أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي الأسدي - تقييم المغامرة الامبريالية الأمريكية ... في العراق ...؛؛















المزيد.....

تقييم المغامرة الامبريالية الأمريكية ... في العراق ...؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3524 - 2011 / 10 / 23 - 02:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تقييم المغامرة الامبريالية الأمريكية ... في العراق ...؛؛

علي ألأسدي


" Assessing Americas Imperial Adventure "
By John Simpson
World Affairs Editor for the BBC , Baghdad
31/8/2010
تعريب : علي ألأسدي

السيد جون سيمسون هو محرر الشئون الدولية في قناة بي بي سي ، وقد رافق القوات العسكرية التابعة للتحالف التي غزت العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003 ، ونجا بأعجوبة عندما قصفت الطائرات الأمريكية خطأ قوات تابعة للبيشمركة في شمال العراق التي كان هو تحت حمايتها. وقد تكررت زياراته للعراق في فترات مختلفة ، استغرقت في مجموعها أكثر من 12 شهرأ ، مكنته من اجراء تقييم للوضع الذي نشأ بعد الغزو عن القوى العسكرية ، والكادر السياسي المدني الأمريكي والعراقي ، وطبعا عن تداعيات الغزو والعمليات التي قام بها ما سمي بالمقاومة العراقية. لكنه هنا يتحدث عن الهدف الحقيقي لعملية الغزو الأمريكي للعراق على لسان أمريكيين لم نسمعها من أحد غيره بهذه الصراحة غير المعهودة.

يذكر جون سيمسون حديثه قائلا " أن ما أتحدث عنه هنا هو مقال بعنوان " هذه لحظتنا الامبريالية قد حلت " ، نشر في الصحافة البريطانية في شباط / فبراير 2003 بقلم أحد القادة البارزين الداعمين للرئيس الأمريكي جورج بوش ، أسابيع قليلة قبل غزو العراق. ويمضي الأمريكي في مقاله قائلا : " ليس من حق البريطانيين أن ينتقدونا على شيئ كانوا هم قد قاموا به بكل حرية في قرن مضى ". ويعلق جون سيمبسون على ذلك قائلا :
لكن اللحظة الأمريكية لم تدم طويلا ، والآن بعد سبع سنوات بدأ الأمريكيون أنفسهم ينتقدون كل شيئ حدث هنا في العراق. الرأي العام الأمريكي منقسم الآن بين أولئك الذين هم سعداء برؤيتهم عودة جنودهم إلى الوطن ، وأولئك الذين ينتقدون الانسحاب مبكرا تاركين العراق عرضة للتهديد بحرب طائفية لم تهدأ بعد. لقد اعتاد الناس على الاعتقاد بأن أمريكا لم تقم بأي عمل بصورة صحيحة بما في ذلك لو قررت الانسحاب. كل الأسباب التي قادت إلى الغزو لم تأتي بأي شيئ. بحسب استطلاع للرأي أجرته البي بي سي عام 2004 فان 50 % من العراقيين اعتبروا الغزو تحريرا ، بينما 50 % اعتبروه غزوا. الآن من الصعب أن تجد مواطنا عراقيا واحدا ينظر إلى الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها صديقا أو مرشدا للعراق ، أو أن الاطاحة بصدام حسين قد نشرت الديمقراطية في الشرق الأوسط ، بل بالعكس فان سمعة الولايات المتحدة قد تآكلت وتضررت. ترى الولايات المتحدة أن كل شيئ صدر عن المنطقة الخضراء كان ايجابيا وممتازا وعمليا ، لكن بعض تلك الأفعال كان عبئا على العراقيين ، ومثالها الدستور العراقي الذي على أساسه أصبح من الصعب تأسيس حكومة فعالة ولائقة.
ولأن الادارة الحكومية في المنطقة الخضراء قد شكلت على عجل في الفترة 2002 – 2003 تحت اشراف وزير الدفاع حينها دونالد رومسفيلد ، الرجل الذي لم يكن مهتما ببناء الدولة العراقية أبدا ، ولذلك أسس لادارة حكومية فاسدة وعديمة الكفاءة. لقد استلم رومسفيلد من وزارة الخارجية الأمريكية تقريرا من 900 صفحة ، متضمنا لخطة تفصيلية شاملة لما سيكون عليه العراق بعد الغزو ، لكنه أهمله ، ولم يكتفي بذلك بل رماه في سلة المهملات من دون أن يطلع عليه أو يفتح صفحة واحدة منه. العراقيون وبعض الأمريكيين وجهوا اللوم في كل ما حدث الى بول بريمر، الحليف المقرب من رامسفيلد الذي لم يكن يعير اهتماما لما كان يحدث قريبا من أنفه. أثناء زيارة قام بها نائب الرئيس الأمريكي ديك جيني للملكة العربية السعودية قبيل غزو العراق ، سأله وزير الخارجية السعودي: لماذا تصر حكومة الولايات المتحدة على غزو العراق؟
فر د عليه ديك جيني بالقول : " لأننا قادرون على ذلك ".
وينقل جون سيمبسون عن شخصية عراقية مرموقة أصبح فيما بعد نائبا لرئيس الجمهورية ، وكان المقصود هنا هو السيد عادل عبد المهدي ، حيث قال : " لقد أصبت بالصدمة عندما علمت بأن الرئيس بوش لم يكن يعرف أن المسلمين في العراق منقسمين إلى شيعة وسنة ، وكان ذلك قبل اسبوعين فقط من غزو قواته للعراق ". ويروي سيمسون عن انطباعاته عن المسئولين الأمريكان ويقول : لقد أصيب الجنرالات الأمريكان بالاحباط واليأس بعد انتشار أعمال العنف على نطاق واسع في مناطق عدة في العراق. وفي الفترة التي استلم الجنرال بيترايوس قيادة قوات التحالف في العراق ، كانت القوات الأمريكية وعلى عكس الأسس المتبعة لمحاربة النشاطات المعادية قد تركت الحرية للمجموعات المعادية على " خط أيرلندا " ، وهو الطريق الرئيسي الواصل بين مطار بغداد الدولي والمنطقة الخضراء ، وبينما كانت الأعمال العدائية تحقق النجاح ، كان الوضع في العراق ينحدر من سيئ إلى أسوء.
ويمضي السيد سيمسون في تحليله للوضع السياسي في العراق عشية تسلم بيترايوس لقيادة العمليات العسكرية في العراق فيذكر : السنة العراقيون كانوا منزعجين من النشاطات المعادية التي كانت تقوم بها عناصر متطرفة من السنة ، قام بيترايوس على إثر دراسته لهذه المشاعر بتأسيس لجانا من السنة المعتدلين وتشجيعهم للوقوف ضد مؤيدي القاعدة والبعثيين ، وقد بدأت خطته بتحقيق النجاح ، ولم تمضي فترة طويلة حتى بدأت بالانخفاض أعداد الناس الراغبين للقيام بأعمال انتحارية. قبل أن يستخدم هذا التكتيك من قبل الجنرال بيترايوس كانت أعمال العنف تحصد حياة مالايقل عن مائة مواطن كل يوم في مناطق العراق المختلفة. لقد انخفضت اعداد الضحايا في عام 2010 إلى حوالي عشرة ، وهو بطبيعة الأحوال في ظروف العراق يعتبر تقدما ، لكن في دول تتمتع بالاستقرار يعتبر كثيرا جدا.
بعض العراقيين يساورهم القلق عندما سيترك الأمريكيون العراق في وقت ماتزال قوات الشرطة والجيش غير قادرة بشكل كامل على أخذ زمام المهمات بدل القوات الأمريكية ، وقد يحفز وضعا كهذا على عودة الاضطرابات بين الشيعة والسنة المتطرفين. ومهما يحدث خلال العقد القادم فان اللوم يقع على الأمريكيين ، إلا اذا تحول العراق إلى بلد آمن ومستقر ، وفي هذه الحالة لا أحد سيشكرهم. ويعتبر هذا نهاية طبيعية للاحتلال ، أعدادا كبيرة من الناس ماتت ، وأكثريتهم من العراقيين. لقد أنفقت أموالا غير متصورة في كل هذا ، بينما انحدر العراق إلى أسفل قائمة الدول الغنية. فهل استفادت الولايات المتحدة من كل هذا ؟
ويجيب السيد سيمبسون على سؤاله هو: من الصعب أن نرى كيف.
ويمضي قائلا : من تجربة بريطانيا في حروب الغزو ، وروسيا في غزوها لأفغانستان ، تخاطر الدول العظمى بقوتها باستعراض القوة العسكرية ضد البلدان الضعيفة.لقد غدت أمريكا أضعف كنتيجة مباشرة لمغامرتها الامبريالية في العراق ، وعليها أن تعمل بمثابرة وصعوبة لاقناع العالم بأنها قوية مرة أخرى.
علي ألأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل العالم أفضل حالا ... بعد انهيار الاشتراكية ....؟؟ ....( ا ...
- حول الدولة المدنية وحقوق الأقليات في البلدان النامية
- هل العالم أفضل حالا.. بعد انهيار الاشتراكية...؟.....(1) ....
- حول - انهيار الاتحاد السوفييتي - ... ..(.الأخير).
- حول انهيار الاتحاد السوفييتي ...(1)
- خيانة الاشتراكية ... وراء انهيار الاتحاد السوفييتي..1917 - 1 ...
- هل تتحول ليبيا إلى ... عراق فاشل آخر...؟؟
- نظام القذافي ... من الداخل ... بعيون عراقية ...(الأخير) ..
- نظام القذافي ... نظرة من الداخل ... بعيون عراقية ... (2 )... ...
- نظام القذافي .. نظرة من الداخل .. بعيون عراقية....( 1) ..؛؛
- هل نحن أمام موجة جديدة من حروب الأفيون في العالم العربي. ..؟ ...
- ليحفظ الله أمريكا .... فهل يفعل ... ؟؟
- الاشتراكية واليسار .... ونظرية نهاية الرأسمالية ... (العاشر ...
- الاشتراكية واليسار .... ونظرية نهاية الرأسمالية .... ( التاس ...
- الاشتراكية واليسار ... ونظرية نهاية الرأسمالية ..... (8) ... ...
- الاشتراكية واليسار ... ونظرية نهاية الرأسمالية ... .(7 )...؛ ...
- الاشتراكية واليسار … ونظرية نهاية الرأسمالية … (6)..؛؛
- الاشتراكية واليسار ... ونظرية نهاية الرأسمالية .... ( 5) ..؛ ...
- الاشتراكية واليسار .... ونظرية نهاية الرأسمالية .... (4)...؛ ...
- الاشتراكية واليسار... ونظرية نهاية الرأسمالية.... (3) ..؛؛


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي الأسدي - تقييم المغامرة الامبريالية الأمريكية ... في العراق ...؛؛