الداخلية التي يذكرها هاليداي هي المنافسة في المجال التقني وتورط السوفييت في أفغانستان ، لكنه فشل في دعم ادعائه. فهو من ناحية ، يرى أن اخفاق الاتحاد السوفييتي في التنافس التكنولوجي مع الغرب كان قمة العوامل الداخلية ، وهو الذي قاد إلى التغييرات التي حدثت بعد عام 1985. ومن الناحية الثانية يعلن أن السبب الآخر هو التنافس داخل السلطة السوفييتية ذاتها التي كانت قائمة ، لكن هذا لا يفسر كيف ولماذا ومتى انهار النظام السوفييتي. ويخرج هاليداي بخلاصة مفادها ، بأنه ليس للسوق أي دور مباشر في التدخل اجتماعيا او اقتصاديا في انهيار الاشتراكية.
علي ألأسدي / يتبع في الجزء الثاني



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حققت ثورات الربيع العربي أهدافها ....؟؟
- تقييم المغامرة الامبريالية الأمريكية ... في العراق ...؛؛
- هل العالم أفضل حالا ... بعد انهيار الاشتراكية ....؟؟ ....( ا ...
- حول الدولة المدنية وحقوق الأقليات في البلدان النامية
- هل العالم أفضل حالا.. بعد انهيار الاشتراكية...؟.....(1) ....
- حول - انهيار الاتحاد السوفييتي - ... ..(.الأخير).
- حول انهيار الاتحاد السوفييتي ...(1)
- خيانة الاشتراكية ... وراء انهيار الاتحاد السوفييتي..1917 - 1 ...
- هل تتحول ليبيا إلى ... عراق فاشل آخر...؟؟
- نظام القذافي ... من الداخل ... بعيون عراقية ...(الأخير) ..
- نظام القذافي ... نظرة من الداخل ... بعيون عراقية ... (2 )... ...
- نظام القذافي .. نظرة من الداخل .. بعيون عراقية....( 1) ..؛؛
- هل نحن أمام موجة جديدة من حروب الأفيون في العالم العربي. ..؟ ...
- ليحفظ الله أمريكا .... فهل يفعل ... ؟؟
- الاشتراكية واليسار .... ونظرية نهاية الرأسمالية ... (العاشر ...
- الاشتراكية واليسار .... ونظرية نهاية الرأسمالية .... ( التاس ...
- الاشتراكية واليسار ... ونظرية نهاية الرأسمالية ..... (8) ... ...
- الاشتراكية واليسار ... ونظرية نهاية الرأسمالية ... .(7 )...؛ ...
- الاشتراكية واليسار … ونظرية نهاية الرأسمالية … (6)..؛؛
- الاشتراكية واليسار ... ونظرية نهاية الرأسمالية .... ( 5) ..؛ ...


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي الأسدي - ما الأخطاء التي افشلت اشتراكية شرقي أوربا ... ؟.....(1)