انتخابات وزاريّة

راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3882 - 2012 / 10 / 16 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اللعبة الجديدة التي يخوضها بنيامين نتنياهو-بيبي ، رئيس حكومة إسرائيل، ستكون على ملعب البرلمان. حلّ البرلمان-الكنيست، وأعلن الذهاب إلى الانتخابات، لماذا؟!
يذكّرني بيبي بأحمق الحمير الذي كان يسوق حميره العشرة، فركب واحدا منها وعدّها؛ فإذا هي تسعة حمير؛ فنزل وعدّها فإذا هي عشرة؛ فقال: أمشي وأربح حمارا!
كلّ استطلاعات الرأي تنبئنا، أنّ بيبي سيفوز برئاسة الحكومة الجديدة، كما فاز اليمين بالسابقة، إذًا لماذا الانتخابات؟
ربّما يقول قائل: الوضع الاقتصادي/إقرار الميزانيّة والعجز (120 مليار شاقل)، أو ليستبق ما تفرزه الانتخابات الأمريكيّة، أو لفشل العمليّة السلميّة! أو لثقوب في طبول الحروب على إيران وعلى حزب الله وعلى...أو ليقضي على بعض الشخصيّات السياسيّة، مثل براك وأولمرت وليكسب موفاز( زعيم حزب كاديما) وزيرا للدفاع و...أو ليرفع من شأن بعض الزعران، أمثال تساحي هنجبي وألكين وفايجلين... أو...
قالوا عن بيبي بأنّه سياسيّ جبان، ومتردّد، ودجّال، وماكر، وناكر...و... وأضفنا: إنّه رسم كاريكاتيري وباباي يحمل العلبة الإيرانيّة...
أمّا اليوم فقد ثبت لي؛ أنّ بيبي تاجر سياسيّ، ويتاجر/يقامر ببضاعته الكاسدة! كتجارة جحا بالبيض. إنّه يشتري كلّ تسع بيضات/أعضاء كنيست بقرش، ويبيعها كلّ عشرة بقرش، "العبوا يا أولاد، واللعبة على أمّكم"، المهمّ أن يعترف الإسرائيليّون بأنّ بيني سياسيّ ألمعيّ، يسهر ويخاف على الدولة اليهوديّة الديمقراطيّة! ( كما يحلو لليمين). إنّه مخيف..ونحن نخاف!
لذلك، نعم، نحن نخاف على حياتنا وعلى مستقبل أولادنا وأحفادنا!
يشنّ بيبي حملة غسل دماغ واسعة، ويطلق الأكاذيب المرعبة بعيدة المدى على كلّ الجهات، إذ تنتشر على كلّ المستويات، وتغطّي كلّ مساحة بين درجتين!
تكلّف غوغائيّة بيبي الانتخابيّة التافهة ميزانيّة الدولة عشرات ملايين الدولارات. لن تؤثّر هذه الانتخابات في ميزان القوى البرلمانيّ، سيحتفظ اليمين بقوّته، لكنّها ستُخفي وتُظهر بعض الوزراء المعمعيّين الجدد، لذلك هي انتخابات وزاريّة! لحكومة فاشلة وعاجزة ومحرّضة... تراوح مكانها، لا تهتزّ لها قصبة! ليس فيها وزير واحد يملك الشجّاعة ليقول لرئيس الحكومة لا، ولي رأي آخر مخالف أو معارض أو مباين لرأيك!
منذ انتخاب بيبي رئيسا للحكومة، قبل أربع سنوات، لم يقدّم لنا إلا العمل الأجوف والخوف والكذب. لم يخلّص الشعب الإسرائيليّ من الفزّاعتَين: الإيرانيّة والاقتصاديّة ( تحتلّ إسرائيل أسفل درجات السلّم الاقتصاديّ والاجتماعيّ لدول ال (OECD، ولم يستطع أن يقنع طفلا صغيرا بأنّه قائد سياسيّ اقتصاديّ، كان وبقي وسيظلّ قائد الرعب وبطل التخويف وقاتل الأمل!
ثمّة حزب جديد يثير زوبعة في فنجان، ينفخ في رماد الأمل والمستقبل، قائده الصحفي يئير لبيد (زعيم حزب يوجد مستقبل)، الذي يحاول أن يقنعنا بأنّ بضاعته تختلف عن بضاعة بيبي!
لكنّ لبيد يفعل عكس ما يقول كبيبي. لم يكشف لنا موقفا سياسيّا واضحا من القضيّة الفلسطينيّة، ليس لديه برنامج سياسيّ مدعوم من سياسيّين مناكفين لبيبي، لهم تاريخهم ومصداقيتهم وتأثيرهم، ما يدلّ على أنّ لبيد عقد صفقة سياسيّة مع بيبي ليفوز بحقيبة وزاريّة أوفر وأضخم من الحقيبة الموعودة بها شلي يحيموفتش( زعيمة حزب العمل) التي ملّت عيشة المعارضة والصحراء السياسيّة، والتي تعتبر الاستيطان الكولونياليّ نعمة للاقتصاد الإسرائيليّ.
أمّا بالنسبة ل...
"لن يبقى في الوادي إلاّ حجارته" فعلينا، نحن الجبهويّين، أن "نشيل" هذه الحجارة/حجارتنا ونسقطها في مستنقعات السياسة الإسرائيليّة الآسنة، لعلّها تكون منصّة انطلاق لبعض المأفونين؛ لينفضوا عنهم وحْل عبوديّة الاحتلال، وليخرجوا إلى شمس الحريّة!

#راضي_كريني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات