طز في مصر وتحيا ماليزيا

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 12:45
المحور: كتابات ساخرة
    

لم اتوقع ان تصل بي الأمور الى استعمال كلمة طز في كتاباتي ،رغم أن اباءنا واجدادنا ،رحمهم الله جميعا ممن عاصروا "دولة الخلافة " العثمانية ،ابلغونا ان معنى كلمة طز بالتركية هو الملح .لكن لا أحد منهم او من غيرهم ،خرج علينا بتفسير او توضيح ،كيف تحول المعنى من مجرد مادة اساسية في الطعام وبدونه لا طعم للطعام ،تحول من معنى "لذيذ" الى شتيمة من الاكثر تداولا في قاموس الشتائم الشعبية على مستوى العالم العربي ،طبعا ما عدا الشتيمة التي تخص عضوا محددا عند ام المشتوم !!!
وهأنذا بعد ان اقدم اعتذاري للقراء عن استعمالي للكلمة ،اقول ان الفضل يعود في انتشارها ،لأحد "المفكرين" الكبار التي انجبهم عصر الانحطاط العربي المستدام ،الا وهو المفكر والقائد والثائر العظيم الاخ العقيد معمر القذافي ،الذي قاد المظاهرات المنددة بالامبريالية الامريكية وتحت شعار طز طز في امريكا!!!الى ان لاقى وجه ربه بمعونة امريكية سخية .
وعلى ما يبدو ،فأن العهد الذهبي لكلمة طز قد حلت بشائره ،فهذا "مرشد " روحي سابق ،وكما يبدو فأن "الروحانية "قد غادرته مع بيعه لمنصبه للمرشد الحالي لجماعة الاخوان المسلمين .خرج الى الناس شاهرا "طزه" مدافعا عن الخلافة "العثمانية " ربما ؟؟؟؟؟،موطن الطز الأصلي ، قائلا بما معناه ،لا يهمه من سيكون الخليفة المقبل (الخلافة هي الحل )وليكن من اصول ماليزية ،وطز في مصر!!!!!!ونحن نعلم ان اكثر المتباكين على سقوط الخلافة العثمانية ،هم اهل الاسلام السياسي ،وللتذكير فأن العرب ايام السفربرلك ،قد بحثوا في روث الحيوانات عن حبة قمح او شعير ليسكتوا جوعهم ،بعد ان منت عليهم الخلافة العثمانية بحكمها وعدلها مضرب الامثال، وفعلا لا قولا ،قالت الدولة العثمانية للعرب والمسلمين من رعاياها ،طز فيكم وفي اللي خلفوكم!!!!!!
ولكنني مع ذلك اؤيد سماحة الاستاذ المرشد السابق محمد مهدي عاكف ،في مقولته ،واتمنى ان لا تزعلوا مني !!!
فالاستاذ لم يوجه طزه لواحد بعينه او حزب او حركة سياسية ،وبما أن حركته هي التي تقود البلاد ،فيقع عليها وبناء على اقواله ،نصيب من الطز هذا اذا لم يكن النصيب الاكبر منه !!!! وكما يقول هو وحركته بأن الشعب المصري يدعمهم باغلبيته المطلقة ،فالطز تعني بالضرورة الجماهير الداعمة له ولحزبه السياسي ايضا !!!!
ولكني اتفق معه بحرارة في الجزء الذي خص ماليزيا ،واقول يا ريت !!! ان يتعلم العرب من الماليزيين ،ويتحولوا خلال عقود قصيرة الى نمر اسيوي صاعد!! وليكن يا سيدي ، يا ريت!!!!
والاسلامويون في كتاباتهم ، اثنوا كثيرا على مهاتير ، بل وذهب قسم منهم الى الاعلان ان اسمه الحقيقي هو محاضير او محاضر محمد !!!ووضعوا في اسمه حرفي الحاء والضاد اللذين يميزيان اللغة العربية ،للتأكيد على انتمائه للاسلام ،وقد يكون ذا جذور عربية!!!!ويا ريت يا سيدي ،يزيدنا فخرا ان يكون مهاتير محمد عربيا!!
ولكن مهاتير محمد هذا وفي خطاب القاه امام جلسة لتكريم الراحل رفيق الحريري ، استعرض التجربة الماليزية وعوامل نجاحها ،وهو الذي كان احد مهندسيها !! تحدث عن الديموقراطية وتداول السلطة واهميتها !!!!ولم يقل انها بدعة كفرية !!!! كما يعتقد الاسلامويون ،ولم يدع الى تطبيق لا حدود الشريعة ولا مبادئها!!!!
تحدث عن الشعب الماليزي ،ولم يتحدث عن "الكفار "من الاصول الصينية البوذية او غيرها (45% من المواطنين الماليزيين غير مسلمين )وهناك من يقول ان النهضة قامت على اكتافهم ،ولم يبرمج لفرض الجزية عليهم !!! كما يقول ويفعل الاسلامويون مع الاقباط وغيرهم من ذوي الديانات الاخرى !!!!!!
تحدث عن الحضارة الغربية بمنجزاتها العلمية ومكتسباتها ، ولم يتحدث عن الغرب الفاجر الكافر الداعر!!!!!!!
تحدث عن التوجه نحو الشرق والاستفادة من خبراته ،لا لا تتسرعوا ،الشرق هنا الشرق الاسيوي وليس الشرق العربي ،والشرق المقصود هو الصين ،اليابان وكوريا ،وتعلم كما قال بالحرف الواحد ،تعلم منهم اخلاقيات العمل الشرقية!!!!!
اخلاقيات العمل ايها السادة ،ومرة اخرى اخلاقيات العمل ،!!!!ولو استطعت لكررتها الاف المرات ،اخلاقيات العمل ،وليس اخلاقيات "الفروج والحيض والمفاخذة" ....!!!!!
النهضة تقوم على العلم الغربي واخلاقيات العمل الشرقية ،ليس على فقه النكاح وطاعة ولي الامر!!!
ما الاعتراض ان يكون خليفتنا ماليزيا من شاكلة مهاتير او محاضير او محاضر محمد ،الذي ادى واجبه ولم يلتصق بالكرسي ،ولم تكن به حاجة الى فقهاء التحزب والسلاطين !!!
تعيش ماليزيا ،وطز في ...........!!!!!!!!

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل