يتعقْلَن بيبي، لتتوفّر له الشرعيّة!

راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 15:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد أن فهم رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو-بيبي، أنّ العالم لم يعد يعير تهديداته المتهوّرة بضرب إيران اهتماما، أخذ يستغلّ ويستثمر معركة الانتخابات الأمريكيّة لابتزاز الإدارة الأمريكيّة، على حساب الشعب الأمريكيّ، لكسب المزيد من الدعم الماليّ والأمنيّ/العسكريّ والسياسيّ لسياسته العدوانيّة، المتنكّرة لحقوق غالبيّة المواطنين و"اللاجئين" في إسرائيل.
تدأب سياسة حكومة بيبي على خدمة: المستوطنين ودعاة التوّسع والاحتلال... ودهاقنة رأس المال، وتنفي بمنهجيّة حقّ غالبيّة الشعب الإسرائيليّ بالسلام، وبعلاقات صداقة وجوار حسنة: اقتصاديّة وتجاريّة...وزراعية وصحيّة... وبيئيّة وعلميّة... وسياحيّة، متبادلة النفع والمصالح مع شعوب المنطقة.
لا يستطيع بنيامين نتنياهو أن يمارس مهامّه كرئيس حكومة في إسرائيل بهدوء وبدون توتير للأجواء السياسيّة في المنطقة وفي العالم، ربّما ينمّ هذا عن حالة اجتماعيّة واقتصاديّة شخصيّة، لكن أن يستغلّ حالته هذه ويفرضها على موقعه السياسيّ وحالته التاريخيّة؛ كي يدفع العالم برمّته في اتجاه الأزمات والزوايا الحادة والقيود السياسيّة والأنفاق المظلمة ... والدمار؛ فهذا ما يجب أن نوقفه، وأن يحرّك الهيئات الدوليّة، والقيادات السياسيّة في العالم، والمعارضة في إسرائيل، لتضع حدّا وخطّا أحمر لسياسة بيبي المغامرة.
لا يحقّ لبيبي أن يطالب المجتمع الدوليّ بأن يصبح أكثر شدّة تجاه إيران؛ بل من حقّ المجتمع الدوليّ أن يمارس سياسة العقوبات على طهران وتل-أبيب دون الالتفات إلى صراخ وابتزاز وضغط بيبي، كذلك من واجب المجتمع الدوليّ ، ومن الضروريّ، ومن حقّه أن يلتفت إلى مصالحه، وأن يتّبع سياسة عقلانيّة واضحة تستند إلى الشرعيّة الدوليّة، وتعتمد على معيار واحد، وأن يتعامل بسيرورات متوازنة مع قيادتَي دولتَي التصعيد: إيران وإسرائيل اللتين تعملان على توتير العلاقات الدوليّة وتهدّدان السلم العالميّ؛ فمن الضروريّ ومن واجب المجتمع الدوليّ، وجامعة الدول العربيّة الهزيلة، وقوى السلام في العالم، أن يصرّوا على تخفيف حدّة التوترات والأنشطة النوويّة في المنطقة.
لقد حان الوقت للتخلّص من كافة أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط؛ كما حان الوقت لتزويد كافة دول المنطقة بالطاقات الحديثة والمتجدّدة التي تحتاجها للنهوض بشعوبها، ولاستثمار ثرواتها... ولحلّ أزماتها ولتتحرّر من الاحتلال الإسرائيليّ والاستعمار وتبعاته.
اليوم، بعد أن تعرّضت سياسة بيبي إلى انتقادات لاذعة وواسعة لسياسيّين وكتّاب وصحفيّين، نشرت في الصحف والمواقع الغربيّة؛ فرْمَل إيهود براك، وزير الحربيّة في حكومة بيبي، وأوقف انقياده لبيبي، وأخذ يُبدي ليونة سياسيّة ويتّخذ الحيطة والحذر من تصريحات بيبي أمام سيّده الأمريكيّ ، هذا ما دفع بيبي إلى التظاهر بالعقْلنة، وإلى التفتيش عن شرعيّة، وشبه إجماع دوليّ، وعن مدعاة لتأجيل ضرب إيران إلى ربيع 2013.
يعترف الخبراء العسكريون في إسرائيل ويصرّحون بأنّ امتلاك إيران للسلاح النوويّ... واستعماله ضدّ إسرائيل، يؤدّي إلى مقتل 20 ألف إنسان في المناطق المأهولة بالسكّان، ويقول الخبراء ... عندها ستردّ إسرائيل و... وتقصف إيران بصواريخ نوويّة تمحو إيران وتبيدها عن بكرة أبيها!
إذن ما الذي يبغيه بيبي من تصريحات التهديد بضرب إيران، علاوة على الابتزاز السياسيّ والماليّ والعسكريّ للإدارة الأمريكيّة؟!
يصرّح بيبي وعصابته في الغرف الضيّقة: بأنّه يخاف أن يؤدّي امتلاك إيران للطاقة النوويّة إلى انتشارها في تركيا والسعوديّة ومصر....وبالتالي إلى امتلاك دول المنطقة للسلاح النوويّ، ما يجعل من إسرائيل خرقة في المنطقة، على حدّ زعم تساحي هنجبي! ويقرّر الخبراء بأنّه ليس في العالم من قوّة تستطيع أن تمنع انتشار السلاح النوويّ في المنطقة طالما هناك دول في العالم تمتلكه.
ونضيف ليس هناك من قوّة تستطيع وقف سباق التسلّح في المنطقة طالما هناك احتلال واستغلال وظلم وسرقة لثروات الشعوب..وتقول الحكمة الشعبيّة في بلدي: كي تبقى إسرائيل "بنت معيشة" في المنطقة، عليها بالديمقراطيّة وأن تعترف وتقرّ بقرارات ومواثيق الشرعيّة الدوليّة وتطبّقها، ويقول "بسطاء" بلدي: عندها نضمن لإسرائيل بقاءها وتطوّرها!

#راضي_كريني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل