أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي الأسدي - حول انهيار الاتحاد السوفييتي ...(1)















المزيد.....

حول انهيار الاتحاد السوفييتي ...(1)


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3503 - 2011 / 10 / 1 - 00:25
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


حول انهيار الاتحاد السوفييتي ...(1)
( بمناسبة الذكرى الرابعة والتسعون لثورة أكتوبر العظمى)

مطالعة - لكتاب " خيانة الاشتراكية.. وراء انهيار الاتحاد السوفييتي 1917 - 1991"
تأليف - روجر كيرين وتوماس كيني.
بقلم - بيتر سايمون – صحيفة الغارديان البريطانية.*
تعريب - علي ألأسدي

بداية ألفت عناية القراء الأعزاء بأن هذه المطالعة هي جزء من الجدل الدائر حول موضوع انهيار الاتحاد السوفييتي الذي يجري في ظل تشويش وتشويه مفتعل ، وددت أن أضعها في متناول قراء العربية ممن لم يتسنى لهم الاطلاع على ما نشر بالانكايزية عن الموضوع ، ليكونوا على بينة بأن ذلك الحدث لم يكن حتميا كما تحاول دوائرالاعلام المعادية للاشتراكية الترويج له. .
منذ صدور الطبعة الأولى عام 2004 لكتاب توماس كيري وروجر كيران حول انهيارالاتحاد السوفييتي ما تزال أطروحة الكاتبين موضوعا للتحليل والنقد من قبل المثقفين المهتمين بالشأن الاشتراكي في العديد من بلدان العالم. وبعد نشري للحوار الذي أجرته صحيفة أفانتي الناطقة بأسم الحزب الشيوعي البرتغالي مع مؤلفي الكتاب أثيرت بعض الأسئلة عن بعض الموضوعات المهمة التي بقيت دون توضيح. وكان الاستاذ فؤاد النمري قد أشار في مقاله المنشور على صفحات الحوار المتمدن يوم 20 /9 الماضي تعليقا على ما جاء في ذلك الحوار ، بين فيه بأن المؤلفين قد فشلا في تشخيص الأسباب الحقيقية لانهيارالاتحاد السوفييتي التي أهمها عامل الصراع الطبقي الذي جسدته التحريفية في فكر بعض قيادات الحزب الشيوعي أمثال نيكيتا خروتشوف خلال فترة وجوده على رأس قيادة الحزب الشيوعي السوفييتي 1955- 1964.**

تأثيرالأفكار التحريفية على سياسات الحزب الشيوعي السوفييتي لم تبدأ مع خروتشوف ولم تنتهي عنده ، لأن الصراع الطبقي كان قائما ومحتدما وعبر عن نفسه بشكل واضح في عهد لينين. فالأفكارالبرجوازية الصغيرة كان لها حضورا واضحا في داخل قيادات الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي ، ومن بعده في قيادات الحزب الشيوعي الروسي ، ثم لاحقا في الحزب الشيوعي السوفييتي ، يمينية انتهازية ، أم يسارية انعزالية ، بدء ببوخارين واوشفينسكي ومارتوف وكارلين وماليكوف وتروتسكي أيام لينين*** ، ومرورا بخروتشوف في الخمسينيات ، و بكورباجوف في الثمانينيات من القرن الماضي. ومع أن " الصراع الطبقي " وهو بدون أدنى شك سببا أساسيا ، لكن هناك أسبابا أخرى تستحق الدراسة والتمعن ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار، كانت قد طرحت في المطالعات التي نشرت تعقيبا على الكتاب في الصحافة العالمية ، لتكوين صورة أشمل عن الأسباب السياسية والاقتصادية والفكرية ، الموضوعية منها والذاتية التي استغلتها قوى الثورة المضادة التي توحدت ضد التجربة الاشتراكية منذ بدايتها ، داخلية كانت أو أجنبية ممثلة بالامبريالية والرجعية العالمية.

لكن البحث في أسباب انهيار النظام السوفييتي الذي ما يزال مستمرا يواجه أسئلة أخرى مهمة ، أهمها ، هل كان الانهيار حتميا ، أم كان بالامكان تحاشيه ، وفيما اذا كان قد أطيح به من قبل قوى داخلية بالتآمر مع القوى المعادية الأجنبية ، أم كان نتيجة فشله كنظام قابل للحياة و التطور ؟
سأحاول جهدي في الصفحات التالية أن أرصد اجابات على هذه الأسئلة من خلال اطلاع القراء الأعزاء على ما عبرت عنه المطالعات العديدة التي تناولت الكتاب بالتحليل ، وأعطت رأيها في الجهد الكبيرالذي بذله الكاتبان عبر رحلتيهما الشاقة معا ، استغرقت منهما أربعة سنوات عبر خمسمائة صفحة ليستكملا انجازا لهما كل الحق أن يفتخرا به. وملاحظة أخيرة ، التزاما بالأمانة العلمية فقد حرصت على نقل المادة التي احتوتها المطالعات بالدقة التي تفترضها الأمانة ، بصرف النظر عن اتفاقها مع وجهة نظري الخاصة أم لا ، ولتأكيد ذلك سيجد القراء أن أي اضافة أو توضيح من قبلي قد وضعته اما بين قويسات إلى جانب كلمة المعرب ، أو كملاحظات في نهاية المقال ، لذا اقتضى التنويه.

الاجابة عن كل التساؤلات التي تخص انهيار الاتحاد السوفييتي تعتبر مهمة شائكة حقا ، فمن دون الالمام بتاريخ ثورة اكتوبر، وبالاصطفافات الطبقية للمجتمع الروسي ، خلال الفترة موضوع البحث يصعب تكوين صورة أقرب إلى الواقع حول كيف ولماذا حدث ما حدث. الصراع الطبقي داخل المجتمع والحزب الشيوعي السوفييتي ليس فقط لم يتطور خلال تلك الفترة لصالح طبقة البروليتاريا وديكتاتوريتها ، بل كان قاعدة الانطلاق لتقويض قيادتها لعمليات البناء الاشتراكي واستكمال مهام ثورة أكتوبر 1917.
بيتر سايمون محرر الشئون الاقتصادية في صحيفة " ذي غارديان " البريطانية المعتدلة نشر تقييمه لكتاب " خيانة الاشتراكية .. وراء انهيار الاتحاد السوفيتي " جاء فيه :
يعتبر الكتاب استمرارا لما سيكون موضوعا للمناقشة لسنين طويلة قادمة ، وبحسب ما ذكره المؤلفان فان كتابهما ملزم بمناقشة " الطريقة الخارقة " التي أودت بأول دولة اشتراكية في العالم. لقد أورد الكاتبان في كتابهما قولا لفيدل كاسترو جاء فيه " الاشتراكية لم تمت لاسباب طبيعية : لقد كانت انتحارا ". لكن بيتر سايمون يتساءل : هل كانت انتحارا أم جريمة قتل؟

ويمضي سايمون في مطالعته قائلا : يكشف الكتاب عن أكبر كارثة تحل في القرن العشرين ، منذ ستالين وخروشوف و برجنيف ، مرورا بشيرننكو وكورباجوف. لا يمكن القاء لوم متساو بأي شكل ، ولا أحد يفترض بأن أولئك الذين دفعوا بكورباجوف كانوا قد عمدوا إلى تدمير الاشتراكية ، مع انهم ارتكبوا اخطاء فيما جرى. السكرتير الوحيد للحزب الشيوعي الذي كان له برنامجا حاز على تقييم جيد منذ ما بعد ستالين هو يوري أندروبوف ، لكن لسوء الحظ لم يعش إلا خمسة عشر شهرا بعد انتخابه سكرتيرا عاما. لم يكن له الوقت لوضع الاتحاد السوفييتي على السكة التي تصحح العديد من الأخطاء التي ارتكبها من سبقه من قادة الحزب ، وكان المؤمل أن يعيد الحكومة والحزب إلى تحسين مهمات بناء الاشتراكية. بعد انتخاب كورباجوف سكرتيرا عاما عام 1985 أعلن عن تأييده للسياسات التي أعلن عنها أندروبوف ، لكنه بعد سنتين بدأ بارتكاب ذات السياسات الخاطئة التي قام بها خروتشوف ، وهي التي كان بوخارين قد أعلن عنها في الفترة 1920 - 1922 بداية تأسيس الاتحاد السوفييتي.
كان خروتشوف يميل إلى الاشتراكية الديمقراطية التي زرعت بذور المشاكل التي ظهرت فيما بعد ، فقد تبناها كورباجوف فيما بعد ، ودفعت به لاعلان أرائه المتطرفة وسياساته التي قادت في نهاية الأمر إلى انتصار الثورة المضادة ، وشرذمة الاتحاد السوفييتي ، واقامة رأسمالية مجرمة وعدائية وقذرة وارهابية في كامل الأراضي السوفييتية. البيروسترويكا التي جاء بها هيأت لديمقراطية برجوازية ، و شجعت الملكية التعاونية التي تخفي في واقعها شكلا من الملكية الرأسمالية التي حاول ترسيخها في البلاد والتي قادت إلى توترات وطنية داخل الاتحاد السوفييتي.
في السياسة الخارجية اتبع سياسة المساومة مع الامبريالية الأمريكية ، وأنهاء المساعدات التي كان الاتحاد السوفييتي يقدمها لبقية الدول الاشتراكية منذ سنين طويلة. لقد سحب قواته من أفغانستان ليتقرب من الولايات المتحدة ، وكلنا يعرف الآن أية كارثة حلت بذلك البلد بعد أفعال الخيانة التي ارتكبها. لقد عقد تفاهما مع رئيس الولايات المتحدة ريغان حول موضوع السلاح الذري والجيش السوفييتي الذي ضعف في حين لم تقدم الولايات المتحدة شيئا بالمثل. خلال حرب الخليج الأولى قال كورباجوف لوزير الخارجية الأمريكي حينها جيمس بيكر : " أود التوضيح بأننا نرغب أن نكون معكم في أي شيء ."
ويسترسل الكاتب في صحيفة الغارديان البريطانية في استعراضه للكتاب فيقول:
ما أن انتخب كورباتشوف سكرتيرا عاما للحزب جلب معه لقيادة الحزب شخصيات من أمثال شيفرناندزة ، يلتسن ، الاقتصادي أكانيان ، والمنظر ياكوفليف وآخرين ممن لعبوا دورا خيانيا. وبينما كانت هناك اشارات إلى الأيديولوجيا كان هناك القليل من التفسير لكيفية تطبيق سياسات كورباجوف المخالفة للماركسية اللينينية ، وهذا هو الضعف في التحليل. فالسياسات التي تبنتها قيادة كورباجوف عبرت عن انحراف صارخ عن المادية الديالكتيكية والتاريخية لفلسفة ماركس.
لقد عرض الكاتبان أراء بعض الكتاب في كورباجوف ، ففيهم من اعتبره قائدا قديرا ويعمل في صالح الاتحاد السوفييتي ، بينما وصفه آخرون بالضحالة والفشل وسوء الادارة، ولعب دورا مضادا للاتحاد السوفييتي. وهذا يعيدنا إلى السؤال : هل كان انهيار الاتحاد السوفييتي انتحارا ، أم جريمة قتل؟
ويورد المحرر في صحيفة الغارديان السيد بيتر سايمون عدة أسئلة قال أنها تستدعي الاجابة ، وملاحظات عن الكتاب تتطلب المتابعة والتحقق ، ويعددها كالآتي :
1- مالذي يمكن استنتاجه من قول أحد أقرب مناصري كورباجوف بأنه لم يعد مقتنعا بالحزب الشيوعي ، وعندما اقترح عليه أن يستقيل من منصب السكرتير العام ، رد عليه بالقول : انهم يحاولون تشجيعي للاستقالة من الحزب ، ولكن تذكر ، أن الكلب الأجرب لا يمكنه نزع جلده ، واذا ما فعلت ذلك ، فان كل الأشياء الفظيعة ستكون ضدي؟
2- احتفظ كورباجوف بعلاقات وطيدة مع شخصيات قيادية معادية للثورة في جيكوسلوفاكيا عندما كان مايزال طالبا جامعيا.
3- بعد تسلم كورباجوف موقعه سكرتيرا عاما للحزب الشيوعي السوفييتي عين ياكوفليف في موقع الاشراف على الاعلام السوفييتي. وياكوفليف هذا كان قد أمضى عددا من السنين في الغرب ، تجاوز بقاءه في الخارج أطول فترة زمنية قضاها أي عضو في المكتب السياسي في الخارج. وفي عام 1983 زار كورباجوف كندا مقر اقامة ياكوفليف حينها ، قبل أن ينتخب لمنصب السكرتير العام للحزب ، وأمضى معه أسبوعا ، فهل وضعت حينها خطة لما آل اليه الوضع في الاتحاد السوفييتي بعد ذلك؟
4- مع أن الكاتبين لم يشيرا في كتابهما إلى رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتجر عندما زارها كورباجوف قبل تبوئه منصب السكرتير العام ، يكون من الضروري دراسة مغزى تلك الزيارة وتصريحها المعروف حينها ، حيث قالت عنه : "انه الرجل الذي نستطيع العمل معه ". ويتساءل بيتر سايمون ، هل كانت تاتجر تعلم عن أشياء لا علم لنا نحن بها ، حتى في تلك الفترة من الزمن؟
5- كذلك تثير زيارات كورباجوف للدول الاشتراكية في شرق أوربا الشكوك ، وفيما اذا كان قد جرى الاتفاق مسبقا مع قوى الثورة المضادة في تلك البلدان؟
6- لقد كان أيضا في الصين الشعبية ابان الاحداث في ساحة تاينامين. فهل كانت زيارته اشارة لقوى الثورة المضادة التي بدون شك تلقت دعما من منظمات الاستخبارات الامبريالية الغربية؟
7- كان شيفرناندزة آخر وزير خارجة للاتحاد السوفييتي في حكومة كورباجوف ، قد قال مرة : أن أحد أهم انجازاته هو تفكيك ألمانيا الشرقية ودمجها مع ألمانيا الغربية ، وهو ما يستدعي الدراسة ، فهي غير منفصلة عما كان يجري في الاتحاد السوفييتي.

ويقول بيترسايمون : لقد أثار الكتاب لدي سؤالا أخيرا ، ذكرني بأن هدف الامبريالية البعيد المدى كان دائما دحر الاتحاد السوفييتي وخنق الاشتراكية. لم يكن تحقيق هذا الهدف ممكنا عسكريا ، لأن للاتحاد السوفييتي جيشا قويا ، ولا اقتصاديا ، لأن النظام الاشتراكي قد استقر عميقا في حياة المجتمع السوفييتي ، ولأنه كان غنيا بمصادر الثروة. كما أن ذلك لم يكن ممكنا عبر الدعاية والاعلام الموجه ، برغم ملايين الدولارات التي كانت تنفق على اذاعة أوربا الحرة ، ووسائل الدعاية الأخرى التي كانت تهدف للتشويش وتحريض الشعب السوفييتي وافساده فكريا. كل تلك الخيارات لم تكن قابلة للتحقيق. ولكن اذا وجد من يستطيع الولوج إلى القيادة في الحزب الشيوعي السوفييتي ، ويبدأ من هناك بتقويض الاشتراكية من ذلك الموقع من خلال ادعائه بأنه يهدف إلى بناء " اشتراكية أفضل " بذلك تكون المهمة قد انجزت.
و اذا كان كورباجوف ( وفق هذا السيناريو ) قد أصبح بالفعل جسرا لعبور أعداء الاشتراكية ، حتى وان تم ذلك في عمر مبكر فقد كان نقطة البداية ، فسياساته وتصرفاته الشخصية قد صبت في هذا الاتجاه. آخذين بنظر الاعتبار تجارب وقدرات الاستخبارات الغربية في الاطاحة بحكومات كثيرة في العالم ، لا يمكن استبعاد أن يكون الغرب قد قدم الاستشارات والتعليمات لكورباجوف وغيره بصورة دائمة ، خلال سنوات وجوده كسكرتير عام للحزب. اجراءاته وأنشطة معاونيه أدت إلى تحقيق العديد من الأهداف ، بعد أن تحاشوا الوقوع في الأخطاء التي مكنت النظام السابق من كبح النشاطات المعارضة. لم يكن كورباجوف قليل المعرفة أو مشوشا أو ضعيف الشخصية كما يتهيأ للبعض أحيانا ، بل كان على علم بما كان عليه أن يعمل ، وقد أظهر أنه ميكافيلي من الطراز الأول ، وحقق أهدافه بنجاح تام.

ويختتم بيتر سايمون تقييمه للكتاب بتعليق خص به موقف الشعب السوفييتي من قيادة ميخائيل كورباجوف فيقول : شعوب الاتحاد السوفييتي السابق اكتشفوا حقيقته بعد فترة قصيرة من الحماس بداية تسلمه مهامه ، فتحول حماسهم إلى رفض وادانة لقيادته. وعندما رشح في عام 2000 لرئاسة الدولة في أول انتخابات عامة حاز على أقل من 1 % من الأصوات ، وهذا ما قاد إلى سقوطه ونهاية حياته السياسية.
------------------------- يتبع في الجزء الثاني
**- نيكيتا خروتشوف – ولد عام 1894 ، انظم للبلاشفة عام 1918، خدم في الجيش الأحمر الروسي خلال الحرب الوطنية ضد أعداء الثورة في داخل البلاد. عام 1929 انتقل إلى موسكو بناء على طلب ستالين وانظم إلى الأكاديمية الصناعية التي افتتحت حينها. عام 1932 أصبح السكرتير الأول لمنظمة الحزب الشيوعي في العاصمة موسكو، وفي عام 1938 أصبح عضوا في المكتب السياسي للحزب الشيوعي أعلى سلطة سياسية في البلاد ، ما يعني أنه ساهم في كل القرارات التي كانت تتخذ من قبل المكتب السياسي. أثناء الحرب العالمية الثانية عمل مستشارا سياسيا للجيش السوفييتي. بعد وفاة ستالين في مارس/ آذار 1953 وبعد تنحية مالينكوف وبولغانين عن قيادة الحزب تسلم خروتشوف منصب السكرتير العام في عام 1955. وفي عام 1956 تحدث في المؤتمر العشرين للحزب عما عرف بأخطاء ستالين ، ولم يشر في خطابه في ذلك المؤتمر عن دوره هو في تلك الأخطاء ، أو عن مسئوليته في القرارات التي صدرت أثناء وجوده في قيادة المكتب السياسي إلى جانب ستالين ، بينما وجه اللوم كله لستالين وحده دون أي عضو آخر في الحزب والدولة. لقد سبب هجومه على ستالين شرخا عميقا في الحركة الشيوعية العالمية ، انعكست سلبا على الوحدة الفكرية والتنظيمية للأحزاب الشيوعية في كثير من بلدان العالم ، وما زالت آثارها حتى اليوم. ارتبط عهده بتحليق أول سفينة فضاء في التاريخ تحمل انسانا وتدور حول الأرض التي قادها حينها الطيار الشاب غاغارين عام 1957 والذي توفي في حادث طائرة بعد ثلاث سنوات من رحلته التاريخية في الفضاء. وفي عهده عام 1960 أسقطت قوات الدفاع الجوية السوفييتية طائرة التجسس الأمريكية U2 فوق الأراضي السوفييتية. كما تم بناء حائط برلين عام 1961. وفي عام 1962 تفجرت أزمة الصواريخ السوفييتية في كوبا الموجهة ضد قواعد في الولايات المتحدة التي أوشكت أن تشعل حربا نووية بين البلدين. لكنه عقد في 1963 اتفاقا تاريخيا مهما لصالح السلام مع الولايات المتحدة يمنع اجراء التجارب النووية ، ويمهد لتحقيق التعايش السلمي بين النظامين الاشتراكي والرأسمالي. يشار لسياسة خروتشوف الاصلاحية بثنائية " دولة الشعب كله وحزب الشعب كله ". وثلاثية السلام " التعايش السلمي ، التنافس السلمي ، والانتقال السلمي " ، وهي بنظر الكثيرين شكلت الأسس الأيديولوجية لانهاء الاتحاد السوفييتي.
***- بوخارين – خلال الستة أشهر الأولى بعد انتصار ثورة أكتوبر كان بوخارين الى يسار لينين ، وفي الوقت الذي حاول لينين الاستفادة من خبرة ادارات المشاريع الصناعية والخدمية المؤممة للاستمرار في تسييرها ، لأن قوى الثورة لم يكن لها عددا كافيا مؤهلا لادارة تلك المشاريع الرأسمالية ، عارضها بوخارين بحجة انه " لايمكن وجود رأسمالية دولة في الاشتراكية " وطالب بدلا عن ذلك بوضع الموظفين الاداريين والفنيين في مواجهة الجدار واطلاق النار عليهم لتصفيتهم باعتبارهم بورجوازيين معادين للثورة. وقد رد لينين على بوخارين قائلا : " ان الرفيق بخارين يناقض نفسه عندما يقول ذلك ، وهو كلام فارغ من أي معنى. أنه يعلم ، أن أعدادا كبيرة من المشاريع الاقتصادية والصناعية والمصارف هي تحت سيطرة الحكومة السوفييتية ، وهي مملوكة للدولة ، وهذا التغيير في الملكية يبين التحول من الرأسمالية الى الاشتراكية ، لكن بخارين ينكر ذلك ". في السنين اللاحقة أصبح في أقصى اليمين يروج للنشاط الاقتصادي الخاص.
علي ألأسدي
Peter Symon , Book Review ,The Gurdian, 23/6/2004 -*
BBC , History , Historic Figures -**
*** لينين – الطبعة الانكليزية " تقرير عن المهمات الملحة للحكومة السوفييتية " الأعمال الكاملة ، الجزء 27 ، ص279 – 313 ، دار التقدم ، موسكو ، 1979.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيانة الاشتراكية ... وراء انهيار الاتحاد السوفييتي..1917 - 1 ...
- هل تتحول ليبيا إلى ... عراق فاشل آخر...؟؟
- نظام القذافي ... من الداخل ... بعيون عراقية ...(الأخير) ..
- نظام القذافي ... نظرة من الداخل ... بعيون عراقية ... (2 )... ...
- نظام القذافي .. نظرة من الداخل .. بعيون عراقية....( 1) ..؛؛
- هل نحن أمام موجة جديدة من حروب الأفيون في العالم العربي. ..؟ ...
- ليحفظ الله أمريكا .... فهل يفعل ... ؟؟
- الاشتراكية واليسار .... ونظرية نهاية الرأسمالية ... (العاشر ...
- الاشتراكية واليسار .... ونظرية نهاية الرأسمالية .... ( التاس ...
- الاشتراكية واليسار ... ونظرية نهاية الرأسمالية ..... (8) ... ...
- الاشتراكية واليسار ... ونظرية نهاية الرأسمالية ... .(7 )...؛ ...
- الاشتراكية واليسار … ونظرية نهاية الرأسمالية … (6)..؛؛
- الاشتراكية واليسار ... ونظرية نهاية الرأسمالية .... ( 5) ..؛ ...
- الاشتراكية واليسار .... ونظرية نهاية الرأسمالية .... (4)...؛ ...
- الاشتراكية واليسار... ونظرية نهاية الرأسمالية.... (3) ..؛؛
- الاشتراكية واليسار... ونظرية نهاية الرأسمالية....(2) ...؛؛
- الاشتراكية واليسار... ونظرية نهاية الرأسمالية.... ( 1) ..؛؛
- الوقود الحيوي ... محنة جديدة تواجه فقراء العالم... ( الأخير) ...
- الوقود الحيوي ... محنة جديدة تواجه فقراء العالم ... ( الجزء ...
- اليسار .. في الحركة الشيوعية العالمية ... ( الأخير - وملاحظا ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي الأسدي - حول انهيار الاتحاد السوفييتي ...(1)