أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - السيد بايدن ... وأزمة العراق السياسية ..؟















المزيد.....

السيد بايدن ... وأزمة العراق السياسية ..؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 02:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كثيرة هي القضايا التي سيبحثها نائب الرئيس الأمريكي في زيارته للعراق هذه الأيام ، وبصرف النظر عن الدور الذي سيلعبه في وقف تردي العلاقات بين القوى السياسية العراقية ، فالزيارة وحدها تعتبر دليلا على مدى القلق الذي يشغل الادارة الأمريكية على بلد يعتقدون أنهم وضعوه على طريق الديمقراطية والتقدم ، وأتاحوا لشعبه حرية اختيار الناس الذين من الطبيعي أن يتنافسوا من أجل تحقيق التقدم الاقتصادي والثقافي لبلادهم ، وهذه حقيقة غير خافية على السياسيين وعلى جماهير شعبهم. و لا ينبغي تجاهل حقيقة أن عملية وضع العراق على طريق الديمقراطية ليست مهمة سهلة أبدا مع أنها ليست مستحيلة في الوقت نفسه. لكن يجب الاعتراف أيضا أن أخطاء كثيرة رافقتها يتحمل العراقيون وحدهم المسئولية عنها ، وخاصة بعد أن انتهت مهمة الولايات المتحدة المباشرة في ادارة شئون العراق السياسية. وسيكون مجافيا للحقيقة تحميل الأمريكيين مسئولية ما يجري بين القوى السياسية من خلافات ، أو في سوء ادارة الموارد النفطية وتحسين حياة أبناء شعبهم المعاشية والخدمية.

لا نعرف ماهية الموضوعات التي سيثيرها السيد بايدن مع العراقيين ، لكن يمكننا أن نتكهن بأن التوتر وتردي العلاقات بين ممثلي القائمة العراقية ورئيس الحكومة السيد المالكي وبخاصة موضوع السيد رئيس الجمهورية طارق الهاشمي. فهل سينجح في احتواء الخلافات ومنعها من التدهور أكثر، مع علمه بأن القوى الطائفية المتطرفة داخل العراق وخارجه متحفزة لاشعال نزاعا طائفيا لم يستكملوا فصوله في عامي 2005 –2006. لقد نجحت الولايات المتحدة في احتواء النزاع الطائفي عندما أصبح في حكم المؤكد أنه يخرج عن السيطرة ، وانه لا حل سوى تقسيم العراق إلى كونفيدرالة تحت حماية قوات حفظ السلام الدولية ، وقد اقترن اسم السيد بايدن بمشروع التقسيم المشؤوم. لكن الرفض المطلق للمشروع من قبل أغلب قوى شعبنا ، والنجاح المهم الذي حققته القيادة العسكرية الأمريكية في العراق بتشجيعها حركة الصحوة داخل بعض أجنحة المعارضة المسلحة التي وجهت أسلحتها ضد تنظيم القاعدة بعد أن كانت حليفة أساسية لها قد أحدث تغييرا مهما في توازن القوى لصالح الوحدة الوطنية العراقية ، وحكم بذلك على مشروع التقسيم بالموت. مثل ذلك النجاح ما كانت ستحققه حكومة عراقية لوحدها ، ولذا ينبغي على القيادة العراقية وخاصة القوى المنضوية تحت قيادة المالكي أن تتذكر هذه الحقيقة ، وأن لا تصاب بالغرور بكونها أكثرية ، وانها بسبب هيمنتها على القوات المسلحة قادرة على حسم الخلافات بالقوة وحدها. وسيكون من الحكمة الاعتراف بحقيقة أننا سنة وشيعة شركاء في كل شيء في الدماء التي سفكت أثناء حروب النظام السابق الداخلية منها والخارجية ، شركاء برغيف الخبز وشربة الماء ، بحرارة آب اللهاب وبرد العجوز ، بوثبة كانون عام 1948 وانتفاضات تشرين 1952 و1956، بأفراح ثورة تموز 1958 وبأحزان انقلاب شباط 1963 ، وبأحزان انتكاسات حروب فلسطين وافراح قانون الاصلاح الزراعي عام 1959 وبطرد الشركات النفطية الاحتكارية عام 1961 و1971.

ليس عيبا أن يتدخل طرف ما في مساعدتنا على حل خلافاتنا العراقية / العراقية ، لكن اليس محرجا ألا نتمكن نحن من حل خلافاتنا تلك، بينما تسعى دولة من اقاصي العالم البعيدة لحل تلك الخلافات أو التوسط في حلها؟
يعتقد الأمريكيون أن حكومتهم " وضعت الأساس لأهم ناتج للحرب على العراق وهو : " اول عقد اجتماعي طوعي بين السنة والكرد والشيعة بشأن كيفية مشاركة السلطة والموارد في بلد عربي وحكم انفسهم بطريقة ديمقراطية. فالولايات المتحدة لعبت دور القابلة لولادة هذا العقد الاجتماعي، والان كل حركة ديمقراطية في اي بلد عربي اخر تحاول استنساخ هذا العقد ، ويمكنك ان تتخيل كم كانت ستكون صعبة بدون القابلة الامريكية. " (1)
نشعر بالحرج أن نسمع هذا في باريس ولندن ونايروبي وبكين وكركاس وموسكو و سدني ، بينما كان ينبغي أن نقوم نحن بذلك حتى بدون أن يصل إلى أسماع العالم أن أمرا كهذا قد حصل في بلادنا. يقول الكاتب الصحفي في صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية توماس فريدمان : " افضل سيناريو بالنسبة للعراق هو ان يصبح روسيا بوتين الحالية ، ديمقراطية نفطية ناقصة مليئة بالفساد، لحين ظهور عامل التغيير الاساس وهو الجيل الجديد الذي سيستغرق واحد وعشرين عاما وتسعة اشهر لينضج في اجواء تعددية. زعماء العراق الحاليين هم بقايا مرحلة سابقة مثلهم بالضبط مثل فلادمير بوتين ، سيكونون مثقلين دائما بالماضي. " و يتساءل الصحفي " لا اعرف فيما اذا كان العراق سينجح في هذا الاتجاه "؟
نعم ، سينجح. وعلى الصحفي المحترم فريدمان أن لا يشك بقدرتنا على ذلك ، فقدرتنا على تجاوز الصعاب لا حدود لها ، والأنباء التي سمعناها هذا المساء تدعو للتفاؤل والتشجيع. فهناك جهودا تبذل حاليا لعقد مؤتمرا وطنيا عاما لجميع القوى السياسية بغية معالجة القضايا المتعلقة بادارة الحكم والدولة،ووضع الحلول الدائمة الكفيلة بابعاد العملية السياسية عن سلسلة الازمات التي تعترضها. وستشكل لجنة تحضيرية للتهيؤ لهذا المؤتمر. وأن يتولى فخامة رئيس الجمهورية استكمال اتصالاته مع الاطراف كافة من اجل استحصال الموافقات النهائية لعقد هذا المؤتمر.

ان مؤتمرا للقوى السياسية العراقية سيكون المجال الطبيعي لحل مشاكل البيت العراقي على أن يعد له اعدادا كافيا وتشارك فيه كافة التيارات السياسية بدون استثناء. والمهم في الأمر الآن هو أن يدرك قادة العراق الحاليين أن الشعب العراقي كله قد أصبح الآن مستيقظاً سياسياً ، ربما للمرة الأولى في تاريخه ، وبنفس الوقت يشعر بالسخط من جراء الحرمان الاقتصادي والاجتماعي الذي سببته له بضع سنوات من سوء ادارة الدولة ، وبعثرة مواردها الاقتصادية. الرفض الشعبي يتزايد ضد التعصب السياسي واحتكار السلطة من قبل حزب بعينه ، لا تختلف وسائله وأهدافه وتعنته عن سيادة حزب البعث في فترة حكم النظام السابق ، ولكن يجب على هذا الحزب أن يتذكر أين انتهى النظام الذي سار على هذا النهج؟
الطريق السليم لحزب الدعوة وقيادته أن يتبنى الديمقراطية عملا لا كلمات ، وأن يتخلى عن الشعور بالتفوق من أي نوع ، لأن حزب البعث كان متفوقا أيضا بالكلمات لا بالعمل لخير شعبه. وعليه فان المشاركة الديمقراطية لجميع العراقيين في ادارة الحكم تشكل صمام الأمان لاستقرار العراق وتقدمه وازدهاره على المديين القريب و البعيد. المؤتمر الوطني المقترح من قبل رئاسة الجمهورية هو المجال الوحيد لحل خلافات الحكومة مع شركائها السياسيين ، وهي فرصتها الأخيرة قبل أن تتطور الأزمة الى الأسوء. قدرا أكبر من التواضع والشفافية ، وابداء روح التعاون بدل التزمت والانفراد بالقرارات السياسية الداخلية والخارجية هو الطريق السوي لبقاء العراق موحدا ومتآخيا ومزدهرا.
علي ألأسدي
1- توماس فريدمان ، صحيفة نيويورك تايمزالأمريكية ، " نهاية الحرب كما تبدو الآن " عن صحيفة الاتحاد الكردستانية لهذا الأسبوع



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضواء على الإبادة الجماعية للأرمن في عام 1915 ...
- الحرب غير المعلنة ... بين اليورو والدولار الأمريكي ....(الأخ ...
- الحرب غير المعلنة ... بين اليورو والدولار الأمريكي.... (2)
- الحرب غير المعلنة ... بين اليورو والدولار الأمريكي ...(1)
- ملاحظات حول مقال : - ليست الأخطاء هي التي أفشلت الاشتراكية
- كم من الحقيقة يشكله التهديد الايراني ... على الولايات المتحد ...
- كم من الحقيقة يشكله التهديد الايراني ... على أمريكا ... (1) ...
- ما الأخطاء التي أفشلت اشتراكية شرقي أوربا ... ؟ ..... (2)
- ما الأخطاء التي افشلت اشتراكية شرقي أوربا ... ؟.....(1)
- هل حققت ثورات الربيع العربي أهدافها ....؟؟
- تقييم المغامرة الامبريالية الأمريكية ... في العراق ...؛؛
- هل العالم أفضل حالا ... بعد انهيار الاشتراكية ....؟؟ ....( ا ...
- حول الدولة المدنية وحقوق الأقليات في البلدان النامية
- هل العالم أفضل حالا.. بعد انهيار الاشتراكية...؟.....(1) ....
- حول - انهيار الاتحاد السوفييتي - ... ..(.الأخير).
- حول انهيار الاتحاد السوفييتي ...(1)
- خيانة الاشتراكية ... وراء انهيار الاتحاد السوفييتي..1917 - 1 ...
- هل تتحول ليبيا إلى ... عراق فاشل آخر...؟؟
- نظام القذافي ... من الداخل ... بعيون عراقية ...(الأخير) ..
- نظام القذافي ... نظرة من الداخل ... بعيون عراقية ... (2 )... ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - السيد بايدن ... وأزمة العراق السياسية ..؟