أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي الأسدي - نظام القذافي ... من الداخل ... بعيون عراقية ...(الأخير) ..















المزيد.....

نظام القذافي ... من الداخل ... بعيون عراقية ...(الأخير) ..


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3479 - 2011 / 9 / 7 - 23:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


نظام القذافي ... من الداخل ... بعيون عراقية ...(الأخير) ..

علي ألأسدي

" الذي يتألم أكثر يتعلم أكثر "
(حكمة يونانية)

نهاية عهد القذافي وتواري نظامه الجماهيري يترك شعورا بعدم اليقين بالمستقبل السياسي لليبيا. فالمجلس الوطني الانتقالي ليس حزبا سياسيا ، ولا جبهة أحزاب سياسية ، وليس للمجلس رؤية متكاملة عن الطريق الذي ينبغي على ليبيا الاتجاه نحوه. أكثر أعضائه موظفون سابقون في نظام القذافي ، اضافة إلى رجال أعمال يبحثون في الأغلب عن مواقع سياسية مهمة في النظام القادم. رئيس المجلس الانتقالي كان قاضيا ووزيرا للعدل في حكومة القذافي قبل أن ينشق عنه ويشكل المجلس الانتقالي في بنغازي . وكما تبين سيرة حياته المنشورة على الموقع الألكتروني للمجلس أنه متخرج من المعهد الليبي للشريعة الاسلامية والقانون عام 1975 في طرابلس. والمعروف عن السيد عبد الجليل أنه كان يسعى خلال وجوده في منصبه لترسيخ استقلالية القضاء ويبعد وزارة العدل عن التسييس والتأثر بالسلطة. وبحسب تقرير الصحيفة الأمريكية وول ستريت جورنال ، أن السيد عبد الجليل كان خلال ممارسته وظيفته ينفذ قناعاته مع أنه يعرف أنها تتعارض مع سياسة السلطة. وفي برقية دبلوماسية أمريكية تم كشفها من قبل موقع ويكيليكس في كانون الثاني 2010 ، أن السفير الأمريكي جين غريتز في ليبيا قد قيم السيد عبد الجليل كشخص يمكن الثقة به ومواقفه مشجعة جدا ، وتنص البرقية على أن منظمة مراقبة حقوق الانسان تعتقد أنه بسبب آرائه المحافظة قد أجرى تغييرات في النظام القضائي تتطابق ومعتقداته الدينية وليس بغرض تحديث النظام. وكان السيد عبد الجليل قد اعلن استقالته من منصبه اثناء القاء كلمته في اجتماع كان منقولا على الهواء وبحضور القذافي نفسه. وكان حينها قد احتج على تنفيذ أحكام الاعدام بحق 300 سجينا دون اعلام عائلاتهم بذلك ، ودون اجراءات أصولية قانونية. وهو لهذا السبب نال ثقة المواطنين به ، وخاصة عندما أعلن عن انشقاقه عن النظام بعد أن قامت الشرطة باطلاق النار على التظاهرات السلمية التي انطلقت في بنغازي.

الشخصية الثانية في المجلس الانتقالي ذات التاريخ العسكري الطويل هو السيد الأمين عبد الوهاب الحريري عضو المجلس العسكري للقوات المسلحة المعارضة لنظام القذافي ، وهو من الضباط الذين شاركوا في انقلاب 1969 مع القذافي ، ويعود نسبه لقبيلة الفرجان من غرب ليبيا ، وله سمعة حميدة بين الليبيين ، وقد كان سجينا فترة لاتهامه بمحاولة الانقلاب على القذافي ، ويحظى بتأييد الدائرة المحيطة به في سرت المحصنة ، وقد اشادت صحيفة الوول ستريت جورنال بتعيينه في المجلس العسكري من اجل كسب قبائل الفرجان. وفي مقابلة له مع الصحافة في 2 /مارس الماضي قال الحريري : انه يشعر بالأسف لأن الضباط في ذلك الوقت لم تكن لهم رؤية واضحة عن ليبيا جديدة ، ولا يريد أن يرتكب نفس الخطأ. لقد حان الوقت لأن يأخذ الشعب زمام الأمور ، فهو من سينتخب رئيسه لمدة محدودة ، ويمكن ان ينحيه متى وجد انه لم يخدمه كما يجب. وبطبيعة الحال سنحتاج إلى مجلس نيابي وتعددية حزبية. في عام 1975 بينما كان سكرتيرا عاما لمجلس قيادة الثورة بدأ بالعمل لاطاحة القذافي بالتعاون مع بعض من أصدقائه الضباط ، لكن المحاولة اكتشفت وتم اعتقال 300 ضابطا ، أربعة منهم ماتوا تحت التعذيب ، بينما حكم بالاعدام على 21 ضابطا بينهم الحريري نفسه. وقد انتظر 15 عاما في السجن بانتظار تنفيذ الحكم ، أربعة أعوام منها كانت سجنا انفراديا في كهف معتم. وفي عام 1990 اطلق سراحه بصورة مفاجئة ، ووضع تحت الاقامة الجبرية في داره في طبرق حتى الانتفاضة الأخيرة في شباط / فبراير الماضي. المتظاهرون استقبلوه كبطل وطني عندما ظهر لأول مرة. يقول الحريري : أن الشباب الذين ثاروا على النظام يجب أن يمنحوا الفرصة لخدمة بلادهم. أنا أقول لهم الآن " أن الحرية لا تقدر بثمن ، وأن لا شيئ أثمن من دماء الليبيين ".
أما نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي فهو الناشط الحقوقي الشاب في مجال حركة حقوق الانسان السيد عبد الحافظ الخوجة الذي عمل بمعية مجموعة من المحامين الذين مثلوا عائلات ضحايا مجزرة سجن أبوسليم عام 1996 ، وله الفضل في كسب التأييد الدولي لقضية بني سليم. ويضم المجلس ايضا الأمين بالحاج من طرابلس وهو من قادة الأخوان المسلمين المحظورة ، وقد أمضى شطرا طويلا من حياته لاجئا سياسيا في بريطانيا. ويقود شقيقه عبد الحكيم بالحاج حاليا العمليات العسكرية التي سيطرت على العاصمة أخيرا. وكما نشرت الصحافة أخيرا عنه ، فقد كان سجينا لفترة طويلة في سجون القذافي ، وتم اعتقاله في ماليزيا من قبل الاستخبارت الأمريكية والبريطانية ، أعيد بعدها إلى ليبيا ، حيث أمضى فترة سجنه الأخيرة قبل أن يطلق سراحه بعد عفو عام بمبادرة من سيف الاسلام القذافي.

أحد أعضاء المجلس الوطني الانتقالي وهو أكبرهم سنا 77 عاما ، كان أحد سجناء الرأي ، وهو السيد أحمد الزبير احمد السنوسي الذي أمضى في السجن اطول فترة يقضيها سجين سياسي في العالم العربي ، والأفريقي ، وربما في العالم. فقد قضى 31 عاما في سجن انفرادي بانتظار تنفيذ حكم الاعدام به ، حيث كان من ضمن الكثيرين ممن حكم عليهم بهذه العقوبة. زنزانته التي قضى فترة سجنه فيها مصممة على شكل كهف يصعب على المقيم فيها الوقوف بكامل قامته ، إمعانا في تعذيب السجناء وإذلالهم. لقد تجاوزت فترة سجن السنوسي الفترة التي أمضاها المناضل نلسون مانديلا في سجون النظام العنصري في اتحاد جنوب أفريقيا. العقيد القذافي استحدث في الثمانينيات جائزة حقوق الانسان العالمية ليمنحها للمكافحين في سبيل حرية بلادهم ، وقد منحها لأول مرة للمناضل من أجل حرية شعبه نلسون مانديلا الذي كان حينها ما يزال سجينا ، ليعطي الانطباع للرأي العام العالمي بأنه يناصر المكافحين في سبيل الحرية ، لكن لا المناضل مانديلا ولا حركة الدفاع عن حقوق الانسان كانت على علم بحقيقة حرية الانسان في ليبيا. وكيف كان لهم أن يعرفوا ما كان يجري في الخفاء بعيدا عن عيون الصحافة ، وحتى دون علم أبناء شعبه وذوي السجناء.
كان للقذافي عالما سفليا تمضي الحياة فوقه وكأن شيئا لم يكن ، وكان في ذلك العالم السفلي كهوفا ابتكرها القذافي للمنادين الحقيقيين بحقوق الانسان من أبناء وطنه، لسجناء الرأي من المناضلين الأبرار من أجل الديمقراطية وحق المعتقد والعيش بسلام دون خوف ، شبابا وكهولا، متدينون وغير متدينين. ولو علم المناضل الكبير نلسون مانديلا بمناورة " القائد العالمي ومفبرك النظرية العالمية الثالثة " لردها اليه طالبا منه أن يكافئ مناضلي الحرية من أبناء شعبه من المنسيين في أقبية سجونه السرية ، وأن لا يستغل تضحيات الأخرين لتبييض صفحته الملطخة بدماء ودموع أبناء شعبه.
قال المناضل السيد أحمد السنوسي لمراسل البي بي سي ، " في كل مرة ، وخلال الواحد والثلاثين عاما ، كنت كلما تفتح باب زنزانتي أتوقع أن أحدا جاء ليأخذني إلى ساحة الاعدام. . الآن ونحن نبدأ صفحة جديدة من التاريخ نريد بناء بلدنا من جديد تحت حكم القانون ، نحن موحدون ، طرابلس عاصمة بلادنا وبنغازي مدينتنا ، ستكون اعادة البناء مهمة صعبة بعد أثنين وأربعين عاما من الخراب تحت حكم القذافي. ستاخذ وقتا طويلا ، لكن تصميم الليبيين سيتجاوز المصاعب ، وهم على علم بأن عليهم الانتظار". الزبير هو الوحيد على قيد الحياة من عائلة السنوسي ملك ليبيا السابق.
المجلس الانتقالي الحالي بعد توسيع عضويته اصبح يضم ممثلي أكثرالمدن الليبية ، طرابلس وبنغازي ومصراته والزاوية ونالوت وجادو وترهونة ومرزوق والجفرة وسرت وسبها وسورمان والشاطي والزنتان والكوفرة وزوارة والمرج ودرنة والبيضاء وطبرق وبن وليد وغدامس والبطمان، وهناك عددا من الأعضاء لم تعلن هوياتهم لأسباب أمنية. وقد أعلن المجلس أخيرا عن دستور مؤقت يعتمد الشريعة الاسلامية كقاعدة أساسية للتشريع ، وأن نظام الحكم القادم سيكون ديمقراطيا يعتمد التعددية الحزبية. ورغم الحماس الذي يبديه رئيس وأعضاء المجلس الانتقالي حول المستقبل فان التحديات القادمة ثقيلة وكثيرة ، وتحتاج إلى شعور الجميع بالمسئولية الوطنية والجماعية ، والاصرار على التوحد والتغاضي عن الخلافات الجانبية ، وبالالتزام ببرنامج للعمل يشارك فيه كل الأطراف بصرف النظر عن انتماءاتهم الفكرية والقبلية. فالقوى المندحرة ستلعب على المشاعر القبلية ، لبث الانشقاقات داخل فريق العمل الذي يمثله المجلس بتركيبته الجديدة. فقد عبرت بعض وسائل الاعلام الأجنبية أخيرا ، عن وجود خلافات عميقة بين اعضاء المجلس الانتقالي ، وهو ما لا يتمناه المخلصون المتضامنون مع انتفاضة الشعب الليبي.
فممثل قناة البي بي سي البريطانية الذي حضر أحد اجتماعات المجلس وصف الاجتماع بالفوضى ، وينقل عن البروفيسور فواز جرجيس ، استاذ سياسات الشرق الأوسط في مدرسة لندن للاقتصاد قوله : " المعارضة لم توحد بيتها وتحكم ادارته ، فهي لم تحل خلافاتها العقائدية العشائرية والسياسية ، ولم تظهر جدارتها كسلطة جاهزة لحكم البلاد. فمصراته وهي ثالث مدينة ليبية لم تعترف بالمجلس الانتقالي ممثلا شرعيا لليبيا. وان الخلافات العشائرية بين غرب ليبيا وشرقها مهولة ، وهناك أيضا خلافات عشائرية بين من هم من شرق ليبيا وبين هم من غربها ، اضافة الى خلافات عقائدية بين الاسلاميين والقوميين. ان المجلس الانتقالي قد أعاد النظر في تركيبته ليكون ممثلا حقيقيا عن ليبيا جميعها ، وفي النية توسيعه ليضم ممثلين للمناطق التي لم تمثل بعد ، حيث يتوقع أن يصل عدد أعضاءه 80 ممثلا. نتمنى أن يكون المجلس قد أخذ بنظرالاعتبار ثاني أكبر مكون ليبي بعد العرب ليكون له ممثلا فيه. لقد حاول النظام السابق على تجاهلهم تماما واجبارهم على التخلي عن تاريخم وثقافتهم ولغتهم وعاداتهم التي تعود إلى آلاف السنين.
الكبت السياسي لمنظمات المجتمع المدني ومنع أي نشاط سياسي معارض في ظل نظام القذافي انتج وعيا سياسيا وفكريا خاويا وهشا. فالاشارات القادمة من قوى المعارضة التي تقود العمليات المسلحة في عدد من المدن غير سارة ، وتثير عدة تساؤلات عن الأفكار السياسية التي تهيمن على النشاط المعارض. فقد كتب الصحفي والكاتب في الغارديان البريطانية ريتشارد سي مور في 30 /8 / الماضي من طرابلس مقالا بعنوان " عند النصر فشل مأساوي " يقول فيه :
" أن الوقت غير مناسب لتكون مواطنا أسودا في ليبيا." وينقل عن تقرير أرسله أليكس تومبسون المراسل الصحفي للقناة الرابعة البريطانية يوم الأحد 28 / 8 / الجاري ، وكذلك عن مقال الكاتب كيم سين غيث من صحيفة الاندبندنت البريطانية ، قائلا: " أن 30 جثة لقتلى من الأفارقة كانت ملقاة على الأرض متعفنة ومتسخة ". وكما نقل عن بعض المسلحين في صفوف المعارضة الليبية أن الضحايا هم من المتطوعين الأفارقة المقاتلين في صفوف القذافي. لقد تم قتلهم على مقربة من مستشفى محلي في طرابلس. وردا على سؤال المراسلين الصحفيين قال أحد المسلحين : " أن الليبيين لا يحبون ذوي البشرة السوداء ". ممثلة منظمة العفو الدولية هي الأخرى نفت أن يكون أولئك الضحايا من المتطوعين الأفارقة الأجانب ، حيث كانت قد تحققت عن صحة تلك الاشاعات وثبت أنهم ليبيون وليس متطوعين أفارقة. دونا تيلا ريفيرا كانت ضمن فريق دولي لتقصي الحقائق ، ولم تجد أي دليل يؤكد أن القتلى من المرتزقة ، كذلك أكد السيد بيتر بوكاريت من منظمة حقوق الانسان الدولية ، انه لم يجد أي متطوعا من بين المعتقلين السود الذين تم احتجازهم في مناطق عديدة والذين عرضوا على الصحافة الأجنبية على أنهم متطوعون إلى جانب القذافي. المواطنون الليبيون يشيرون إلى المواطنين السود بأنهم أفارقة في حين أن ليبيا هي دولة أفريقية.
الباحثة في منظمة العفو الدولية ديانا ألثاوي تقول : " ن الثوار الليبيين قد حشروا في موجة الكراهية للسود ". كما أشارت صحيفة النيو يورك تايمز من جانبها إلى تصاعد المشاعر العنصرية وأحيانا العنصرية المتطرفة في ليبيا في خلال فترة الاحتجاجات. وبينت أن هناك أدلة مقلقة على تفشي هذه الظاهرة بين المسلحين ، وهو ما أكدته الشعارات التي شوهدت مكتوبة على عدد من جدران البيوت في أحياء مصراته خلال العمليات العسكرية. وقد جاء فيها : ( لنقضي على العبيد ذوي البشرة السوداء) . وتنهي الصحيفة قولها " لقد كان من نتيجة هذه المشاعر اعتقال الكثير من ذوي البشرة السوداء وقتل الكثير منهم." منظمة العفو الدولية تنتقد المعارضة لاشاعات بثتها على نطاق واسع وتداولتها الصحافة الأجنبية والمحلية بأن القذافي من أصول يهودية ، وهي مشاعر معادية للسامية. ويتساءل مور الكاتب في الغارديان : كيف تطورت الأمور إلى هذا؟

ويضيف هو نفسه " مظاهرات واحتجاجات تطالب بالديمقراطية وتعارض البطش والقمع تتحول إلى هذا الاتجاه العنصري ؟ لكن مثل هذه الكراهية التي يمارسها المنشقون تدل على ضحالة سياسية وفكرية ، و هو الانطباع الوحيد عن تلك الاتجاهات العنصرية، بينما الذي حصل في انتفاضة المصريين كان عكس ذلك تماما. الحركة التي انطلقت في مصر استفادت من حركة اتحاد النقابات والمنظمات المدنية لقطف ثمار نضالها السابق ضد ديكتاتورية نظام مبارك. لكن ليبيا ليست على هذه الشاكلة ، حيث لم تملك متنفسا أو حيزا للمجتمع المدني ومنظماته ، وكنتيجة لذلك لم تكن لها حركة سياسية من اليسار الديمقراطي. وبناء عليه فان قوة المعارضة الليبية تكمن في أولئك الذين لهم مواقع اقتصادية مثل رجال الأعمال والموظفون السابقون والمعارضة في المنفى ممن لهم المصادر المالية. فهؤلاء من شكل المجلس الانتقالي المؤقت في بدايته ، حيث يهيمن عليه المحافظون من القلة الثرية. نحن سمعنا عن الجماهير والتأييد ، لكن الجماهير يمكن أن تكون رجعية. وهذا ما عبر عنه مراسل الغارديان في طرابس لوك هاردنغ عندما نقل في تقرير له من طرابلس واصفا المقاتلين بعدم النضوج وضحالة في التفكير ، قائلا : أن بعض المقاتلين الذي شاهدهم متجمعين قرب العزيزية مقر القذافي الذي قصفته مرات عديدة طائرات الناتو وهم يهتفون " سننتصر بفضل الله والناتو ، وهتفوا رافعين أيديهم إلى أعلى ويصرخون الله أكبر ، سننتصر ، لأننا نؤمن بالله والناتو".
وفي تطور آخر تناولت الصحافة الغربية ما تسرب من باريس من أنباء مثيرة ، حيث تكشفت أسرار الحماس الفرنسي للاطاحة بنظام القذافي ، فقد نشرت المورنغ ستار والديلي تلغراف والاندبندنت البريطانية ، أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي كان قد وعد فرنسا حقوقا في الثروة النفطية تصل إلى 35 % من مجمل الثروة النفطية الليبية المكتشفة. جاء ذلك في رسالة كشف عنها أخيرا ، أرسلها المجلس الانتقالي إلى امارة قطر بتاريخ 3/4 /2011 . وقد كانت الرسالة قد أرسلت إلى امارة قطر التي يحتمل أن تكون لها حصتها أيضا ، ثمنا لدورها في تسليح المعارضة الليبية ، ولنشاطها الدبلوماسي لاصدار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي أجاز عمليات التدخل العسكري الغربي في ليبيا. وكان ذلك لفرض منطقة الحضر الجوي في السماء الليبية ضد العمليات العسكرية لقوات القذافي بحجة حماية المدنيين الليبيين. فأمراء قطر والامارات العربية المتحدة قد دخلوا النشاط الاستثماري النفطي في منطقة الشرق الأوسط بمشاركة شركات نفطية عالمية صغيرة نسبيا. وقد باشرت منذ عام 2006 في استثمار حقولا نفطية في المنطقة الكردية في شمال العراق مع شركة نرويجية ، وبمساهمة السفير الأمريكي الأسبق في العراق زلمان خليل زاد ، والجنرال العسكري الأمريكي المتقاعد غاردنر تاجر النفط وحاكم العراق بعد الاطاحة بنظامه ، قبل أن يتسلم شئون العراق منه بول بريمر نهاية عام 2003. فقطر لم تتدخل لسواد عيون الليبيين ، فهي الآن جبهة أمامية لتسويق المشروع الأمريكي " الشرق الأوسط الجديد " ومركزا لادارة شبكات التجسس الغربية في المنطقة العربية.
كما نشر أخيرا أن شركة النفط والغاز الايطالية - ايمي - ستعود لمباشرة نشاطها في ليبيا بضخ الغاز الليبي إلى أوربا عبر خطا الأنابيب المار اليها تحت مياه البحر الأبيض المتوسط ، وأنها وشركات أخرى ستحصل على عقود جديدة للاستثمار في النفط والغاز وفي مشاريع اعادة البناء التي ستبدأ بعد تصفية جيوب المقاومة لأنصار القذافي. وقد تم توقيع عقودا بهذا الشأن في 29 /8 الماضي. كما تم في الفترة الأخيرة اختتام مؤتمرا لأصدقاء ليبيا استضافته فرنسا وبريطانيا لدراسة خطوات ما بعد القذافي ، حضرته حوالي ستون دولة كانت قد اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي المؤقت كممثل وحيد لليبيا ، ولم يكشف النقاب عما دار خلف الأبواب المغلقة.
برغم كل شيئ ، لنأخذ بهذه الحكمة الصينية المتفائلة - " في بذور اليوم كل أزهار المستقبل ".
علي ألأسدي / 7 / 9 / 2011



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام القذافي ... نظرة من الداخل ... بعيون عراقية ... (2 )... ...
- نظام القذافي .. نظرة من الداخل .. بعيون عراقية....( 1) ..؛؛
- هل نحن أمام موجة جديدة من حروب الأفيون في العالم العربي. ..؟ ...
- ليحفظ الله أمريكا .... فهل يفعل ... ؟؟
- الاشتراكية واليسار .... ونظرية نهاية الرأسمالية ... (العاشر ...
- الاشتراكية واليسار .... ونظرية نهاية الرأسمالية .... ( التاس ...
- الاشتراكية واليسار ... ونظرية نهاية الرأسمالية ..... (8) ... ...
- الاشتراكية واليسار ... ونظرية نهاية الرأسمالية ... .(7 )...؛ ...
- الاشتراكية واليسار … ونظرية نهاية الرأسمالية … (6)..؛؛
- الاشتراكية واليسار ... ونظرية نهاية الرأسمالية .... ( 5) ..؛ ...
- الاشتراكية واليسار .... ونظرية نهاية الرأسمالية .... (4)...؛ ...
- الاشتراكية واليسار... ونظرية نهاية الرأسمالية.... (3) ..؛؛
- الاشتراكية واليسار... ونظرية نهاية الرأسمالية....(2) ...؛؛
- الاشتراكية واليسار... ونظرية نهاية الرأسمالية.... ( 1) ..؛؛
- الوقود الحيوي ... محنة جديدة تواجه فقراء العالم... ( الأخير) ...
- الوقود الحيوي ... محنة جديدة تواجه فقراء العالم ... ( الجزء ...
- اليسار .. في الحركة الشيوعية العالمية ... ( الأخير - وملاحظا ...
- اليسار في الحركة الشيوعية العالمية .... ( الجزء السابع) ...
- اليسار في الحركة الشيوعية العالمية ….( الجزء السادس)...
- اليسار في الحركة الشيوعية العالمية .... ( الجزء الخامس )...


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي الأسدي - نظام القذافي ... من الداخل ... بعيون عراقية ...(الأخير) ..