أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - بيني وبين الألف:














المزيد.....

بيني وبين الألف:


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 14:04
المحور: الادب والفن
    


بيني وبين الألف:ــ
وقفت أرقبها ، كانت تقف وسط حقل الحروف الملونة..ترفع رأسها بشموخ.وببن فينة وأخرى ترف رموشها نحو الأسفل مبدية حزناً واضحاً...رغم كونها تعتلي عرش الحروف وتتصدر حقلها المتنوع بالألوان والأشكال، أحجام وقامات..تشكيلات وزخرفات ..دنوت منها بخشية ووجل دون أن أحدث ضجة أو صوت...فللغة قدسيتها ومهابة استخدامها..رفعت رأسها بترفع وسألتني: ماذا تفعلين هنا؟ ومالذي أتى بك؟أجبتها بتوجس ..هو حب الاطلاع وإكتشاف أسرار اللغة..ومعالجتها ..تحصينها وعدم استغلالها بما يمج ويعذب ويحط من قدرها..ابتسمت بمرارة وقالت: ألا ترين أن حقلنا بات حقل تجارب...مشرع الأبواب والنوافذ ، يدخله كثيرون ..بينهم المغامر ، والمقامر ، القاريء والهاوي..الطامح والآمل المتعمشق والخطيب...المبدع والمريض...النجيب والغبي...كل يستخدمنا ..نقع طوع بنان الإنسان...ننصاع فلا قدرة لنا على الاعتراض...نفرح حين يمتطينا قلم حار شريف يحسن التركيب والتعقيب ..يبث الفكر النير ..نشرق به ويشرفنا...يدخلنا عوالم غريبة وبعيدة يفتح بنا أبواب المعرفة...يدخل النور لحقلنا ..يدخل كل شموس الكون وأقماره..يحملنا فوق صهوة جواده الفكري..يدخلنا الملفات الساخنة...لنشكل بجملنا وعباراتنا..نقاط تحول كوني ، والكتب التي تقدمنا بلوحات جميلة وزاهية تخرج من ثنايا ريشة رسام محترف شهير...نزين كل الدفاتر بأشرطة وألوان...ونتراقص فوق الصفحات..كراقصات البجع على سطح البحيرة..مسرحنا الدفتر...لمن يقدرنا ويحترمنا...ونحزن وأيما حزن حين تمسك بتلابيبنا يد مقامر..خطيب تافه...يدور ..يصول ويجول ...من أجل أغراضه..من أجل مشاريع تهز عروش الحريات وتعصف بمستقبل الانسان الناطق الأول بالحرف..يستخدمنا..من أجل باطل، يغرقنا بظلمة حالكة ويزج بنا في دهاليز وكهوف تجعلنا نتعفن..لانرى الشمس ولا تدركنا الحقيقة..لاتهتز خصورنا إلا كي تعتاش جحافل وطاويطه وكي تتسيد فئرانه كل الصحف الصفراء ..تقرض ما تعبنا فيه مع الإنسان المبدع عبر السنين من أجل تسطيرنضالات الشعوب، وتخليدالروايات والقصص..ورواية الحكايات لكل الأجيال كي تنهض وتتطور ، فأي لغة لاتتطور وتنتعش على يد مستخدميها مصيرها الإندثار والموت البطيء، تسيل دماءنا غزيرة وتطوف النيران في أطرافنا..نحترق نتمزق إرباً ..تُغتال مشاعرنا..فنحن لغة الإنسان...نحن تعبيره عن كل ماينتمي للحياة والكون..مايتحدث عن الماضي والحاضر ومايعد للمستقبل.......فماذا تتوقعين منا حين نقع بين أيدي تحملنا للجنة وأخرى تنقلنا للجحيم؟ ، نجد أنفسنا متورطات...أسيرات لدى دول وأفراد ومؤسسات..تنهض بنا وتفتح أمامنا سبل النجاح والتألق...وأخرى تزهق أرواحنا رخيصة دون أن تأبه لحكم التاريخ....ولا أعتقدك إلا وتفقهين ما أقوله...فدخولك المحفوف بالهيبة والتهيب ..يدل على أنك ستـأخذينا معك إلى عالم رحب ومشرق...أجبت: آمل..وأسعى وأعد أن أبذل كل ما باستطاعتي كي أكون...عند حسن ظن الحروف بي..عند حسن ظن اللغة..بمن يمتشق حسامها
هذه الصورة جاءت بايحاء من كتاب الكاتب الكبير رفيق شامي " قرعة جرس لكائن جميل".
ـ باريس 6/10/2012



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنغسل الطفولة السورية من تراب الموت:
- أمنية مواطنة سورية..في ذمة قناة الجزيرة
- ماهكذا تورد الإبل يامسلمين!
- أن ننتقد الثورة والثوار ، لايعني أن نتفق مع الاستبداد ولو بن ...
- طريدة ستبقى...لأنك سوري!
- ضياع وإنتهاء، أم نجاة وبقاء؟
- الأرض السورية تلد بعد عقم!
- حتى الممكن صار مستحيلاً!
- كيف يقيس البعض مواطنتك:
- المرأة..والثورة
- فضيلة النقد، أم عمى القياس؟
- هام وعاجل:
- الطفل ...الشيخ!
- السين ..من سوريا
- احذروا الإنزلاق من تلال العقل والخُلق لآبار الحقد والثأر
- الصوت السوري
- يوميات في دفتر الثورة:
- الفكر، المفكر والثورة:
- خاطرة سياسية بمناسبة انعقاد مؤتمر أصدقاء شعب سوريا الباريسي ...
- إلى الشاب السوري القابض على الجمر:


المزيد.....




- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - بيني وبين الألف: