أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامي بزيع - الكتابة














المزيد.....

الكتابة


كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 3890 - 2012 / 10 / 24 - 18:07
المحور: الادب والفن
    


تشكل الكتابة طريقة عظيمة لترتيب ذات الكاتب، انها تضع النقاط على الحروف، انها تأوي الانسان وتبعده عن التشتت لانها تنظمه، تنقحه وتوضحه.
الكتابة تكتشف الذات، تكشف انفعالاتها وقلقها، تجيب على الاسئلة السريعة التي تؤرق الفكر، والفكرة التي تمر في الخاطر، انها "تفضفض" عن الكاتب، تريحه من اعباء همومه، لان هذه الهموم تظهر على الورق (او بشكل آخر من التعبير) لذلك تترك الكاتب شفافا وصافيا.
تحرر الكتابة الكاتب من تراكم الهموم والمشاكل والانفعالات، انها بطريقة ما تنظفه من سموم الحياة، تنقيه اذا صح التعبير فيبقى بذلك مستعدا لاستقبال انفعالات جديدة، وتأثيرات مستجدة، ففي ذاته لا مكان للقديم، الكتابة تأخذ عنه القديم تحرره على الورق، وتلقيه في الكتب، فنجده دائما متجددا مستعدا لتقبل اي طارئ طارق.
الكتابة تحمم الكاتب، تغسله، تزيل عنه التراكمات، وترجعه ابيضا ناصعا ، نقيا. لذلك عندما ينتهي الكاتب من كتابة امر ما يشعر بانه اصبح نظيفا، خفيفا، لقد افرغ حمولته.
لان الكاتب شفافا، يستطيع اي هم مهما كان عاما ان يكون همه الخاص، والقلق الانساني بمجمله يصبح قلقه الفردي، لذلك عندما يكتب، فانه لا يكتب نفسه، بل يكتب الاخرين، كل الناس الاخرين، الذين يعرفهم والذين لا يعرفهم، الذين يشبههم والذين لا يشبهونه، انه تلك الذات العامة الموجودة في كل الناس او اغلبهم، لذلك عندما نقرأه نقول، انه يكتب عني، انه يكتب مااريد قوله، ان يعبر عني.
وعلى هذا الكاتب لا يتعب، لان الكتابة تحرر اثقاله، تزيحها عن منقبيه، فيصبح خفيفا يسعى للامتلاء دائما.
الكتابة تحرر الكاتب من القلق، لكنها بالوقت عينه تفرض عليه قلقا من نوع اخر...قلق الكتابة...لكنه يشبه قلق الحب، انه لذيذ لانه الحب نفسه.
الكتابة تجعل الكاتب متصالحا دائما مع نفسه لانها لا تحب الاقنعة، تنزعها بقوة وتفرض حقيقتها على الكاتب، فيغدو الكاتب حقيقيا ايضا.
الكتابة تجعل الكاتب ثريا، فيشعر بنفسه وكأنه امير العالم، انه ممتلئ لدرجة لا تستطيع معه الاموال ان تجد لها مكانا، انه مليئ لدرجة الاشعاع.
الكتابة تزيل الالم والوجع، لانها تدخل الكاتب في مرحلة ابعد من الحواس، وهي تسمو به متجاوزة جسده الصغير، تحلق به بعيدا حيث الالم يصبح احساس عابر للجسد، ترمي الكتابة عليه ظلالا من النسيان، فلا يعود يشعر معه الكاتب انه من لحم ودم بل من نور وضياء.
الكتابة تجعل الكاتب جميلا، فيرى صورته متوهجة، عيناه لامعتان، ويديه منحوتتين من رخام، وشعره غابة من الزهر، ووجهه انعكاسا للشمس.
الكتابة تحقق التوازن للكاتب لان فعل الكتابة هو فعل اعتراف وبوح، وعندما تتحول الكتابة الى اعتراف ينعتق الانسان ويتحرر من سجن التفاصيل.



#كامي_بزيع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل شيء عبث
- جسر العبور
- البيوت عمرنا الارضي
- عيناك بيتي
- رغما عنك
- عبر الحذاء
- فتاة الحلم الازرق
- هربا الى الموت
- ليلة مصرية تراقص الزمن في اسبانيا
- عزيزة براهيم: صوت صارخ للوطن
- رشيد الخديري في الخطايا والمرآة
- في حضرة الامير
- الخصم
- عيدك ياحبيبي
- المظلة ظل الالهة
- زيارة متأخرة
- مباركة انت
- الفقر المؤنث
- رسائل الصمت
- جنون العاصفة


المزيد.....




- رحلة أفلام السجون السينمائية بين الرعب والعدالة الاجتماعية
- أول تعليق من راغب علامة بعد منعه من الغناء في مصر
- معهد -لو كوردون بلو- لفنون الطهي يصل إلى أبوظبي
- الدار السودانية للكتب تتعرض للسرقة والتخريب ودار عزة للنشر ت ...
- الأكاديمي محمد حصحاص: -مدرسة الرباط- تعكس حوارا فكريا عابرا ...
- مثقفون بلجيكيون يدعون لفضح تواطؤ أوروبا في الإبادة الجماعية ...
- مصر.. غرامة مشاركة -البلوغرز- في الأعمال الفنية تثير الجدل
- راغب علامة يسعى لاحتواء أزمة منعه من الغناء في مصر
- تهم بالاعتداءات الجنسية.. فنانة أميركية تكشف: طالبت بأن يُحق ...
- حمامات عكاشة.. تاريخ النوبة وأسرار الشفاء في ينابيع السودان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامي بزيع - الكتابة