أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي الأسدي - حول - انهيار الاتحاد السوفييتي - ... ..(.الأخير).















المزيد.....

حول - انهيار الاتحاد السوفييتي - ... ..(.الأخير).


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3504 - 2011 / 10 / 2 - 23:24
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


حول " انهيار الاتحاد السوفييتي " ... ..(.الأخير).
بمناسبة الذكرى الرابعة والتسعون لثورة أكتوبر العظمى

مطالعة- لكتاب " خيانة الاشتراكية .. وراء انهيار الاتحاد السوفييتي 1917 – 1991 "
تأليف - روجرز كيري و توماس كيني
تقييم - تيم بوك - دار الكتاب التقدمي الكندية
تعريب – علي ألأسدي
يذكر تيم بوك في مطالعته لكتاب روجرز كيري وتوماس كيني أن اندحار كورباجوف من قبل الشعب الروسي لم يقضي على التيار التحريفي المتخفي تحت جبة الاصلاح في الحركة الشيوعية العالمية ، فما يزال له مؤيدون يعلنون أنه لو سمح لاصلاحاته أن تأخذ طريقها في الاتحاد السوفييتي لحولته إلى الأفضل. لقد مثل الثلاثي التحريفي في الحزب الشيوعي السوفييتي ، بوخارين- خروتشوف- كورباجوف ، لكن بوخارين دحر من قبل ستالين ، وخروتشوف دحر من قبل بريجنيف ، أما الكورباجوفيه فلم تدحر ابدا من قبل أنصار الاشتراكية ، بل من قبل الرأسماليين الذين عبرعنهم يلتسن- بوتين. انتصار التحريفيين المأساوي كان واضحا لكل ذي عينيين ، وأولئك الذين نظروا إلى كورباجوف وقبله إلى بوخارين وخروتشوف على أنهم ماركسيون - لينينيون قد فضحوا من قبل الكاتبين كيرين وكيني. التيار الماركسي – اللينيني في رأي الكاتبين لا يمكن أن نراه في تيار بوخارين- خروتشوف – كورباجوف ، ولكن في تيار لينين – ستاين – أندروبوف ( ص14-15). موت أندروبوف المفاجئ قد فوت فرصة اعادة الديمقراطية إلى الطبقة العاملة ، وربما كان بنتيجة ذلك أن يكون الاتحاد السوفييتي باقيا ، وان التحريفيين قد أقصوا من الحزب ، وأعيد للحزب خطه الماركسي – الللينيني ، ويكون الاتحاد السوفييتي بحق دولة العمال ، لكن ما يمكننا قوله ، هو ، لو؟

لكن عودة تاريخية كهذه تتطلب ليس قيادة حكيمة فقط ، ففترة أندروبوف القصيرة حتى لو حاول خلالها اعادة الوجه المشرق للحزب فسيخفق ، لأن الوقت قد تأخر كثيرا. لأن الحزب قد وصل إلى نقطة اللاعودة ، فقد كان حينها قد أغرق بالتحريفيين المتخفيين والمفضوحين المكشوفين الذين انضموا وتقدموا إلى مواقع مهمة في فترة خروتشوف المعادية للستالينية ولدولة العمال. عندها أي محاولة لاصلاح الحزب الشيوعي والدولة كانت ستواجه الفشل والمعارضة من قبل أولئك المكتبيين الذين أغرقت بها قيادات الحزب والدولة الذين يعلنون التأييد كلاما ، لكنهم في التطبيق العملي ينفذون أهدافهم التحريفية الرأسمالية. يقول الكاتبان : نحن لا نستطيع أن نعرف حقيقة ما كان سيحصل لو أن أندروبوف بقي على قيد الحياة ، وفيما اذا كان سيستطيع أن يواجه التيارات اليمينية ، وكل ما نستطيع معرفته هو الذي حصل في الواقع ، هو أن كورباجوف قد اختير بعناية لينفذ الخط التحريفي.
خلافا لبوخارين ، كانت سياسة لينين ( النيب 1920 ) استثنائية ، باعتبارها تراجعا ضروريا ، بينما وجدها بوخارين سياسة عملية على المدى الأبعد ، وهو ما رفضه ستالين ، والبدء في المقابل بتنفيذ خطة خمسية لبناء الصناعة (ص15). بهذا الخصوص ، قال ستالين " نحن خمسون إلى مائة عام متأخرون عن الدول المتقدمة ، يجب علينا اختصار تلك الفترة بعشرة أعوام ، فاما أن نقوم بذلك أو سيقومون بالقضاء علينا."
ويقول الكاتبان : نعرف الآن ماذا كانت النتيجة حينها. أن من انتهى بالفعل هو هتلر والنازية من قبل الاتحاد السوفييتي المصنع ، وبعزيمة وتضحيات مواطنيه. فهل كان الاتحاد السوفييتي سيستطيع ذلك لو أخذ بآراء بوخارين التي دعت إلى تشجيع اقتصاد السوق ونبذ الاعتماد على التخطيط الاقتصادي؟
يذكر السيد تيم بوك صاحب هذه المطالعة ، انه بقناعة الكثير من النقاد أن الكاتبين قد ذهبا بعيدا في ابراز دور ستالين في تاريخ الاتحاد السوفييتي ، وهذا ما سبب غضبا عليهما. فقد حاول الكاتبان اعطاء صورة مغايرة لتلك الشائعة في الغرب التي يروجها التروتسكيون والخروشوفيون، والكتب والمنشورات المعادية لستالين وآخرها كتاب ميدفيدف (الرئيس الحالي لروسيا الرأسمالية – ملاحظة المعرب ) الذي نشره أخيرا عن الاشتراكية الديمقراطية.
يؤكد الكاتبان في كتابهما ، أن فترة ستالين يجب أن تدرس في ظروفها ، وليست في معزل عنها ، وعندها يمكن الخروج باستنتاج متوازن. لقد كان الاتحاد السوفييتي مهددا عالميا ، ومن الداخل أيضا ، ليكن التاريخ هو الحكم ، فكل الحملات المعادية لستالين تصدر اما من اليمين أو من اليسار التي تصفه بالقاتل والمجرم ، نعم ستالين كان قاتلا ، لقد قتل هتلر وقاد بلاده إلى النصر ولذلك يجب علينا شكره.
ويبين تيم بوك بأن ستالين كان محقا تماما باقصاء تروتسكي وبوخارين ، وجهوده في بناء القدرات العسكرية للاتحاد السوفييتي التي بفضلها هزم النازية ، لكن الجانب الشخصي لستالين كان عنيفا ومتشددا ، ولم يمارس دوره في استخدام موقعه بشكل صحيح أحيانا كما يقول لينين عنه ( الاشارة إلى قول لينين من جانب تيم بوك نفسه). ظروف العزلة الدولية التي فرضها الأعداء الخارجيون وأصحاب الأراضي في مجتمع الفلاحين ، لم تكن ظروفا مناسبة لمزاولة سياساته وخطواته بما يتناسب مع الفكر اللينيني – الماركسي. بقاء ونجاة الاتحاد السوفييتي على المدى الطويل يعود الفضل فيه لقيادة ستالين ، لكن بذور نهاية الاتحاد السوفييتي على المدى الطويل قد بذرت في الفترة نفسها ، وهذا ما صمت عنه الكاتبان. الكاتبان مع ذلك اقتنعا بأن وقود الثورة المضادة التي انفجرت فيما بعد ودمرت الاتحاد السوفييتي كانت قد تجمعت وتراكمت نتيجة عدم تصحيح الأخطاء التي استغلها التحريفيون في الحزب الشيوعي السوفييتي. لكن الكاتبان لم يكونا واضحين بخصوص أي من الأخطاء كان لها الدور الحاسم في ذلك ، وفي أي فترة زمنية من حياة الحزب ظهرت. يجب أن تجري محاولات لكشف ذلك ، أما من الكاتبين أو من غيرهما. الحقيقة أن الطبقة العاملة السوفييتية لم تكن قادرة على وقف اعادة الرأسمالية ، وهو في رأي الكاتبين لغز محير ، فالطبقة العاملة هي التي قامت في عام 1917 بثورة أكتوبر( ص220). لقد كانت هناك امكانية في فترة كورباجوف ، لكنها لم تعبر عن فاعليتها ، فمتى وكيف فقدت الطبقة العاملة القدرة على ذلك؟
لم يخض الكاتبان في ذلك ، ولم يتحمسا له ، وانهيار الاتحاد السوفييتي لن يكون مفهوما بدقة من دون الخوض في ذلك وبحث أسبابه. الكاتبان كانا صائبين في اعتبارهما " أن دور الشخص أهم في الاشتراكية منه في الرأسمالية " ، فما كان يجري في الاشتراكية أن قيادة الطائرة انتهت إلى كارثة. لقد كانت ادارة المصانع وأعضاء قيادة المكتب السياسي للحزب تنظر للعمال من خلال مكاتبهم الزجاجية ، ومن علو ، وهذا ما أدى إلى الكارثة (ص4)
هناك بين لينين وكورباجوف طبقة عاملة نزيهة وكفوءة أزيحت جانبا ، ليحل محلها فاسدون وغير مؤهلين ومتعالين ، وباحثين عن الصعود على أكتاف الآخرين من العمال. الجانب السلبي للمجتمع السوفييتي هو الانكفاء من أعلى إلى أسفل، واشاعة السياسة الآمرية. أن ما حصل دون رغبة وموافقة العمال السوفييت هو السماح بما يسمى " باشتراكية السوق ". فقد حدث ذلك بأمر أولئك في القمة ، ومع أن هذا قد أصبح حقيقة في الحياة السوفييتية العادية ، فان الكاتبين يعتقدان أنهما قد وجها اهتمامهما حول تلك القضايا التي على أعلى المستويات ، ليستطيعا التعرف على الأخطاء التي أطاحت بالاتحاد السوفييتي.
ويستمر تيم بوك في طرح تساؤلاته : كيف تحول الاتحاد السوفييتي إلى دولة كهنة تصدر الأوامر من قبل مجموعة في قمة السلطة ، بامكانها أن تحطم النظام الذي أقيم على أنقاض نظام الاقطاع وعبيد الأرض والرأسمالية؟
وأيضا لماذا كانت تتخذ القرارات المهمة من قبل مجموعة معادية ، ولا تقوم الطبقة العاملة بمعارضتها أو الاحتجاج ضدها؟
ماهي الاجراءات التي عطلت مبادرات الطبقة العاملة والماركسيين اللينيين عن معرفة ما يجري في مؤسسات الدولة السوفييتية؟
ولأولئك الذين ما يزالون ينظرون إلى القمة ( السلطات الحكومية) من أجل الانقاذ ، نسأل :
هل أنقذت الأوامر من أعلى إلى أسفل الاتحاد السوفييتي ، أو هل كان بالا مكان تأجيل الانهيار أو تغيير النتيجة ؟
وهل أن فترة الانتقال إلى الاشتراكية ( المرحلة الابتدائية للشيوعية ) ليست أكثر من الملكية العامة لوسائل الانتاج والاقتصاد المخطط ، أم أيضا هي فترة ترسيخ دور قوى الطبقة العاملة في قيادة الاشتراكية؟
الاتحاد السوفييتي خلال وجوده لم يكن يراعي هذه الضرورة ، وهي تطوير قوة الطبقة العاملة في السلطة السوفييتية. فديكتاتورية الطبقة العاملة تعني بالتحديد ديكتاتورية البروليتاريا ، ووظيفتها السياسية لايمكن أن يشغلها أحدا غيرها ، ولا يمكن أن يمثل مصالحها أيا كان ، بل لابد أن تكون هي من يقوم بذلك ، كل يوم ، كل ساعة ، كل دقيقة ، وكل ثانية ، حتى تتلاشى الطبقات تماما. ديكتاتورية الطبقة العاملة ليست " شيئا ، مادة " هي عملية ديناميكية تتجدد باستمرار ، مشابهة لديناميكية توازن الدراجة الهوائية ذات العجلتين ، ما أن تتوقف حتى تنقلب على أحد الجانبين. لقد أشيع بأن الآمرية كانت سائدة في عهد ستالين ، لكن الادانة بعده قد وجهت للميت ستالين لوحده ولم تشمل الذين ناقشوا وأصدروا الأوامر في المكتب السياسي للحزب ، وأولئك الذين في قمة الدولة.*. أما القرارات التي قيل أنها أصبحت تصدر جماعيا من قبل المكتب السياسي وليس من قبل فرد بعينه ، وان آراء الطبقة العاملة في ميادين العمل قد تغيرت إلى الأحسن ، هو قول غير صحيح ، فواقع الحال بين أن كل شيئ بقي على حاله ، بل قام خروتشوف بالغاء ديكتاتورية الطبقة العاملة ، واستبدلها بدولة كل الشعب ، أما كورباجوف فقد قام بهندسة انهاء مبدأ الاقتصاد المخطط و الغاء الاتحاد السوفييتي.

المؤلفان أدارا بسمعهما عن ديكتاتورية البروليتاريا ، ولم يعيرا أهمية لهذا المبدأ الأساسي في الماركسية ، فهما اما نسيا ألف – باء الماركسية ، أو أسوء من ذلك لم يتفقا مع مبدأ لينين الذي يقول فيه " الماركسي هو من يعترف بأن الصراع الطبقي هو امتدادا لاعترافه بديكتاتورية البروليتاريا. " ( الأعمال الكاملة ، الجزء 25 ، ص412)
الموضوع الآخر الذي تحدث عنه المؤلفان ، وهو " لم يكن هناك نقص في الديمقراطية في الاتحاد السوفييتي " ، وهذه حقيقة ، فديمقراطية القوى العاملة أكثر بألف مرة من الديمقراطية البرجوازية. الديمقراطية ليست في النظرية ، بل في الواقع ، وهي دائما مفهوما طبقيا ، فالديمقراطية البرجوازية وديمقراطية العمال تختلف نوعيا. فهي ليست خطوطا أو سائلا يمكن وضعه في أي وعاء من أي شكل وبأي حجم ، ويمكن قياسها بوحدات قياس كواحد ليتر أو اثنان.
الكاتبان صائبان في نقدهما للشيوعيين الأوربيين والاشتراكيين الديمقراطيين الذين يدعون بأن الديمقراطية في الاتحاد السوفييتي لم تكن كافية. مشكلة الديمقراطية في الاتحاد السوفييتي تجسدت في عدم استطاعة العمال ممارسة ديكتاتورية البروليتاريا. الديمقراطية في الاتحاد السوفييتي كانت مقننة ومجزئة ، وكان هناك تناقض بين حرية التعبير ومحتوى الديمقراطية.
1- صوت القوى العاملة في ورش العمل قد تم تجاوزه من قبل ادارات العمل.
2- السوفييتات كانت اسميا موجودة ، ويمكن أن تعمل نظريا ، لكنها في واقع الحال كانت شكلية ورمزية.
3- القوى الحقيقية كانت بيد الحزب الشيوعي ، وعمليا بيد المكتب السياسي ، وفي عهد خروتشوف أصبح الحزب حزب الشعب كله ، وفي عهد كورباجوف تحول الحزب من حزب لبناء الاشتراكية إلى حزب الرأسماليين أعداء الاشتراكية. وأصبح أعضاء المكتب السياسي في عهده من أصحاب الملايين أعداء للشيوعية.

الطبقة العاملة فقدت كل وسائل التعبير، فديمقراطية العمال يجب أن لا تترك للاتحادات العمالية، بل لابد أن تكون خيارا ماركسيا- لينينيا ، وهكذا كانت الثورة الاشتراكية ودولتها كما رآها لينين.
الكاتبان حددا بصورة صحيحة بأن كورباجوف والمعادين للاشتراكية كانوا تحت تأثير البرجوازية الصغيرة ، والمجموعات الاجتماعية التي ارتبطت بالنشاط الخاص أصبحت تسيطر على الاقتصاد الثاني. لقد بدأ ظهورها مع بداية 1920 و " سياسة النيب " الاقتصادية ، ثم تقلص دورها بعد ذلك بدرجة لافتة ، أثناء الانتقال إلى المزارع الحكومية " السوفخوزات " أثناء فترة ستالين. لكن التطلعات البرجوازية الصغيرة بدأت بالظهور من جديد في عهد خروتشوف تحت ما يسمى بالليبرالية التي ازدهرت أكثر في عهد بريجنيف ، وحلقت عاليا في عهد كورباجوف. هذه العناصر المعادية للسوفييت لم تبقى على الهامش ، بل تغلغلت في الاقتصاد السوفييتي وفي الحكومة وفي الحزب قيادة وفروع. لقد بين الكاتبان بوضوح كيف أصبحت هذه العناصر البرجوازية القاعدة الاقتصادية للبرجوازية التي قوضت بناء الاشتراكية والشيوعية.

ويتساءل تيم بوك هنا ، هل بامكان البرجوازية الصغيرة العمل لوحدها لقيادة الثورة المضادة في ظروف العولمة الرأسمالية؟
ويجيب هو نفسه على تساؤله قائلا : الماركسيون يجيبون بالنفي على هذا السؤال. هذه الطبقة لابد أن تتحالف مع واحد من اثنين ، اما مع طبقة البروليتاريا ، او مع البرجوازية الكبرى. الكاتبان لم يوثقا لوجود برجوازية كبرى متماسكة صاعدة في الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت ، لكنهما تحدثا فقط عن المشروع الصغير (ص7 ). لكن أين ينبغي البحث عن برجوازية قوية ومتماسكة يمكن أن تتحالف مع البرجوازية الصغيرة في الاتحاد السوفييتي؟
الحدود السوفييتية ربما كانت محمية بشكل جيد عسكريا ، لكن أمواج البحر الرأسمالي المحيط بالدولة السوفييتية ، والأكاذيب الحلوة لمحطات صوت أمريكا لا تعرف الحدود. " الاقتصاد الثاني " للرأسمالي الصغير الداخلي لم يعمل لوحده ، ولحسابه الخاص للاطاحة بالاتحاد السوفييتي ، لكنه عمل لصالح البرجوازية الامبريالية. البرجوازية الصغيرة في الاتحاد السوفييتي حاولت التحول إلى برجوازية كبرى وهو من طبيعتها ، فوجدت التشجيع من قبل البرجوازيات الخارجية. البرجوازية الامبريالية وجدت لها ردود فعل داخل الاتحاد السوفييتي في البرجوازية الصغيرة من خلال مشروعية أوعدم مشروعية وجودها داخل النظام الفاسد. انهيارالاتحاد السوفييتي لم يكن كليا بسبب عوامل داخلية ولا كليا بسبب عوامل خارجية لكن عبر تعاون متبادل بينهما. أهمية الرابطة الديالكتيكية بين الداخل والخارج لا يجب أن يستخف بها كما استخف بها الكاتبان. لكن في نهاية المطاف العامل الداخلي يكون حاسما. فهل لو كان الرأسمالي الصغير ضئيل التأثير وفي طريقه للزوال ، بدلا من دور صاعد ومؤثر ستجد البرجوازية الخارجية حليفا صغيرا غير مهم ؟
الدرس المهم الذي أفادنا به كتاب " خيانة الاشتراكية .. وراء انهيار الاتحاد السوفييتي ..) هو: أن اقتصادا ثانيا مشروعا ، أو أقل مشروعية ، ومعترفا به " اشتراكية اقتصاد السوق " ساعد على تفريخ الرأسمالية ، وهذا ما يؤكد قول ماركس " أن ثقل اليد الميتة يمكن أن يؤذي عقل الكائن الحي ".
وينهي السيد تيم بوك تقييمه للكتاب مبينا ، أن مصطلح " انهيار " لا يعبر بشكل دقيق عما حدث للاتحاد السوفييتي. الدولة الاشتراكية السوفييتية قد أطيح بها ، بتآمر القوى الطبقية التي أقامت الرأسمالية. كلمة " انهيار " تعبر عن نوع من " مشاكل هندسية " للبناء ، ناتجة عن سوء استخدام مكونات الكونكريت ( الرمل والسمنت ) أقل أو أكثر. البناء الاشتراكي لم ينهار نتيجة سوء استخدام مكونات بنائه ، أقل أو أكثر من المواد ، بل بالعكس ، لقد جرى هدمه من قبل فريق أعداء الاشتراكية. الحزب الشيوعي شكل تجمعا من الانتهازيين والتحريفيين سببوا اضطرابا في قلب الاشتراكية ، اضطرابا في أليافه ، حيث لم يعد قادرا بسببها من ضخ دماء نقية حمراء إلى الجسم السياسي. لقد كانت كارثة ، لكنها لم تكن حتمية.
هذا الكتاب القيم ، برغم نقاط ضعفه ، سيساعدنا على تجنب الكثير من الطرق التي أخطئنا السير فيها ، وستكون له فائدة عظيمة لكل المخلصين الثوريين الذين يرغبون بكشف وافشال اتباع أيديولوجية بوخارين وخروتشوف وكورباجوف. الاخفاق في تجنب تكرار ما حدث في الحركة الشيوعية العالمية ، سيقود ربما إلى كارثة أعظم. مجرد استمرار وجود مثل هؤلاء هذه الأيام على كوكب الأرض يشكل خطرا قائما.
تيم بوك
.......
*- خروتشوف كان أحد أعضاء قيادة الحزب فترة قيادة ستالين للحزب الشيوعي ، ففي عام 1932 أصبح سكرتيرا لمنظمة العاصمة موسكو، وهو أهم وأعلى منصب حزبي بعد السكرتير العام للحزب. ثم أصبح عضوا في المكتب السياسي عام 1938 وحتى وفاة ستالين. تفاصيل أكثر عن خروتشوف في نهاية الجزء السابق من هذا المقال الذي تم نشره سابقا.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول انهيار الاتحاد السوفييتي ...(1)
- خيانة الاشتراكية ... وراء انهيار الاتحاد السوفييتي..1917 - 1 ...
- هل تتحول ليبيا إلى ... عراق فاشل آخر...؟؟
- نظام القذافي ... من الداخل ... بعيون عراقية ...(الأخير) ..
- نظام القذافي ... نظرة من الداخل ... بعيون عراقية ... (2 )... ...
- نظام القذافي .. نظرة من الداخل .. بعيون عراقية....( 1) ..؛؛
- هل نحن أمام موجة جديدة من حروب الأفيون في العالم العربي. ..؟ ...
- ليحفظ الله أمريكا .... فهل يفعل ... ؟؟
- الاشتراكية واليسار .... ونظرية نهاية الرأسمالية ... (العاشر ...
- الاشتراكية واليسار .... ونظرية نهاية الرأسمالية .... ( التاس ...
- الاشتراكية واليسار ... ونظرية نهاية الرأسمالية ..... (8) ... ...
- الاشتراكية واليسار ... ونظرية نهاية الرأسمالية ... .(7 )...؛ ...
- الاشتراكية واليسار … ونظرية نهاية الرأسمالية … (6)..؛؛
- الاشتراكية واليسار ... ونظرية نهاية الرأسمالية .... ( 5) ..؛ ...
- الاشتراكية واليسار .... ونظرية نهاية الرأسمالية .... (4)...؛ ...
- الاشتراكية واليسار... ونظرية نهاية الرأسمالية.... (3) ..؛؛
- الاشتراكية واليسار... ونظرية نهاية الرأسمالية....(2) ...؛؛
- الاشتراكية واليسار... ونظرية نهاية الرأسمالية.... ( 1) ..؛؛
- الوقود الحيوي ... محنة جديدة تواجه فقراء العالم... ( الأخير) ...
- الوقود الحيوي ... محنة جديدة تواجه فقراء العالم ... ( الجزء ...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي الأسدي - حول - انهيار الاتحاد السوفييتي - ... ..(.الأخير).