أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - اِشربوا نخب - فالنتينو-



اِشربوا نخب - فالنتينو-


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3791 - 2012 / 7 / 17 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أسبوع، سلفرتُ في رحلة إلى شمال إيطاليا، وقمت بزيارة مدينة ميلانو الإيطاليّة، المشهورة بصناعة الأزياء وعرضها، لكنّني لم أستطع التخلّص من "سوسة" ملاحقة الأخبار والانشغال بهموم الأمّة، خصوصا وإنّ أمّتنا العربيّة تنتقل من فترة حرجة إلى أحرج منها.
قرأت هناك ميلانو أنّ الأسرة الحاكمة في قطر، حفظها الله ورعاها بسخائه وأغدق عليها باليمن والبركات، قد اشترت بيت الأزياء الإيطالي الشهير "فالنتينو" بـِ 700 مليون يورو، طرت فرحًا لسماع الخبر إلى قمم جبال الألب، ووجدت هناك مَن سبقني مِن أمراء وأميرات الأسرة الحاكمة لدولة قطر، يرقصون طربًا على قمّة الجبل الأبيض، لفوز الأسرة على منافسيها بشراء فالنتينو!
ولِعلمكم، كانت الأسرة الحاكمة في قطر، المتجدّدة أبدا للارتقاء، والساعية ... والمناشدة للديمقراطيّة دومًا، قد اشترت قبل ذلك متجر "هارودز" في لندن، وأسهمًا من مصرف "باركليز" ،واستثمرت في صناعة السيّارات الألمانيّة الفارهة. هذه الأسرة القادرة على تجاوز اللحظات الآنيّة الانفاعليّة، وعلى الجمع الإبداعيّ للماضي والحاضر لتديم المشتهى العربيّ، ولتنصر المرغوب العربيّ على الموجود!
رقصت معهم على قمّة الجبل الأبيض، وبعد سماع العهد والوعد والقسم من فميْ أمير قطر حمد آل ثاني وزوجته الأميرة موزة، الحافظين عن ظهر قلب مصالح فلسطين، قفزت مرّة واحدة من هناك إلى قمّة جبل القرنطل الثابت بين القدس وأريحا، لأطرد الشيطان الذي جرّب ... ولأشرف على ساحات فلسطين. وصرخت بأعلى صوتي لأسمع جمع المحتشدين في القدس وأريحا ورام الله و...، ونقلتُ لهم عهد ووعد وقسم أمراء قطر والأميرة موزة؛ الأصدق من قسم "أبو عمّار".. وناشدت صبايا فلسطين أن يخلعن الكوفيّة والزيّ ألفلاحيّ ويلبسن بدلها الفساتين الحمراء المفصلّة من قماش الشيفون المصنوعة في دار الأزياء القطرية الفاخرة-فالنتينو، وأن يسرن كالبيارق نحو تحرير فلسطين!
طوبى للذين يعيشون في كنف الأسرة الحاكمة في قطر، لأنّ هذه الأسرة الكريمة لا تعيش على جبنتها النفطيّة وعلى بقرة الماضي!
لا عذر لمن لم يقرأ كتاب "مَن حرّك جبنتي"، لمؤلفه سبنسر جونسون،المعتمد في ديار الأسرة الحاكمة في قطر.
أعتقد أنّ الكتاب اعتمد على قصّة من الشرق الأقصى.. تحكي أنّ حكيما اصطحب تلميذه الوفيّ؛ ليعلّمه أهميّة التجوال في الطبيعة، والاطّلاع على تجارب الناس ومخزونهم الثقافي. تجوّلا في الغابة إلى أن وصلا إلى كوخ صغير.. تسكنه عائلة فقيرة من خمسة أنفار؛ أبّ وأمّ وثلاثة أولاد، توجّه الحكيم إلى ربّ الأسرة وسأله مستهجنا: كيف نجحتم بالحياة وبالبقاء..، ولا يوجد في محيطكم مصادر رزق ومراكز تجاريّة...؟
فأجابه ربّ الأسرة بهدوء: لدينا بقرة، نقايض بعض اللترات من حليبها بمواد غذائيّة معيّنة، في القرى المجاورة، ونشرب قسمًا من باقي الحليب واللبن ونصنع من القسم الآخر الجبن ونأكله.
غادر الحكيم الكوخ مسرعًا.. تبعه تلميذه.. توقّف فجأة وطلب من تلميذه أن يخطف بقرة الأسرة، ويدحرجها إلى هوّة سحيقة.. استغرب التلميذ..وناشد و...، ثمّ نفّذ الأمر.
بعد عدّة سنوات من تأنيب الضمير، عاد التلميذ لأسرة الكوخ ، ليعوّضها عن البقرة وليعرض مساعدته عليهم... رأى التلميذ أنّ الكوخ أصبح بيتا فخما... تحيطه بساتين من أشجار الفاكهة المثمرة الوارفة السامقة، وحقول مزروعة بالخضراوات...دخل البيت ووجد أصحابه يلبسون الثياب الجميلة والنظيفة...(كأنها من إنتاج فالنتينو)، اِندهش.. وسأل ربّ الأسرة عما جرى؟!
لقد علمت الأسرة الحاكمة في قطر؛ أنّ لكلّ عربيّ منا يوجد بقرة، تحدّ من تطوّره، ويعلّق عليها آماله...، تشدّه للحفاظ على التوازن، تقيّد قدراته وتحدّد إمكانياته...
فحكّام قطر عرفوا أنّ عليهم التخلّص من بقرة الوالد؛ فخلعوه...وعرفوا أن عليهم إسكات صوت العرب؛ فأغرقوه على شواطئ الجزيرة، وعرفوا أنّ تحرير فلسطين يبدأ بمدّ السلاح للجيش الحرّ وبشراء الذمم والخونة؛ وعرفوا أنّ ضعف الولايات المتحدّة يترك فراغا قي قيادة الأمة، لذلك نراهم يجتهدون في السعي لضمان الطاقة، والماء والغذاء، والديمقراطيّة، وعرفوا ما لا نعرفه!
بناء على ذلك قاموا بشراء فالنتينو لإنتاج الفساتين الحمر للصبايا العرب!
فاشربوا معي كأس فالنتينو!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسرائيليّ المضّطرب
- إن كنتَ أنتَ أنا؛ فمَن أنا؟
- لنهبّ، لقد جاء الصيف
- رنين الذهب يعمي البصر والبصيرة
- الدّلافين الإسرائيليّة
- مَن يستطيع أن ينمّي بذرة الخير؟
- القدس لنا، وأورشليم لكم
- احذروا درب إيهود براك!
- لا صوت يعلو على صوتنا
- أبو مازن، مِن بني ثقيف أم راهب أم ...؟
- إلى متى سنبقى ضحيّة؟!
- أيقظتْني ذكراه!
- المفارقة الغريبة
- ماذا بعد اجتماع الهالك والمالك وقبّاض الأرواح في اسطنبول؟!
- -خكومة- تكنوقراطيّة!
- صدأ العقل واضطراب الشخصيّة
- صناعة الخوف
- ما فاتنا شيء
- هل هي مغامرة أم مقامرة؟
- نريد الثَّقافة، لا الثِّقافة


المزيد.....




- مشاهد جديدة من إنقاذ حصان علق فوق منزل بسبب فيضانات البرازيل ...
- مصر.. يوسف زيدان يرد على علاء مبارك مع استمرار جدل -زجاجة ال ...
- طريقة بسيطة لتحسين صحة الرجال في منتصف العمر
- خبير: روسيا والصين تبنيان عالما بديلا يضعف الغرب
- حصان بلا رأس وكلب بلا عينين.. لقطات طريفة لحيوانات أليفة في ...
- احتفالاً بالموسم الجديد للزراعة.. الثيران المقدسة في تايلاند ...
- البنتاغون جهز مسبقا دفعة من الأسلحة لأوكرانيا قبل الإعلان عن ...
- البيت الأبيض: لا مؤشرات لدينا تؤكد نيّة إسرائيل اجتياح رفح
- نائب فنزويلي: بوتين يعيد بناء العلاقات الدولية وسيدفن هيمنة ...
- -شجار- فريد من نوعه خلال حفل زفاف.. شقيقة العروس تنقض على أف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - اِشربوا نخب - فالنتينو-