أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - علي الأسدي - ملاحظات حول مقال : - ليست الأخطاء هي التي أفشلت الاشتراكية














المزيد.....

ملاحظات حول مقال : - ليست الأخطاء هي التي أفشلت الاشتراكية


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3558 - 2011 / 11 / 26 - 14:02
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    



كتب رفيقي العزيز الأستاذ فؤاد النمري ناقدا مقالا سبق لي نشره على مدى حلقتين في 8 و10 /11 الجاري بعنوان " ما الأخطاء التي أفشلت اشتراكية شرقي أوربا " وهو ترجمة لبحث كتبه الأكاديمي الاستاذ " أندريه غوندر فرانك ". لقد تحمست لترجمته وتقديمه للقراء الأعزاء كجزء من جهدي للوصول إلى حقيقة ما قاد إلى انهيار النظام الاشتراكي الذي كان حقيقة فتحول إلى ذكرى مؤلمة. لقد شخص الكاتب المذكور عددا من الأسباب وليس كلها وفق قناعاته واعتمادا على دراسته واستنتاجاته ، وجدت من الفائدة اطلاع القراء عليها. وكما أشارالرفيق النمري فاني لن اشعر بالتعب من الاستقصاء والبحث في اسباب انهيار الاشتراكية ، وقد كتبت سلسلة من المقالات حول هذا الموضوع بلغت العشرات ، هنا على صفحات هذا الموقع وغيره ، وربما كنت أكثر الكتاب التصاقا بهذ الموضوع . و لقد كان لي تفسيري الخاص لانهيار الاشتراكية لم تتوافق كليا مع وجهة نظر رفيقي النمري ، وقد وجه لها نقدا في حينه كان بعضه لاذعا. ملاحظاتي حول النقد الذي وجهه رفيقي هو انه يلقي بمسئولية انهيار المشروع الاشتراكي على الصراع الطبقي وحده ، ويتجاهل اسبابا أخرى داخلية وخارجية كان لها دورا مدمرا. فدور الادارة الأمريكية على سبيل المثال في تجنيد الاستخبارات ومؤسسات أخرى لاثارة الاضطرابات المضادة للاشتراكية داخل المعسكر الاشتراكي قد حقق النجاح. كما أن استدراج القوات السوفييتية إلى أفغانستان قد أنهك الاتحاد السوفييتي وأدماه. وقد اعترف زبيغنيفسكي مستشار الأمن القومي للرئيس كارتر بذلك بقوله : " ان استدراجنا القوات السوفييتية إلى أفغانستان هوهدية فيتنام نردها اليه "

لقد كان للقيادات الحزبية والسياسات الحكومية أخطاءها ، وكان بعضها جسيما لا علاقة له بالصراع الطبقي ، بل بسبب ضعف الكفاءة السياسية والادارية والفكرية ، ففي الوقت الذي كان كان التباهي باستعراض منجزات الخطط الاقتصادية كان الواقع على الأرض غير ذلك. وكما ذكر الرفيق النمري مرارا أن الاشتراكية مرحلة عبور إلى الشيوعية ، لكنه تجاهل كونها تجربة ، بل وأول تجربة في التاريخ ، وهذا يعني ، أن ما تتخذه القيادات الحاكمة من سياسات مالية واقتصادية واجتماعية في أي مجال من مجالات الحياة معرض للاخفاق قبل أن يحقق نجاحا. وحتى النجاح لا يمكن أن يعتبر نجاحا قبل اختباره شعبيا. المصباح الكهربائي لم ينجح في أول تجربة ، ولا في الثانية بل بعد التجربة الألف. الشيوعيون لا يخجلون من الاعتراف باخطائهم ، لأن الاعتراف بالخطأ يظهر حقيقتهم البناءة ويعزز من مشروعهم ويرسخه . ولهذا كان النقد الذاتي والاعتراف بالأخطاء أحد أهم مبدأ في نشاطهم اليومي بين الجماهير ، وهو السبيل الأكثر شفافية للتقرب اليها والتعبير عن طموحاتها. لقد كانت هناك أخطاء في الاشتراكية وقد تم تصحيح بعضها طوال العهد الاشتراكي ، لكن قيادة كورباتشوف لم تكن جادة ولا مخلصة في اعادة هيكلة الدولة واجراء اصلاحات البيروستراكيا كما سموها. كورباتشوف كان الأداة التي استخدمتها الادارة الأمريكية برئاسة ريغان لدق آخر مسمار في نعش الاشتراكية ، وهو ما لم يفعله أي قائد سوفييتي في تاريخ الاتحاد السوفييتي.

لقد تهاونت القيادات الحزبية في دول الأتحاد السوفييتي السابق وبقية الدول الاشتراكية عن تقويم سياساتها تجاه حاجات الجماهير الأساسية ، لم يكن ذلك بسبب نزعتهم البرجوازية ، أو تنفيذا لرغبة في افشال الاشتراكية والاساءة اليها ، وإن كان بعضا من أعضائها كان له ذلك النزوع ، لكن السبب الأساسي يعود الى الزهو والرضا الزائف عن النفس ، والغرور والشعور بأن كل شيئ يسير على أحسن وجه. لقد كانت القيادات السوفييتية تردد مقتنعة بأن الدولة الاشتراكية التي انتصرت في سنينها الأولى في حرب التدخل ضد الحلف الامبريالي ، وفي دحر الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية ، وفي اطلاق أول سبوتنيك إلى الفضاء ، وارسال أول رجل ليدور في سفينته الفضائية حول الأرض ، لايمكن أن تقهر ، وان العصر هو عصر الاشتراكية. لقد كانت الرأسمالية تعمل بواقعية بكل جد ، وبكل الوسائل لاستثمار تطلعات المجتمع الاشتراكي الى النمط الاستهلاكي السائد في الدول الرأسمالية ، وتوظيفه ضد النظام الاشتراكي وحكوماته. وقد نجحوا في عهد كورباتشوف في اعلان اطاحتهم بالمشروع الاشتراكي
ولأن ملاحظاتي هذه هي آخر الكلمات التي اكتبها في الحوار المتمدن لأني لم أعد أحتمل التمييز الذي تتعامل به ادارة الحوار مع مقالاتي ، أتقدم بأحر تحياتي وتمنياتي بالصحة للرفيق النمري ، ولكل قرائه وقرائي المحترمين ، مع خالص التقدير.
علي ألأسدي
.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم من الحقيقة يشكله التهديد الايراني ... على الولايات المتحد ...
- كم من الحقيقة يشكله التهديد الايراني ... على أمريكا ... (1) ...
- ما الأخطاء التي أفشلت اشتراكية شرقي أوربا ... ؟ ..... (2)
- ما الأخطاء التي افشلت اشتراكية شرقي أوربا ... ؟.....(1)
- هل حققت ثورات الربيع العربي أهدافها ....؟؟
- تقييم المغامرة الامبريالية الأمريكية ... في العراق ...؛؛
- هل العالم أفضل حالا ... بعد انهيار الاشتراكية ....؟؟ ....( ا ...
- حول الدولة المدنية وحقوق الأقليات في البلدان النامية
- هل العالم أفضل حالا.. بعد انهيار الاشتراكية...؟.....(1) ....
- حول - انهيار الاتحاد السوفييتي - ... ..(.الأخير).
- حول انهيار الاتحاد السوفييتي ...(1)
- خيانة الاشتراكية ... وراء انهيار الاتحاد السوفييتي..1917 - 1 ...
- هل تتحول ليبيا إلى ... عراق فاشل آخر...؟؟
- نظام القذافي ... من الداخل ... بعيون عراقية ...(الأخير) ..
- نظام القذافي ... نظرة من الداخل ... بعيون عراقية ... (2 )... ...
- نظام القذافي .. نظرة من الداخل .. بعيون عراقية....( 1) ..؛؛
- هل نحن أمام موجة جديدة من حروب الأفيون في العالم العربي. ..؟ ...
- ليحفظ الله أمريكا .... فهل يفعل ... ؟؟
- الاشتراكية واليسار .... ونظرية نهاية الرأسمالية ... (العاشر ...
- الاشتراكية واليسار .... ونظرية نهاية الرأسمالية .... ( التاس ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - علي الأسدي - ملاحظات حول مقال : - ليست الأخطاء هي التي أفشلت الاشتراكية