أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي الأسدي - الحرب العالمية الثانية ... درس لا ينبغي أن ينسى....(1) ..؛؛؛















المزيد.....

الحرب العالمية الثانية ... درس لا ينبغي أن ينسى....(1) ..؛؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3791 - 2012 / 7 / 17 - 19:53
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بمناسبة الذكرى السبعون للحرب العالمية الثانية التي بدأت في الأول من سبتمبر 1939، نشرت صحيفة الديلي ميل اليمينية البريطانية سلسلة مقالات كتبها بالمناسبة السير ماكس هيستنغ على مدى اسبوعين استعرض خلالها دور وينستون جرجيل رئيس الوزراء البريطاني حينها في تلك الحرب. ومع اقتراب الذكرى الثالثة والسبعين لتلك الحرب عدت لقراءة الحلقة الثامنة من تلك السلسلة ، وها أنذا أستعرض بالعربية ما جاء في نصها بالانكليزية محاولا جهد امكاني بالدقة التي أستطيعها نقل ما أورده الكاتب لقراء الحوار المتمدن. وليسامحني القراء ممن سيعودون للنص الانكليزي عن أي خطأ ، لغويا كان أو فنيا أو صحفيا ورد في ترجمتي للنص.*
وللتعريف بالسير ماكس هيستنغ لمن لا يعرفه فهو صحفي وكاتب ومؤرخ بريطاني ولد في 28/2 / 1945 ، ثلاثة أشهر قبل نهاية تلك الحرب التي كرس جزء كبيرا من حياته للبحث في تفاصيل أحداثها ، وتوجيه الأضواء على الدور الذي لعبه أهم قادة العالم حينها فرانكلين روسفلت وجوزيف ستالين ووينستون جرجيل في تغيير مساراتها التي أرادها لها هتلر ، والكشف عن أسرارها وملابساتها وضحاياها ، والأهم من ذلك كله تدمير آلة الحرب الألمانية والاطاحة بالحلم الهتلري / الفاشي للسيطرة على العالم لاستعباده لاشباع نهم الرأسمالية الذي لا يعرف الحدود.
قد يتساءل القراء الأعزاء عن مغزى اهتمام أي كاتب في موضوع حرب لا يستطيع الجيل الحالي من مواطني العالم أن يتصور حقيقة معاناة من عاشها ، ويوشك كثير من الناجين ممن بقوا على قيد الحياة أن ينسوا ما سببته من خسائر في الأرواح والممتلكات ، وما تركته من حسرة وآلام وحزن في نفوس من تبقى على قيد الحياة بعد خمس سنوات من الخوف والهلع والجزع والجوع والبرد والتشرد والمرض وفقد الأعزاء من الأطفال والأخوة والأبناء والأقارب والجيران والأصدقاء. ليس في التساؤل أي حرج عن مغزى الكتابة عن موضوع الحرب بعد أكثر من سبعة عقود على نهايتها ، فكثير منا لم يثر انتباهه ما يجري في أوربا اليوم والعالم عامة من مظاهر صعود جديد للنازية، فظاهرة كهذه لا ينبغي أن تمر دون اهتمام أو حساب أو عقاب. فالنازية التي كلفت حربها على العالم أكثر من خمسين مليون قتيل كانت قد بدأت هكذا ، شعارات عنصرية ضد الملونين واليهود، تطورت فيما بعد الى حرب شاملة ضد شعوب العالم كلها ، واستعراضي لبعض احداثها ، هو تذكير وتحذير مما تخفيه تلك الحركات النازية الجديدة.
يكتب ماكس هيستينغ في حلقته الثامنة قائلا :
كان ونستون جرجيل على قناعة تامة بأن باستطاعته أن يكسب ود أي شخصية حتى لوكانت تلك الشخصية هي ستالين ، مع أن ستالين كان يعنفه ويوجه له الاهانات ويكذب عليه ويروي له نكاته القذرة. ونقل عن جرجيل قوله : " انه قادر على تدجين الدب الروسي " ويقصد بذلك ستالين. كان ونستون جرجيل شديد الكراهية للشيوعية وللروس الذين لا يمكن الثقة بهم. وقد قال مرة لمجلس وزرائه " أنه في محاولته لتعزيز علاقات جيدة مع الشيوعيين كمن يحاول كسب ود التمساح ، فأنت لا تعرف أين تدغدغه ، هل تحت ذقنه أم تضربه على رأسه ، وعندما يفتح فمه لا تستطيع ان تعرف فيما اذا هو يبتسم لك أو يحاول أكلك. "
كان لجرجيل تاريخ حافل بمعاداة الحمر، تعود بداياته الى فترة الثورة البلشفية في عام 1917، لكنه ادرك أكثر من أي جهة بريطانية أخرى أنه من أجل تدمير هتلر فأننا سنعانق الاتحاد السوفييتي وقائده الظالم كحليف. وعندما صرف هتلر النظر عن غزو بريطانيا عام 1941 وتوجه بدلا عن ذلك لغزو الاتحاد السوفييتي ، توجه جرجيل بكلمة بالراديو للشعب البريطاني شارحا موقفه قائلا :
" ليس هناك أكثر مني من خاصم وعارض الشيوعية ، وانا هنا لن أقول كلمة عن هذا الموضوع ، لكن التاريخ ومآسيه وجرائمه دفع بنا بعيدا ، الجنود الروس يقومون الآن بالدفاع وحراسة بيوتهم ، وأرى الماكنة النازية تتقدم نحوهم مخلفة االدمار والرعب ، غازية أرضهم كأسراب الجراد. إنني أشاهد القاذفات الألمانية وهي تحلق في السماء باحثة عن فريسة سهلة للانقضاض عليها." وتابع خطابه المهم عبر الراديو قائلا : " أنا أعلن قرار حكومة صاحب الجلالة بأن اي شخص أو دولة تحارب ضد النازية ستحظى بمساعدتنا ، الخطر على روسيا هو خطر علينا ، الهدف الذي يحارب من أجله الروس لحماية بيوتهم هو هدف الأحرار وكل خير في اي بقعة من العالم."
لقد حظيت كلمات جرجيل بترحيب أكثرية الشعب البريطاني ، لكنها اثارت شكوك عدد من اعضاء البرلمان من حزب المحافظين. يعتقد أولئك النواب ان أيدي الروس ملطخة بالدماء ويصعب عليهم تقبل المشاركة مع الشوعيين في هدف عام. كما علق أحد الجنرالات في الجيش البريطاني " أقطع يدي ولا أذهب مع موسكو في اي تعهد". وحذر نائب عن حزب المحافظين حزب رئيس الوزراء ، ان الروس يجب أن يعاملوا بطريقة مختلفة وبقسوة فهم ليسوا اناسا عاديون. لكن وقع كلمة جرجيل في أوساط اليسار وعموم الشعب حظيت بحماس وترحاب وتأييد لروسيا. وقالت احدى الشخصيات النسائية المشهورة في بريطانيا لوندورا فيرهودسون : " الروس لم يكونوا لطيفين معنا في الماضي ، لكن علينا الآن أن نكون أصدقاء ." واضافت : " ستالين لم يبدو لي شخصا لطيفا ، لكنني اعتقد انه أكثر قدرة منا على التعامل مع هتلر."
لقد كانت السيدة محقة في قولها ، حيث لم يكن مقبولا حينها ، انه من أجل الانتصار على هتلر كان يجب على البريطانيين أن يأكلوا بعضهم بعضا ، لكن الروس فعلوا ذلك خلال حصار هتلر لمدينة لنينغراد. ( ويقصد الكاتب هنا أنه قد أشيع بأن سكان لينينغراد وبنتيجة الحصار الطويل لهم من قبل الجيوش الهتلرية اضطروا لأكل جثث الموتى ، وهو أمر لم يؤكد ، لكن المؤكد أن القطط والكلاب وغيرها من الحيوانات قد استخدمت للأكل بالفعل – المترجم). فقد حوصر الروس بين عام 1941-1945 وواجهوا أهوالا صعبة الوصف ، وبفضلها تجنب الحلفاء الغربيون مصيرا لم يعلم عنه رئيس الوزراء مثلما يعرف الشعب البريطاني. لم يرغب البريطانيون ولا الأمريكيون بالقبول بتقديم ملايين الضحايا كتلك التي تكبدها الجيش الأحمر في ستالينغراد وكيرسك ومئات المدن السوفييتية الأخرى التي أغرقت بالدماء.
قدمت الدولتان المساعدات الغذائية والأسلحة للروس ، فقد كانت الطائرات والدبابات من اردء الأنواع التي في حوزتهم. كمية المساعدات البريطانية في ظل نقص الأموال الذي كانت تواجهه بريطانيا بنتيجة مساهمتها في الحرب لم يكن بالمستوى المطلوب أبدا الذي تحدث به جرجيل. الحقائق الأساسية للحرب العالمية الثانية هي أن الروس قدموا أكثر الضحايا التي كانت ضرورية لتحطيم النازية ، بينما قامت القوى الغربية ووفق مخططاتها بالتأخر لأطول فترة ممكنة قبل التحرك لمواجهة الجيوش الألمانية في أوربا. الأمريكيون والبريطانيون وضعوا سياساتهم للقضاء على النازية ، أما في الحقيقة فان كل الخطوات التي اتخذوها ، وأي عمليات نفذوها كانت ثانوية مقارنة بما كان يجري على الجبهة الشرقية. الحلفاء الغربيون لم يكونوا أبدا مسئولين عن هزيمة الجيوش الرئيسية الألمانية ، لقد قدموا أدنى المساعدات للروس ليقوموا بالمهمة نيابة عنهم. ولو تحقق لجرجيل وروسفلت أرضية للاعتزاز بما نالوه من اعجاب فسيكون من الصعب حينها الاعتراض على الروس بكونهم هم الذين خططوا للنصر.
في الدوائر السياسية والعسكرية البريطانية لم يكن أي شعور بالذنب حول التضحيات التي قدمها السوفييت. من وجهة نظر جرجيل كان هناك تأييد وليس ادراكا بدون شعور ، بأنه مهما كانت المصاعب والتضحيات بالارواح في روسيا فان سياسة الحكومة الروسية بخصوص اتفاق روسيا- هتلر عام 1939 كان بشكل خاص تصرفا مسئولا. وعند لقاء جرجيل لأول مرة بستالين بغرض اخباره بالخبر السيئ بأن مقترحه بفتح جبهة ثانية ضد هتلر ستكون اذا ما حصلت في نطاق محدود.
وفي قاعة الاجتماع بالكريملن بموسكو المطلة على النهر أخبر جرجيل ستالين ان أية محاولة من هذا النوع ( يقصد فتح جبهة ثانية في غرب أوربا بقيادة الغرب لتقليل الضغط على روسيا – المترجم) ستكون محدودة ولن تخدم روسيا كثيرا ، وتحدث عن طلعات جوية على المدن الألمانية معتقدا ان الزعيم الروسي سيعجب بحديثه وسيصفق له ، لكنه كان حديثا لا معنى له ، فالجيش الروسي في ذلك الوقت من عام 1942 كان مشتبكا مع الجيش الألماني في الدفاع عن ستالينغراد. لذلك لم يعتبر ستالين الأمريكيين والبريطانيين رفاق سلاح ، فموقفه أشبه برجل وجد نفسه في البحر محاطا بأسماك القرش فيما أصدقائه في القارب يلوحون له مشجعين مبتهجين.
علي ألأسدي/يتبع



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السباق الرئاسي في الولايات المتحدة ... بين السيئ والأسوء ..( ...
- السباق الرئاسي في الولايات المتحدة ... بين السيئ والأسوء ... ...
- كيف تكون كاتبا مذموما .. في هذا الزمان النحس...؛؛
- في يوم الأب ...؛؛
- الشيوعيون اليونانيون... وآفاق التغيير بعد انتخابات الأحد الق ...
- الاغتصاب ... والزواج بالاكراه ..
- رسالة إلى أبيها..
- عندما أحببتِ غيري ..؛
- انهيار اليورو.... أم إفلاس اليونان ...أم كليهما...؟....(الأخ ...
- انهيار اليورو.... أم إفلاس اليونان ...أم كليهما...؟....(4).. ...
- انهيار اليورو.... أم إفلاس اليونان ...أم كليهما...؟....( 3). ...
- انهيار اليورو.... أم إفلاس اليونان ...أم كليهما...؟....(2).. ...
- انهيار اليورو.... أم إفلاس اليونان ...أم كليهما...؟....(1)
- الصين والغرب .... في القرن الحادي والعشرين ...( الجزء الأخير ...
- الصين والغرب .... في القرن الحادي والعشرين ...( الجزء الثاني ...
- الصين والغرب ... في القرن الحادي والعشرين .....الجزء الأول
- دروس من ثورتي أكتوبر 1917 وكومونة باريس عام 1871
- اليسار الشيوعي ... ورأسمالية الدولة والاشتراكية ....( الجزء ...
- اليسار الشيوعي .... ورأسمالية الدولة والاشتراكية ..(. الخامس ...
- اليسار الشيوعي ..... ورأسمالية الدولة والاشتراكية ..... (4)


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي الأسدي - الحرب العالمية الثانية ... درس لا ينبغي أن ينسى....(1) ..؛؛؛