هي سنة جديدة؛ فهي فرصة جديدة لكم

راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 15:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يظهر أنّ حكومة بنيامين نتنياهو ماضية بصناعة الخوف بدون كوابح، تبدع بتنميته غير آبهة لعواقبه، وتعمل جاهدة على توزيعه، وغرزه، وتثبيته في أذهان الإسرائيليّين، لم تقتصر سياسة التخويف على إنتاج الخوف الحكوميّ الرسميّ في الناحية الأمنيّة فقط، لقد تجاوزتها إلى الناحية الاقتصاديّة-الاجتماعيّة ومن ثمّ التربويّة وبالتالي السلوكيّة-الأخلاقيّة.
يدّعي بيبي أنّ هناك أزمات وضربات ... قاسية ستسقط على رؤوسنا، ولا يمكن لنا أن نتفاداها، أو أن تحيد عنّا! ويقرّر بالنيابة عنّا أنّه لا يمكننا أن نواجهها ونتصدّى لها لوحدنا؛ فقط بقيادته "الحكيمة" هو، وفقط هو الذي يستطيع أن يخلّصنا من بئس المصير، وأن يخفّف من عواقبها الوخيمة على المجتمع الإسرائيليّ!
بدأت السنة الدراسيّة الجديدة، وبدأت معها أبواق بيبي بالنفخ، وبالتهويل، وببث سموم الرعب من حرب محتملة، ومن ارتفاع عدد الامتحانات والمفتشين ( نظام عسكريّ) ونسبة الطلاب المتدينين والعرب( خلال 5 سنوات ستصل نسبتهم إلى 44%) في نفوس الطلاب والمعلمين والأهالي...ليجعلنا ننسى حالتنا: السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، المزريّة، وليقنعنا بأنّ المجتمع الإسرائيليّ يقف على "كفّ عفريت"، لذلك علينا أن نبقى نسبّح ونحمد و... حكومة بيبي الساهرة على أمننا، والمتنبهة لمستقبلنا...والمنقذة!
تدلّ الوقائع، ويصرّح الضّليعون بالتربيّة: أن هناك أزمة تعتري المؤسّسات التربويّة.
يشكو المعلمون/المربّون من قلّة الأجرة ومن ضغط/زحمة العمل ومن العنف المتّسع والمطّرد، أفقيا وعموديا، الحاصل في المدارس والممارس ضدّهم، ويتّهمون مؤسّساتهم بالانحطاط وبالفساد وبالمعيقة للتقدم. ويتذمّر الآباء والأمّهات من مستوى التعليم والمعلّمين المنخفض، ويستغرب الخبراء تموضع إسرائيل في المراتب الأخيرة من بين دول ال ،OECDفي سلّم نتائج الامتحانات العالميّة، وتكشف الأبحاث، ويشكو محاضرو الجامعات من أنّ مستوى المعلومات: الكمّيّ والنوعيّ، لخريجي المدارس الإسرائيليّة قد انخفض مقارنة مع سنوات سابقة.
لكن، أيّها الأحبة، نحن في سنة جديدة وهي فرصة جديدة لنا لنحدث التغيير إلى الأفضل، لنتفاءل بالخير، ولنهزم روح الاستسلام ورفع الأيادي، نعم الوضع صعب والحمل ثقيل وذميم. نعم هذه الأزمات موجودة داخل ساحة التغيير، وتعترض طريقه.. لذلك لا بدّ من مواجهتها، بإمكاننا أن نستسلم ونتنازل ونهبط إلى درك أخطر منها، وبمقدورنا أن نجمّع أنفاسنا وقوانا وطاقاتنا الغلّابة وأن نختار سيرورة التغيير الأفضل، ونغيّر التغيير الحاصل والجاري؛ كي نقترب من منشودنا!
دعوا الخوف، ولنتعهّد بأنّنا سننجح في تحسين قيمنا الأخلاقيّة والسلوكيّة والتربويّة، وسننجح بالتالي في تحسين حالتنا الماديّة من ألقاب وشهادات وترقيات ... ومدخولات ماليّة.
أيّتها المربية، وأيّها المربي؛ ما نسمعه منك سننساه، وما نراه منك سنتذكّره، وما نشترك معك بعمله نفهمه ونتعلّمه!
أيّها المربون كونوا ملهمين للطلاب، لا شارحين ومفسّرين ومجيبين وممثلين فقط، سلوككم أهمّ لنا وأنفع من منطقكم. حرّروا التعليم/التربية من الحقائق، ولو كانت مطلقة، اجعلوا مؤسّساتكم مسرحا للآراء ووجهات النظر، وأعطوا ابنكم رأيا يفكّر به بعد الدراسة بدل الوظيفة البيتيّة، ورؤيا يحلم بها في منامه بدل كابوس بيبي! لا تتوقّعوا منا كالأسياد؛ بل أثيروا فضولنا وتوقّعاتنا، ربّما لم نسر على طريقكم؛ فدعونا ندرك سيرورات التربيّة والتعليم ونختار منها!
إن علّمتمونا مرّة من تجاربكم عن الحياة، سنعلمكم مرّتين من سعادتنا معنى الحياة!
أيّها الناس أعطوا مربينا الثقة، ليتعاونوا معنا؛ كي نبادلهم المحبّة بدون تعب!
أيّها المربّون خذوا بأيادينا، وقودونا إلى أماكن جديدة، لم تكونوا فيها أنتم من قبل.
كلّ عام وأنتم ونحن وهم بخير!

#راضي_كريني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات